اليوم :28 March 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

نعتقد أن النظام يحتاج إلى إصلاحات من الداخل

نعتقد أن النظام يحتاج إلى إصلاحات من الداخل

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (15 جمادى الأولى 1439) إلى ذكرى انتصار الثورة، قائلا: نحن لسنا وراء التخريب أو التغيير، لكننا نعتقد أن النظام بحاجة إلى الإصلاح من الداخل.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال”، قائلا: إن الله تعالى لا يسلب النعمة والثروة والعزة التي يمنحها لقوم أو شعب، إلا إذا لم يعرفوا قيمة النعمة الإلهية ولا يشكروا الله تعالى عليه.
وصرح فضيلته قائلا: على أصحاب المناصب والثروات والذين يتمتعون بنعمة معنوية، أن يعرفوا جيدا أن البشر ليست فيهم استحقاقات ذاتية تجاه النعم التي منحهم الله تبارك وتعالى، بل هذا من فضل الله تعالى حيث يتغمد الإنسان برحمته. لذلك يجب على كل شخص في أي منصب كان، أن يعمل بتعاليم الشريعة.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: من أعطُوا نعمة الحكومة، يجب عليهم أن يعدلوا بين الطبقات المختلفة من الشعب. حكام النظام السابق رغم ما أعطُوا من النعم، لكنهم لم يعرفوا قيمة النعم الإلهية ولم يشكروا الله تبارك وتعالى، وظلموا الشعب ولم يعدلوا بينهم، لذلك سلب الله تعالى النعم منهم.
واستطرد قائلا: في الربيع العربي وكذلك الصحوة الإسلامية سقطت بعض الحكومات وانهزمت، لأنها لم تعرف قدر النعم الإلهية، ولم تشكر الله تبارك وتعالى، فانهارت.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: انتصار الثورة واستقرارها كانت نعمة للشعب الإيراني. كان أساس هذا النظام على العدل والحرية بتصويت الشعب، وكانت ثورة الشعب سببا للعزة لهم، وعلى الشعب والمسؤولين حفظ هذه النعمة وأن يشكروا الله عليها.
وتابع فضيلته قائلا: شكر هذه النعمة يكون بالعدل والرؤية المتساوية إلى كافة القوميات والتفكرات والديانات، لأن التنوع القومي والمذهبي في إيران فرصة للشعب والحكومة.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: نحن إن لم نوسع أنظارنا، ولم تكن رؤيتنا متساوية إلى الجميع، ولم نحقق المطالب المشروعة للشعب، وإذا سادت البلاد الحزبية والطائفية، تؤدي ذلك إلى سخط الشعب وكراهيتهم.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أقول عن إرادة الخير والشفقة، إننا نريد الإصلاح في النظام، وليست لنا عداوة مع أحد، ولسنا وراء إسقاط النظام، لكننا نرى الإصلاحات في النظام ضروريا. ومرادنا من التغيير ليس إسقاط النظام، بل إحداث تغييرات في مؤسسات النظام، وإزالة الضغوطات والتشددات التي لم تكن لها نتائج، وكانت سببا لكراهية الشعب.

خطر المتطرفين في النظام أكبر من خطر أعدائه
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الذين يتصدون لتنفيذ الدستور، والذين وقفوا مقابل مرسوم المرشد الذي كلف كافة أركان النظام ومؤسسات الدولة بتنفيذ العدل، وحالوا دون نفاذ هذا المرسوم، لا فرق بينهم وبين أعداء الوطن والنظام، لأنهم يضرون بالنظام. الذين لديهم تفكير طاتفي وانحصاري، ويريدون أن يكون كل شيء في متناول قوم أو طائفة واحدة. الذين لا يرون حقا في إطار الدستور لسائر المذاهب والقوميات، ويفرقون بين الشيعة والسنة، وإذا أعطى أحد من أهل السنة منصبا يحتجون، هؤلاء في الحقيقة أعداء النظام ومناهضوه.
وتابع فضيلته قائلا: نعتقد أن النظام يجب أن يكون لجميع القوميات والمذاهب، حتى العلمانيين الذين يعيشون في إيران لهم حقوق يجب مراعاتها. يجب إعادة النظر في الأوضاع الراهنة. تمرّ قرابة أربعة عقود من عمر الثورة، وكنّا نتوقع أن يتم توظيف مؤهلي أهل السنة في الحقبة الوزارية بعد هذا الدعم الواسع لروحاني، لكن لم يؤظف من أهل السنة ومن النساء.
واستطرد فضيلته قائلا: يمكن أن يعترض بعض العلماء على رؤيتي بالنسبة إلى مشاركة النساء في إدارة البلاد، لكن رؤيتي تختلف عنهم. نعتقد أننا إذا نفذنا الكثير من قوانين الإسلام، ونظرنا في الواقع الراهن، تتبدل رؤية العالم بالنسبة لنا، وكان النظام الإسلامي أكثر قبولا في العالم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: نحن إيرانيون، ولسنا مخربين، لكننا نطالب حقوقنا. يعيش على أقل تقدير عشرون مليون من أهل السنة في إيران. هؤلاء مواطنون إيرانيون، يجب أن تراعى حقوقهم. الذين يعرقلون مشاركة وحضور أهل السنة في إدارة البلاد، ليسوا من محبي الثورة.

لا بد من إزالة المتطرفين والمحبين الكاذبين عن طريق النظام
وقال خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان: يجب أن تحدث تغييرات في المراكز التي كانت توجد فيها تضييقات في التوظيف والاستخدام، كمجلس صيانة الدستور والبرلمان والدولة و…. ويجب إصلاح السياسات والرؤى الخاطئة. نعتقد أن النظام يحتاج إلى تغييرات من الداخل.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان قائلا: في المناطق السنية وجميع المدن التي يعيش فيها أهل السنة بعضهم بجنب بعض إخوانا، لا بد من أن تكون الرؤية متساوية إليهم جميعا. لماذا لا يؤظف مؤهلو أهل السنة وكفاءاتهم في المدن التي يعيشون فيها كأكثرية؟ لا تكفي الوحدة بالشعارات، ويجب أن تكون هناك وحدة عملية صادقة مع العدل والمساواة. الشيعة والسنة وكذلك الحكومات الإسلامية لا ينبغي أن يفكر البعض في تخريب الآخر، بل يجب أن يكون الجميع إخوة.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: نحن نريد ثبات البلاد وأمنها، ولا نريد أن تتعرّض للخطر، ونريد من الجميع أن يحافظوا على أمنها. يجب على الحكومة أن تكافح المتطرفين والذين يبدون محبة كاذبة إلى النظام، وقاموا بالاختلاسات واستغلوا مناصبهم، وأخذوا الرشاوي. يجب أن تكون هناك الحرية المذهبية وحرية القلم والتعبير. يجب أن نتحمل الانتقاد وإن كان ضدنا، ويجب أن يكون الانتقاد بنّاء، ولا يقصد منه التخريب.

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات