اليوم :28 March 2024

الشيخ عبد الحميد: عار لشعب أن تكون لديهم حساسية بالنسبة إلى صلاة أهل السنة

الشيخ عبد الحميد: عار لشعب أن تكون لديهم حساسية بالنسبة إلى صلاة أهل السنة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة هذه الجمعة، التي ألقاها أمام عشرات الآلاف من المصلين في الجامع المكي بمدينة زاهدان، إلى مناسبة 12 من شهر فروردين (يوم الجمهورية الإسلامية في إيران)، قائلا: بعد انتصار الثورة عام 1979، أقبل الشعب الإيراني إلى صناديق الاقتراع في الثاني عشر من شهر “فروردين” (من الشهور الشمسية) للتصويت للنظام الجمهوري الإسلامي، وقالوا “نعم” للجمهورية الإسلامية. معنى الجمهورية أن يتم انتخاب الحكومة من قبل الجمهور ويكون الشعب مختارا في إدارة البلاد كما أن جميع الأمور الهامة لإدارة البلاد يتم برأي الشعب وتأييدهم.
وتابع فضيلته قائلا: لأجل هذا انتخب مجلس خبراء القيادة ليدوّنوا الدستور ويضعوه أمام الشعب، وإن كانت اعتراضات على بعض مواد الدستور، وكان فضيلة الشيخ “عبد العزيز” رحمه الله تعالى معترضا على مادة تصرّح بأن المذهب الرسمي للبلاد هو الشيعة الإثنى عشرية، ولكن مع كل ذلك دوّن الدستور وصرح فيها بالحريات للمذاهب الأخرى.
وأضاف فضيلته قائلا: النقطة التي أودّ أن أشير إليها بهذه المناسبة، أن الشعب الإيراني بعد انتصارهم في ثورتهم، صوّتوا لصالح النظام الإسلامي، وبهذا التصويت أعلنوا رفضهم للإستبداد والديكتاتورية وصوّتوا للحرية؛ وإنما قالوا “نعم” في تلك اللحظة، ليعيشوا أحرارا في ظل نظام جديد منتخب، وليكونوا أحرارا في الصحافة والإعلام، وليكون أتباع المذاهب والديانات أحرارا في ظل النظام الجديد في ممارسة طقوسهم المذهبية، كما أن الدستور المدوّن صرّح بهذه الحريات للشعب.
واستطرد فضيلته قائلا: المسؤولية التي ألقيت على كواهل المسؤولين طوال هذه المدة أن يقوموا بمسؤوليتهم بما ورد في نصوص الدستور، ويسعوا في  تنفيذ هذا الدستور ويحافظوا على الإسلام، فليس للأكثرية أن يضيعوا حقوق الأقليات ويهملوها، وليس لأحد أن يعمل حسب أمياله الشخصية. الدستور ضمن حقوق الأقليات كما ضمن حقوق الأكثرية، فلا ينبغي لأحد أن يقول أن هذه البلاد بلاد الشيعة، وليس لأحد أن يقول  كذلك أن هذه البلاد بلاد الفرس دون غيرهم من الأقوام. فالبلد لكافة المذاهب والأقوام، ولا بد من مراعاة حقوق الجميع. و من الواجب على المسؤلين أن يحفظوا حقوق الجميع، لأن الوحدة الوطنية وحفظ النظام لا يتحقق إلا بتنفيذ الدستور.
وتابع فضيلته قائلا: تصلنا شكاوي من المدن الكبرى التي يعيش فيها أهل السنة كأقلية، أنه لا يُسمح لهم بإقامة الصلوات الخمسة مع الجماعة فضلا عن الجمعة والعيدين، وهذا يدل أيضا على ضعف إخوننا أهل السنة إيمانياً في تلك المدن والمناطق، لأنه لا ينبغي الخوف من أحد في مجال عبادة الله تعالى.
واستطرد قائلا: مع الأسف في بعض المدن الكبرى حساسية زائدة بالنسبة إلى صلاة أهل السنة، مع أنها لا توجد حساسية بالنسبة إلى الصلاة في أي منطقة من العالم؛ ففي عاصمة الروس الشيوعيين يؤدي المسلمون الصلاة في المساجد والشوارع بطريقة رائعة، ومن العار والانحطاط الثقافي لشعب مثل الشعب الإيراني أن تكون لديهم حساسية بالنسبة إلى صلاة أهل السنة أو عبادة الأديان الأخرى، ولا يُسمح بإقامة الصلاة لأهل السنة. الصلاة عبادة الرب، ومن حق كل إنسان أن يؤدي صلاته، ومن حق أهل السنة أن يكون لهم مسجد في طهران وغيرها من مراكز المحافظات والمدن الكبرى.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: من الظلم إلى الشيعة وإلى النظام الذي من واجبه إقامة الصلاة، أن لا يُسمح لأهل السنة في ظله بإقامة الصلاة. فلو أن سنيا منع في قرية أو في مدينة الشيعة من الصلاة فإنه ارتكب ظلما في حقه وفي حق أهل السنة. أهل السنة عندهم سعة الأفق والنظر في تحمل الغير، وعلى الشيعة أن يتحملوا أهل السنة.
وأضاف إمام وخطيب أهل السنة: لم يكن أهل السنة في إيران يوما في صفوف المخربين ومن يحاولون تدمير البلاد، وإنما مطالبهم قانونية ومشروعة ونطالب بمراعاة الحرية المذهبية، وأن لا يكون فرق بين المؤهلين من الشيعة والسنّة وسائر الطوائف في الاستخدام والتوظيف. وما نريده أن يرجع الجميع إلى القانون وتنفيذه، ولا يفرض القوي نفسه على الضعيف.
وتابع فضيلته قائلا: إن إصرارنا على توظيف أهل السنة ومراعاة حقوق المواطنة لأجل أننا نريد أن تنظر بنظرة مساوية إلى كافة الأقوام والطوائف، ويراعى العدل بحق جميع المواطنين. وإذا حصل طائفة على مكانة أو قوة وأجهلت الطوائف الأخرى، فلا شك أن العدل لا يتحقق بهذه الطريقة. ربما نرى أن أشخاصا في المناطق الحدودية يتعرضون لإطلاق النار من قبل قوات الشرطة لأجل تهريب بعض السلع أو المحروقات، وتحترق سيارتهم ويحترقون. إن مسؤولية مجلس أمن المحافظة ثقيلة، وليعلم مسؤولوا المحافظة أنهم مسؤولون غدا أمام الرب تبارك وتعالى لهذه الحوادث، ولا ينبغي أن يسمح للشرطة بإطلاق النار على من يهرب السلع المشروعة في مثل هذه الأوضاع الإقتصادية المتأزمة في البلاد نتيجة العقوبات المفروضة على البلاد.

الغفلة عن النعم، سبب غفلتنا عن الشكر عليها
تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته إلى أهمية التفكر في نعم الله تعالى والشكر عليها قائلا: الشيء الذي نحن جميعا متكاسلون بالنسبة له، هو الشكر على نعم الله تعالى. نحن ننتفع بنعم الله عز وجل ولكننا لا نفكر في عظمة هذه النعم وأهميتها، ولقد أعطانا الله عز وجل نعما لا نستطيع أن نقدر قيمتها وأهميتها، ولا نستطيع أن نقدر كم هذه النعم عظيمة.
وتابع فضيلته قائلا: الغفلة عن النعم سبب غفلتنا عن الشكر عليها. الإنسان يشكر الله تعالى على نعمة إذا عرف تلك النعمة وعرف مكانتها وعظمتها. ولو ألقينا نظرة إلى حياتنا نرى أننا غارقون في شتى أنواع النعم المادية والروحية؛ نعم أعطانا الله تعالى لبقائنا ولننتفع بها، ولكننا غافلون عنها وعن الشكر عليها، فالأوكسجين نعمة خلقها الله تعالى لنتنفس بها ونواصل حياتنا، ويعرف قيمة نعمة التنفس المريض الذي يواصل حياته بالتنفس الإصطناعي، فكم هذه النعمة عظيمة هذه النعمة الإلهية التي تضمن بقائنا وحياتنا وبإمكاننا أن نعيش بالراحة والاستراحة.
وأضاف فضيلته قائلا: المصابون بأمراض القلب والكلى والعروق والذين يعيشون بالكلى الصناعي يعرفون قدر هذه النعم الإلهية، فعلينا أن نذكر كافة نعم الله تبارك وتعالى ونشكره عليها باللسان ونطيع أوامره، ولا يكفى الشكر باللسان بل لابد من الإقبال إلى العمل وإطاعة أحكام الله تعالى. فالذي لا يصلي ليس بشاكر، والذي لا يذهب لحج بيت الله وعنده الاستطاعة المالية فليس بعبد شاكر، والذي لا يجتنب المعاصي والذنوب لا يعتبر عبدا شاكرا، فشكر الله لا يكون إلا مع الاجتناب عن المعاصي والذنوب. فلو أردنا أن نكون عبادا شاكرين علينا أن نكون عاجزين أمام الرب تبارك وتعالى ونذكر الله مع القلب واللسان.
وتابع فضيلته قائلا: نواجه في حياتنا مشكلات كالقحط والطوفان، ولقد جعل الله تعالى حِكَما في هذه البلايا والمشكلات، ومن حِكَمها أن الله تعالى يريد أن يذكّرنا بأننا لم نشكره على نعمه، ويريد أن يحذرنا أن البهائم والطيور كلها أصبحت في مصيبة بسبب قصورنا وأعمالنا، ويريد أن يصلحنا ويزكينا، فنشكر الله تعالى على أنه أرسل الطوفان والقحط ولم ينزل علينا الحجارة من السماء. إنه تعالى يريد أن يذكّرنا بأن طريق النجاة في التوبة والتواضع أمام الرب تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: إن معرفة الرب تبارك وتعالى تحصل بالتفكير في آيات الله تعالى. يقول الله تعالى: “فلينظر الإنسان إلى طعامه”. يجب أن ينظر كل إنسان إلى طعامه وشرابه، وإلى كافة نعمه. إن الله تعالى يمدح  في القرآن الكريم العباد الذين يتدبرون في كافة نعم الله عز وجل وهو راض عن العباد الشاكرين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات