اليوم :20 April 2024

فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

” سعة الأفق” و”رحابة الصدر” من ضرورة الوحدة والتضامن

” سعة الأفق” و”رحابة الصدر” من ضرورة الوحدة والتضامن

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (5 جمادى الأولى 1438) إلى أن الوحدة والانسجام بين الأقوام والمذاهب الإيرانية كانت رمزا لانتصار الثورة، معتبرا “سعة الأفق” و”رحابة الصدر” من ضرورة الوحدة والتضامن.
تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة إلى مناسبة ذكرى انتصار الثورة في إيران قائلا: لا شك أن سر انتصار الثورة في الوحدة والانسجام. الأقوام والمذاهب والطبقات المختلفة في إيران اتحدوا جميعا، ودعموا الثورة حسب استطاعتهم حتى انتصرت.
واعتبر فضيلته الأمن في الحدود أيضا من الوحدة والانسجام، وأضاف قائلا: رغم جهود الأعداء للإخلال بأمن الحدود، لكنها ظلت آمنه، ويسود الانسجام والوحدة بين الناس على الحدود. منافع الشيعة والسنة ومضارهم مشتركة في البلاد؛ فعليهم جميعا أن يتمسكوا بالمشتركات.
وأضاف فضيلته قائلا: عزة الشعب الإيراني والمسلمين جميعا تكمن في الوحدة والانسجام. لا يمكن أن تبقى إيران واحدة وعزيزة، وأن تبقى الثورة والنظام إلا بالوحدة الانسجام.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “سعة الأفق” و”رحابة الصدر” من ضرورة الوحدة والتضامن، قائلا: من لوازم الوحدة التمتع بسعة الأفق والنظر. لا يمكن لنا تحقيق وحدة بيننا أو وحدة مع المسلمين، أو أحرار العالم، إلا إذا ملكنا سعة النظر والأفق.
وتابع فضيلته: يجب نبذ الرؤية القومية أو الطائفية؛ لا ينبعي التمييز بين الناس على أسس الأعراق كالفرس والبلوش والكرد والتركمان و… بل يجب أن نفكّر أننا جميعا من الشعب الإيراني، ووحدتنا عزة للوطن. فعلى جميع القوميات والمذاهب في إيران أن يزيدوا من تحملهم. شقاء الشعوب يبدأ عندما يقسمون أنفسهم، ولا يحمل بعضهم سعة الصدر بالنسبة إلى الآخر.
وأشار مدير جامعة دار العلوم في زاهدان إلى القلق العابث بالنسبة إلى زيادة عدد السكان من أهل السنة في المدن الكبرى، وأضاف قائلا: كانت مثيرا للغرابة تصريحات بعض العلماء والمراجع حيث أعربوا عن قلقهم بالنسبة إلى تزايد نسبة أهل السنة في بعض المدن الكبرى مثل مشهد. الذين يتحدثون لنا عن الوحدة ويؤمنون بها، لا ينبغي لهم أن يجروا هذه الكلمات على ألسنتهم؛ فزيادة أهل السنة في البلاد سبب لفخر إيران، فهؤلاء مواطنون من هذا البلد.
واستطرد فضيلته قائلا: الشعب الإيراني سنة وشيعة مواطنون إيرانيون، وسيدافعون عن سيادة الأراضي إن تعرضت البلاد للهجوم. يجب علينا جميعا أن يتحد بعضنا مع بعض، ولا ينبغي أن يكون تمييز وتصنيف أثناء التوظيف، ويجب أن يراعي بعضنا حرمة بعض.

لا ينبغي منع علماء أهل السنة من السفر إلى سائر محافظات البلاد
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من كلمته، إلى منعه من السفر للمشاركة في تشييع جثمان الشيخ “شهاب الدين شهيدي” (من كبار علماء السنة في إيران حيث وافته المنية يوم الأربعاء)، وأضاف قائلا: لا ينبغي منع أشخاص معينين من السفر للمشاركة في صلاة جنازة في محافظة أخرى. نحن جميعا مواطنون، ويجب أن نتمتع بالحرية. لا ينبغي لشخص لديه أفكاره الواضحة ومواقفه الشفافة، ويريد عزة المسلمين، ويقف في المواقف الصعبة تجاه الأعداء، أن يمنع من السفر من محافظة إلى محافظات أخرى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لو كنا نحمل سعة صدر أكثر، وزدنا من كمية التحمل فينا، لكانت لنا مكانة أعلى وأسمى عند الناس، وظهرت لنا مكانة في قلوب العالمين، واعتنقنا أحرار العالم.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: خطابي لجميع الأقوام والمذاهب في إيران، ومن بيدهم القرارات، وينظر الناس إلى حركاتهم، أن يوسعوا أنظارهم، ويزيدوا من قوة تحملهم، لأن هذه كلها تكون سببا لزيادة الوحدة والتضامن. نرجو أن نبني بلادنا بالوحدة والتعاون، ونكون أسوة للعالمين.

على دونالد ترامب أن يغير سياسته الخاطئة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الخطوات الجديدة التي قام بها الرئيس الإمريكي الجديد، قائلا: ترامب أعلن حظر السفر إلى إمريكا لمواطني سبع دولة من الدول الإسلامية. لا يليق بدولة تدعي التطور والرقي، أن تغلق أبوابها على البلاد الأخرى، ويسعى في إنشاء الجدار العازل بين الأمم والشعوب. من المثير للغرابة أن الشعوب تسعى لإزالة هذه الجدران بينهم، لكن الأمريكيين أصيبوا بضيق النظر، ويعودون إلى القرون السابقة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى قلة التجربة للرئيس الإمريكي الجديد في ميدان السياسة، وأضاف قائلا: الرئيس دونالد ترامب الذي لا يعلم كيف وصل إلى السلطة، يريد إنشاء جدران عازلة بين الشعوب. على ترامب وغيره أن يغيّروا سياساتهم الخاطئة، بدل إنشاء الجدارن ورسم الحدود بين الشعوب.
وأضاف خطيب أهل السنة مخاطبا القوى العالمية: على ترامب والأمريكيين والأوروبيين وكل من يريد أن يحارب الإرهاب والتطرف، أن يغيروا سياساتهم.
وأضاف فضيلته قائلا: على القوى الكبرى أن تحرر فلسطين، وتتخذ منطق الحوار، وتختار العدل والاعتدال، إذن يسود الأمن العالم.
وتابع: مكافحة الإرهاب والتطرف ليست في القصف والتخريب والحرب. الحرب تشعل الحرب. ليس العلاج في الهجوم العسكري والقصف. دراسة المشكلات واستماع كلام المخالف والتخطيط هو الطريق الصحيح.
وأكد فضيلته على لزوم “إعادة النظر” في السياسات الخاطئة التي أدت إلى الأزمات في العالم، قائلا: السياسات الماضية للولايات المتحدة وأوروبا وروسيا كانت خاطئة، لذلك لم تحل تلك السياسات مشكلاتهم. دعمهم للكيان الصهيوني واليهود المتطرفين، نموذج من سياستهم الخاطئة. على القوى الكبرى أن تصحح أساليبها وسياساتها.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على لزوم الحوار وتنفيذ العدل، قائلا: في الظروف الراهنة، تفيد سياسة العدل والإنصاف. هذا الأمر يمكن أن يحقق الأمن في الشرق الأوسط والعالم، ويتصدى للإرهاب.

وفاة ثلاثة من العلماء في الأسبوع الماضي خسارة كبيرة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى وفاة ثلاثة من العلماء البارزين خلال الأسبوع الماضي، وأضاف قائلا: في الأسبوع الماضي واجهنا خسارة كبيرة ومؤسفة. توفي ثلاثة من العلماء الصالحين، وعلى رأسهم الشيخ “شهاب الدين شهيدي رحمه الله، استاذ الفقه والحديث في معهد أحناف في مدينة خواف. وفاته كانت خسارة كبيرة للمسلمين جميعا وخاصة أهل السنة في خراسان؛ فإن الشخصية العلمية لصالح المدارس الدينية والشعب المسلم. علماء عاملون وصالحون أمثال الشيخ مولانا شهيدي ثروة علمية كبيرة لنا.
وعزى فضيلة الشيخ عبد الحميد علماء خراسان وأساتذة وطلاب مدرسة أحناف في مدينة خواف وسائر المراكز الدينية والعلمية على وفاة هذا العالم الكبير.
وتابع فضيلته: توفي أيضا الشيخ “خدا نظر قلندرزهي” رحمه الله الذي كان من العلماء القدامى والمعمرين في منطقة “كورين” في زاهدان، وكذلك الشيخ “خدابخش جوهري” من العلماء الصالحين والناشطين في منطقة “دامن” من توابع إيرانشهر. رفع الله درجات هؤلاء، وتغمدهم برحماته.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات