يطرح البعض من دعاة التقارب بين الديانات، وممن في قلوبهم الرحمة الإضافية بالنسبة إلى المعتدين أحيانا أن القدس مدينة يهودية، نصرانية، إسلامية؛ ويقول بعضهم: إن القدس ميراث مشترك بين اليهود والنصارى والمسلمين!
أما الصهاينة اليهود فيزعمون أن القدس كانت مدينة يهودية ويجب أن تعود لليهود!
رؤى وأفكار خاطئة عن القدس يُقصد من ورائها التطبيع مع الكيان المحتلّ، والاعتراف به، فالقدس لم تكن مدينة يهودية ولا نصرانية، وليست ميراث اليهود والنصارى، بل هي عاصمة فلسطين، وفلسطينُ للشعب الفلسطيني قديما وحديثا. القدس كانت لهذا الشعب لمّا صدقوا رسالة عيسى عليه الصلاة والسلام، والقدس كانت لهم لمّا صدّقوا رسالة خاتم النبيين والمرسلين، وسلّموا مفاتيح بلدهم لخليفته الزاهد الراشد عمر الفاروق رضي الله عنه بعدما رأوا زهده وعدله، وبعدما أبعد الله عنهم بفضله جور القيصر وظلم الرومان للأبد.
القدس أولا وآخرا للشعب الفلسطيني، لا نصيب فيها ليهود الروس والألمان، ولا لنصارى الولايات المتحدة وإنكلترا وغيرها من البلدان.
ثمّ زعْمُ الصهاينة بأن القدس كانت مدينة يهودية يشبه زعم الأقلية الزردشتية بشأن إيران حيث يرونها وطنهم ويرون الشعوب المسلمة في إيران غرباء. ويشبه أيضا زعم البوذيين المتطرفين بشأن أفغانستان حيث يرونها إقليما بوذيا، ويرون أن القوميات المسلمة فيها غرباء، ولا يؤيدهم في هذه الأحلام الفاسدة والمزاعم الخاوية والأوهام الباطلة، إلا متوهمون عنصريون مثلهم، وهذه مزاعم لا قيمة لها في موازين العقل والوجدان والحقيقة، فضلا عن موازين القسط والعدل وحقوق الإنسان، ولا يثير هذه المزاعمَ في عالمنا المعاصر إلا متطرفون معتدون مجرمون كالصهاينة وأمثالهم وأذيالهم.
تعليقات