اليوم :20 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد:

العلاج والتخلص من الآفات والبلايا فی “ترك المعاصي” و”إعادة النظر في الأعمال”

العلاج والتخلص من الآفات والبلايا فی “ترك المعاصي” و”إعادة النظر في الأعمال”

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (20 شوال 1441)، إلى زيادة الآفات والبليات في العالم، مؤكدا على ضرورة “التضرع إلى الله”، و”التوبة” ، “ترك المعاصي والذنوب” و”إعادة النظر في الأعمال” كطريقة للتخلص من هذه الآفات.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» [توبه:105]} قائلا: إن الله تعالى لا يحب الذي يتكلم بالكلام الفارغ، ويدّعي ما ليس بفاعل له، ويقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ کَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ}. إن الله ساخط من الذين يعدون ولا يفون بوعودهم، ويقولون بألسنتهم إنهم يحبون الله ورسوله، ولكنهم يعصون الله ورسوله.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله تعالى لا يحب أي شخص يتكلم بلسانه أنه يضحي بماله ونفسه في سبيل الله، لكنه ينسحب حينما يوجّه أمر الله إليه ويعصي الله، ويقصر في القيام بالواجبات والسنن، فعلامة الصداقة والمحبة مع الله تعالى هي إطاعة أوامره.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: إن الله تعالى لا يرضى من عباده مجرد الدعاوي، بل يريد منهم العمل، فيجب على المرء أن يقبل الحقائق، ويكون واقعيا، ويتصرف على أساس الحقيقة، ويخضع للحق، وإذا أراد المرء أن يعرف الحقائق والوقائع، فعليه أن يرجع إلى القرآن والسنة، فإن جميع الكلمات والنصائح والتعاليم الموجودة في القرآن قائمة على الحق والواقعية، فعندما تعملون على القرآن، ستقتربون من الله والنجاح.
وأشار مدير دار العلوم زهدان: إحدى المشكلات التي يعاني منها الكثير من الناس، هي أنه لا أحد يرى عيوبه، ولا ضعفه، ولا قصوره، ولا خطاياه، ولا يلوم نفسه، ولكن يرى دائما أخطاء الغير، ويحمّل غيره أخطائه، ويلوم الآخرين.
وأضاف قائلا: نحن جميعًا منغمسون في نعم الله تعالى في كل لحظة نعيشها، ولم نقدر أن نقدم الشكر على كل هذه النعم، فيجب أن نتوب كل لحظة ونستغفر الله على هذا القصور. قال السعدي رحمه الله: “في كل تنفس نعمتان، وعلى كل نعمة شكر، فمن يقدر بيده ولسانه أن يقدر على القيام بشكره”
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: لماذا لا نتوب من كلّ هذا الظلم وتضييع الحقوق؟ لماذا لا يتخلّى البعض من الناس عن تضييع حقوق الضعفاء والاختطاف والقتل وسفك الدماء والسرقة والرشوة والاختلاس والاحتيال والمكر والخداع والفساد؟ لماذا لا نعيد النظر في حياتنا وأفعالنا؟ نحن بحاجة إلى مراجعة أعمالنا صحيحة كانت أو خاطئة، ربما يوجد عمل فينا نظن أنه صحيح لكنه خطأ في واقع الأمر، لذلك من الضروري عرض سلوكنا وأعمالنا على الشريعة وسيرة السلف الصالحين.
تابع فضيلة الشيخ قائلا: الآفات التي ابتلي بها العالم اليوم هو من أجل توعية العالم ليطلب الحق والحقيقة، فإذا طلب المرء الحق، فسيوجهه الله ويهديه إليه في أي مكان في العالم كان؛ «وَيهْدي اِلَيهِ مَنْ یُنیب» [شوری: 13]. طلب سلمان الفارسي رضي الله عنه الحق من رامهرمز في إصبهان، وخرج لطلب الحق، فأوصله الله تعالى إلى المدينة المنورة وهداه إلى سواء السبيل، لكن قليل هم الذين يطلبون الحقائق في عصرنا.
وتابع فضيلته قائلا: يقول الله تعالى: {وبلونهم بالحسنات والسيئات لعلهم يرجعون}، كثرة الرزق، وعمران السنين، أو الخوف، والمجاعة، والصعوبات، والمتاعب، ليست كلها عن صدفة، ولكن جميعها لاختبار البشر، ومن أجل أن يعود الإنسان إلى الله.
وحذّر مدير دارالعلوم زاهدان قائلا: هي منتهى القسوة للقلب أن يرتكب المرء السرقة، ويقوم بقطع الطريق بدلاً من التوبة والالتفات إلى الله في هذه الظروف الحالية للعالم التي تتطلب التوبة والتضرع إلى الله، في هذه الظروف يجب على الجميع أن يعتبروا أنفسهم مذنبين، ويجب على العصاة والمذنبين أن يتوبوا ويتوقفوا عن الإثم.
وتابع فضيلته قائلا: إذا لم نتب، ولم نتضرع، من المحتمل أن تطول آفة كورونا إلى مدة طويلة، أو تضاف إليها آفات أخرى، «فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» [أنعام: 43]. فيجب علينا جميعا أن نقلع عن المعاصي، ونمنع المفسدين والمذنبين وأهل المنكر عن الفساد والمنكر، وأفضل طريقة لعلاج الآفات والمصائب والبلايا، هي ترك الذنوب والمعاصي، والقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الحذر ومراعاة النصائح الصحية لا تتعارض مع التوكل
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطبته، عن أسفه من زيادة عدد الأشخاص الذين أصابهم فيروس كورونا في المحافظة والبلاد، وأضاف قائلا: إن إقامة مجالس التعزية في إحدى قرى المحافظة أدت إلى انتشار كورونا، وابتلاء الناس بهذا المرض، لذلك لا ينبغي دعوة الناس إلى حفلات الزفاف أو التعزية في هذه الظروف. يجب أن تعقد حفلات العرس باجتماعات صغيرة جدا. والذين يريدون الإنفاق وعقد الوليمة ليقسموا ذلك الطعام بين الفقراء والمساكين، ولا حاجة إلى مجالس التعزية، والحمد لله شعبنا على علم بالمسائل، ويعرفون أنه لا لوم ولا عتاب على من لم يشارك تشييع الجنازة أو التعزية.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الحذر ومراعاة التعاليم الصحية ليست مغايرة للتوكل على الله تعالى، بل هي عين التوكل، فالحفاظ على السلامة والعافية مهمة جدا، وتؤكد الشريعة الإسلامية على هذه الأمور كثيرا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات