اليوم :28 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في حواره مع جريدة إعتماد:

آثار التمييز ضد أهل السنة في التوظيفات الإدارية ظاهرة في المجتمع

آثار التمييز ضد أهل السنة في التوظيفات الإدارية ظاهرة في المجتمع

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في حواره مع جريدة “اعتماد”، إلى المشكلات المضاعفة التي يعانيها أهل السنة في إيران في ظل الأوضاع السيئة التي يمر بها الشعب الإيراني، وإلى بيان مطالبهم الواضحة، مؤكدا على ضرورة تلبية مطالب أهل السنة، لا سيما إنهاء التمييز ضدهم في التوظيفات الإدارية، وتوفير الحريات المذهبية لهم في أنحاء البلاد.
وقال فضيلته ردا على سؤال حول مطالب أهل السنة: في هذه الأيام یعاني الشعب مشکلات مختلفة في کلّ أصقاع البلاد، وأحاطتهم الضغوطات الاقتصادية، وأما بالنسبة إلى أهل السنّة، فرغم مرور أربعين سنة من عمر الثورة، لما يحل الكثير من مشكلاتهم. في بعض المناطق يوجد التمييز مثل السابق، وتوجد أيضا ضغوطات مذهبية. مطالبنا تختصر في أمرين؛ نعتقد أنه يجب أن يزال التمييز مائة في المائة من إيران، وينبغي أن يكون التوظيف حسب الكفاءات، ولا يعقل أن يحرم مؤهلوا قومية أو جماعة بسبب التمييز.
والمطلب الثاني أن توفر لنا الحرية المذهبية، وكلامنا ليس أكثر مما ورد في الدستور، ومطلبنا ليس زيادة على ما ورد في القانون.
ثم أجاب فضيلته ردا على سؤال “هل يمكن حل مشكلة التمييز الذي يواجهه أهل السنة بتعيين وزير أو عدد من نائبي الوزراء؟”:
لا شك أن هناك حاجة إلى عمل أساسي في هذا المجال. في محافظة سیستان وبلوشستان يشكّل أهل السنة 75 في المائة من السكان، لکن حسب إحصاءاتنا في دائرة من هذه المحافظة يشتغل أكثر من 300 مؤظفا، 18 منهم من أهل السنة فقط. وفي بعض الإدارات التي یعمل فیها 150 شخصا، استخدم 10 أو 5 شخص من أهل السنة. غياب التوازن في التوظيفات الإدارية سيترك أثره في كافة القضايا؛ يؤثر في الفقر والبطالة. حينما يوجد تمييز في التوظيفات، يؤثر في كل شيء، في إعطاء التراخيص وفي المساعدات وفي قسم الزراعة والصناعة والتجارة. هذا هو الرائج في كل منطقة من العالم، حينما كان تمييز في منطقة سيترك التمييز أثره في المجتمع، والآن آثار التمييز في التوظيفات الإدارية واضحة في المجتمع، حيث ترك تأثيره في الفقر الثقافي والمادي في المحافظة.
ثمّ صرح فضيلته ردا على سؤال بشأن منعه من السفر إلى مناطق داخل إيران إلّا مدينتي قم وطهران: لا أستطیع أن أسافر إلى بعض المدن، وأیضا ما استطعت أن أسافر إلى خارج البلد، غیر أنني أسافر لأداء الحج والعمرة، وفي هذا العام أردت أن أسافر إلى قطر، وكنت أرى أن علاقة إیران مع قطر جيدة، ولنا أقارب مقيمون هناك يلحّون علينا بأن نزورهم. قصدت أن أرحل ولم أكن أفکّر أنهم سیمنعونني من الرحلة، وأخذنا أیضا التأشیرة والتذكرة، وعندما قدمت إلى طهران، بدا لي أنهم لا يرغبون في أن تتم هذه الرحلة، هكذا بالنسبة للسفر إلى المناطق الأخرى. وانعقد أخيرا مؤتمر في تركیا، اشترك فیه عدد من علماء الشیعة، والذین عرّفتهم استطاعوا أن یذهبوا هناك، ولکني مُنعت من الرحلة إلى هناك.
هناك مدينة تقع غرب محافظة سیستان وبلوشستان في محافظة کرمان، غالبیة سكانها من البلوش، ولقد أصروا علي أن أذهب عندهم، أخبرت محافظ سيستان وبلوشستان أوّلا، فقال لي: سافروا ولا مشكلة، ثم قال: خالف مجلس الأمن القومي لتلك المحافظة وأعلن أن لا أذهب. لا ندري لماذا کل هذه المخالفات؟ لماذا یخالفون مع رحلتي إلى هناك؟! فإن أذهب هناك ماذا أقول حيث يخالفون ذهابي؟! هناك سأتحدث للناس عن المواظبة علی الصلوات، أدعوهم إلى التقوی والوحدة والأخوة.
وردا على سؤال عن “أسباب منعه من الرحلات داخل البلاد وخارجها وهل كان واجه مثل هذا السلوك في الدولة السابقة؟” قال فضيلته: لا یخطر ببالي شيء عن أسباب هذا المنع، ولا بد أن تستفسروا المسؤولين عن عللها.
في الفترة الماضیة کانت ضغوطات شديدة، وکنت محظورا من السفر في عهد رئاسة أحمدي‌ نجاد، فوجهت رسالة إلیه متسائلا “لماذا منعتمونی من السفر والخروج؟” فقال: “أنا لم أمنعكم، وإنما منعكم الآخرون”. ثم أرسلت رسالة إلى سماحة مرشد الثورة، قدمت فيها الشكوى، وقلت: لقد أقبل إلينا أهل السنة سوء الحظ، حينما نرحل إلى بلد آخر ونقول لهم: نحن من أهل السنة، یقولون: لا بل أنتم إیرانیون وأنتم جواسیس. وکثیر من بلاد أهل السنة لا یقبلوننا، وفي الجامعات أیضا یقولون: إن الجمهورية الإسلامية أرسلت هؤلاء، وفي الداخل أيضا يفرضون علينا قيودا. نواجه المشكلات في الداخل وفي الخارج، يا ليت المشكلات كانت في مكان واحد. كتبت هذه الجملات، وقلت أريد أن أذهب للحج وصادروا جواز سفري، فاتصلوا بي بعد مدة من المخابرات، وقالوا: هل أنتم كتبتم رسالة إلى مرشد الثورة؟ قلت: نعم. فقالوا: إن المرشد أمر بأن نسلم إليكم جواز سفركم.

 

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات