اليوم :20 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

بعد مرور 38 سنة من الثورة، بعض سياسات النظام تحتاج إلى التعديل

بعد مرور 38 سنة من الثورة، بعض سياسات النظام تحتاج إلى التعديل

طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (29 شعبان 1438) بتعديل بعض سياسات النظام بعد مرور 38 عاما من الثورة في إيران، مؤكدا على لزوم الرؤية المتساوية وسعة الأفق.
وأشار فضيلته إلى الحضور الواسع في الانتخابات الرئاسية، قائلا: الشعب الإيراني كان لهم حضور رائع في الانتخابات. خاصة أهل السنة حيث قدموا إلى صناديق الاقتراع بوحدة وانسجام، ويعترف كافة المسؤولين والسياسيين بهذا الحضور الرائع.
وتابع فضيلته قائلا: أهل السنة من البلوش، والأكراد، والفرس، والعرب، والتركمان، والأتراك و… أتوا إلى الميدان، وهذا الحضور الكبير لأهل السنة، هو حديث المجالس هذه الأيام. محافظات مثل سيستان وبلوشستان وكردستان وطهران كانت غالبية أصواتهم للدكتور روحاني. ولا شك أن الحضور المنسجم المتحد لأهل السنة في الانتخابات، سوف يساعد في متابعة حقوقهم ومطالبهم.
وأضاف قائلا: حضرت في احتفال انعقد في طهران قبل أيام؛ في هذا الاحتفال أعرب الكثير من الشيعة عن مشاعرهم بالنسبة إليّ، وهذه المحبة للإخوة الشيعة، في الحقيقة ثمرة الوحدة والانسجام لأهل السنة في الانتخابات.
وأكد خطيب أهل السنة على “الاهتمام إلى الوطن بغضّ النظر عن القومية والمذهب في التوظيفات والمناصب”، قائلا: أكدت في مهرجان تكريم النشطاء للجان الانتخابية الرئاسية للدكتور روحاني، أن أكبر مطلب لأهل السنة أن يطرح في الاستخدامات والتوظيفات المواطنة بدل القومية والمذهب.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: الأقوام والمذاهب كلها في إيران يعدون أبناء هذا الوطن، ولا ينبغي التمييز بينهم، بل يجب استخدام كفاءاتهم ومؤهليهم. مطلب أهل السنة أن يكون تعادل في التوظيفات الإقليمية، ويستخدم في المناصب العامة من الأقوام والمذاهب.

السؤال عن المذهب في استمارات التوظيف مغاير للوحدة الوطنية
انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد السؤال عن المذهب في استمارات التوظيف، قائلا: لا ينبغي السؤال عن المذهب في استمارات التوظيف، بل يجب السؤال عن الوطن والمواطنة؛ وإن كان لا بد من سؤال فيكفي السؤال عن الدين فحسب.
واستطرد فضيلته قائلا: لا تطرح قضية القوم أو المذهب في أي بلد من البلاد في استمارات التوظيف، بل يسأل عن الوطن. الشعب الإيراني شعب يستحق أن يكون متقدما على غيره من البلاد في هذه القضايا.
وأضاف فضيلته قائلا: أهل السنة بعد مرور 38 سنة من عمر الثورة يعانون من أن يجبيوا على السؤال بشأن المذهب في استمارات المستشفيات، والجهات القضائية، واستمارات التوظيف. السؤال عن المذهب في استمارات التوظيف مغاير للوحدة الوطنية، وللتقريب الذي يطلق هتافه في إيران كثيرا، لكن هذا التقريب ضعيف عمليا.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إيران ليست لقوم أو مذهب خاص. الشعب الإيراني بكافة أقوامه ومذاهبه شعب واحد، ويتعلق بهذا الوطن. الشعب الإيراني يتكون من الأقوام والمذاهب. إن تعرضت البلاد للهجوم، سيدافع عن سيادة أراضيها جميع القوميات والمذاهب.
وتابع فضيلته قائلا: الشيعة والسنة وما فيهما من فروع، قضية بين الفرد وربه، ولا علاقة لها بمسائل وقضايا كالعلاج في المستشفى، ومتابعة الملف القضائي، والمسائل التوظيفية. لذلك يطالب كافة القوميات والمذاهب من المرشد الأعلى ورئيس الجمهور وسائر المسؤولين أن ينهوا مثل هذه المسائل.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أعتقد أن الوحدة لا تتحق بالهتافات وإقامة المؤتمرات والجلسات. إقامة الوحدة تتحقق بالعمل، والأسلوب العملي بالنسبة إلى الجلسات أقل تكلفة.

على الأحزاب والأجنحة السياسية أن تعيد النظر في سياساتها واتجاهاتها
وأكد رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران على لزوم إعادة النظر في القوانين قائلا: الأسلوب الرائج في العالم إذا لم يستجب قانون أو مخطط في حل المسائل، يصلحون ذلك القانون، أو يغيرونه. لأجل ذلك يجب أن نعيد النظر في كثير من اتجاهاتنا.
وتابع فضيلته مشيرا إلى اقتراب أربعين عاما من عمر الثورة في إيران: على كافة الأحزاب والتيارات كالأصوليين والإصلاحيين، أن يعيدوا النظر في سياساتهم واتجاهاتهم. لقد تمت التجربة أن ضيق النظر والضغوط، غير مؤثرين، ولا بد من توسيع النظر وسعة الأفق في المسائل، ويجب إعادة النظر في كثير من السياسات السابقة.

على الشخصيات وعلماء الشيعة والسنة أن يتأسوا بالصحابة وأهل البيت
وأوصى أبرز علماء أهل السنة في إيران، علماء الشيعة والسنة إلى الاستفادة من الانفتاح الكبير الموجود في الدين الإسلامي قائلا: لا ينبغي للعلماء والكبار أن يجمعوا حولهم جماعة خاصة يتفقون معهم فكريا، بل يجب أن يضموا إليهم من لا يوافقونهم فكريا ليطلعوا على حقائق المجتمع أكثر، ويتخذوا القرارات بشكل أحسن. ينبغي أن نهتم بمن ينتقدنا ويذكرنا بعيوبنا، بدل الثناء.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الدين الإسلامي فيه سعة كبيرة، فعلى علماء الشيعة والسنة ومراجع التقليد والسياسيين أن يمثلوا بشكل جيد هذه السعة الموجودة في الدين. رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة وأهل البيت الذين نحبهم وننسب أنفسنا إليهم، كانت لديهم سعة الصدر والتحمل، ونحن الذين ندعي اتباعهم يجب أن نوسع أنظارنا، ويكون عندنا تحمل كبير.
وعدّ فضيلته منع أهل السنة من إقامة الصلاة في بعض المدن، نتيجة ضيق النظر وقلة التحمل، قائلا: يجب أن نزيد من تحملنا وسعة أفقنا، ويتحمل بعضنا بعضا. لا ينبغي أن يواجه أهل السنة في بعض المدن مضايقات في مجال إقامة الصلاة في هذا الشهر الكريم.

نرجو من عامة الشيعة أن يفتحوا أبواب منازلهم على أهل السنة لإقامة الصلاة
نظرا إلى أن أهل السنة ليست لهم مساجد في المدن الكبرى مثل طهران، وفي بعض الأحيان يواجهون للمضايقات في إقامة الصلات في المصليات والمنازل المستأجرة، طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد من عوام الشيعة أن يفتحوا أبواب منازلهم على أهل السنة لإقامة الصلاة.
وقال فضيلته: رسالتي للمسؤولين وعامة الشيعة الأعزاء الذين نعدّهم إخوتنا في الإسلام والوطن، أن يدركوا إخوانهم من أهل السنة في المدن التي ليس لهم فيها مساجد، ويمنعهم البعض من ذوي الأفق الضيق من الصلاة. الذين يمنعون من إقامة الصلاة، ماذا سيجيبون ربهم يوم القيامة؟!
وتابع فضيلته قائلا: لا يليق بأي مؤسسة أو دائرة تدّعي الإسلام أن تمنع أحدا سواء كان شيعيا أو سنيا من إقامة الصلوة، لأن الصلاة قضية عبادية وليست سياسية.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: أطالب الإخوة الشيعة الذين أعربواعن محبتهم لي في مهرجان تكريم النشطاء للجان الانتخابية الرئاسية للدكتور روحاني، وسائر الإخوة الشيعة، أن يفتحوا أبواب منازلهم على أهل السنة لإقامة الصلاة، ويساعدوهم ليقيموا فريضة الصلاة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات