اليوم :19 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد محذرا من تبعات تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان:

بدل الإصرار على تقسيم المحافظة، كافحوا التمييز ووفّروا المشاغل لأهلها

بدل الإصرار على تقسيم المحافظة، كافحوا التمييز ووفّروا المشاغل لأهلها

حذّر فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة الجمعة (٢٩ جمادى الأولى ١٤٣٩) من تبعات تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان، مطالبا دعاة التقسيم بمكافحة التمييز وتوفير فرص الاشتغال لأهل المحافظة.
وأشار فضيلته إلى قضية تقسيم المحافظة التي طرحها أخيرا نائبان في البرلمان قائلا: مع الأسف يصر بعض النواب على تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان، ويطرحون هذه المسئلة في البرلمان، مع أن وزير الداخلية يعتقد أن هذا التقسيم ليس لصالح المحافظة، ولا رغبة في الدولة لهذا التقسيم.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: محافظة سيستان وبلوشستان بهذا الإسم من المحافظات المطروحة، يعيش أهلها معا بغير أي مشكلات. ولو جرى تقسيم المحافظة إلى عدة محافظات، ستفرق هذه التقسيمات أهل المخافظة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد التقسيم الذي جرى للمحافظات الأخرى بلا جدوى، وتابع قائلا: لقد أثبتت التجارب لنا أن المحافظات التي جرى تقسيمها لم تشهد أي إيجابيات، بل بقيت الأوضاع كما كانت في السابق بجانب التغيير الذي حصل في النسيج السكاني. نحن نؤيد رأي المخالفين لفكر التقسيم ونراهم على الصواب.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التقسيم المتوقع لمحافظة سيستان وبلوشستان قائلا: بحث تقسيم هذه المحافظة يؤدي إلى اختلافات كبيرة لا سيما في كيفية التقسيم، والاختلاف في رسم الحدود، وتبعات هذا الاختلاف خطير جدا، لذلك ليس طرح هذه المسئلة معقولا.
وخاطب فضيلته دعاة تقسيم المحافظة قائلا: النواب الذين يطرحون مسئلة تقسيم المحافظة، عليهم أن يفكروا في حل مشكلات هذه المحافظة أكثر من خلال توفير الفرص والتمويل الأكثر.
وعدّ خطيب أهل السنة البطالة والتمييز وعدم الاستفادة من ظروف المنطقة من أبرز مشكلات المحافظة، وأضاف قائلا: مشكلة التمييز تسود في محافظة سيستان وبلوشستان وخاصة في منطقة سيستان شمال المحافظة التي يشكل أهل السنة فيها قرابة نصف السكان، لكن رغم ذلك لم يؤظف سني واحد كحاكم في مدنها.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: النواب الذين يطرحون قضية تقسيم المحافظة، كانت لهم مناصب تنفيذية في المحافظة سابقا. بدل طرح قضية التقسيم كان عليهم أن ينصحوا الدولة بإزالة التمييزات بين الشيعة والسنة. هذا هو مقتضى العقل والقانون.
وأردف فضيلته: محافظة سيستان وبلوشستان لا تتقدم بقوم ولا بطائفة واحدة. إن إعمار محافظة سيستان وبلوشستان يحتاج أن يكون جميع الطوائف معا في المؤسسات والإدارات.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم الوحدة قائلا: لا ينبغي لنا إثارة القضايا الطائفية. كلنا إخوة ويجب أن نكون معا.
وأضاف قائلا: المدن المختلفة في محافظة سيستان وبلوشستان مفخرة لهذه المحافظة وسبب لعزّها. وإن جرى تفريق بين مدن هذه المحافظة كميناء «تشابهار»، و«سراوان» و«زاهدان»، لا تبقى عزة لهذه المحافظة ولا ما يفتخر بها.

المنكرات والمعاصي لها تأثيرات سلبية على سلامة الجسم والروح
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته على لزوم الاهتمام بتقوية الجانب المعنوي، محذرا من التبعات والتأثيرات السلبية للذنوب والمعاصي على سلامة الجسم.
وتابع فضيلته قائلا: الإنسان كائن مركب من البعدين الروحي والجسمي، ويحتاج إلى غذائين للتربية الروحية والجسمية.
وعدّ فضيلته الأحكام ضرورية لتربية البعد الروحي، وتابع قائلا: لقد أعطانا الله تعالى ما نحتاج إليه لسلامة جسمنا وروحنا. كما أن الفواكه والأغذية مفيدة لسلامة الجسم، كذلك الروح تحتاج لسلامتها إلى غذاء، وغذائها هي الأحكام والتعاليم الشرعية.
وأضاف: جميع الناس محتاجون لتربية الروح وتغذيتها إلى تأدية الصلوات المفروضة والصيام وكافة التعاليم والأحكام الشرعية.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أن المنكرات تدمر السلامة الروحية: كما أن الإنسان إذا تعرض خلل في طعام جسمه يبتلى بمشكلة في التغذية، هكذا إذا تعرض طعام روحه لخلل يواجه مشكلات روحية.
وأضاف قائلا: تمرض معنوية المرء بارتكاب ذنوب ومعاصي ومحظورات شرعية كالزنا، والنظر إلى المحرمات، وأكل الربا، والرشاوي وسائر المعاصي. المرض الروحي أحيانا خطير جدا، بحيث يدمر السلامة الروحية تماما، وتترك تبعات سلبية أيضا في الجسم.
ووصف مدير جامعة دار العلوم زاهدان الأمراض الروحية خطيرة جدا، وأضاف قائلا: أمراض الجسم خطرها لجسم الإنسان، وخطرها يهدد حياة هذه الدنيا، وهي تزول بنهاية الحياة في الدنيا، لكن أمراض الروح فهي خطيرة جدا، وإن لم يفكر المرء في علاجها، لن تتركها بعد الموت وفي القبر ويوم القيامة.
واستطرد فضيلته قائلا: نفكر جميعا، دولا وشعوبا لسلامة الأجسام. تبنى المشافي والمستشفيات، وخصصت لذلك وزارات ومؤسسات.
وأردف: علينا أن نهتم بأمراض الروح أكثر من اهتمامنا بأمراض الجسم، ونسعى أن لا تنتشر المفاسد والذنوب في المجتمع.
وتابع فضيلته قائلا: المؤسف أننا لا نهتم بالبعد الروحي والمعنوي. الذين يبحثون عن علاج أمراضهم الروحية قليلون جدا. الأمراض الروحية قابلة للعلاج، وعلاجها في ذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم وتذكرة القبر ويوم القيامة والحساب والتوبة والاستغفار. علينا أن نتوب بصدق وإخلاص ونفكر في تزكية أنفسنا.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات