اليوم :20 April 2024

موقف اليهود والنصارى من المؤمنين وموقف بعضهم من بعض (تفسير آيات 109 إلى 113 من سورة البقرة)

موقف اليهود والنصارى من المؤمنين وموقف بعضهم من بعض (تفسير آيات 109 إلى 113 من سورة البقرة)

وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ۖ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّـهُ بِأَمْرِهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿١٠٩﴾ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴿١١٠﴾

التفسير المختصر
كان بعض اليهود يسعون ليلاً ونهارا،ً ويتخذون حيلاً وأساليب مثل التظاهر بالصداقة والنصح، ليردّوا المسلمين عن دينهم، ولا يمتنعون عن صنيعهم رغم الفشل والخيبة؛ فحذّر الله تعالى المسلمين من مؤامرة اليهود، وأخبرهم بها، فقال: {ودّ كثيرمن أهل الكتاب} أي اليهود، {لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا} وإنّما يفعلون ذلك لا للنصح كما يتظاهرون بذلك، بل {حسدا من عند أنفسهم} أي لا لأجل مشكلة من عندكم أيها المسلمون! بل لأجل الحسد الذي انبعث من قرارة نفوسهم والذي في صدورهم، وليس أيضاً سبب مساعيهم أنّ الحق لمّا يتضح لهم بعد، بل يفعلون ذلك {من بعد ما تبيّن لهم الحق} ولمّا أثار صنيع اليهود غضب المسلمين أوصاهم ربّهم بالعفو والصفح فقال: {فاعفوا واصفحوا} في هذه القضية {حتى يأتي الله بأمره} أي بقانون جديد وفيه إشارة إلى القتال أو الجزية في المستقبل، وكأنّ المسلمين كانوا يستغربون ذلك نظراً إلى ضعفهم وشوكة العدو، فقال: لماذا تستبعدون ذلك {إنّ الله على كل شيء قدير} سواء كان بسيطاً أو غريباً. والآن فقط {أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} والمخاطب هم الذين فرضت عليهم الزكاة، وحينما تؤمرون بإجراء ذلك القانون، فزيدوه مع هذه الأعمال الصالحة، ولا تظنوا أن الصلاة والزكاة لا أجرلهما حتى يأتي نزول الجهاد، و{اعلموا أنّ ما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه} أي ثوابه عند الله، {إن الله بما تعملون بصير} فلا يضيع عملاً وإن كان قليلاً.

فائدة:
كانت الظروف آنذاك تقتضي العفو والصفح، فأمر الله تعالى المسلمين بذلك، ثمّ جاء أمر الله بالجهاد، فنزلت آيات الجهاد، وانطبق القانون على اليهود، وصار جزاء المفسدين منهم القتل أو النفي أو إعطاء الجزية حسب ما كانوا يستحقّونه.

****
موقف اليهود والنصارى بعضهم من بعض
وَقَالُوا لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ ۗ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١١١﴾ بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿١١٢﴾ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ۗ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ ۚ فَاللَّـهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴿١١٣﴾

التفسير المختصر
{وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا} كما تزعم اليهود، أو نصارى كما تزعم النصارى. ففنّد الله دعاويهم، وقال: {تلك} فقط {أمانيهم} وليس في الحقيقة كما يزعمون {قل} لهم {هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} في هذه الدعوى وأنى لهم الدليل! ولمّا لم يكن عندهم دليل وبرهان ردّ الله عليهم بأنّه {بلى} يذهب الجنة غيرهم؛ ثم أتى الله بالبرهان بأنّ سنته الجارية المتحققة والمتأكدة في الكتب السماوية هي: {من أسلم وجهه لله} أي إنقاد لأمره في الأعمال والعقائد {وهو محسن} بأن يسلم النفس لطاعة الله لا لأجل المصلحة، {فله أجره} أي أجر الإنقياد {عند ربه ولا خوف عليهم} في القيامة ولا هم يحزنون {في الآخرة}لأنّ الملائكة تبشّرهم بأن لا يخافوا ولا يحزنوا.
حاصل الاستدلال أنّه حينما سلّم هذا القانون أي الانقياد لأمر الله فلينظر على من ينطبق؟ بديهي أنّ الانقياد لا يكون بالعمل على المنسوخ، فليست اليهود والنصارى العاملين بالمنسوخ إذن من الطائعين والمنقادين، بل العمل على حكم الناسخ هو الامتثال والانقياد، وهو شأن المسلمين الذين امتثلوا بالنبوة وانقادوا للشريعة المحمدية، فهم يستحقون الجنة ويدخلونها. إنّ {قيد} المخلصين يخرج المنافقين؛ لأنّهم في زمرة الكفار ويستحقون النار.
لمّا قدم وفد نصارى نجران على رسول الله – صلى الله عليه وسلم- أتتهم أخبار اليهود فتنازعوا، فقال رافع بن حريملة ما أنتم على شيء وكفروا بعيسى عليه ‌السلام والإنجيل، وقال رجل من أهل نجران لليهود: ما أنتم على شيء وجحدوا بنبوة موسى والتوراة فأنزل الله تعالى:
{وقالت اليهود ليست} ديانة {النصارى} قائمة {على شيء} أي على أمر يصح ويعتد به عند الله، {وقالت النصارى} ليست ديانة {اليهود على شيء} أي على أمر يصح ويعتد به عند الله {وهم} كلا الفريقين يتلون الكتاب} يعنى أنّ كل واحد من الفريقين يقرأ الكتاب المنزل عليه من التوراة والإنجيل، وفيهما بشارة بكلا الرسولين وتصديق بكلا الكتابين وهما أساس مذهبهما، [وأما عدم العمل بهما لأجل النسخ فهو شيء آخر] وحينما رأى المشركون ذلك منهم، فقالوا مثل ما قالوا، {كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم} أي قالوا لأهل الكتاب: {لستم على شيء} ونحن على الحق، فههنا لكلٌ أن يسوق حصان الدعوى والكلام لكن يوم القيمة {فالله يحكم بينهم} حكماً عملياً {يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون} فيدخل المحق الجنة والمبطل النار.
وإنّما قيدنا بالحكم العملي؛ لأن الحكم القولي والبرهاني قد تمّ في الدنيا بالدلائل العقلية والنقلية.

فقه الحياة أو الأحكام
ذكر الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات اختلافات اليهود والنصارى بينهم، وردّ بعضهم على بعض، وبيّن الآثار المُضرّة لها، ثم أوضح الحق والحقيقة. وللمسلمين دروس وتوجيهات نافعة فيما ذكر، وسوف يأتي ذكر البعض منها في المباحث التالية.
إنّ اليهود والنصارى تناسوا حقيقة الدين الحق، واتخذوا القومية ديناً لهم، وكل قوم ادّعى أنّه على الحق، وأنّ قومه يستحق دخول الجنة، ويعتقد أنّ غيره على الباطل ويستحق دخول النار.
ولمّا سمع المشركون هذا الإدعاء، قالوا كلكم على الباطل ولستم على شيء وإنّما نحن على الحق، فحكم الله سبحانه وتعالى بينهم، وبيّن أنّ الجميع أخطأوا في معرفة السبب الموجب إلى دخول الجنّة، لأنّهم اتخذوا المذهب قوميةً لهم، والحق أنّ روح الديانة المرضية عند الله سواء كانت يهودية أو نصرانية أو إسلاماً تقوم على أمرين: الأول؛ أن ينقاد العبد لله ويسلم وجهه له، ويجعل الانقياد أساس مذهبه وعقيدته، وأما تناسي حقيقة الدين وجعل القومية غاية للديانة (كما تفعل اليهود والنصارى) فضلال وزيغ. والثاني؛ أن يطيع أمره ولا يعصيه. أمّا اليهود والنصارى جانبوا هذين الأمرين ووقعوا في الزيغ والضلال.
ثمّ اعلم أنّ نفس العبادة لا تكفي لدخول الجنة والحصول على مرضاة الله تعالى ما لم تكن على طريقة صحيحة موافقة للسنة النبوية. وثبت الأمر الأول من قوله تعالى: {بلى من أسلم وجهه لله}، وثبت الأمر الثاني من قوله: {وهومحسن}.

لا عبرة للنسب بدون الإيمان والعمل
لقد اغترّ الذي يخالف أصول الفلاح التي مرّ ذكرها سواء كان يهودياً أو نصرانياً أو مسلماً، ثمّ يزعم أنّه يستحق دخول الجنة؛ ولا قيمة لأي نسب وقوم عند الله إلا بالإيمان والعمل الصالح.
ثمّ اعلم أنّ أصول الإيمان لا اختلاف فيها لدى الأنبياء عليهم ‌الصلوات والسلام، لكن الشرائع والأعمال الصالحة قد يختلف صدورها لديهم، فالعمل الصالح في زمن موسى عليه ‌السلام ما وافق التوراة وسنة موسى، والعمل الصالح في زمن سيدنا عيسى عليه ‌السلام ما وافق الإنجيل وسنة عيسى. أما في زمن سيدنا محمد صلّى ‌الله ‌‌عليه ‌وسلّم فالعمل الصالح ما يوافق القرآن وسنة النبي صلّى‌ الله ‌‌عليه ‌وسلّم.
جملة القول أنّ الله سبحانه وتعالى حكم بشأن اختلاف اليهود والنصارى أنّ مدار النجاة ودخول الجنة، هو الإيمان الخالص لله المتضمّن تمام الخضوع والانقياد لأمر الله المنزه عن كل شرك، القائم على العمل الصالح والعبادة الخالصة لله عز وجل. فلا ينفع الإيمان وحده دون اقترانه بالعمل الصالح، وليس لأحد أو شعب أن يدعي أنّه أحق برحمة الله دون غيره، فلا مسوغ لوقوع التنازع والاختلاف بين اليهود والنصارى، وما عليهم إلا أن يعملوا ويؤمنوا بكل ما في كتابهم، فيهتدوا إلى الإيمان الحق والتصديق برسالة كل نبي آت.
ولعل الله سبحانه أراد أن ينبّه المسلمين على أن لا يغتروا بكون أسمائهم في سجل المسلمين، ولا يكتفوا بالإقرار دون العمل، لأنّ الادعاء المحض لا يغني عنهم شيئاً، ولا يصبح به المرء مؤمناً خالصاً، فلا بد من الانقياد التام والإحسان في العمل وإتباع السنة.
ومما يؤسف أنّ كثيراً من المسلمين وقعوا فيما وقع فيه اليهود والنصارى من الاغترار والخطأ، فغفلوا عن الآخرة والاستعداد لها، واكتفوا من الإسلام باسمه فحسب، ثم ينتظرون ما وعدهم الله من النصر والنجاح والفلاح في الدنيا والآخرة، وإذا لم يتحقق ما يتوقعون، بدؤوا يشكون في وعد الله ورسوله! ألا يدرون!؟ ألا يعقلون أنّ الله لم يعد المسلمين كشعب؟ وإنّما وعدهم إذا أخلصوا دينهم لله، واعتصموا به، وطبقوا شرع الله على أنفسهم، واتبعوا الرسول في جميع شؤون الحياة، وهذا هو المراد بقوله تعالى:{بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون }.
نرى المسلمين يتعرضون لشتى المصائب والمآسي في جميع البلاد، ويعانون من مشكلات عديدة، ولعلّ بعض الجهّال والسفهاء يظنون أنّ الإسلام هو السبب لهذه المآسي والمشكلات، ولكن تبيّن من الكلام المذكور أنّ السبب هو ترك الإسلام والاكتفاء بالإسم أو قليل من الأعمال، وصرنا كقول الشاعر:
وضع ميں ہم ہيں نصارى تو تمدّن ميں ہنود
تشبهنا بالنصارى في الزي والهندام، واخترنا حضارة الهنادك، فكيف نستحق العزة وننتظر تحقيق وعد الله بالنصر.
وقد يتساءل البعض: نحن ننتسب إلى الإسلام وننطق الشهادتين، أمّا الكفار فهم يحادون الله ورسوله، ولا يحبّون اسم الإسلام ولا رسم القرآن، ثم نراهم يتقدمون في جميع مجالات الحياة، ولهم حكومات كبيرة، وأنّهم يملكون ثروات وتجارات وصناعات. فلو أننا نجازي بالحرمان بما نعمل، فهم أولى بالمجازاة والحرمان، ولكن عندما نتدبر قليلاً، تندفع هذه الشبهة؛ فلنعلم أولاً أن ههنا فرقاً بين معاملة الصديق والعدو؛ إنّ الصديق يعاتب على كل كلمة أو خطوة غير صحيحة، وهكذا الأولاد والتلاميذ، لكن العدو لا يعامل كذلك، بل يمهل ثم يؤاخذ جملة.
إنّ المسلمين ما داموا يقرّون بالإيمان والإسلام ويظنون أنّهم يحبون الله، فهم في قائمة الأحباء، فيعاقبون بسوء أعمالهم في الدنيا ليخفف عقابهم في الآخرة، بخلاف الكفرة لأنّهم يمهلون ثم يؤاخذون دفعة واحدة، والعذاب الخفيف في الدنيا لا يخفف عنهم العذاب في الآخرة.
قال النبي صلى ‌الله ‌‌عليه ‌وسلّم: «إنّ الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» رواه مسلم.
أمّا ما يقال بالنسبة لتأخّر المسلمين وتقدم الكفار ورفاهيتهم، فالجواب عنه أنّ الله سبحانه وتعالى جعل لكل عمل خاصية، ولكل نشاط فائدة تخصّه، فمثلا خاصية التجارة، الزيادة في الأموال، وخاصية الدواء، الصّحة في الجسم. فالذي مرض ولم يهتم بالتداوي بل اشتغل بالتجارة، لا تتحسّن صحته مهما اتجر وربح. وكذلك التاجر إذا اشتغل بالتداوي لمرضه تتحسن حاله، ولكن لا يكثر ماله ولا تتسع تجارته. فما نراه اليوم من تقدم الكفار وكثرة الأموال لديهم ونجاحهم في الأمور الاقتصادية، لا يعود إلى ديانتهم وكفرهم، كما أنّ سبب الإفلاس والفقر والتدهور لدى المسلمين لا يعود إلى إسلامهم.
إنّ الكفار لمّا غفلوا عن الآخرة والاستعداد لها وصرفوا همّهم وفكرهم إلى جمع الأموال والحصول على الرفاهية، واجتهدوا في تنظيم الحياة الدنيوية، واجتنبوا ما يسبب الخسران، حصلوا على التقدم والرقي والرفاه، ولو أنّهم اكتفوا من الدين باسمه، وقعدوا عن الجهد في مجالات الحياة، ولم يدونوا أصول حياتهم، وأهملوا التنظيم، لما تقدموا ولما وصلوا إلى ما وصلوا إليه الآن. إذن ليس سبب تأخّرنا الإسلام، وإنّما سبب تأخرنا وانحطاطنا في الأمور الدنيوية هو إهمالنا التنظيم والتخطيط في الأمور، ولا ريب أنّ العمل بالدين وتطبيق أصوله في الحياة يوجب النجاة والنعيم في الآخرة، ويسبب دخول الجنة، والاهتمام بأمور الحياة والكفاح في سبيلها، يسبب رفاهية العيش والرقي في الحضارة والحصول على الإمكانيات المادية، ولكل جهد نتيجة ولكل كفاح ثمرته. وأثبتت التجارب أنّ المسلمين كلّما تعلموا أصول التجارة والصناعة والسياسة وطبقوها على الحياة، وصلوا إلى ما وصل إليه الآخرون بل فاقوهم؛ إذن ثبت أنّه ليس سبب بؤسنا وشقائنا ومشكلاتنا هو الإسلام، بل سبب ذلك كله عدم الاهتمام بالديانة والتقوى، وترك الخلق الإسلامي وعدم الكفاح في تنظيم الأمور وسوء التخطيط وإهمال أصول التقدم والنجاح.
ومما يؤسف أنّ المسلمين لما خالطوا الأروبيين تعلموا منهم الغفلة والإهمال في الدين والمجون والمنكر والفحشاء، ولم يتعلّموا منهم ما يسبب نجاحهم وتقدمهم في شؤون الدنيا، ولم يأخذوا منهم الثبات والمثابرة، والصدق في التجارة، والتنظيم، وطرق التحقيق، والعمل الجادّ للحصول على النتائج الكبيرة، ولا شك أنّ ما يمارسه الأوروبيون من خير، أوصانا الإسلام به، ولكننا لم نطبق الإسلام في حياتنا، ولم نحاك أعداءنا فيما لا يخالف ديننا وينفعنا في دنيانا.
وعلى كل، فأوضح القرآن أنّ الانتساب إلى الإسلام لا يكفي ما لم يصاحب الإيمان والعمل الصالح والانقياد التامّ لله ورسوله.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات