اليوم :29 March 2024

واشنطن تقايض معتقلي طالبان بوقف الهجمات

واشنطن تقايض معتقلي طالبان بوقف الهجمات

منذ سنوات عدة تقوم الولايات المتحدة بإطلاق سراح قياديين معتقلين من سجن عسكري في أفغانستان كجزء من مفاوضات مع الحركات المسلحة، في محاولة جريئة ومحفوفة بالمخاطر لوقف العنف وفق ما نقلته صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين أميركيين رفضوا الكشف عن هوياتهم.
وتمضي الصحيفة إلى أن عدم التوصل إلى اتفاق سلام مع حركة طالبان أجبر المسؤولين الأميركيين على اعتماد برنامج “إستراتيجية الإفراج”، الذي وفر لواشنطن قناة دبلوماسية سمحت لها باستخدام السجناء كوسيلة للمساومة في المناطق المضطربة التي بلغ فيها العنف مستوى غير مقبول.
وبرنامج الإفراج هذا تصفه الصحيفة بأنه مقامرة لأن عملية إطلاق السراح تجري عادة لمسلحين وصفتهم بسيئي السمعة ومن المستحيل أن يطلق سراحهم بطريقة قانونية، لأنه ينبغي على هؤلاء التعهد بالكف عن استهداف القوات الأجنبية وسط تحذير من أن القوات الأميركية والأفغانية ستعتقلهم مجددا إذا قُبض عليهم وهم يهاجمونها.
وتضيف الصحيفة أنه ليس هناك ضمانات مطلقة لهذا التعهد إضافة إلى أن المسؤولين لم يكشفوا عما إذا كان من يطلق سراحهم ضمن هذا البرنامج عادوا وهاجموا القوات الأميركية أو الأفغانية لاحقا.
وهنا يقول أحد المسؤولين -وهو كغيره رفض الكشف عن اسمه لحساسية الموضوع- إن الجميع موافقون على أنهم مذنبون وعليهم البقاء في المعتقلات، الجميع متأكد من أنهم “رجال سيئون”، لكن “الفوائد تفوق المخاطر”.

حوار لإنهاء حرب
وتشير الصحيفة إلى أن هذا البرنامج يأتي في إطار جهود موسعة لإنهاء حرب امتدت أكثر من عقد من الزمن بالمفاوضات التي لم تحقق حتى الآن التقدم المؤمل منها، رغم أنها نقطة مركزية في إستراتيجية إدارة الرئيس باراك أوباما للخروج من أفغانستان.
وتلقت هذه المفاوضات ضربة جدية برفض واشنطن الإفراج عن خمسة معتقلين في سجن غوانتانامو والذي أصر قادة المسلحين عليهم ليكونوا مبادرة حسن نية وشرطا مسبقا لمحادثات السلام بين الطرفين.
وتكشف الصحيفة أنه بخلاف إطلاق المعتقلين من غوانتنامو فإن إطلاق سراح السجناء من معتقل “باروان المركزي”، والذي يعد السجن العسكري الأميركي الوحيد في أفغانستان، لا يحتاج لموافقة من الكونغرس ويمكن أن يتم بشكل سري.
ورغم توقع البعض أن المفاوضات الرسمية بين مسؤولين أميركيين وقيادات المسلحين ستضع حدا للحرب التي حصدت أكثر من ألفي أميركي، فإن برنامج “إستراتيجية الإفراج” يهدف فقط إلى وقف العنف في المناطق المضطربة التي لا تستطيع قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) حفظ الأمن فيها، خصوصا عند انسحاب القوات منها، إضافة إلى أن هذا البرنامج يصبو لمكاسب تكتيكية وآنية دون اعتباره جزءا من صفقة كبيرة مع حركة طالبان.
وتختم واشنطن بوست بأن المسؤولين الأميركيين لم يفصحوا عن تاريخ الشروع بهذا البرنامج أو عدد المعتقلين الذين أطلق سراحهم ضمنه، واكتفوا بالقول إن حالات كهذه نادرة الحدوث، رغم أن البرنامج معتمد منذ سنوات عدة.
يذكر أن هذه العملية بدأت بحوار بين مسؤولين عسكريين أميركيين وقادة حركات مسلحة أو مسؤولين محليين وعدوا بتقليص الهجمات في مناطقهم أو وقف مهاجمة القوات الأجنبية مقابل إطلاق سراح معتقلين بأعينهم من معتقل باروان العسكري.
وتخلص الصحيفة إلى أن فعالية هذه المقايضة وجدية الضمانات المقدمة من المسلحين لا يدركها إلا المسؤولون العسكريون الموجودون في كابل.

المصدر: واشنطن بوست

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات