اليوم :29 March 2024

علماء السنّة ورؤساء القبائل في مدينة “خاش” يدينون الإساءة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد

علماء السنّة ورؤساء القبائل في مدينة “خاش” يدينون الإساءة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد

بعد ما قامت السلطات الإيرانية بعقد جلسة في مدينة “خاش” (في محافظة سيستان وبلوشستان)، بهدف الإساءة إلى فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله، إمام وخطيب أهل السنة، وتضليل الرأي العام بالنسبة إلى فضيلته، وإثارة الفرقة بين أهل السنة في إيران، عقدت يوم الأحد 5 من صفر 1433جلسة في مدرسة “مخزن العلوم” الدينية في مدينة “خاش”، لإدانة الإساءة لفضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله، ولإعلان تضامن رؤساء القبائل مع المدارس الدينية لأهل السنة ومع العلماء، وخاصة مع فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله.

ولقد حضرالجسلة رؤساء المدارس الدينية في “خاش” وأساتذتها وأئمة الجمعة والجماعات، ورؤساء القبائل ووجهاء البلد، والطلبة والمثقفين وغيرهم من عامة الناس.
بدأت الجلسة بتلاوة هذه الآيات من الذكرالحكيم: “ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات إن كنتم تعقلون . ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور . إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط”.

ثم بدأ الشيخ “محمد غل ريغي” رئيس معهد “مخزن العلوم” الدينية كلمته، بعد الترحيب بالحاضرين في الجلسة والشكر لحضورهم، بحديث “الدين النصيحة”، وقال بعد توضيح وترجمة الحديث المذكور: “لا أريد فتح بحث جديد لكم، لأن جميع بلاد العالم الإسلامي تواجه مشكلات ومصاعب. وقد قمنا بدعوة رؤساء القبائل بشكل خاص إلى هذه الجلسة لأجل الإهتمام والتضامن وصيانة الدين وحفظ المذهب والمراكزالدينية، وإعلان الودّ والمحبة مع شخصية دينية بارزة”.
وأضاف: “اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله. عندما يحب الله عبده يقول عن ذلك: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، وينصره الله تعالى في كافة المشكلات، وما ذلك على الله بعزيز”.
وأضاف فضيلة الشيخ محمد غل: “خطابي في الدرجة الأولى إليكم أيها الحاضرون في الجلسة، ثم إلى كل مؤمن ومسلم ليس حاضرا في هذه الجلسة، فيصله خطابي. “فليبغ الشاهد منكم الغائب”. أنه من الضروري الاتحاد والانسجام بين المؤمنين والمسلمين، لأن الاتحاد والانسجام أساس صيانة الدين وبقاء المذهب.
يقول الله تعالى: [واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا]، فالوحدة توصل الإنسان إلى الهدف والغاية. يا رؤساء القبائل! يجب أن تكونوا مطلعين بالأوضاع والأحوال.
لا تغفلوا عن دعم وحفظ المراكز الدينية والعلماء. الابتعاد عن أهل العلم والمراكز الدينية ليس لصالح مجتمعنا. كما أن المدارس بحاجة إلى دعمكم المالي، كذلك تحتاج إلى دعمكم الروحي والفكري، وتضامنكم معها والوقوف بجانبها”.
وتابع فضيلته: “المجتمع الناجح من كانت صلته وطيدة بأهل العلم والمراكز العلمية.
قال سيدنا لوط عليه الصلاة والسلام عندما واجه ظروفا صعبة [أليس منكم رجل رشيد]. لقد ابتلى الله تعالى نبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم بحيث تحمل مصاعب ومشقات كثيرة في سبيل الدعوة إلى الله مع أن الله تعالى كان ينصره بنصره وبالملائكة. دعا عليه الصلاة والسلام قائلا: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين (عمر بن الخطاب وعمرو بن الهشام)”.
واستطرد فضيلته قائلا: “هدفنا من دعوتكم ليس قضية سياسية ولا مبادرة ضد النظام. نحن ندعو للنظام ونحميه وندعوا إلى الوحدة. الحكام بمنزلة الأب، والرعية والشعوب بمنزلة الأولاد. إن وقعت اختلافات في الرأى والنظر بين الأولاد، يجب أن يكون الأب مطلعا على ذلك عالما به ليمنع بعض الأولاد من فرض السلائق الشخصية والضغوط على الآخرين ولتحفظ على الوحدة والتعايش السلمي”.
وأضاف قائلا: “مع الأسف يوجد في محافظتنا عناصر إما في قلوبهم مرض أو لديهم أغراض خاصة. لا ندري أعمالهم لصلاح النظام أو ضده؟ أيتبعون الوحدة أم يهدمونها؟ هؤلاة يتبعون إثارة الطائفية بين منادي الوحدة، مع أن مطالباتنا لم تكن أكثر مما ورد في الدستور. نحن أكدنا على حفظ واستقلال المدارس والمذاهب، ونؤكد عليها، وإن كان البعض لا يتحمل هذا.
في بعض الأحيان نرى البعض يسعون في تكوين حوادث مختلقة ومزورة لتشويه سمعة العلماء عند المسئولين وعامة الناس. فكم تهمة وجهت في جلسة الأمس إلى فضيلة الشيخ عبدالحميد وافترى عليه. أقول للذين لهم صلة مع المسئولين المحليين أن ينصحوهم بأن لا يعملوا وفق سلائقهم الشخصية، ولا يثيروا الفتنة والطائفية،  ولا ينسبوا آراء وأقوالا باطلة وغير مناسبة إلى العلماء وإلى فضيلة الشيخ عبدالحميد حفظه الله، لأننا لا نستطيع أن نتحمل هذا”.
وأردف فضيلة الشيخ محمد غل قائلا: “لماذا لا يتحمل المسؤلون في المحافظة نشاطات فضيلة الشيخ عبدالحميد بإرسال الدعاة والمبلغين إلى مناطق محرومة، وإقامة جلسات القرآن الكريم، ومطالبة حقوق أهل السنة المشروعة، ومتابعة الصحوة الدينية لأهل السنة؟ لماذا مثل هذه النشاطات أصحبت غير قابلة للتحمل لهؤلاء المسؤولين؟”
وأضاف رئيس معهد “مخزن العلوم” الدينية: “عنوان جلسة الأمس كان شيئا وباطنه كان شيئا آخر، وأصبح هذا التناقض سببا لقلقنا، وسلب منا الراحة والاطمئنان والهدوء.
كان الواجب عليكم يا رؤساء القبائل أن تُفهموا المسئولين بأن هؤلاء الأشخاص تكلموا بما لا ينبغي التكلم به، خاصة في  الظروف السيئة التي يواجهها بلادنا في المستويين الداخلي والخارجي. ولا ينبغي التكلم بما يثيرالطائفية من تهم وافتراءات واهية لا أساس لها من الصحة ضد فضيلة الشيخ عبدالحميد وجامعة دار العلوم. حتى وصل الأمر إلى حد أجبروا أحد  الخريجين الذين أرسله فضيلته إلى منطقة محرومة لتعليم القرآن الكريم، على الاعتراف بأمور (ويعلم الجميع ماهية مثل هذه الاعترافات التي تؤخذ تحت التعذيب) ثم استنتجوا من خلال اعترافاته بأن هنا تيارا على زعم المسؤولين، ويسموه  بـ(التيار المكي) يحاول الطائفية والفتنة بين الناس.
من المخجل أن يقول مسؤول (أنا لا أقول الجامع المكي والجامعة، بل أقول التيار المكي ومنصة مكي). هؤلاء ببث هذا الفيديو يريدون أن يلقنوا المسؤلين الكبار بأن فضيلة الشيخ عبدالحميد يقوم بالتخريب ضد النظام.
يجب عليكم المدعوين في هذه الجلسة من رؤساء القبائل ووجهاء البلد أن تعكسوا انتقاداتكم واحتجاجاتكم إلى المسؤلين الكبار، كمرشد الثورة ورئيس الجمهور ورئيس البرلمان، ورئيس الاستخبارات ورئيس القضاء، بأنكم إذا أرسلتم إلينا من يسعى لإحياء أزمة سوريا والبحرين في المنطقة، فأخبرونا لنكون على حيطة وحذر من قبل، ولنفكر لأوضاعنا وأحوالنا. وإن كنتم تريدون الخير والصلاح للشعب والنظام، فنحن لا نطلب شيئا أكثر مما في الدستور. وعلى المسؤلين في المحافظة أن يمنعوا الحركات المغايرة للوحدة”.

بعد فضيلة الشيخ “محمد غل”، تكلم “غل محمد عيدوزهى” (عقيد متقاعد)، عن الوحدة بين كافة الطبقات، خاصة العلماء ورؤساء القبائل، ثم أضاف: “لماذا هذا الهجوم على المدارس والمساجد؟ لأننا ضعاف. عندما يدافع شخص عن حقوقنا القانونية (يقصد فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله) يلومه الآخرون لماذا ينطق بمثل هذا الكلام؟ لماذا تكلم واعترض شخص واحد من رؤساء القبائل في جلسة أمس فحسب؟ هل كان الآخرون يخافون؟ لا قيمة لحضورنا في جلسة من غير إبداء الرأي والكلام”.
وأضاف قائلا: “عندما يدافع فضيلة الشيخ عبدالحميد من حقوقنا، فما معنى السكوت من جانبنا؟ هل من الغيرة أن نجلس ساكتين؟ هل مطالبات فضيلة الشيخ عبدالحميد مطالبات شخصية؟ نحن لا نملك رسائل الإعلام ونريد أن تطرح مطالباتنا من منبر الجامع المكي.
متي تحدث الشيخ عبدالحميد ضد الوحدة؟ أنتم رؤساء القبائل إن لم تدافعوا تبقون مديونين للعلماء والشعب، وحضوركم مع السكوت في الجلسات المسيئة كجلسة قاعة الإرشاد بالأمس تكون وصمة عار لكم. نحن إن عوقبنا لأجل الحق فتلك مفخرة لنا. فالإنسان لا يبقى حيا إلى الأبد”.
وأضاف العقيد عيدوزهي: “الطائفية تضرنا، ونحن لا نرضى بالطائفية. نريد العيش تحت راية النظام والدستور، ولكن هناك أناس بقلوب مريضة يتبعون الفصل بين العلماء والناس، لذلك لابد من الشكوى من هؤلاء الأفراد، لا من المؤسسات، لأن الإنسان العاقل الذكي لا يريد إثارة نيران الفرقة والطائفية في مثل هذه الظروف الصعبة، ولا يخلق المشاكل للبلد.
يجب أن يعاقب مثل هذا الشخص، لأنه أهان إلى زعيمنا الديني، واعلموا لو أننا سكتنا لن يُرحَم أحد منا بعد. واعلموا أن الإساءة إلى فضيلة الشيخ عبدالحميد إساءة إلى كافة أهل السنة”.
وتابع قائلا: “أيها الناس! نحن فدائيون للشيخ عبدالحميد، لأنه يضحّي لأجلنا. إن تعرضت نملة للأذى فإنها تردّ وتدافع عن نفسها وتلدغ عدوها. نحن بشر ولنا حقوق. لابد أن يُسئل حاكم المدينة لماذا يعقد مثل هذه الجلسات؟ يجب على حاكم البلد أن يجيب، ويبين الحقيقة. هؤلاء المثيرون للطائفية عملاء الإمريكان، وهذه الطائفية من عندهم، لأنهم بدؤا بالطائفية. نحن لسنا طائفيون، ونريد الوحدة. أرجو أن تحافظوا على تضامنكم وتجمّعكم وابقوا بجانب العلماء”.

ثم تحدّث “ولي محمد الكردي” رئيس قبيلة الأكراد في بلوشستان. وبدأ كلامه بتلاوة آية [الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور]، وقال بعد ترجمة وتوضيح الآية المذكورة: “لقد عيّن القرآن الكريم هدف الحكام المسلمين.
نحن نحترم مرشد الثورة وكل العلماء يجب احترامهم. إن أسيء إلى العلماء ونسكت عليه، لسنا مسلمين”.
وأضاف قائلا: “منذ ثلاثين سنة نتابع الوحدة، والكلمة الطيبة لا إله إلا الله، والقرآن الكريم، والصحابة، هم أصل الوحدة. نحن أهل السنة لنا حقوق … أمريكا وبريطانيا أعداءنا”.
وقال “الكردى” في نهاية كلامه: “لا يناسب أن يقضي رؤساء القبائل هذه الحياة الدنيا الزائلة بالتملق ويضيعوا حق الناس”.
ثم قام فضيلة الشيخ “عبدالحكيم الكردي” أحد أساتذة مدرسة “مخزن العلوم” العلمية في “خاش” وألقى خطابة وجيزة، وضح فيها مواقف العلماء حول الوحدة وقضية تنظيم المدارس الدينية وقال: “علماء أهل السنة منذ بداية الثورة لحد الآن بذلوا جهودهم لتحقيق الوحدة. نحو خمسين مدرسة دينية لأهل السنة في بلوشستان تتابع هدفا واحدا، وهذه المدارس كلها تابعة لمنظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في بلوشستان. ونطمئنكم أنها لا توجد مدرسة تسعى للطائفية، وتنشط بما يخل أمن المنطقة. ومن ادعى غير ذلك، فدعواه باطل. عندما تعرفون شخصية مثل الشيخ “محمد غل”، رئيس “مخزن العلوم” في خاش، لا تقبل تهمة بشأنه أبدا”.
وأضاف قائلا: “قبل الثورة وبعدها عاش السيستانيون واليزديون والبيرجنديون جنباَ إلى جنب إخوانهم من أهل السنة في المحافظة، ولا يستطيع أحد أن يبثت مسئلة واحدة للإتهام. ولم نهتف هتافات طائفية، والآن جميع الناس في المحافظة يتبعون الوحدة لأنهم ذاقوا حلاوتها. يجب علينا أن نواظب ونكون مطلعين لئلا نقع في فخ الطائفيين”.
وأشار فضيلته إلى مشروع قرار تنظيم المدارس الدينية قائلا: “يجب علينا جميعا أن نطيع الدستور ونحترمه، وتنظيم المدارس بمعني أن يُعفى الفلان عن رئاسة المدرسة وإمامة الجمعة ويعيّن مكانه شخص آخر، فلا نقبل نحن هذا.
قضية تنظيم المدارس جاءت حديثا ولم يكن في الدستور. فإن كان الهدف من تنظيم المدارس أن تستلم الدولة المساجد والمدارس لأهل السنة، فليس هذا الحق لا لهذه الدولة ولا لدولة أخرى، لأن الدستور أعطانا الحرية والاستقلال التام لمثل هذه الأمور، ولن نفوض جزءاً من مدارسنا ومساجدنا إلى أحد بأي شكل من الأشكال”.
في نهاية الجلسة تحدث الحاج “نورمحمد ميربلوچ زهي” قائلا: “لا ينبغي لأحد أن يسوء الفهم بالنسبة إلى هذه الجلسة. اجتمعنا لأجل تحقيق الوحدة، وسنعدّ تقريراَ عن ما جرى في جلسة 4 من صفر في قاعة الإرشاد، وننقلها إلى المسئولين. نحن نطالب حقوقنا القانونية، ونعلن أن فضيلة الشيخ عبدالحميد شخصية لا تنتهي إلى أهل السنة فحسب، بل شخصية عالمية، لأنه قدم جهودا خالصة للإسلام والمسلمين”.
جدير بالذكر أن خطبة كل واحد من هؤلاء، رافقته صيحات تكبير الحاضرين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات