إنّ مجزرة نيوزیلندا ليست هي الأولى ولا الأخيرة، بل هی امتداد لأحقاد اليهود والنصارى ضد الإسلام والمسلمين، وصورة واضحة لما یبطنونها ويرتكبونها في العالم الاسلامي كل يوم، بل أشد وأبشع على أيدي عملائهم الخونة الإجراميين، ولكن لماذا هذا الحقد والكراهية ضد المسلمين ولماذا هذا العدوان الصارخ بجنونهم؟
الجواب واضح، لأن مؤامراتهم المختلفة سببت فتحا كبيرا للإسلام والمسلمين فی جمیع أنحاء العالم، فإنهم بحيل مختلفة ودعایات فاسدة هجموا على الممالك الإسلامية، فخربوا بنيان المسلمين وأقاموا مجازر، ولکن من جانب آخر فتح المسلمون في عالم الغرب عقول أهل الغرب وقلوبهم.
إنهم أرادوا أن يهدموا مساجد المسلمين ومآذنهم كما حققت أمنيتهم في بعض الأقطار الاسلامية، ولكن بهذا المقدار وأكثر بنيت المساجد في الغرب وأوروبا وحولت الكنائس إلى المساجد.
إنهم أرادوا أن یسیئوا سمعة الإسلام بأبواقهم الإعلامية کی يحدوا من المدّ الإسلامی في الغرب، ولكن الدعوة الاسلامية بفضل جهود أهل الدعوة والتبليغ وغيرهم غزت الرجال والنساء منهم والصغار والكبار والمثقفين والعوام، فدخلوا في دين الله أفواجا، واکتسح الاسلام الغرب وأوروبا، فصاروا يدخلون في دين الله زرافات ووحدانا، فاشتعلت صدورهم نارا، لأنهم لم یحصدوا من مؤامراتهم المبیتة وهجماتهم الشرسة إلا بوارا، فكيف يصبرون على هذه الإنجازات المتتالية والجهود الموفقة من جانب أهل الإسلام؟
لا شک أن دعاة الإسلام رغم ما يواجهونه في سبيل الدعوة الإسلامية من تحديات وعوائق وعقبات، يتقدمون بثبات وحكمة وحنكة، فحصلوا علی نتائج إيجابية كبيرة فی الغرب، من غير دعاية إعلامية ونفقات باهظة، بل بالصبر واليقين والحكمة والموعظة الحسنة، ففازوا في مهمتهم الدعویة، وأشرقت شمس الإسلام في الغرب، ففزع منها أهل الكفر وأصحاب الأحقاد الذين لا يريدون أن يفتحوا عيونهم على نور الإسلام، فتفجروا كالبركان، وهذه الظاهرة البشعة صورة من صور ضعفهم وعجزهم أمام المدّ الإسلامي.
فرحم الله تعالی شهدائنا في نيوزیلندا وأحسن الله عزاءنا فيهم وأجزل مثوبتهم. «من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.»
تعليقات