اليوم :28 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

في المسائل الدينية والمذهبية يجب أن يعمل كل طائفة وفقا لتعاليمها الدينية

في المسائل الدينية والمذهبية يجب أن يعمل كل طائفة وفقا لتعاليمها الدينية

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (24 ذوالحجة 1441) على ضرورة التمسك بالمشتركات بين المذاهب والاجتناب من المسائل الاختلافية.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: لا تتحقق الوحدة بين الأمة الإسلامية إلا إذا تمسكنا بالمشتركات وما يوحدنا، ولندع المسائل الاختلافية بين المذاهب لأصحابها. الشيعة والسنة يصلون، والصلاة من المشتركات، لكن الشيعة يرسلون الأيدي في الصلاة، وأهل السنة يضمونها، وليس من المعقول أن يرجو أتباع المذهب الآخر أن يصلي الجميع مثل صلاتهم، فهذا رجاء عابث
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “أهل البيت” من المشتركات بين أهل السنة والشيعة، وتابع قائلا: أهل البيت من المشتركات بين أهل السنة والشيعة، فمحبة علي والحسن والحسين كامنة في وجودنا، لكن لا يوجد في فقه أهل السنة ذكرى التعزية، فلا ينبغي أن يرجو الشيعة أن يقيم أهل السنة التعازي.
وتابع فضيلته قائلا: قلوبنا جميعا تحترق للحسين رضي الله عنه، وحادثة كربلاء من أسوء الحوادث في التاريخ، لكن لكل مذهب طريقته،يقول القرآن الكريم:{قل كل يعمل على شاكلته، فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا}.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى واقعة “غدير خم” قائلا: قام رسول الله في موضع ينفصل حجاج اليمن ببيان فضائل علي رضي الله عنه، وقال: “من كنت مولاه فعلي مولاه”. وفي الحقيقة قصد الرد على من كانت لديهم شكاوي من علي، وصرح أن الحق مع علي، ورجع أهل اليمن عن موقفهم. هذه وجهة نظر أهل السنة.
وتابع فضيلته قائلا: الشيعة لديهم رؤية أخرى عن واقعة “غدير خم”، ويسمون ذاك اليوم بـ”العيد” ويحتفلون به، لكن عند أهل السنة عيدان، عيد الفطر وعيد الأضحى، ولكل وجهته ورأيه، ولا ينبغي أن يُتوقع من أهل السنة أن يحتفلوا بالغدير عيدا.
وتابع فضيلته قائلا: ينشر البعض من القوميات في بعض المناسبات لوحات لا نراها مناسبة. أنصح القوميات والقبائل أن لا يخلطوا القضايا السياسية والدينية، فالشيعة والسنة لهم وطن واحد في إيران، وهم بعضهم مع بعض في القضايا الوطنية والاقتصادية والثقافية، لكن في القضايا الدينية والمذهبية كل يعمل وفقا لمذهبه.
ونصح فضيلته مسؤولي التلفزيون الحكومي قائلا: نرجو من التلفزيون الرسمي أن يجتنب من مقابلة أشخاص مجهولين تحت مسمى “العالم السني” يتحدثون بما يثير مشاعر أهل السنة، ونصيحتي للعلماء ومن لديهم مسؤولية أن يراعوا احترام الصحابة وأهل البيت وحرمة الجوار، ولا يتحدثوا بكلمة ولا يخطو خطوة تجرح مشاعر أهل السنة.

على الجمهورية الإسلامية وسائر البلاد الحرة في العالم الاحتجاج على جرائم الصين بحق مسلمي الإيغور
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى الأوضاع المأساوية لمسلمي الصين قائلا: مع الأسف تضطهد الأقلية المسلمة في إقليم تركستان الشرقية (سينكيانغ)، ويتعرضون للظلم والإجحاف.
وأضاف فضيلته قائلا: كنا نرجو أن تأخذ الصين العبرة من انتشار كورونا الذي كانت الصين منشئه ثم انتشر في العالم، لكن لم يكن كذلك، والخوف أن يسلط الله تعالى عذابا أسوء من كورونا على الصين.
وتابع فضيلته قائلا: من أهم عوامل الآفات والبلايا في العالم قتل الأبرياء والظلم الذي يجري في العالم. لقد كثر القتل في السنوات الأخيرة في الشرق الأوسط والكثير من المناطق الأخرى. إن الله تعالى يسخط من القتل والظلم على الأبرياء. بعد الشرك بالله والكفر به والإلحاد الذي يوجد في الصين بكثرة، يعد قتل الأبرياء من أكبر المعاصي.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: اللسان عاجز من المظالم التي تقوم بها دولة الصين ضد المسلمين والتي تطرح في وسائل الإعلام. في الصين يفرقون بين الوالدين وأولادهما، ليقوموا بتربيتهما في مخيمات خاصة تربية إلحادية، ويغيروا دينهم وثقافتهم ولغتهم، ويبعدوهم عن كلمة لا إله إلا الله. هل يوجد ظلم بهذا المستوى في العالم؟
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: بأي ذنب يفرقون بين المرء وزوجه، ويتعرض المسلمون في المعتقلات للتعذيب والاغتصاب والتعدي. هل هذا الظلم والإجرام بسبب الإسلام والقومية واللغة والرغبة الدينية؟ بأي ذنب يُقتل هؤلاء المسلمون ويعذبون؟
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: ما هو جواب قادة الصين ورؤسائهم تجاه هذا الظلم الذي يرتكبونه؟ أين حقوق الإنسان؟ الدفاع عن المظلوم هو المهم، سواء كان مسلما أو غير مسلم، والظلم مرفوض من جانب أي شخص كان وأين كان. لا ينبغي السكوت تجاه الظلم، بل يجب الجهر بالصوت ضد الظلم.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: إن كان أهل الصين يرون إيران بلدهم الثاني، فهم مخطئون جدا. إيران وسائر البلاد الإسلامية تكون البلد الثاني للصين إذا تخلت الصين عن الإجرام والظلم، فعصرنا ليس مثل الماضي أن يرتكب المرء ظلما فيكتمه.
وأكد فضيلته قائلا: في الظلم ضرر كبير على الصين وشعبها. الأمم التي ترتكب الظلم بحق غيرها تصبح مكروهة في أعين العالم، فلا ينبغي لحكومة الصين أن يتصرف مع مسلميها بطريقة إذا رأى مسلم مواطنا من الصين يشعر بالكراهية ضده.على حكومة الصين أن تنهي جرائمها ضد المسلمين.
وتابع فضيلته قائلا: المسؤولون في بلادنا الآن يسعون في عقد اتفاقية طويلة المدى مع الصين، وإن كان الشعب لا يعرف تفاصيل هذه الاتفاقيات، وهم قلقون بالنسبة إلى مستقبلها، لكن يجب على المسؤولين في كل حال أن يراعوا الأصول الإسلامية والاعتقادات الدينية.
وصرح خطيب أهل السنة قائلا: الاعتقادات الدينية والإسلامية تفرض علينا أن لا نغض الطرف من أصولنا الاعتقادية بسبب منافعنا الاقتصادية. المبادئ الإسلامية تحكم علينا أن نرفع صوتنا ضد الظلم والظالمين، ولا فرق أن يكون هذا الظالم هو أمريكا والكيان الصهيوني، أو الصين أو أي بلد آخر. يجب الاعتراض ضد الجميع، وعلى إيران وسائر البلاد الإسلامية وكافة أحرار العالم أن يحتجوا علانية ضد ظلم الصين على مسلميها.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن تعلم الحكومة الإيرانية أنها تمثل شعبا حرا مناهضا للظلم، والذي ثار ضد الظلم. حينما يجلس المسؤولون مع قادة الصين ويوقعون الاتفاقيات معهم، يجب أن يحذروهم بسبب الظلم الذي يرتكبونه بحث المسلمين، فهذا الظلم لا بقاء له، وهو مغاير لمنافعهم أيضا.

الشعب قلق من الاتفاقية مع الصين
و أكد خطيب أهل السنة على لزوم الدقة والدراسة العميقة حول الاتفاقية مع حكومة الصين، قائلا: الاتفاقيات التي تعقد مع الصين يجب أن تكون عن دراسة ودقة. أهلنا ولا سيما سكان السواحل، ليس لديهم طرق كسب العيش سوى البحر والصيد منه، وهؤلاء قلقون بالنسبة إلى مستقبل هذه الاتفاقيات.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب أن نفكر في أهلنا في المناطق الساحلية التي لا مصادر لهم لكسب العيش سوى البحر. البحار أهم ثروات بلادنا، والبحار توفر قسما كبيرا من اقتصاد البلاد، فعلى المسؤولين أن يدرسوا هذه القضية بشكل أساسي.

وفاة “حميد الله سردارزهي” من الحوادث المؤلمة في المحافظة
وأشار خطيب أهل السنة في نهاية خطبته إلى وفاة “حميد الله سردارزهي” و”الحاج أنوشيروان تمنداني” قائلا: وفاة “حميد الله سردارزهي”، الذي كان من رؤساء القبائل، وكان شخصية متواضعة، وعالم مثقف، من الحوادث المؤلمة خلال الأسبوع الجاري. الراحل حميد الله كان مشفقا، رحيما بالفقراء والأغنياء، وكان يحب الجميع. وكان في قلب الناس داخل المحافظة وخارجها، ولا سيما كان يتمتع بمكانة بين الشعب البلوشي.
وأضاف فضيلته قائلا: رحم الله الراحل حميد الله سردارزهي، والراحل الحاج انوشيروان، وأسكنهما فسيح جناته، ومنح ذويهم الصبر والسلوان.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات