اليوم :29 March 2024

الشيخ عبد الحميد: السياسة الداخلية والخارجية للبلاد بحاجة إلى التعديل وإعادة النظر

الشيخ عبد الحميد: السياسة الداخلية والخارجية للبلاد بحاجة إلى التعديل وإعادة النظر

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة، في خطبته التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في مدينة زاهدان، إلى الأوضاع المتأزمة الراهنة في البلاد، معتبرا “إعادة النظرفي السياسة الخارجية والداخلية وإجراء التعديلات فيها”، أفضل الحلول للخروج من الأزمات الراهنة.

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة هذه الجمعة إلى التحديات السياسية التي يواجهها إيران، قائلا: الظروف في العالم الإسلامي وخاصة في إيران، وكذلك الظروف السياسية في العالم كله، تختلف عن الظروف التي كانت قبل أربع سنوات؛ والإنسان ينبغي أن يقوم بواجبه حسب ظروف الوقت الذي فيه.
وأضاف فضيلته قائلا: شعبنا يعلم جيدا بأن البلاد في مواجهة أزمات وتحديات جادة في الأوضاع الراهنة، حيث أذعن بهذه الأزمات مسئولون يتولون مناصب عالية. وأنا كمواطن إيراني أشعر بالمسؤولية في مجال بعض المسائل والقضايا، ولي اقتراحات لرجال الحكومة والمسؤولين. إن كان البعض يحاول التشكيك في نواياي ويعتبر هذه الأحاديث مخالفة للنظام، لكن الله تعالى أعلم بما في قلب الإنسان بأن ما أقوله، تأسيا بوصية الرسول الكريم، أقوله ناصحا ومشفقا، ولا أفكر ولا أتحدث بما فيه ضرر وخسارة للأشخاص والأفراد، إلى أي دين أو مذهب كان انتمائهم.
واستطرد خطيب أهل السنة مبينا “أن سياسات إيران الخارجية والداخلية تحتاج إلى التعديل والإصلاح”: جرت العادة في البلاد المتقدمة في العالم أنها لو فشلت سياسة يقومون بتغييرها، لأن الكثير من السياسات تصل في النهاية إلى مأزق. أعتقد أن سياسات البلد في المستوى الداخلي والخارجي بحاجة إلى التعديل وإعادة النظر والإصلاح. للخروج عن الأزمة الراهنة يجب التفكير والبحث والمراجعة إلى الرأي العام ووضع سياسة جديدة.
وأضاف مدير أكبر جامعة دينية لأهل السنة في إيران، قائلا: مما يثير العجب أن بعض المرشحين الجدد للإنتخابات الرئاسية يتحدثون في حملاتها الإنتخابية عن حل الأزمات الإقتصادية في البلاد، مهملين السياسات الداخلية والخارجية التي  أنتجت هذه الأزمات. مع أنه لحد الآن لم يقدر سياسي مهما كان عظيما، أن يحل المشكلات الاقتصادية وينمي بإقتصاد بلده من دون التعديل والإصلاح في السياسة التي يدار بها البلد.
وأضاف عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: برأيي أننا لو أعدنا النظر في السياسات، نفوق على كافة المشكلات الإقتصادية في فرصة مختصرة جدا. أنا لا أعتقد بالمفاوضات مع الولايات المتحدة والغرب، بل أعتقد أن مفتاح حل المشكلات بيدنا، ونقدر أن نحلها لو أننا زدنا من الحرية ونسمح للأحزاب والمكونات السياسية المختلفة بالنشاط، ونخرج البلد من بيئته الأمنية، ونعطي الحرية للمجلات والصحف في البلاد بمراقبة نشاطها، وحينئذ سوف تحل المشكلات كلها بإذن الله. لكن حينما قام قاض – حيث يواجه هو بنفسه الآن تحديات- بإغلاق مكاتب إثنا عشر مجلة في ليلة واحدة، أعتقد هذا خطأ كبيرا جدا.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن بذلنا جهدنا أن لا يكون لدينا سجين سياسي، ويمكن للسياسيين أن يقوموا بنشاطهم في إطار الدستور، ونأتي بشعبنا إلى الميدان بكافة طوائفه وأقوامه، ونفسح المجال  لهم ليطرحوا آرئهم ونسمع كلامهم، ترفع المشكلات بإذن الله تعالى.
وأشار فضيلته في نهاية هذا القسم من خطبته إلى الاشتباكات الجارية في سوريا والعراق، والمجازر التي ترتكب هناك قائلا: على علماء الشيعة والسنة ومفكريهم أن يوسعوا رأيهم. لا ينبغي للسياسيين وعلماء الإسلام أن تكون نظرتهم للقضايا طائفية، بل يجب أن تكون نظرتهم وفكرتهم عالمية وإسلامية؛ لأن أعداء الإسلام يسعون في جعل الحروب الراهنة في سوريا والعراق حربا طائفية ومذهبية، ليضعفّوا بها  العالم الإسلامي. فرسالة العلماء والمفكرين في العالم الإسلامي خطيرة جدا.
وتابع قائلا: علينا أن نكون حذرين في سياساتنا الخارجية. يجب أن توضع هذه السياسات بشكل نتجنب فيها عن دعم فريق وجماعة خاصة، بل نسعى أن نقوم كالحكم والوسط بجميع كافة الأطراف المتنازعة على طاولة واحدة، ونمنع من إراقة المزيد من الدماء والمزيد من الدمار. علينا أن نسعى في إخماد نيران الحرب في سوريا بقرارات ترضي الرب والناس، لئلا يستغل الاستكبار العالي هذه القضية، ولا يروا المجال مناسبا لبيع أسلحتهم في الشرق الأوسط واختبارها.

الذي يقدر على حل مشكلات كافة الشعب الإيراني ويلبي مطالب أهل السنة، هو الخيار الأفضل في الإنتخابات الرئاسية:
وقال فضيلته في قسم آخر من خطبته ردا على السؤال الذي يطرح بأن تصويت أهل السنة  لأي مرشح يكون في الانتخابات الرئاسية القادمة: أهل السنة لحد الآن لم يعلن تضامنه مع فريق أو جماعة خاصة أو شخص خاص، لكن الخيار الأفضل لتصدي منصب الرئاسة في الانتخابات القادمة الذي يصوت له أهل السنة، هو الشخص الذي يفكر لصالح كافة الشعب الإيراني، وكذلك يحل مشكلات أهل السنة، لأن أهل السنة يعانون من مشكلتين أساسيتين “التمييزات المذهبية” و”فقدان الحرية الدينية في كثير من المدن”، وهناك مشكلات أخرى أيضا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا:على المسئولين ومن بيدهم الأمور أن يوسعوا دائرة المشاركين في الانتخابات، ليمكن للشعب أن يختاروا الأفضل من بين هؤلاء. فلا ينبغي حرمان الأحزاب والأجنحة من المشاركة في الانتخابات، لأن هذه الطريقة ليست صائبة ومنطقية.

التجارة بوسائل اللهو والفساد محرم شرعا:
وانتقد خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته “بيع وتجارة آلات الفساد في المجتمع”، قائلا: وصلتنا تقارير أن باعة متجولين يقومون في الأسواق ببيع أشياء وآلات تسوق المجتمع نحو المفاسد وتعاطي المخدرات. إنهم يبيعون حقنات وحبات تشيع الإدمان والفساد في المجتمع. ليعلم هؤلاء الباعة أن بيع هذه الأشياء لا يليق بشأن المسلم، والمال الحاصل من تجارة هذه الأشياء محرم شرعا.
واستطرد: عليهم أن يجتنبوا من بيع هذه الأشياء، لأن هذه الخطوة تستهدف ديانتنا، وتجلب سخط الرب تبارك وتعالى. وعلى الوالدين أن يراقبوا أولادهم لئلا يبتلوا بالفساد وتعاطي المخدرات. لأن حفظ الحياء والعفة في المجتمع سبب لعزتنا وكرامتنا بين أفراد المجتمع؛ وإن ذهاب الحياء والعفة ذلة وهوان.

الإساءة إلى المقدسات خدمة للصهاينة والاستكبار العالمي:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية خطبته إلى إساءة أحد نواب المجلس في إيران إلى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قائلا: نعتقد أن الإساءة إلى أي فريق أو جماعة، دليل على الجهل والأمية وفقدان الثقافة، وهذه الإساءات لا خير فيها لا للشيعة ولا للسنة، بل هي في الحقيقة خدمة للصهاينة والاستكبار العالمي، وفيها نفع كبير لأعداء الأمة المسلمة.
كذلك شكر فضيلته ممثل مدينة “زابل” في مجلس الشورى على احتجاجه ضد المسيء إلى سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه في المجلس، راجيا أن لا تشهد ساحة المجلس إساءات إلى المقدسات في القادم.

الجدير بالذكر أن فضيلة الشيخ عبد الحميد يقدم دائما حلولا لخروج البلاد عن الأزمة الراهنة، مؤكدا فيها على الأمور التالية:
1- إصلاح السياسات الداخلية والخارجية.
2- يجب أن يعترف بالطاقة النووية السلمية كحق مشروع للشعب الإيراني من قبل الشعوب الأخرى.
3- السلاح النووي ليس فيه نفع للشعب الإيراني ومخالف لفتوى المرشد، والشفافية العاجلة في هذه القضية تمنع المزيد من الخسائر.
4- توفير الحريات السياسية.
5- الانتخابات العادلة والحرة بمشاركة جميع الأفكار والرؤى.
6- إزالة التمييزات وإعطاء الحرية المذهبية لأهل السنة في إيران.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات