اليوم :20 April 2024

تقرير شامل عن الدورة العشرين لحفلة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم

تقرير شامل عن الدورة العشرين لحفلة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم

انعقدت الدورة العشرون لحفلة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بمدينة زاهدان، يوم الخميس 28 من رجب 1432 صباحا في ساحة المصلى الكبير لأهل السنة في زاهدان، وقد شارك في هذا الحفل الكريم زهاء مائة وخمسين ألف شخص من أهل السنة، من مختلف المدن والمحافظات الإيرانية.
إن هذه الحفلة تعقد سنويا بهدف تكريم مكانة العلم والعلماء في جامعة دارالعلوم زاهدان، أكبر مركز ديني  وعلمي لأهل السنة في إيران. يشارك في هذه الحفلة الدينية والمذهبية التي تسودها بيئة روحانية و دينية، عشاق الدين ومحبي العلم والتدين، من أنحاء البلاد، ومن البلاد الأخرى والمجاورة. لا يمكن بيان البيئة الدينية التي تسود أجواء هذا الاحتفال العظيم في قالب المصطلحات والكلمات.
لا شك أن حضور الفئات المختلفة من الشعب السني من المناطق المختلفة بلغات متنوعة وألوان وثقافات يختلف بعضها عن بعض من أرض الوطن، وتحمّلهم مكابد السفر ومشاقه، وتجمّعهم في مكان واحد في هذا الحر الشديد لمدينة زاهدان كأخوة أشقاء جنبا إلى جنب، واستماعهم لخطب ومواعظ الخطباء والواعظين، كل ذلك يحكي لنا إيمان هذا الشعب وتدينهم والتزامهم بأحكام الشريعة والدين.
الضيوف الذين يتجمعون في هذا الصحراء في الحقيقة ضيوف الله ورسوله، نزلوا على مائدة العلم والعلماء؛ ينتفعون من مواعظ  العلماء ونصائحهم.
انعقدت هذه الدورة من احتفال أهل السنة في مثل هذه الأجواء، في يوم الخميس 28 رجب بشكل منفصل في وقتي الصباح والمساء، و خلاصة ما جرى في هذا الاحتفال كالتالي:

أعمال القسم الأول من الاحتفال:
بدأ برامج القسم الأول من الاحتفال صباح الخميس في جمع حاشد من عشاق الوحي ومحبي الدين في الساعة الثامنة.
هذا القسم من البرامج بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم. بعد التلاوة، قدم فئة “محبي الصحابة” للأناشيد، أنشودة مشتملة على أعطر كلمات الترحيب للضيوف. ثم ألقى أحد خريجي الجامعة الجدد، خطبة موضوعها “مكانة الصحابة وتضحياتهم في سبيل نشر الإسلام”، نيابة عن خريجي هذه السنة الدراسية .
واعتبر الخطيب تأسيس مجلس الشورى لتعيين خليفة الرسول، ومشاركة الصحابة في ميادين الجهاد وكفاحهم ضد أعداء الإسلام الألداء، وقيامهم بمهمة الدعوة، من أبرز إنجازات الصحابة في سبيل نشر الدعوة الإسلامية وثقافتها في العالم.
بعد خطبة ممثل الخريجين، قام أحد الدعاة البارزين في المحافظة والناشطين في مجال الدعوة والتبليغ، لألقاء كلمة خلف المنصة. كان موضوع خطابته “أهمية العلم ودور العلماء في توجيه المجتمع”.
أشار فضيلة الشيخ “محمد كريم صالح” في هذا الموضوع إلى دور العلم والعلماء في توجيه البشر وهدايتهم نحو السعادة والفلاح، وحذّر فضيلته من مؤامرات الأعداء لإيقاع الفصل والفرقة بين العلماء وعامة الناس، وكذلك تشويه سمعة العلماء الربانيين لدى الناس، ودعا الجميع إلى الوعي والصحوة تجاه مؤامرات أعداء الإسلام والمسلمين.
ثم ألقى الحاج كريمي، من ضيوف الحفلة من مدينة “تايباد” محاضرة. الخطيب الثالث لهذا الاحتفال كان حجة الإسلام كاظم طباطبايي، إمام وخطيب شيعة مدينة “زابل”. أشار طباطبايي إلى مؤامرات الغرب لإثارة الطائفية بين المسلمين وتفريق صفوفهم، مؤكدا على ضرورة احترام الفريقين والطائفتين الكبيرتين من الأمة إلى مقدسات البعض والاجتناب من عوامل الاختلاف والتفرقة.
المهندس “بيمان فروزش” ممثل مدينة زاهدان في مجلس الشورى، الخطيب الآخر لهذا الاحتفال. وأشار في خطبته إلى أن علامة بقاء الدولة ونجاححها يكمن في ظل تأسيس بيئة التفاهم والتعامل بين المذاهب والفرق المختلفة في ضوء السيادة والحاكمية الشعبية. ثم تطرق إلى بحث واستعراض الثوارت التي وقعت في الشرق الأوسط مشيرا إلى دور الإسلام والتدين في هذه الثورات، راجيا أن الانتصار سيحقق لصالح هذه الشعوب الثائرة.
بعد كلمة المهندس فروزش، ألقى الشيخ “فضل الله رئيسي” أنشودة في موضوع الصحوة الإسلامية.
فضيلة الشيخ “أحمد” نائب رئيس جامعة دار العلوم وأستاذ الحديث بها، كان من خطباء هذه الحفلة. وأشار فضيلته إلى مكانة الصحابة في ضوء الآية المباركة من سورة ” فتح” قائلا: أهل بيت الرسول كانوا أيضا من الصحابة.  
وأشار إلى الخصائص البارزة في الآية المباركة في وصف صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأسلوب رائع جدا. وأشارفي نهاية خطابه مستدلا بآيات سورة “حشر” المباركة إلى الفرق الثلاث من الأمة منذ بداية الإسلام إلى يوم القيامة. “المهاجرين” و”الأنصار” و”الذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان”.
كان الشيخ “إسحاق المدني” مستشار الرئيس في شؤون أهل السنة، آخر خطيب في البرنامج الصباحي لأعمال هذا الاحتفال. أشار الشيخ المدني إلى مكانة الحديث في الإسلام وأهمية الرواية والرواة، كما قدّم خلاصة من ترجمة حياة كل من مصنفي الكتب الستة، خاصة الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهما الله تعالى وسائر أئمة الحديث وجهودهم ومساعيهم في سبيل حفظ الحديث والسنة.
بعد كلمة الشيخ المدني، قُدّمت جوائز إلى 16 من الطلبة الذين حفظوا القرآن الكريم، كما تمّت قراءة أسماء 66 من الطالبات الفاضلات اللاتي تخرّجن عن مدرسة “السيدة عائشة الصديقة” رضي الله عنها للبنات (التابعة لجامعة دار العلوم بمدينة زاهدان).
انتهت أعمال القسم الأول من برامج الاحتفال بدعاء فضيلة الشيخ محمد أنور وتأمين عشرات الآلاف من المؤمنين. ثم أقيمت صلاة الظهر في ساحة المصلى، وتناول الضيوف غدائهم واستراحوا في الساحة حتى العصر في هذا المصلى.

برامج القسم الثاني من الاحتفال:
واستمرت أعمال هذه الدورة من حفلة تكريم خريجي الجامعة بعد صلاة العصر بتلاوة آيات من القرآن الكريم بصوت الضيف المقرئ غفاري.
ثم استمع الجميع بعد تلاوة القرآن الكريم، إلى أشعار قدمها “كمالي”، نيابة عن الشيخ “القريشي” إمام وخطيب الجامع المحمدي لأهل السنة في “طالش”، ونيابة عن شعب “طالش” و”أردبيل” و”خلخال” (شمالي إيران).
فضيلة الشيخ “محمد يوسف حسين بور” رئيس مدرسة “عين العلوم”، كان أول خطيب للقسم الثاني من هذه الحفلة. تطرق فضيلته بعد تلاوة الآيات الأولى من سورة العلق إلى أهمية العلم في ثقافة الإسلام وأثره في ثبات النهضة الدينية بقيادة الرسول الكريم محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم بين الشعوب وتطويره ورقي كل إنسان في اكتساب العلوم الدينية.
بعد خطبة الشيخ “محمد يوسف”، قدّم الشيخ “محمد قاسم القاسمي” رئيس مجلة نداء الإسلام (المجلة الفصلية الوحيدة لأهل السنة في إيران) وأستاذ الحديث والفقه في جامعة دارالعلوم، خطبة في موضوع “الدعوة إلى الله ورسالة الأمة الإسلامية”. أوضح فضيلته أن الأمة الإسلامية أمة مبعوثة، وهي الأمة التي بعثت لنجاة المجتمع البشري، ومن أهم وظائفها الدعوة إلى الله. وقال فضيلته في نهاية الخطبة: إن رسولنا الكريم كان رسول الرحمة والرأفة، وذكر حفظه الله مصاديق من رحمته ورأفته صلى الله عليه وسلم.
بعد صلاة المغرب وبعد كلمة الشيخ “محمد قاسم” حفظه الله، ألقى فضيلة الشيخ “عبد الرحمن التشابهاري” إمام وخطيب أهل السنة في مدينة “تشابهار”، خطبة حول أهمية تلاوة القرآن الكريم وأثره في التزكية وإصلاح النفس. واعتبر فضيلته مستدلا بأن تزكية النفس في مصطلح علماء الأخلاق، التخلية مقدمة على التحلية، أن تعلم آيات القرآن الكريم مقدم على فهم معانيه. تلاوة القرآن الكريم مقدمة، ثم يأتي بعدها دور العمل على الأحكام والتعاليم.
واعتبر فضيلته مجالسة أولياء الله ورجاله جنبا إلى كتاب الله من أهم عوامل التزكية وميزان فلاح الإنسان.

فضيلة الشيخ “عبد الحميد” حفظه الله، إمام وخطيب أهل السنة، ورئيس جامعة دار العلوم، ورئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في بلوشستان، كان آخر خطيب للدورة العشرين من حفلات تكريم الخريجين في جامعة دار العلوم زاهدان.
قدّم فضيلته في القسم الأول من خطبته كلمات حول نعمة الإسلام والقرآن الكريم من جانب الله تعالى إلى الأمة المسلمة، معتبرا إياهما ثروتين عظيمتين لا نظيرلهما في العالم. وأكد فضيلته على أن الواجب على المسلمين الذين يمتلكون هاتين الثروتين الكبيرتين أن يحرّروا أنفسهم من القيود والاختلافات الطائفية والحزبية، لتكون لهم الكلمة الأولى في العالم.
القسم الآخر من خطبة فضيلة الشيخ حفظه الله، كان حول مطالب أهل السنة في إيران، حيث طرح فضيلته الحرية المذهبية، والمساواة بين الشيعة والسنة في التوظيف، والحرية لإقامة صلاة الجماعة في المدن الكبرى، وسعة أفق السؤولين، والاحترام إلى المقدسات، كأهم مطالب أهل السنة في إيران.
بعد خطبة الشيخ عبد الحميد، أقيمت جلسة تكريم وتسليم الجوائز إلى 104 من خريجي جامعة دار العلوم، و34 من خريجي مدرسة “إشاعة التوحيد” في زاهدان.
وانتهت هذه الدورة من حفلة تكريم خريجي الجامعة، بدعاء فضيلة الشيح عبد الحميد، وإقامة صلاة العشاء في ساحة المصلى.

في هامش الإحتفال:
هذه الدورة من الاحتفال العظيم بمناسبة تكريم الخريجين لجامعة دار العلوم، كانت لها برامج هامشية تجدر بالذكر؛ من أبرز البرامج الهامشية لهذه الدورة:
1- إقامة جلسة قرآنية وإعطاء لوائح التقدير والجوائز إلى من أحرزوا شهادات في القراءة من مكتب الحفظ والتجويد في جامعة دار العلوم زاهدان. (هذه الجلسة أقيمت بعد صلاة المغرب يوم الأربعاء 27 رجب 1432 في الجامع المكي).
2- إقامة معرض للكتاب ومشاركة عدد من دور النشر في المحافظة.
3- إقامة معرض للصحف والجرائد. من أبرز المشاركين في هذا المعرض كان موقع “سني أون لاين” ومجلة “نداي إسلام” و”مكتب شؤون الطلبة في جامعة دارالعلوم”.
4- قطع خدمات الانترنت الإقليمي قبل أيام من شروع الحفلة، واستمراره إلى أسبوع كامل بعد الحفلة.
5- الهجوم المكثف والشديد على سرفير موقع “سني أون لاين”، منذ صباح يوم الخميس، متزامنا مع شروع الحفلة، وتعذّر الوصول إليه لمدة أيام.
6- عدم السماح لحضور الضيوف من سائر البلاد، وعدد من العلماء البارزين من سائر المحافظات في هذه الجلسة.
7- حادثة اصطدام سيارة تحمل ضيفين من مدينة “تربت جام”، من أقرباء الشيخ “عبد الحكيم العثماني” من أساتذة جامعة دار العلوم، في طريقهم إلى زاهدان للمشاركة في الحفلىة، التي أدت إلى وفاة أحدهما وإصابة الآخر بجروح. رحم الله الميت، وعجّل بالشفاء للجريح.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات