انعقد مساء الأحد 16 جمادى الأولى 1441 أول مؤتمر تخصصي حول شخصية الإمام السيد أبي الحسن الندوي رحمه الله، في جامعة دار العلوم زهدان، بعنوان “الإمام السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي، رائد الفكر والدعوة والأدب الإسلامي”.
ألقى في هذا المؤتمر الذي تولى إدارته قسم التخصص في الأدب العربي بجامعة دار العلوم زاهدان، كل من فضيلة الشيخ عبدالحميد، مدير الجامعة، والمفتي محمد قاسم القاسمي، رئيس دار الافتاء فيها، والشيخ عبدالمنان القاسمي (ضيف من أفغانستان)، والشيخ عبدالقادر العارفي (أستاذ جامعة دارالعلوم بزاهدان) محاضرات مفيدة تناول جوانب من حياة شخصية الإمام أبي الحسن الندوي رحمه الله. كما بثت محاضرة الشيخ محمد الرابع الندوي (مدير دارالعلوم ندوة العلماء/ الهند) التي سجلت خاصة لهذا المؤتمر أيضا.
في القسم الأول من المؤتمر قام أصحاب بعض البحوث التي فازت في مسابقة المؤتمر، بتقديم خلاصة بحوثهم أمام الحاضرين، وفي نهاية الجلسة تم تكريمهم بإعطاء الجوائز لهم.
المفتي عبدالقادر العارفي: كان الإمام أبوالحسن الندوي رحمه الله شخصية معتدلة ومفكرا تقيا
أشار الشيخ المفتي عبدالقادر العارفي، نائب رئيس دار الإفتاء التابعة لجامعة دارالعلوم بزاهدان، في بداية المؤتمر، إلى بعض الصفات البارزة للعلامة الندوي رحمه الله، قائلا: كان الشيخ الإمام الندوي رحمه الله شخصية معتدلة، وعابدا تقيا ومفكرا. نشأ وترعرع وذاق حلاوة الإيمان والعبادة في عائلة صلتها كانت وطيدة بالله تعالى، ومتبعة لسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شجع الأستاذ بجامعة دارالعلوم زاهدان في محاضرته بمطالعة بعض الكتب للعلامة الندوي وقال: إن الشيخ الندوي كتب كتبا ومقالات كثيرة، إما باللغة العربية أو الأوردية حسب حاجة المجتمع. حاولوا أن تطالعوا من كتبه “الأركان الأربعة في ضوء الكتاب والسنة مقارنة مع الديانات الأخرى”، و”ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين”، و”الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية”، و” رجال الفكر والدعوة في الإسلام” بالاستيعاب، وإن لم تجدوا وقتا أن تطالعوا هذه الكتب، فعلى الأقل طالعوا مقدّمات هذه الكتب بالدقة والإمعان؛ لأن كل مؤلف يذكر خلاصة الكتاب في المقدمة.
الشيخ عبدالمنان القاسمي: العلامة الندوي رحمه الله كان عالما بعيد النظر
الشيخ عبدالمنان، من علماء أفغانستان، وقد تزامن سفره إلى زاهدان مع عقد هذا المؤتمر، فألقى كلمة في المؤتمر أشار فيها إلى صفات العلامة الندوي رحمه الله الممتازة قائلا: إن العلامة الندوي رحمه الله كان عالما بعيد النظر، عارفا، ومفسرا، ومحدثا، وكاتبا. لقد قام الشيخ في القرن العشرين بخدمات جليلة للأمة الإسلامية.
أشار الشيخ في كلامه عن لقاءاته وزياراته للعلامة الندوي رحمه الله، وقال: لقد زرت العلامة الندوي رحمه الله عندما كنت متعلما في جامعة دارالعلوم ديوبند، مرات عديدة، ولقد رأيته والقلم دائما معه لا يفارقه، وكنت أراه في حالة التفكر والتأمل.
الشيخ محمد الرابع الندوي: إن العلامة الندوي رحمه الله خدم الأمة في أوضاعها المتوترة وظروفها الحرجة
أعرب الشيخ محمد الرابع الندوي، مدير جامعة دار العلوم ندوة العلماء، في المقطع الذي سجل لأجل مؤتمر “الإمام السيد أبوالحسن علي الحسني الندوي، رائد الفكر والدعوة والأدب الإسلامي”، فرحه وابتهاجه بانعقاد هذا المؤتمر أوّلا، ثم أشار إلى خدمات الشيخ الندوي في هذه الأوضاع والظروف المأوساية، وقال: في العصر الذي تغيرت الأحوال والأوضاع وهي لا تبشر بالخير، وسيطرت المادية على الأفكار، واجتاحت جميع البلاد، منها البلاد الإسلامية، قام الشيخ الندوي بخدمات جليلة لأجل الأمة الإسلامية.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم ندوة العلماء قائلا: علينا أن نتمسك بالقرآن المجيد، وإن القرآن الكريم بيننا ويرشدنا في جميع أمورنا وشؤوننا؛ ولكن مع الأسف الشديد نرى الناس قليلي الاهتمام بالقرآن، ولا يقبلون عليه إقبالا يليق بشأنه؛ لأن المادية هيمنت على أفكار الناس، فعلينا أن نرجع إلى القرآن ونتلوه ونتدبر فيه ونستهدي به ونتعلم منه، ودائما نكون منقادين وممتثلين بأمره.
الشيخ المفتي محمد قاسم القاسمي: ظروف المجتمعات تحمل الدعاة على الفكر والدعاء ومواصلة المسير
وأشار الشيخ المفتي محمد قاسم القاسمي في كلمته في هذا المؤتمر، إلى أوضاع العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، وقال: ظروف المجتمعات المعاصرة وأوضاعها تحمل الدعاة على الفكر والدعاء ومواصلة المسير.
إن العلامة الندوي رحمه الله ولد في نهاية القرن التاسع من الميلاد، في أحوال حرجة، حيث سقطت الإمبراطورية العثمانية الكبيرة، وكان العالم الإسلامي يعاني من مشكلات عديدة.
تطرق الشيخ المفتي محمد قاسم القاسمي، أستاذ الحديث في جامعة دارالعلوم، في تصريحاته إلى عناصر مؤثرة في تكوين شخصية العلامة الندوي رحمه الله، وأضاف قائلا: “الإرادة الإلهية”، و”الظروف والأوضاع السياسية والاجتماعية والأخلاقية للمجتمع والعائلة”، و”المربي”، و”رعاية أدب الأساتذة”، و”الصلة بالمشايخ”، و”الاتصال بالقرآن وسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيرة الصحابة رضي الله عنهم والرجال البنائين للتاريخ”؛ كل هذه عوامل كان لها دور كبير في تكوين شخصية العلامة الندوي رحمه الله.
وأوصى رئيس دار الإفتاء التابعة لدارالعلوم زاهدان، في نهاية خطابه، الطلاب بالتأسي والاقتداء بهذا الإمام في العدالة والحكمة، وقال: طالعوا كتب الشيخ الندوي، واتبعوا من حمكته وتقواه والزهد والاعتدال، وكونوا دائما مثله مهتمين بترويج الأفكار الدينية، وليكن هذا واضحا في أذهانكم.
فضيلة الشيخ عبدالحميد: يظل العلامة الندوي رحمه الله خالدا في الأذهان بسبب إخلاصه وسعيه لخدمة البشرية
قال فضيلة الشيخ عبدالحميد، رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، في مؤتمر” الإمام السيد أبوالحسن علي الندوي رائد الفكر والدعوة والأدب الإسلامي”: إن سبب نجاح الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والصحابة الكرام رضي الله عنهم، والسلف الصالح رحمهم الله، هو “الإخلاص”.
وتابع قائلا: إن الفائزين والناجحين عبر التاريخ هم المخلصون. جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة والرجال الذين صنعوا التاريخ في العالم الإسلامي، وصلوا إلى قمم العزة والفخر بالتقوى والإخلاص. إن أعمال الخير والنشاطات الدينية، لو قام بها صاحبها لأجل مرضاة المولى، تحصل على البركة والقيمة وتكون مفيدة ومؤثرة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن هدف العلامة الندوي رحمه الله، وباعثه كان رضى الله. استطاع الشيخ بهما وبتقوى الله عز وجل وبالخدمة للإنسانية، أن يرشد كثيرا من الناس إلى صراط الإسلام المستقيم ونهجه القويم، ولقد ارتسمت ذكراه في أذهان كثير من الناس.
وأكد مدير جامعة دارالعلوم على الاهتمام بتزكية النفوس وصرح قائلا: جميع الأنبياء كانوا عابدين لله تعالى ذاكرين له، وكانت لهم مع الله صلة وثيقة وعلاقة وطيدة، فعلى جميع الطلاب أن يهتموا بتزكية نفوسهم؛ لأن التزكية أهمّ من التعلم ومقدم عليه.
واستطرد فضيلته قائلا: مرّة في رحلة الحج التقيت بالعلامة الندوي في المسجد النبوي الشريف، فوجدته رجلا متواضعا متقشفا وكان واقفا أمام روضة رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل العجز والانكسار. لنعلم بأن جميع العلماء والمصلحين وخدام البشرية، الذين أفادوا الناس بأي نوع من الخدمة كانوا في الواقع يقتاتون من مائدة أعظم مربّ وأكبر مرشد في العالم، وهو سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أسماء الفائزين العشرة في مسابقة كتابة البحوث والمقالات لمؤتمر “الإمام السيد أبوالحسن الندوي، رائد الفكر والدعوة والأدب الإسلامي”:
الفائزة بالشرف الأول: حميرا حسين زهي، وعنوان مقالتها: “اهتمام الإمام الندوي بأدب الأطفال والناشئين”.
الفائز بالشرف الثاني: إسحاق الفاحص، وعنوان مقالته:” الإمام أبوالحسن الندوي، رائد الأدب الإسلامي”.
الفائز بالشرف الثالث:” صديقة شه بخش، وعنوان مقالتها: “عوامل تكوين الأدب في شخصية الإمام الندوي”.
الرابع: إبراهيم سليمان خيل، وعنوان مقالته: “ركائز الأدب الإسلامي وخصائصه عند الإمام الندوي”.
الخامس: آسية نارويي، وعنوان مقالتها: “ركائز الأدب الإسلامي وخصائصه عند الإمام الندوي”.
السادس: يعقوب ملكزهی، وعنوان مقالته: “الإمام أبوالحسن الندوي كما يراه الأدباء المعاصرون له”.
السابع: نقیب الله طاهری عنوان مقالته: “اهتمام السيد أبي الحسن بأدب الأطفال والناشئين”.
الثامن: عبد الرحمن سلطاني، عنوان مقالته: “الإمام أبوالحسن الندوي، رائدا للأدب الإسلامي”.
التاسع: حبیب نعمت براهویی، وعنوان مقالته: “الإمام أبوالحسن الندوي كما يراه الأدباء المعاصرون له”.
العاشر: الدكتورة جميلة هادي الرجوي، وعنوان مقالتها: “رابطة الأدب الإسلامي العالمية ودور الإمام أبوالحسن في تأسيسها وتنشطيها”.
تعليقات