اليوم :19 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد:

من أجل العزة والوحدة، لا بد أن يجتمع المسلمون حول القرآن والسيرة النبوية

من أجل العزة والوحدة، لا بد أن يجتمع المسلمون حول القرآن والسيرة النبوية

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (8 ربيع الأول 1443) مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “مصدر تغيير كبير في العالم”، مشيرا إلى أن “القرآن” و”السنة” محوران رئيسان للإسلام، مؤكدا على لزوم اتباع هذين المحورين المهمّين.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة قوله تعالى: «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ»: ذكرت الروایات الإسلامية المختلفة من الثاني عشر من ربيع الأول إلى السابع عشر من ربيع الأول مولد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، وإن مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الواقع ولادة رحمة ونور وهدى.
وأضاف قائلا: إن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم کان رحمة للجن والإنس وللحيوانات وللعالمين، ولقد وقع تغيير كبير مع ولادته، وكانت جميع الديانات السابقة بشرت به، وكان العالم ينتظر حدوثه.
وأكّد خطيب أهل السنة على ضرورة اتباع القرآن والسنة النبوية، وتابع قائلا: إن سبب كل المشكلات والإخفاقات والاختلافات والانقسامات التي يواجهها المسلمون اليوم، هو البعد كلّ البعد عن المحاور الرئيسية للدين. يحمل المسلمون اليوم أسماء النبي والصحابة وأهل البيت، لكنهم للأسف يتبنون عادات وثقافات الشعوب الأخرى.
واستطرد فضيلته قائلا: القرآن العظيم وحياة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هما المحوران الأصليان للدين العظيم، ويليق بالمسلمين أن يجتمعوا حول هذين المحورين ليحققوا الشرف والعزة وينجو من الفرقة والانقسام، ولتحقيق السعادة والنجاح يجب على المسلمين أن يقتدوا بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويتبعوه.
وأكد مدير دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء لإقامة الأحكام الإلهية والعدل، فيجب أن تكون إقامة العدل مهمة بالنسبة للمسلمين، فإذا اجتمع المسلمون حول محاور الدين واعتبروا العمل على القرآن والإسلام والسيرة النبوية الكريمة مصدر فخر لهم، سينجحون.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لن يتغلب المسلمون على المشكلات والأعداء، ويكون معهم النصر الإلهي إذا اتبعوا شريعة الإسلام، والمسلم الذي لا يصلي ولا يؤدي الزكاة ويشرب الخمر والمخدرات، ويضيع حقوق الله وحقوق العباد، ويتبع سبيل الشيطان، لا يوجد فيه ما يضمن نصر الله سبحانه وتعالى له.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم سلكوا مسلك الكتاب والسنة ولم يتعدوا عن هذا الطريق، بل الصحابة حققوا الكرامة والعزة والنصر بتطبيق أوامر القرآن والسنة في كافة مجالات حياتهم في العالم، وأصبحوا موحدين ومنسجمين.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: لو ادّعى المسلمون أنهم مسلمون فقط وحملوا اسم الإسلام ولم يتبعوا أوامر القرآن والسنة، فلن ينالوا الكرامة والسلام فحسب، بل لو دعمتهم كل القوى العالمية سيظلون يعيشون في الذل والقلق، وسيواجهون الضيق، لذلك يجب على المسلم أن يسير على أحكام الله تعالى و سيرة رحمة العالمين وأن يتحركوا على محور “القرآن” و”السنة النبوية”.

على المجتمع الدولي الاعتراف بحكومة أفغانستان الجديدة وإقامة العلاقات الدبلوماسية معها
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته مقاطعة بعض القوى الكبرى لأفغانستان بـ”القمع” و”الظلم” و”المخالفة للأعراف الدولية والمواثيق الأممية”، ودعا المجتمع الدولي ولا سيما الدول الإسلامية، بالاعتراف بحكومة أفغانستان الجديدة وإقامة علاقات دبلوماسية معها.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: للأسف، كما أن بعض القوى العالمية بفرض عقوبات جائرة تركت الشعب الإيراني في مأزق، فإنّ هذه القوى الآن في طريقها لفرض عقوبات أسوء على بلدنا المجاور.
وأضاف فضيلته قائلا: يبلغ عدد سكان أفغانستان نحو أربعين مليون نسمة، شعب هذا البلد غير المتقدم محرومون من أبسط حاجات العيش والصناعة والتقنيات، ويعيشون في فقر، ويقضون حياتهم في مهن ووظائف مثل تربية المواشي والزراعة.
وقال خطيب أهل السنّة في زاهدان قائلا: لقد مضى ما يقرب من شهرين على سقوط النظام السابق في أفغانستان، ووصول نظام جديد وحكومة جديدة إلى السلطة في هذا البلد، لكن القوى العالمية، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة، منعت أيضا إطلاق أرصدة أفغانستان، وقد قاطعوا شعب هذا البلد، بينما هذه المقاطعة تستهدف الفقراء والمحتاجين وتعتبر اضطهاداً كبيراً.
ومضى فضيلته قائلا: هذه قضية شعب، فلا ينبغي معاقبة شعب ومصادرة وتجميد أرصدتها ورؤوس أموالها. إن عبء مقاطعة القوى العالمية لأفغانستان يقع على عاتق المزارعين ومربي الماشية والفقراء في هذا البلد، وتزيد العقوبات من هجرة الشعب الأفغاني، الأمر الذي يخلق مشكلات ومخاوف ليست لأفغانستان فحسب، بل لدول الجوار والدول الأخرى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: على المجتمع الدولي أن يطرح توقّعاته القانونية الأخرى على الحكومة الأفغانية الجديدة، وإعطاء هذه الحكومة فرصة لإظهار أدائها، لكن مقاطعة البلد هي شكل من أشكال الإكراه والظلم، وهو مخالف للأعراف العالمية والقانون الدولي.
ودعا خطيب أهل السنة في زاهدان إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين المجتمع الدولي وأفغانستان، وأضاف قائلا: ندعو المجتمع الدولي وجميع الدول، وخاصة الدول الإسلامية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع أفغانستان والاعتراف بالحكومة الجديدة في هذا البلد، فلا ينبغي للدول الإسلامية أن تكون أسيرة للقوى الكبرى، ولا ينبغي أن تكون الصين وروسيا أسيرة أوروبا، ولكن يجب على الدول الإسلامية مراعاة مصالح العالم الإسلامي وعدم السماح للشعب المسلم في أفغانستان بالعيش في جوع وفقر ومعاناة.
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته بمناسبة “أسبوع قوات الشرطة” في إيران: يواجه سكان سيستان وبلوشستان حاليا مشكلات الجفاف والفقر والبطالة، وينبغي التخطيط السليم في المحافظة للاستفادة من مواهب وطاقات المحافظة.
وشدد فضيلته على ضرورة توظيف أهل السنة المؤهلين في قوات الشرطة، وتابع قائلا: استخدام المؤهلين من العرقيات والمذاهب المختلفة، سيعزز الوحدة والأخوة، ومن مطالبنا التي أكدنا عليها مرارا وتكرارا في الماضي، أننا نرغب في توظيف أشخاص أكفاء من العرقيات والديانات المختلفة في الجيش وقوات الشرطة، بحيث يمكن استشهادهم معا للحفاظ على الاستقلال والدفاع عن الوطن، وسيادة الأراضي.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: بغضّ النظر عن العرقية والدين، فإن شعب إيران لديهم حساسية بالنسبة إلى أمن البلاد ووحدة أراضيها، كما أن جميع القوميات والمذاهب دافعوا عن الوطن جنبا إلى جنب.
ونصح خطيب أهل السنة في زاهدان في الجزء الأخير من خطبته، السائقين بمراعاة قواعد المرور، وأضاف قائلا: السرعة غير القانونية خطيرة للغاية، وفي حالة وقوع حادث وقتل شخص أو أشخاص بسبب عدم مراعاة هذا السائق لقواعد القيادة، فإن هذا السائق قد ارتكب جريمة قتل وهو مذنب.
وأضاف قائلا: من الأمور التي لا يهتم إليها في مجتمعاتنا اليوم، أنه إذا قتل شخص أو أشخاص في حادث سير، بسبب عدم مراعاة قوانين المرور، وصرحت شرطة المرور أن السائق مذنب، فإن السائق مذنب قانونًا وشرعا، وعليه بجانب الدية كفارة قتل الخطأ أن يصوم ستين يوماً.
وقال مدير دار العلوم زاهدان: للأسف فقدنا أفراداً نافعين بسبب حوادث الطرق، وأحياناً مات جميع أفراد الأسرة الواحدة في حادث.
وتابع فضيلته قائلا: قوانين المرور من القوانين العالمية، والسائقون ملزمون بالامتثال لها وتجنب التجاوز والسرعة. السرعة غير المصرح بها مخالفة للدين والتقوى.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات