توفّي البروفيسور سيد أجمل عبد الرزاق، من الدعاة وأساتذة الجامعة الإسلامية في ماليزيا يوم السبت 25 ذي الحجة إثر نوبة قلبية، وشيع جثمانه يوم الأحد 26 من ذي الحجة. هذا الخبر كان مؤلما ومفاجئا لي نظرا إلى معرفتي بالدكتور.
كانت للبروفيسور أجمل رحلة إلى زاهدان قبل خمس سنوات، ونزل ضيفا على جامعة دار العلوم زاهدان، وكنت مترجمه خلال هذه المدة، وتعرفت عن قريب على فضائله وخصائصه. إن الله تعالى منح البروفيسور نعما كثيرة، وأثناء ترجمة كلماته في مواضع متعددة، تعرفت على شخصيته وحياته جيدا، بحيث قال لي مرة: “الآن بإمكانك أن تكتب عني كتابا!”
في الفرصة القليلة التي رافقته في زاهدان، تعلمت من أقواله وأعماله كلمات قيمة، فكان إنسانا متواضعا قليل التكلف.
حياة البروفيسور أجمل الذي درس في الولايات المتحدة، وقام بخدمة الدين في أشكال مختلفة، كانت أسوة مناسبة للطبقة المثقفة في بلادنا. كان البروفيسور يقول بأنه لا يرغب في الأسفار، لكن إعجابه بشخصية فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، حمله على الرحلة إلى زاهدان. بعد زيارته لشعب جامعة دار العلوم المختلفة والجامع المكي، أعرب عن سروره، وقال أكثر من مرة: “جامعة دار العلوم رائعة”. بعد عودته من زاهدان صرح في مؤتمرات كثيرة: “لو كان هناك مجتمع سالم يشبه مجتمع الصحابة في العالم، هو المجتمع الذي رأيته في زاهدان”.
من أبرز خدمات الدكتور أجمل، قيامه بالإمامة في مساجد الولايات المتحدة لأكثر من ست عشرة سنة، والخروج مع جماعات الدعوة مدة سنتين، والدعوة إلى الإسلام لا سيما في سجون الولايات المتحدة، وترجمة المثنوي المعنوي إلى اللغة المالاوية في مدة قصيرة، وتربية الآلاف من الطلبة.
البروفيسور كان متأثرا بشخصية فضيلة الشيخ عبد الحميد، وكان يقول: “لقد تأثرت من بين معاصري من شخصيتين كثيرا، أحدهما فضيلة الشيخ عبد الحميد”. وكان ينصح الطلبة والأساتذة قائلا: “اعرفوا قدر الشيخ، وكونوا جنودا له”.
في السنوات الأخيرة نظرا إلى أسباب، جرت تغييرات في المناصب الرئاسية في جامعة ماليزيا، بحيث تم إقصاء شخصية كالدكتور أجمل، لكنه رغم ذلك ظل يخدم في مجموعة جامعة ماليزيا الإسلامية. غفر الله له، ورفع درجاته وجعل الجنة مثواه.
تعليقات