اليوم :18 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

أهل السنة في إيران يطالبون بحقوقهم المشروعة

أهل السنة في إيران يطالبون بحقوقهم المشروعة

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة الجمعة بمدينة زاهدان (18 ذو القعدة 1438) أن مطالب أهل السنة لا تتعدى ما ورد في الدستور، وهي مطالب مشروعة خالصة.
وأضاف فضيلته قائلا: الاختلافات المذهبية والطائفية والقومية بين المسلمين في العالم المعاصر مؤلمة جدا. في الأسبوع الماضي احتضن وزيرا الخارجية الإيراني والسعودي بعضهما البعض في تركيا، وهذا اللقاء باعث للأمل. نرجو أن تنشأ الألفة والمحبة بين المسلمين جميعا.
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن أمله في أن يجلس مسؤولو المملكة العربية السعودية و إيران بعضهم مع بعض، ويقرّبوا البلاد الإسلامية، ويسعوا في حل مشكلات العالم الاسلامي و المسلمين باتخاذ حلول.
وتابع فضيلته قائلا: الذين ينطقون بـكلمة لا اله الا الله محمد رسول الله، هم مسلمون، ولو تبنوا أي فكرة، إلا أن ينكروا ما ثبت من الدين بالضرورة.

السبب الرئيسي وراء الأزمات في العالم الاسلامي، الاستبداد وضيق النظر وعدم الاهتمام إلى حقوق الأقوام و المذاهب
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: نحن نعتقد أن حل مشكلات العالم الاسلامي يكمن في الأخوة ومراعاة حقوق القوميات والمذاهب.
تشير دراسة مسائل العالم الاسلامي إلى أن المشكلات الموجودة في البلاد الإسلامية تنشأ عن الاستبداد وضيق النظر وقصر التفكير.
واستطرد فضيلته قائلا: لو جرى الاهتمام إلى حقوق الأقليات في البلاد المختلفه، لكان حل المنازعات في الشرق الأوسط يسيرا. نحن نعتقد لو جرى الاعتراف بحقوق الحوثيين الذين كانوا أقلية في اليمن من جانب الحكومة السابقه، وقامت بمشاركتهم في الحكومة، لما حدثت أزمة اليمن، ولما استغلت القوى الكبرى الاستعمارية التي تريد تدمير العالم الاسلامي هذه الأزمة لصالحها.
هكذا الحكومة السابقة في العراق ارتكبت هذا الخطا، ولم تراع حقوق الأقوام والمذاهب وخاصة الشيعة، ومع الأسف الحكومة التي جاءت بعد الاحتلال الأمريكي وبعد سقوط الحكومة السابقة في العراق، لم تراع حقوق أهل السنة أيضا. فلو اجتنبت الحكومة العراقية إقصاء أهل السنة من القوات المسلحة، ولو قامت باحترام حقوقهم، ووزعت القدرة معهم بشكل عادل، لما ظهرت هذه التيارات المتطرفه والتكفيرية، ولما ظهرت كل هذه الكوارث والمصائب في العراق.
وعدّ فضيلته جميع الحركات التي ظهرت في العالم الإسلامي معلولة لها عللها، وأضاف قائلا: لو بحث أصحاب القرار في البلاد الإسلامية التي واجهت الأزمات، جذور هذه الحوادث، سيدركون أن علة جميع هذه الحوادث والأزمات تعود إلى عدم مراعاة حقوق الأكثريه أو الأقلية أو القوميات أو المذاهب أو الاديان في المجتمعات الاسلامية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أفضل طريقة لحل هذه المسائل، هي الحوار بين البلاد الإسلاميه وخاصة بين إيران والسعودية، و تأسيس حكومات وطنية وتقسيم القدرة في البلاد الإسلامية.

تعيين أهل السنه و النساء في التشكيلة الوزارية، كان بامكانها أن يكون سببا لعزة إيران و الإيرانيين في العالم / يجب استخدام أهل السنة في نيابة الوزراء والمحافظين وسائر المناصب الإدارية
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان: كنا ننتظر من الدولة الثانية عشرة أن تعين على الأقل وزيرا سنيا واحدا ووزيرة واحدة في دولته الجديدة. هذه الخطوة كانت بامكانها أن تجلب مرضاة الشعب الإيراني من جميع الأقوام والمذاهب، وهذه السياسة القوية كانت بإمكانها أن تكون لصالح إيران والعالم الاسلامي، وتكون لها ردود واسعة في العالم، ويزيد من عزة إيران والايرانيين في مستوى العالم.
وأضاف فضيلته قائلا: كنا نتوقع أن تتم مشاركة أهل السنة في المناصب العامة في دولة التدبير والأمل بعد ٣٨ سنة من عمر الثورة، لكن مع الأسف لم يحدث هذا، وانتشرت قائمة وزراء الدولة دون أن يكون فيها أحد من أهل السنة، لكن أعلن النائب الأول لرئيس الجمهورية، أن الرئيس أمر أن يختار الوزراء أحد نائبيه من بين النساء.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: عندما صرح في الدستور بأن المذهب الرسمي للبلاد هو المذهب الشيعي الإثناعشري، كان الإنصاف يقتضي أن يتم انتخاب بعض الوزراء من بين أهل السنة الذين هم ثاني أكثرية في البلاد. فلا يوجد في الدستور أي منع من توظيف أهل السنة في مستوى الوزراء. والآن حيث لم يحدث هذا الانتخاب، يرجى أن يستخدم المؤهلون من أهل السنة في مستوى نيابات الوزراء، والمحافظين وسائر المناصب.
وأضاف فضيلته قائلا: حينما لا يوجد منع في الدستور من انتخاب أهل السنة كالوزراء أو نائبي الوزراء، لماذا يحرم المسؤولون أهل السنة من هذه الفرصة!؟
قال الزعيم السني البارز: أكدنا مرارا على أننا أهل السنة ننتمي إلى هذا الوطن، وكما نفتخر بديننا، ونفتخر بهذا الوطن، ولا نسمح لحكومة أو شعب يعتدي على سيادة بلادنا، وقد أثبت أهل السنة دائما ولائهم لهذا الوطن، وكان حضورهم قويا أيضا في القضايا الداخلية.

نرجو أن يتم استخدام أهل السنة في القوات المسلحة والقضاء
وأضاف قائلا: من المؤسف أنه لا وجود لأهل السنة في القوات المسلحة. قبل مدة قتل عدد من حرس الحدود، ولم يكن فيهم واحد من أهل السنة. لو كان خمس من هؤلاء القتلى من أهل السنة وخمسة من الشيعة كان باعثا للعزة والفخر لنا، إذا أريقت دم الشيعة والسنة معا في الدفاع عن سيادة الوطن. كان يقوي هذا الأمر الوحدة. لقد سئم الناس من شعار الوحدة، ويقولون يجب العمل بدل إطلاق الهتافات.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: مما يبعث الحيرة أن مسؤولي البلاد يحرمون أبناء أهل السنة من الدفاع عن أراضي الوطن والموت في سبيل ذلك أيضا. ولا يبرر أبدا أن لا يقدر أهل السنة على المشاركة في الدفاع عن سيادة الوطن.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى عدم توظيف أهل السنة في السلطة القضائية قائلا: نحن ندعو دائما للقضاة الكرام الذين يتمكنون من تنفيذ العدل، لكن حضور أهل السنة في السلطة القضائية التي هي من أهم السلطات، ضعيف جدا.
وأكد رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: أهل السنة متعطشون للخدمة، وليسوا طالبين للقدرة، ولديهم دوافع قوية لإعمار البلاد، ويحبون أن يخدموا وطنهم بجانب سائر الإيرانيين.
وتابع فضيلته قائلا: نحن أثبتنا أخوتنا دائما، وتصدينا للمتطرفين، بحيث هددنا المتطرفون مرارا. نحن لن نستسلم لهذه التهديدات، ولا نسمح أن يتعرض أمننا الوطني للخطر. نحن نريد عزة إيران، وهذا يكمن في الوحدة العملية دون الهتافات.

أهل السنة عملوا بواجبهم، وحان الأوان لدولة التدبير والأمل أن تفي بوعودها
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: أهل السنة عملوا بواجبهم، ويرجون أن تفي دولة التدبير والأمل بوعودها وتهتم بهم، ليزول القلق الذي يسود المجتمع السني داخل إيران.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: الوحدة التي كانت بين المسلمين في صدر الإسلام، تعود إلى الرؤية المتساوية للنبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع جميع القوميات، حيث قسم في المدينة المنورة الوظائف بين المهاجرين والأنصار. مسح الرسول بيده رأس سلمان الفارسي رضي الله عنه وقال عنه: “سلمان منا أهل البيت”. هذا الاصطلاح لم يستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل مكة والمدينة المنورة، لكنه عد سلمان رضي الله عنه من أهل بيته.
وأضاف فضيلته قائلا: نحن نرجو من مسؤولي الأمر، أن يعدوننا من أنفسهم، ولا يكون هناك تفريق وتمييز بيننا وبين غيرنا.
وتابع: مطالبنا منطقية ومشروعة، وهي لصالح إيران والنظام، ومن استطاع أن يقنعنا بالدليل والبرهان أن مطالبنا ليست منطقية، لن نعيد مطالبنا مرة أخرى.

الذين يهتفون بالمذهب لا يريدون خير الإسلام والبلاد
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: أهل السنة يطالبون حقوقهم المشروعة فقط، وليست لهم دعاوي زائدة، ولا توقعات لهم أكثر مما ورد في الدستور، ولا يوجد في الدستور فرق بين أفراد الشعب، ويجب أن تسود الأهلية في البلاد.
وطالب فضيلته المرشد الأعلى وسائر المسؤولين أن لا يفسحوا المجال للمتطرفين الذين لا يريدون خير البلاد، وتابع قائلا: الذين يهتفون بشعار المذهب والطائفة، لا يريدون خير الإسلام، سواء كانوا شيعة أو سنة.
واستطرد: يجب أن نفكر في الإسلام ومنافع إيران، بل نفكر في مصالح البشرية التي مع الأسف انحرفت في عصرنا. إذا حفظ الإسلام تحفظ المذاهب، وبغير الإسلام لا بقاء للشيعة ولا للسنة. يجب أم نفكر وطنيا، ونبعد عن أنفسنا النظرات القومية والمذهبية.

 

المصدر: الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الحميد إسماعيل زهي

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات