اليوم :19 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

رمضان شهر الورع والمواساة والسخاء وتلاوة القرآن

رمضان شهر الورع والمواساة والسخاء وتلاوة القرآن


أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (27 شعبان 1440) إلى حلول شهر رمضان، واصفا إياه بشهر الورع، والمواساة، والسخاء، وتلاوة القرآن الكريم، مؤكدا على لزوم الاستفادة من الفرص الذهبية لهذا الشهر الكريم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: رمضان شهر الورع، شهر الاستعداد للآخرة، والمواساة مع الناس، والتبرع على المحتاجين؛ فلو وجدتم أدنى فرصة، سارعوا إلى مساعدة المحتاجين، وشاركوا الجنائز، واذهبوا لتعزية منكسري القلوب، وعودوا المرضى، وفكروا في السفر إلى الآخرة والحساب والكتاب والجنة والنار؛ هذه كلها تقربكم إلى الله تعالى.
وتابع قائلا: يجب أن يكون كلامكم عن انصاف، إن الله تعالى ذو كرم وفضل، ويحب الإنسان السخي الكريم. إن الله تعالى حليم صابر، ويحب الصابرين. تخلقوا بأخلاق الله، ولا تغضبوا لأدنى مسئلة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض فضائل شهر رمضان: المال، والشباب، والثروة، والفراغ، وكل لحظة تمر من الليل أو النهار، فرصة للتقرب إلى الله تعالى والآخرة، بإمكان المرء أن تحقق بهذه الفرص اقترابه من الله تعالى، لكن رمضان فرصة استثنائية وخاصة، رمضان شهر أنزل فيه القرآن الكريم، وفيه ليلة القدر، الليلة التي إن نالنا أجرها وثوابها سيكون ذخرا كبيرا، ويكون سببا للقرب من الله تعالى.
واعتبر فضيلته شهر رمضان بـ “شهر السخاء والتلاوة والذكر والصبر وترك المعاصي”، وتابع قائلا: رمضان شهر الجود والبذل والسخاء؛ إن الله تعالى يبذل ويجود في هذا الشهر، فأعدوا أنفسكم للجود والبذل على الناس.
وتابع فضيلته قائلا: فلو أفطرتم الصائمين، ستنالون من الأجور بالقدر الذي يعطى للصائم، والآن فرصة للإفطار، بعد رمضان لا نستطيع أن نعثر على صائم لنفطره.
وأضاف فضيلته قائلا: رمضان شهر التلاوة والذكر؛ سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الحج أفضل؟ وسئل أي الأعمال أفضل، فكان جوابه ما يكون فيه ذكر الله كثيرا، وهكذا الصوم؛ فمن أكثر من ذكر الله، وأكثر من التلاوة، يكون أجره أكثر، فابتعدوا من الذنوب، لأن المعصية تفسد الصوم وتذهب بأجره.

الإيمان والعمل الصالح سبب قرب الله، والتعلق الزائد بأسباب الدنيا سبب الابتعاد من الله
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبته “الإيمان والعمل الصالح” من أسباب القرب إلى الله تعالى، و”الإفراط في طلب الدنيا” من أسباب الابتعاد عن الله تعالى، وتابع قائلا: إن الله تعالى رزق البشر أنواعا من النعم المعنوية والمادية، ويريد أن يستفيد الإنسان من كافة النعم الإلهية، ولا شك أن المائدة المعنوية التي وضعها الله تعالى أمام العباد، أوسع وأبسط من كافة الموائد.
وأكد فضيلته على الاستفادة الصحيحة من النعم المادية والفرص المعنوية، وتابع قائلا: خلق الله تعالى كل نعمة لهدف، والنعم المادية كلها لأجل أن نلبي حاجاتنا. إن الله تعالى بعث نعما معنوية كالأنبياء، والكتب السماوية، والدين والشريعة، وجعل فرصا لنستفيد منها في الوصول إلى الله تعالى وتقوية البعد المعنوي فينا، فعلينا أن نستفيد بطريقة صحيحة من النعم المادية.
وأضاف فضيلته قائلا: إعطاء الزكاة والصدقة، والتربية الصحيحة للأولاد، من الأعمال الصالحة التي تقرب الإنسان إلى الله تعالى. الولد إذا كان صالحا أو ورعا ومفيدا، يكون من الأعمال الصالحة، ويقرب الوالدين من الله تعالى، لأن الوالدين بذلا جهدهما في تربية هذا الولد.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان “الإكثار في المال والمادية” مضرة للمعنوية، وتابع قائلا: أحيانا يزيد المال والأولاد المسافة بين الإنسان وربه، فالأولاد إذا كانوا سيئين متكاسلين في الصلاة، يبعدون الإنسان من الله تعالى، وربما طلب الدنيا يفسد آخرتنا. إن الإكثار من الدنيا، وادخارها يحرم الإنسان من طلب مرضاة الله تعالى، بحيث تبذل كل قوانا في سبيل الماديات، ولا نجد فرصة للتقرب إلى الله تعالى. إن لم تكن هناك قناعة، قد يحرمنا طلب الدنيا من متاع الآخرة.
وأضاف قائلا: أهديت إلى سيدنا عمر رضي الله عنه عباءة، فتذكر رضي الله عنه شهداء أحد الذين توفوا ولم يكن هناك قماش كاف لتكفينهم. وقال عمر رضي الله عنه: أخاف أن تعجل حسناتنا في الدنيا. الإنسان المؤمن حينما يصل إلى مال الدنيا يقلق بدل الفرح والسرور، مخافة أن تضر ثروته الدنيوية بثروته الأخروية.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: لا شك أن المال الذي لا يجد اليتيم والمسكين خيرا، يحرم الإنسان، لكن المال الذي يستفاد منه لنفع اليتيم والسجين والمسجد وفي سبيل الله وطلبة العلم وفي سبيل صلاح الناس، يقرب الإنسان إلى الله تعالى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته على تقوية الإيمان وأضاف قائلا: يجب أن نقوي الإيمان، والإيمان يتقوى بالعمل الصالح والتقوى والورع، ويتضرر بالمعاصي والذنوب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات