اليوم :19 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

سيرة الرسول الكريم كلها رحمة وأخلاق واعتدال

سيرة الرسول الكريم كلها رحمة وأخلاق واعتدال

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، سيرة الرسول الكريم بأنها رحمة وأخلاق واعتدال، مؤكدا على لزوم اتباع السيرة.
وقال فضيلته في خطبته يوم الجمعة (11 جمادى الأولى 1440) بعد تلاوة آية “لَقَدْ کانَ لَکُمْ فی‏ رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَالْیَوْمَ الْآخِرَ وَذَکَرَ اللَّهَ کَثیرا”: لقد خلق الله تعالى بعض عباده المقربين بحيث كانوا ممتازين من ناحية السيرة والأخلاق والإيمان والاعتقاد والسلوك. هؤلاء هم الأنبياء الذين هم حملة الوحي.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد بعثة الرسول الكريم للبشرية جميعا، وأضاف: في المناطق المختلفة من العالم بعث أنبياء لهداية الناس؛ كل نبي بعث لمنطقة خاصة، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مع القرآن الكريم ورسالات مهمة لهداية البشرية إلى يوم القيامة. رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بعد الأنبياء جميعا، لكنه فخر الأنبياء والبشر جميعا.
وأضاف فضيلته قائلا: بعثة الرسول الكريم وسيرته وأخلاقه كانت هداية ورحمة للعالمين جميعا. سيرته كانت كرامة وشرفا ورحمة للعالمين والكائنات جميعا. يكفي في وصفه صلى الله عليه وسلم أنه تعالى قال: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”. المسلمون الذين يتبعون الرسول الكريم يجب عليهم أن يتمثلوا بسيرة النبي الكريم في حياتهم.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان “اتباع الرسول الكريم” من شروط قبولية أعمال الخير، وتابع قائلا: إن الله تعالى لا يقبل أي أخلاق ولا سيرة ولا خير ليس موافقا لسيرة الرسول الكريم وسنته. فالصلاة والأضاحي من أعمال الخير، لكن إذا لم تكن وفقا لسنة الرسول الكريم، وعملهما الشخص خارج وقتهما، لا تقبلان عند الله تعالى.
وأضاف قائلا: كل عمل يجب أن يكون وفقا لتعاليم الرسول الكريم وأسلوب رحمة العالمين. البشر لا يحقق نجاحا إلا باتباع سيرة الرسول الكريم. الإسلام دين كامل، ولا حاجة إلى إضافة شيء فيه، والخروج من اتباع الرسول الكريم بدعة في الدين، وكل بدعة مردودة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على اتباع الرسول الكريم في السنن العادية والعبادية، قائلا: إن الله تعالى يحب النبي الكريم واتباعه، وإن محبة الله تحصل باتباع النبي الكريم. يقول الله تعالى: “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله”. يجب أن نطبق في حياتنا السنن العادية والسنن العبادية للرسول الكريم. يجب أن نتبع الرسول الكريم في السلوك مع الأهل، وفي كيفية الصلاة والحج والوضوء، والطعام والمنام وارتداء الحذاء والمعاملات وغيرها.
وأشار فضيلته إلى نموذج من سلوكه صلى الله عليه وسلم مع دائن، وأضاف قائلا: كان عليه السلام يحسن التعامل مع أصحاب الديون، وكان يدفع في دينه الأحسن مما استدان منه. وفي الرويات أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يتقاضاه، فأغلظ له، فهمّ به أصحابه، فقال: “دعوه، فإن لصاحب الحق مقالا”، قال: “اشتروا له بعيرا، فأعطوه إياه “، قالوا: لا نجد إلا سنا أفضل من سنه، قال: “فاشتروه، فأعطوه إياه، فإن من خيركم أحسنكم قضاء”. ولما رأى الرجل سلوك النبي الكريم، فقال: أوفيتني أوفى الله لك.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد سيرة الرسول الكريم سيرة اعتدال ورحمة للعالمين، وتابع قائلا: حياة النبي الكريم كلها اعتدال. لم يكن فيها شيء من الشدة والعنف وغير ذلك. الإسلام رحمة للعالمين، لذلك يجب أن يكون الأمة المسلمة رحمة للعالمين، إلا للمعتدين والمحتلين والظالمين ومن جبلوا على الظلم والتعدي والتجبر وإراقة الدماء، والجهاد أيضا أصبح مشروعا تجاه هؤلاء.

يجب أن تكون الأولوية مع السكان المحليين في التوظيفات والاستخدامات في كل محافظة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المشروع الجديد للتوظيف في الدوائر المختلفة، مؤكدا على ضرورة توظيف المؤهلين من السكان المحليين في هذا المجال.
وتابع فضيلته مشيرا إلى شكوى الكثيرين حول تفاصيل هذا المشروع التوظيفي الجديد في دوائر المحافظة، وتابع قائلا: الكثير من سكان المحافظة لديهم شكاوي حول المشروع الذي تريد الدولة أن تقوم فيه بتوظيف خمسة آلاف في الدوائر المختلفة، ويرون أن هذا التوظيف ليس للسكان المحليين، وإنما توظيف عام في مستوى البلاد.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نظرا إلى أن التعليم في مؤسسات التعليم والتربية وكذلك الجامعات في مستوى البلاد لم يكن في مستوى واحد، والمراكز التعليمية في المحافظات النامية وغير النامية ليست على درجة واحدة، ومحافظة سيستان وبلوشستان أيضا من المناطق المحرومة وغير النامية، فأصحاب الشهادات وخريجو الجامعات المختلفة في المحافظات لا يمكن لهم أن يكونوا في مستوى مركز المحافظة.
وتابع فضيلته قائلا: القليل من خريجي جامعات سيستان وبلوشستان بإمكانهم أن ينافسوا خريجي جامعات المحافظات والمدن الخاصة، كإصفهان وطهران ومشهد وتبريز، ويكونوا معهم في مستوى واحد.
ووصف خطيب أهل السنة ما قامت به مؤسسة العدالة الإدارية في تعميم التوظيفات في دوائر المحافظات “خطوة غير عادلة”، وأضاف: اعتراض مؤسسة العدالة الإدارية على تقسيمات المحافظة في التوظيفات ومطالبتها بأن تكون في مستوى البلاد، خطوة غير العادلة، والتوظيف العادل أن يؤظف الكفاءات المحلية.
وانتقد فضيلته التوظيف القليل لأهل السنة في دوائر مركز المحافظة، وتابع قائلا: مع الأسف توظيف كفاءات أهل السنة في الدوائر على مستوى البلاد ضعيف، فهناك إدارة في مركز محافظة سيستان وبلوشستان، فيها سبعون مؤظفا، منهم أربعة أو خمسة من أهل السنة. وفي بعض دوائر محافظة سيستان وبلوشستان من بين ٣٠٠ مؤظفا، عشرة أو عشرون من البلوش السنة، مع أن أهل السنة يشكلون سبعين في المائة من سكان المحافظة، على أقل تقدير.
وأكد فضيلته قائلا: لا بد من العدل في التوظيف في مركز المحافظة بين طائفتي الشيعة والسنّة، ليمكن لهم العيش بمحبة وأخوة، لأن استمرار المحبة والإخوة ضرورية.
وأضاف قائلا: الشيعة والسنة إخوة، ونحن نحترم إخوتنا الشيعة، لكن هذه حقوقنا القانونية، ويجب أن ندافع عن حقوقنا القانونية. هكذا توظيف أهل السنة ومشاركتهم في المناطق التي يسكنون فيها قليل جدا، وعلى الحكومة أن تعتني بهذا الأمر.
واستطرد فضيلته قائلا: لا يمكن مراعاة العدل إلا أذا راعينا الاعتدال والتوازن في الاستخدامات. يجب أن يتم توظيف أبناء أهل السنة في مؤسسة التربية والتعليم، ومؤسسة الزراعة، وسائر الدوائر المهمة في مراكز المحافظة والتي لها أهمية كبيرة.
وأضاف قائلا: مع الأسف لم تراع في الدولة ولا في الحاكمية العدالة والمساواة والجدارة، وأعتقد أن هتاف الأهلية والجدارة ليست له مصاديق في البلد. والأهلية والجدارة أن ينظر إلى مؤهلي كافة القوميات والمذاهب بنظرة واحدة، ولا يكون تمييز بين قومية وأخرى.
وتابع: نطالب المسؤولين بأن يتخذوا تدابير في هذا المجال، ويستجيبوا لمطالب القوميات والمذاهب المختلفة في إيران.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى كثرة حوادث المرور، وتابع قائلا: مع الأسف كثرت حوادث المرور في المحافظة، ولقد فقدنا الكثير من الأشخاص الجيدين المفيدين، وفقدت الكثير من العوائل معيليها في هذه الحوادث.
وأضاف: في البداية أنصح السائقين عامة بمراعاة قوانين المرور والاحتياط. مراعاة هذه القوانين ضرورية علينا، والذي لم يراع هذه القوانين، وأدت مخالفته القوانين إلى موت شخص، يعدّ السائق قاتلا.
وخاطب فضيلة الشيخ عبد الحميد سائقي السيارت التي تهرب المحروقات، بالاجتناب من السرعة الفائقة في السير، وتابع قائلا: خطابي لأولئك الذين يهربون المحروقات، أن يجتنبوا من السرعة الفائقة في السير، فقوات الشرطة الآن لا تطارد مهربي المحروقات، فلا حاجة إلى السرعة ومخالفة قوانين المرور.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن ندافع عن حق هؤلاء بسبب البطالة ومشكلات الفقر، ولكن نرجو منهم أن يسمعوا كلامنا، فيجتنبوا مخالفة قوانين المرور.
كما طالب فضيلته في نهاية الخطبة المسؤولين أن يقوموا بإعمار الطرق الموصلة بين مدن المحافظة بهدف تقليل حوادث المرور نتيجة السير في طرق أحادية الجانب.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات