اليوم :28 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

أهل السنة في إيران لديهم مخاوف حول مستقبلهم

أهل السنة في إيران لديهم مخاوف حول مستقبلهم

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (12 جمادى الثانية 1441)، إلى مشكلات أهل السنة في إيران رغم مرور 41 سنة على الثورة، مؤكدا أن لديهم مخاوف وقلاقل حول مستقبلهم.
وقال فضيلته: أهل السنة في إيران دعموا الثورة، وكانوا مع مسؤولي النظام والمرشد؛ لكن لم تلب مطالبهم حتى الآن، ولا زالت لديهم مخاوف حول حقوقهم ومستقبلهم.
وأشار رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان منتقدا التمييزات التي تمارس ضد أهل السنة في تفويض المناصب، والحريات المذهبية: أهل السنة لديهم مشكلات ومخاوف حول تفويض المناصب، وتوظيف مؤهليهم، وحرياتهم المذهية في المدن الكبرى، وأهل السنة يشكون دائما في المناطق التي يعيشون كأقليات.

أهل السنة في كرمان والأحواز يشكون الضغوط الدينية
وتابع فضيلته قائلا: كان المتوقع أن يحتضن المسؤولون إخوتهم من أهل السنة أينما كانوا، ويساعدوهم في تأدية الصلاة، لكنهم مع الأسف يواجهون مشكلات. أهل السنة في الأحواز لديهم شكاوي بالنسبة إلى الضغوط المذهبية، وهكذا إخوتنا في محافظة كرمان، المحافظة التي لم نكن نتوقع ضغوطا مذهبية فيها، يواجه أهلها المشكلات المذهبية. يرجو أهل السنة أن يعامَلوا بالمحبة، ولا يكون تمييز، ولا تكون ضعوطات مذهبية.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة توفير الحريات المذهبية قائلا: الوحدة والأخوة تقتضيان أن يكون أهل السنة أحرارا أينما كانوا. يجب أن يكون الشيعة والسنة أحرارا في تعليم أبنائهم.
وأضاف قائلا: حتى الذين ليسوا مسلمين ولا يؤمنون بعقائدنا ولا يفكرون مثلنا، يجب أن يكونوا أحرارا، وتوفر حريتهم.

يجب أن تكون تولية المناصب حسب الأهلية
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة مبدأ الأهلية في تولية المناصب، قائلا: مع الأسف لا تراعى الأهلية في توظيف المناصب؛ خانة المذهب في استمارات التوظيف مغايرة للأعراف الدولية. لا يسألون عن المذهب في أي مكان من العالم، يكفي أننا إيرانيون، وإذا أردنا المزيد فيكفي كون المرء مسلما.
وندد فضيلته بضيق النظر، قائلا: إذا تسرب ضيق النظر في نظام، سيضر بذلك النظام إضرارا لا يضره أي عدو. إن الله لا ينصر شخصا لديه فكرة ضيقة، ولا نظاما كان ضيق النظر والأفق.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لقد مضى أكثر من أربعة عقود على الثورة، لكن ما زال الكثير من أصول الدستور تم تجاهلها، أو جرى العمل عليها حسب الميول الشخصية. رسالتنا إلى كافة المسؤولين أن لا يفوّتوا الفرص، ويعاملوا القوميات والمذاهب بسعة الأفق، ونقول لهم: لا تدفعوا أهل السنة نحو اليأس، بل قربوهم إليكم. لدى أهل السنة شكاوي ومخاوف، أزيلوا هذه المخاوف.

بقاء النظام يمكن إذا حافظ على شعبيته
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد بمناسبة ذكرى انتصار الثورة في إيران، إلى عوامل هذه الثورة، قائلا: في النظام السابق كان يمارَس الظلم بحق الشعب، ولا يسمع كلامهم، ولا تلبى مطالبهم، والأجانب كانوا مسيطرين على منافع البلاد ومصالحها، ويدعون الناس إلى المعصية، ويرغبون فيها؛ وهذه المسائل هي التي دفعت الشعب الإيراني إلى القيام، وانتصار الثورة الإسلامية.
واعتبر فضيلة الشيخ شعبية الثورة من أبرز خصائصها، وتابع مؤكدا أن بقاء الثورة يمكن إذا حافظ على شعبيته: الثورة الإسلامية كانت ثورة شعبية. هذه الثورة انتصرت بالشعب؛ فبقاء هذه الثورة أيضا مع الشعب.
وأضاف فضيلته مؤكدا على لزوم الاهتمام بهتافات إبان الثورة قائلا: الاهتمام بمطالب الناس، من العدل والحرية وغيرهما من الهتافات التي كانت من مطالب الشعب في بداية الثورة، يجب أن تكون موضع الاهتمام. يجب أن يملك الناس حرية القلم والرأي.

لا بد من محاربة التمييزات والإجحاف
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم تطبيق العدل وإزالة التمييزات، قائلا: يجب تطبيق العدل وإزالة التمييزات، فلا محل للتمييزات في الإسلام. على المسؤولين أن يحاربوا الجور والتمييز. التمييز بين القوميات والمذاهب الإيرانية يجب استئصالها. الشعب الإيراني يجب أن يتمتعوا بحقوق متساوية، لأنه لم يقم أصحاب مذهب واحد بالثورة، ولا أصحاب قومية واحدة.
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد من تبعات الرؤية التمييزية قائلا: حينما تكون الرؤية طائفية، تكون ضيقة ومضرة. يجب أن تكون الرؤية إسلامية تسع الجميع. كلنا نفتخر بالإسلام؛ ويوجد بين المسلمين بعض الانقسامات، وتوجد تقييدات في كل قسم، لكن الإسلام واسع لا يوجد فيه تقييد. إذا كانت رؤيتنا إسلامية، سينال الجميع حقوقهم. وتحل المشكلات، ويكون الناس جميعا في راحة.

يجب الاعتناء بأهلية المرشحين في الانتخابات وقدراتهم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى انتخابات مجلس الشورى قائلا: يجب أن تكون الانتخابات عابرة للأحزاب والقوميات والمذاهب. أهلية الأفراد وكفاءاتهم مهمة. الرجل الورع الذي لا يملك سعة الأفق، لا ينفعنا في المجلس. يجب أن يكون نائب المجلس واسع الفكر.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد مجلس صيانة الدستور قائلا: بإمكان مجلس صيانة الدستور أن يعقد انتخابات ساخنة، والا نتخابات لا تكون ساخنة إلا إذا كان فيها تنوع، ويترشح للانتخابات من يرضى بهم الناس.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: إيران للشعب الإيراني جميعا، ولم تكن في منطقة بلوشستان حكومة في وقت ما، لكن حارب أهلها الإنكليز، واستشهدوا في الدفاع عن الوطن، وحافظوا على هذه المناطق. القوميات كلها فرص وقدرات دافعت عن سيادة الأراضي واستقلال الوطن. يجب الاهتمام بالجميع.

الإسلام دين القدرات
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، في القسم الآخر من خطبة الجمعة “القدرات الواسعة والسامية في الإسلام” من أعظم نعم الله تعالى على الإنسانية، موصيا الجميع بالتعامل والعيش والتعايش السلمي مع الجميع، والالتزام العملي بالإسلام.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون}، قائلا: أعظم ما أنعم الله به على البشرية ولا سيما المؤمنين، أنه أعطاهم دينا فيه قدرات واسعة كبيرة. قوانين هذا الدين وأحكامه وأخلاقه وعقائده مقبولة عند الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: ليس الإسلام نظرية خالية، بل دين العمل. لا يمكن لنا الاستفادة من بركات هذا الدين بغير العمل. نحن نكون مستفيدين من بركات الإسلام إذا عملنا على تعاليمه.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أن الجميع مكلفون بالعدل: الإسلام دين العدل والإنصاف؛ يجب أن نكون منصفين بالله تعالى وبالنسبة إلى الشعب. العدل من الخصائص المحورية والمهمة في الإسلام، ولقد بعث الله تعالى الأنبياء للعدل، والبشر في أي مستوى كانوا يجب عليهم أن ينفذوا العدل.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى أعطى كل شخص سواء كان مزارعا أو رجلا أو إمرأة أو محافظا أو حاكما أو رعية، مسؤوليات حسب استطاعته، فإن لم يقم بمسؤوليته لقد ظلم في حقهم. “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”. هذه قدرة قانون الإسلام.
وتابع فضيلته قائلا: الإسلام دين التعايش السلمي؛ بإمكانكم أن تتعايشوا مع أصحاب المعتقدات المختلفة. يجب أن تشكروا الله حيث منحكم دينا فيه قدرات واسعة، وجعلنا نتعايش مع كل البشر سواء يؤمنون بالله تعالى أو يجحدون.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد سيرة الرسول الكريم بـ “سيرة القدرات” قائلا: لقد أعطى الله تبارك وتعالى للرسول الكريم أعظم القدرات؛ سيرة الرسول الكريم سيرة القدرات والاستعدادات، وكل هذه تعود إلى قدرة الله الواسعة المطلقة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تعالى رحمته واسعة، يرزق أعدائه، بل وقد يرزقهم أكثر لحكم ومصالح. وخاطب الرسول والمسلمين: {ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار}.
وأكد فضيلته: هذه من رحمة الله والواسعة حيث يتحمل الظالمين والطغاة والمتكبرين والجبابرة. لقد علمنا الله تعالى أن نستخدم سعته وأخلاقه، ونرفع من صبرنا وتحملنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات