اليوم :24 April 2024

إيران وتركيا والملف السوري

إيران وتركيا والملف السوري

قال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو: “إن أنقرة وطهران متفقتان على وحدة الأراضي السورية ومكافحة جميع التنظيمات الإرهابية، واستمرار الحوار في النقاط الخلافية”.
من جهته أكّد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بخصوص وحدة الأراضي السورية، وعبّر ظريف عن رغبة بلاده في أن تكون تركيا الرابط بينها وبين أوروبّا في مجال تصدير الطاقة.
لا شكّ أنّ إيران وتركيا قوّتان هامّتان في منطقة الشرق الأوسط المتأزّمة التي تسعى الولايات المتحدة وروسيا لتقاسمها بينهما حسب أهوائهم، والعلاقة بين البلدين عريقة وواسعة، والإرادة السياسية متوفّرة لديهما لتعزيز سبل التبادل التجاري في مختلف العلاقات. ثمّ تركيا في ظلّ حزب العدالة والتنمية هي الأحرص على تنمية وتطوير العلاقات مع إيران منها في ظل الأحزاب العلمانية والقومية.
لكن بقدر أنّ الحاجة للحوار والتعاون ضرورية بين تركيا وإيران، بهذا القدر تكثر مساع وجهود لتعكير العلاقات بينهما، والّذي تتولى كبر سياسة تعكير العلاقات وتكديرها بين البلاد الإسلامية كلها هي الولايات المتحدة الإمريكية؛ لأن في العلاقات المتأزمة المتدهورة بين الحكومات والشعوب وبين الحكومات الاسلامية بعضها مع بعض، منافع كثيرة لسكّان البيت الأبيض لا تخفى على أحد.
لكن في واقع الأمر فالبلاد مثل العباد، ففي الحياة العادية لا يمكن لأحد العيش إلا في ضوء العلاقات والارتباطات كرها أو طوعا، والمرء الذي يهجر هذا وذاك، وتنكدر علاقته مع الأقربين والأبعدين، ثمّ يريد العيش والرقي والنمو والراحة بوحده لن يحقق شيئا، هكذا الدول والحكومات، فلن ترقى حكومة إلا إذا اتسعت وتحسّنت علاقاتها مع جيرانها.
لأجل هذا نرى القوى الاستعمارية جعلت من ضمن أهمّ أهدافها التركيز الزائد على تكدير وتعكير العلاقات بين البلاد الإسلامية، فما من أزمة أو قضية في المنطقة إلا ويستغلونها للتصعيد بين البلاد الإسلامية وإثارة الأزمات بين البلاد.
أهمّ النقاط التي استغلها الأعداء للتصعيد بين إيران وتركيا سياسيا هي الملفّ السوري، فإيران تدعم النظام والجيش السوري، وتركيا تدعم المعارضة المسلّحة التي تحارب النظام السوري.
أوغلو تحدّث في مؤتمره الصحفي عن الاستمرار في الحوار عن النقاط الخلافية في سوريا، فهل في ظلّ الاستمرار في الحوار عن النقاط الخلافية في سوريا، يُرجى حلّ للملف السوري يقطع أطماع القوى الاستعمارية في هذا البلد…
ربما يُمكن ذلك إذا حصلت تنازلات من جانب أو من الجانبين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات