اليوم :24 April 2024

الشيخ عبد الحميد: الحرية المذهبية والمساواة والاحترام إلى المقدسات، من أهم مطالب أهل السنة في إيران

الشيخ عبد الحميد: الحرية المذهبية والمساواة والاحترام إلى المقدسات، من أهم مطالب أهل السنة في إيران

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في الخطبة التي ألقاها أمام زهاء مائة وخمسين ألف شخص من المشاركين من مختلف المحافظات والمدن في إيران، في الحفل السنوي الكبير بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان: رسالتنا صارت ثقيلة في هذا العصر. في عصرنا الذي يمر، ليفكر كل واحد ماذا فعل لإحياء الشريعة والسنة النبوية في الحياة؟ ما هو الدور الذي قمنا ونقوم به ليستقبلنا الرسول صلى الله عليه وسلم يوم القيامة بالترحاب والتهنئة؟ وما هي الأعمال التي عملناها لأجل هذا الدين؟

وأضاف قائلا: لقد حشد الباطل طاقاته كلها للهجوم على الإسلام؛ القنوات الفضائية ومواقع الإنترنت تسعى جادة لتخريب هذا الدين والنبي الكريم وتشوية سمعة الإسلام. لقد هجم الأعداء، وبعض المسلمين معهم، بل أشد منهم في تخريب هذا الدين. الفِرَق التي تفكر حزبيا وطائفيا أصبح كل منها ينادي “حزبي وفرقتي وطائفتي”، ونسوا أن هذه الأمة لابد أن تفكر عالميا وتفكر لصالح جميع الفرق والمذاهب والجماعات. علينا أن نرجع إلى ديننا ونسعى ونجاهد ونلتزم كافة تعاليمه، ونحوّل حياتنا ليغيّر الله مصيرنا.
وتابع فضيلته مشيرا إلى تعدد الأقوام والمذاهب في إيران كأحد الفرص الهامة لتقدم البلاد ورقيها قائلا: تعدد الأقوام والمذاهب فرصة ذهبية لبلادنا، حيث يجمع الإسلام هذا النسيج المتنوع من الأقوام، قبل أن تجمعهم الوطنية. يجب أن يكون هؤلاء الأقوام بعضهم للبعض أحبة ولا يعادي بعضهم بعضا. فلو تعرض هذا البلد للهجوم أو للمشكلات، يتعرض الجميع للخطر، لذلك كما أننا نفتخر بديننا، نفتخر بهذا البلد ونفكر في تقدمه في الصناعة وتكنولوجيا، وتقدم البلاد من أمانينا.
واستبعد فضيلته وجود الفكرة الإنفصالية في المناطق السنية من البلاد  وأضاف: أهل السنة في إيران ليسوا انفصاليين، وكان لهم دور كبير في الوحدة والأخوّة، وكما كما أن النظام لعب دورا في هذا المجال، فأهل السنة أيضا دورهم مشهود في مجال الوحدة الوطنية والحفاظ عليها. فنحن لم نبع أنفسنا لأحد، ولم نبع أنفسنا لأعداء الوطن والدين، ولا أحد يستطيع أن يشترينا إن شاء الله تعالى.
واستطرد فضيلته مشيرا إلى أن أهل السنة يتوقعون من النظام أن يلتزم ما صرح الدستور في حقهم من الحرية المذهبية قائلا: لا أريد أن أنتقد في هذه الجلسة، إلا أن هناك توقعات لأهل السنة من النظام، من أهمها أن تحفظ لهم حريتهم المذهبية؛ تلك الحرية التي صرح بها دستور البلاد، وحرية المراكز والمساجد وحركة الدعوة والتبليغ ولا تفرض عليها قيود.
وتابع قائلا: نظرا إلى أننا إخوة في المواطنة والدين، فلابد أن تحافظ على الأخوة والمساواة، ويؤظف أبناء السنة ويستخدموا في الدوائر والمناصب الحكومية. يتمنّى أهل السنة أن يكونوا في خدمة وطنهم، وقد ضحوا لأجل الوطن في الحدود الغربية ويحبون أن يضحوا لسيادة البلاد في الحدود الشرقية أيضا، ولا يكون تمييز في التوظيف والاستخدام، خاصة في القوات المسلحة.
وأضاف قائلا: يتوقع أهل السنة أن لا يواجهوا مضايقات في تأدية شعائرهم الدينية وإقامة الصلاة خاصة مع الجماعة، ويمكن لهم أداء الصلوات بالجماعة مع الحرية التامة أينما كانوا. وفي المنطقة التي لم يؤذن فيها ولم تؤد الصلاة هناك، ورد في الحديث الصريح أن الشيطان يسيطر على تلك المنطقة.
وشدد فضيلته على أن أهل السنة في إيران لم يخونوا بلادهم، قائلا: نحن أهل السنة لم نصاحب مناهضي النظام أبدا، ولم نمد يد العون إلى جهة أجنبية، وإنهم إن مدوا أيديهم إلينا رددناهم بقوة، ونحن نسعى بقوة للوحدة الوطنية ونتجنب ما يخل بالوحدة والأمن، ونرى متابعة المشكلات من طرقها المشروعة والقانونية.
وتابع فضيلته مشيرا إلى العراقيل التي وُضعت أمام بعض المدعوين للمشاركة في هذه الجلسة قائلا: نرجوا أن يمكن لأهل السنة من المحافظات الأخرى الحضور في هذه الجلسة، وقد دعونا البعض فلم يستطيعوا الحضور، ونعتقد أن هذه الجلسة لصالح الوحدة. نحن نسعى لنخدم الأمة ولا نسعى لطبقة خاصة، ونرجوا سعة أفق أكثر وتعاملا بالمحبة.
وقال فضيلته: نحن نلتزم بعدم الإساءة إلى مقدسات الشيعة بل غالب مقدساتهم من مقدسات أهل السنة، وندعوا إلى هذا، كما نرجوا أن تحفظ حرمة صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وأزواجه أمهات المؤمنين.

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات