اليوم :29 March 2024

تقرير عن الرحلة الدعوية التي قام بها فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى منطقة “سيستان”

تقرير عن الرحلة الدعوية التي قام بها فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى منطقة “سيستان”
molana_dawa-كانت الرحلة الأخيرة لفضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله، إمام وخطيب أهل السنة إلى منطقة “سيستان” (شمالي محافظة سيستان وبلوشستان)، خلال الأيام الثلاثة، من 20 إلى 22 جمادى الأولى. وجاءت هذه الرحلة نتيجة دعوة أهل هذه المنطقة الناشئة من محبتهم لإمام وخطيب أهل السنة فضيلة الشيخ عبد الحميد.

وصل فضيلة الشيخ مع عدد من العلماء ورؤساء القبائل في “سيستان” وعدد من الشباب المؤمنين من أهل زاهدان، إلى قرية “عظيم آباد”، وقد استقبلهم أهل القرية بحفاوة بالغة؛ حضر فيه الصغير والكبير، الرجل والمرأة، وقد دوت في السماء صيحات التكبير.
وألقى فضيلة الشيح مباشرة في الجمع الحاضر من أهل القرية خطبة ثم التقى بعدها بعلماء منطقة “سيستان”.
وأشار فضيلته إلى تبيين أهداف سفره، قائلا: ما نتبعه ونريده، هو إحياء الحياة الدينية والحياة الطيبة في المنطقة. نقصد أن تموج الصحوة الإسلامية في المنطقة. نحن نرى أنفسنا مسؤولين تجاه المجتمع، ونخشى إن لم نعمل بوظائفنا ومسؤولياتنا، أن نحاسب أمام الله تبارك وتعالى. ولا نتبع هدفا أو أهدافا أخرى من هذه الرحلات واللقاءات، والله تعالى خبير بما في الصدور.
وتابع فضيلته رحلته بزيارة مدن “زهك” و”هيرمند” و”زابل” و”اديمي” وقرية “سيدرشيد” ومدينة “كهك” و”دشت اميرنظام” و”مدينة محمد شاه كرم” و”ميلك” و”كارگاه” (مجمع ساسولي) و”شندول” ولقاء أهلها، وكذلك قام بزيارة إلى منطقة “سفيدآبه” شمالي سيستان.
والتقى فضيلة الشيخ في مدينة “زابل” مع عدد من الطلبة الجامعيين والمثقفين في هذه المدينة، وذهب مع طائفة من رؤساء العشائر وشيوخ القبائل في سيستان إلى زيارة الشيخ طباطبائي الذي كان رجع من سفر العمرة سائلا من الله أن يقبل طاعته وعبادته.
وأنهى فضيلة الشيخ ظهر الثلاثاء 22 من جمادى الأولى بعد ذهابه إلى “سفيد آبه” وزيارة أهلها هذه الرحلة وعاد إلى “زاهدان”.

فضيلة الشيخ عبد الحميد في قرية “عظيم آباد”

الاعتزاز والفخر، في الاتحاد والتضامن:
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد حضوره صباح الأحد 20 من جمادي الأولى في  اجتماع كبير لسكان قرية “عظيم آباد” في “زابل”، مشيرا إلى أن نعمة الهداية والدين من أغلى النعم التي منحنا الله تبارك وتعالى: إن الله تبارك وتعالى جعلنا ورثة كتاب وهدي وثقافة لا مثيل لها على المستوى العالمي. منحنا نعما كل العالم بحاجة إليها.
وأضاف: إن الدين الإسلامي هو الدين المتطور الذي عندما اعتنقه  الصحابة رضي الله تعالى عنهم وعملوا بأحكامه وتعاليمه، لمعوا في سماء الدنيا ووصلوا إلى مكانة لن تشهد الدنيا مثلهم إلى يوم القيامة. الصحابة وأهل البيت عرجوا بهذا الدين إلى قمم الهدي، وجعلهم الله سببا لهداية قسم كبير من المجتمع البشري.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: المجتمع البشري في كل عصر بحاجة إلى القرآن والتعاليم الجميلة فيه. إن السعادة الأبدية لا يحصلها أحد بغير القرآن وبغير هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
عندما أنزل الله تعالى القرآن الكريم، انتهت الحاجة إلى سائر الكتب والصحف السماوية. والقرآن هو الكتاب الوحيد الذي يكمن فيه نجاة البشر اليوم. والمعيار الوحيد للفلاح في الدارين هو اتباع خاتم الأنبياء ونبي الساعة محمد صلى الله عليه وسلم.
وأضاف فضيلة الشيخ: نحن على ملة إبراهيم، والدين الذي تكمن فيه نجاة البشر كلهم. اليوم إن عمل اليهود والنصارى على جميع الأحكام في الأديان المنسوخة وتركوا العمل على القرآن والسنة لا يفلحون ولا يأمنون من العذاب الإلهي. إن الله تعالى جعل الإسلام دينا عالميا وجعله فخرا للمؤمنين، من المؤسف أننا لم نقدر على العمل بهذا الدين كما هو يليق به. ابتعدنا كثيرا عن القرآن والسنة، وابتعدنا عن سيد المرسلين كثيرا، ولا شك أن المشكلات التي ابتليت بها الأمة في عصرنا، كلها ناتجة عن هذه الابتعادات عن الكتاب والسنة، وقد عمت الغفلة، واكتفينا نحن بهذا القدر أننا نسمى المسلمين.
واستطرد خطيب أهل السنة: لو أننا عملنا بجميع تعاليم القرآن والسنة في حياتنا، إذن نفلح في الدنيا والآخرة. فلو طهرنا حياتنا من الكذب ونقض العهد وغيرها من الرذائل الأخلاقية  سننجح في الدارين إن شاء الله تعالى. نحن إن أقمنا صلاتنا على الكيفية التي وردت في القرآن الكريم في المساجد، ونؤدي العشر وزكاة أموالنا، ونكون ملتزمين بالفرائض وأحكام الدين كلها، ستحل هذه المشكلات كلها، وستتغير حياتنا.
وأضاف فضيلة الشيخ: كان الأجدر بنا أن نكون محمديين حقيقيين، ونعيش في هذه الدنيا كما عاش الرسول والصحابة رضي الله عنهم.
فمن كان يريد أن يعيش مثل عيشهم، فعليه أن يلتزم بالقرآن والسنة، وأن يتلزم سيرة الصحابة وأهل البيت رضي الله تعالى عنهم، وسيرة الخلفاء الراشدين والحسنين وعائشة الصديقة وفاطمة الزهراء.
وتابع قائلا: ليس معقولا أن نعتقد الحساب والكتاب والجنة والنار ثم نهمل العمل على بعض المسائل والأحكام الشرعية، وأن تفوت في بيوتنا صلاة الفجر، وأن تشرب الخمور أو تستعمل المخدرات في بيوتنا.
وخاطب فضيلته المشاركين من القرى الأخرى في “عظيم آباد” قائلا: يا أهل “سيستان”! لو تمسكتم بحبل الله تعالى ونشرتم القرآن الكريم وتعاليمه الرائعة، لا تحل مشكلات منطقة سيستان وبلوشستان فحسب، بل ستحل مشكلات إيران والعالم الإسلامي كله. فعلينا أن ندعو وأن نجتهد في إصلاح أحوال الأمة الإسلامية حسب تعاليم القرآن والسنة؛ ونكون من أهل القرآن والسنة لتصلح علاقتنا بالله تعالى؛ وأن تأخذ حياتنا لونها من الشريعة الإسلامية.
يؤسفنا جدا أن المسلمين يرون اليوم الأوضاع ومع ذلك يتكاسلون. هذا القحط الذي نزلت ببلادنا، كم أضرت بها؟ إن رسالة هذا القحط وغيرها من المشكلات التي ألمت بنا، هي أن نتوب إلى الله تبارك وتعالى، ونوطد صلتنا معه، ونحترم حقوق الشعب ولا نؤذيهم ولا نكسر قلب أحد. رجاءنا أن تزدهر “سيستان” في مستقبله بشكل يعرف جميع أبناء هذه المنطقة مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية. ورجاءنا أن يتلى كتاب الله في كل بيت من بيوت المؤمنين المحبين للدين. لأننا إن أقمنا صلتنا بالدين والقرآن الكريم  سنصل إذن إلى ولاية الرب تبارك وتعالى.
وأشار فضيلة الشيخ إلى أهمية الدراسة والتعلم قائلا: عليكم بالعلم، لأن العلوم كلها حاجتنا. يجب أن يهتم أولادكم إلى تعلم العلوم العصرية، وأن يسافروا للدارسة إلى بلاد أخرى. فالبشر لا يقدرعلى معرفة الرب بغير العلم، ولاتكون حياة الإنسان  معمورة بغير العلوم الشرعية والمادية.
واستطرد فضيلته قائلا: علينا أن نجلس ونفكر لأبناءنا و للأجيال القادمة. نفكر لهدايتهم وحياتهم الكريمة مع العزة.
لقد تغمد الله أهل هذه المنطقة بفضله وكرمه حيث نشأت في “سيستان” مدراس دينية. هذه المراكز من مفاخر هذه المنطقة، وإن جامعة زابل أيضا من مفاخركم أنتم أهل سيستان.
كذلك أشار فضيلة الشيخ إلى المشكلات التي يواجهها العلماء وطلبة العلوم الشرعيين في منطقة “سيستان” قائلا: أنا أحس جميع مشكلاتكم، وأقول ما لم يتكبد الإنسان مشاق الحياة، لا يصل إلى الكنز؛ فلو شهدنا في بلادنا شخصيات كبيرة أمثال العلامة عبد العزيز فكانت ذلك ثمرة الحجرات الضيقة والحقيرة التي كانوا يقضون فيها سنواتهم الدراسية. نرجوا أن تحل مشكلات المنطقة ويرفع الفقر والبطالة.
وأكد فضيلة الشيخ في قسم آخرمن خطبته على ضرورة الوحدة والانسجام بين أبناء المجتمع الإسلامي قائلا: نحن نرفض بشدة الاضطرابات الطائفية. هذه وجهة نظري. على جميع الفرق الإسلامية داخل إيران وخارجها أن يتحدوا معا، وأن يشارك بعضهم في أفراح وتعازي البعض، ولا يكونوا أجانب بالنسبة إلى أنفسهم. كلنا مسلمون نعبد إلها واحدا ونؤمن برسول واحد.
وتابع فضيلته: سكان هذه المنطقة عاشوا قرونا متواصلة جنبا إلى جنب، وإن سعى المتطرفون من الطائفتين أن يوسعوا الشقاق بينهما ولكنهم بحمد الله لم يقدروا على ذلك. أنا أعتقد أن يجلس عقلاء القوم ومثقفوهم ويوحدوا كلمتهم ولا يسمحوا للمتطرفين الذين يحاولون إشعال فتيلة نيران الطائفية والفرقة أن يصلوا إلى أهدافهم. علينا أن يتحمل بعضنا البعض. وأن تكون لدينا سعة الأفق،لأن من ليست عنده سعة الأفق، وكان ضيق التفكير، فهو شقي وإن كان يحمل أعلى الشهادات الجامعية.
وتابع رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في بلوشستان وخطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان قائلا: نحن بصالح الجميع، ولحد الآن لم يتوجه ضرر إلى أحد من جانبنا. مع الأسف البعض يقبلون كل ما يسمعون. الإسلام دين التفاهم وليس دين الحرب والنزاع، الإسلام يعلمنا التضامن والتعاون.
وأضاف: نحن نعتقد أنه لا يستطيع الناس حل مشكلاتهم في البلاد وخلق المفاخر، مادام البعض يسيء الظن إلى الآخرين. فعلينا أن ننتبه أن العزة في الوحدة والتضامن.

الشيخ عبد الحميد في اجتماع مع علماء “سيستان”


قيام الليل ضروري لأهل العمل، لأنهم ملح المجتمع:

بدأ فضيلة الشيخ عبد الحميد كلمته أمام علماء “سيستان” بهذا السؤال: “لماذا لا ننجح نحن في أهدافنا اليوم؟” قائلا: مثلا لسنا ناجحين في الأسرة، وأعضاء الأسرة لا يطيعون الرب كما نريد نحن، وليست بيئة المنزل بيئة دينية كاملة. لسنا ناجحين في الحي الذي نسكن فيه، ولا نستطيع أن نشكل بيئة يطيع فيها جميع أهل الحي ربهم بصلاحية واستعداد. كذلك القرية التي نعيش فيها والصف الذي ندرس فيه، لسنا ناجحين فيه. فنجاحاتنا لو دققنا النظر معدودة. علينا أن نبحث عن سبب هذا الفشل في حياتنا، ولنعلم لماذا حرمنا من النجاح الموجود في السلف.
لا شك أننا لو بحثنا في هذا الموضوع، ندرك أن أعمالنا ليست مثل أعمال السلف. ليس إيماننا مثل إيمانهم، ولا نملك أعمالا مثل أعمالهم، وأخلاقا مثل أخلاقهم، وشفقة مثل شفقتهم. والعلة في ذلك أن صلتنا بالرب تبارك وتعالى وتمسكنا بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام قد ضعف لونها. فأعمالنا تفتقد الروح، وصلواتنا تؤدى بالتكاسل. وصفة الإحسان التي بينته الأحاديث لا توجد في صلاتنا. وعباداتنا تؤدى بالقصور والغفلة والكسل، وكذلك نتلوا القرآن الكريم من غير تدبر وتفكر في آياته ومعانيها.
وأضاف قائلا: حضور القلب ضروري أثناء تأدية العبادات. لابد من المجاهدة وتحمل المشاق. ويجب أن يموج في قلوبنا مخافة الله تعالى، ونذكر الموت والآخرة كثيرا، ونسعى أن نجعل حياتنا وفقا لحياة الصالحين.
كتب المفتي محمد الشفيع العثماني رحمه الله تعالى: التصوف يختصر في جملة وهي “التجنب من الغفلة”، فلا بد أن نكون ربانيين ونذكر الله في كل الأحيان بالقلب واللسان.
وتابع فضيلته: عندما يكون الإنسان غافلا عن الله تبارك وتعالى، يحرم عن كل شيء، وعندما يذكرالإنسان الرب، تنزل عليه الرحمات الإلهية ويكون ربانيا؛ فلا بد أن يشغل ذكر الله خواطرنا وقلوبنا.
وأضاف فضيلته مؤكدا على أن قيام الليل من الأمور الهامة لأهل العلم، لأنهم كالملح للمجتمع: لابد للعامة أن يتعلموا صلاتهم من العلماء، وأحبابنا في حركة التبليغ لا بد أن يتعلموا صلاتهم منكم يا أهل العلم. واعلموا أن أئمة القوم علمائه الصالحون.
وخاطب فضيلته أهل العلم قائلا: المهم أن نعمل بسنن الرسول عليه الصلاة والسلام. السنن سواء كانت سنن الهدي أو سنن الزوائد فالعمل عليها مهم ومؤثر. وهذه السنن تجعل الإنسان في طريق الفطرة.
مع الأسف نحن العلماء لا نهتم بسنن العادة، ونقول إنها مستحبة، ولنعلم أن الذين يلتزمون بهذه السنن الزوائد إيمانهم يتفاوت مع إيمان الغير.
واستطرد فضيلته قائلا: لماذا لا نلتزم الشريعة؟ ما هي المشكلة التي نواجهها في هذا المجال؟ إذا كان العمل على الشريعة يضمن سعادتنا وسلامتنا في الدارين فلماذا لا نعمل عليها. الشريعة سهلة وميسرة. الدين سهل؛ فقط يحتاج إلى المواظبة. إن صدر منا عمل مغاير للشريعة فنعاقب أنفسنا عليه وتكون هذه المعاقبة بالتصدق وكذلك بالصوم.
وتابع فضيلة الشيخ: نسعى لنكون ملتزمين بأذكار الصباح والمساء. فلو أننا التزمنا بالسنن المؤكدة والمستحبات، عندئذ تحلو الحياة لنا. أنتم تعلمون أن الأعمال الصالحة تقوي الصلة مع الله تبارك وتعالى وتهب الإنسان حياة طيبة، وأؤكد على أن تختموا تلاوة القرآن في كل شهر مرة واحدة على الأقل.
وأَضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: يجب علينا أن نفكر أيضا في اهتداء الناس، ونمتحن جميع الطرق، فإننا لو لم نقم بهذه المسؤولية ليستبدل الله تعالى بنا أقواما آخرين ونحرم نحن. أهل الدنيا اليوم يبتكرون اشياء جديدة كل يوم، ولكن مع الأسف أهل الدين ليست لديهم ابتكارات في العمل وهذا يتطلب فكرا أساسيا.
وتابع رئيس جامعة دارالعلوم زاهدان: هل فكرتم في أن الكثير من الأنبياء كانت مهنتهم قبل البعثة رعي الأغنام؟ لعل السر في ذلك أن رعي الغنم مهنة حساسة وتحتاج إلى ذكاء ومهارة خاصة. وعلى الراعي أن يجعل أمرين نصب عينيه دائما: أن ينهض دائما بغنمه وقت السحر، ولا يسمح لها أن تنام حتى الفجر. فلو قصر في هذا المجال تبتلى الأغنام بأمراض. والأمر الثاني أن يرعى الغنم حتى بعد صلاة العشاء ولا يرجع إلى البيت سريعا. الأنبياء وخاصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم دعوا إلى السحر وكانوا يقميون صلاتي المغرب والعشاء ثم بعد ذلك كان النوم مجازا. والحكمة الأخرى أن قطيع الغنم مهدد بخطرين: خطر الذئاب والثاني خطر التفرق والانتشار؛ فأبناء آدم عليهم الصلاة والسلام مهددون أيضا بخطر الاختلاف والتفرق وخطرالذئب الذي هو الشيطان. فكان الأنبياء دائما يواظبون على أن لا تقع الأمم فريسة الشيطان والتفرق والاختلاف. كذلك على علماء الأمة أن لا يقصروا في مسؤولياتهم، لأن الرعية يكون فريسة للشيطان، وسيعاقبهم الله تبارك وتعالى على ذلك، وتلك الطائفة من العلماء الذين يقومون بأعمالهم سيعطون أجرا كبيرا.
وأردف فضيلة الشيخ: لا نخاف الصعوبات والمشكلات. عندما نواجه مشكلة لا ننسحب من الميدان، ونعلم أن هذه هي حياتنا. فلو عملنا بمسؤولياتنا نحضر أمام الرب بأيدي مليئة؛ فيجب علينا أن نحسب أنفسنا خداما للشعب ونخضع لهم جناح الذل.

لا تخافوا الفقر، لأن الفقر امتحان من عند الرب، وفخر الأنبياء:
وقال فضيلة الشيخ في نهاية خطابه: اتقوا الله تبارك وتعالى واحفظوا أنفسكم عن المعصية والإثم، واعلموا أن التقوى أكبر رأس مال في الحياة. قللوا من الكلام وأكثروا من العمل. والمسئلة الأخرى هي أن تكون وجهة النشاطات في “سيستان” نحو تعليم الناس القرآن الكريم، وأن يُقبل أهل المنطقة كلهم إلى عبادة الله، ولا يكونوا غافلين عن الله تبارك وتعالى.

الشيخ عبد الحميد في زيارة لسكان قرية “سيد رشيد”

الإسلام هو الطريق الوحيد الذي يفلحكم في الدنيا والآخرة:
صلى فضيلة الشيخ عبد الحميد صلاة العصر مع أهل قرية “سيد رشيد” ثم ألقى بعد الصلاة خطبة قال فيها:
إن الله تعالى جعل هذه الدنيا مكانا للسعي والجهد. كل شيء يحص فيها بالسعي وبذل الجهد، وجعل الله تعالى السعي شرطا لمعاش هذه الدنيا. أنتم  كم تسعون وتجتهدون للحصول على الرزق الحلال الطيب. إعلموا أن الله تبارك وتعالى خلق جنة مليئة بالنعم، وجعل السعي والمجاهدة شرطا للوصول إليها.
وأضاف فضيلته قائلا: بالقدر الذي يسعى الإنسان، يحصل بذلك القدر من السعادة والعزة في الآخرة. حياة الدنيا غالية من حيث أننا نستطيع أن نعمر بهذه الحياة آخرتنا ونكسب مرضاة الرب تبارك وتعالى. السلامة والعافية وأموال هذه الدنيا تعد رؤس أموال هذه الدنيا. من المؤسف جدا أن نضيع هذه الأموال ولا نستخدمها في سبيل العزة والنجاة في الآخرة.
عندما نفتح أعيننا، ندرك أن الدنيا وفرصة الحياة فيها قد انتهت، وعندئذ فقط نتأسف ونتحسر، ولا شيء نتمسك به حينئذ.
فالدنيا دنيا المعاصي والذنوب، وكذلك دنيا الطاعة والعبودية. بهذه الحياة نستطيع أن نعمر آخرتنا وكذلك نستطيع أن نخربها.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: لقد كثرت طرق الفساد والمعاصي في مجتمعاتنا. لقد عمت القنوات الفضائية ومن خلالها دخل السفور والخلاعة الغربية في بيوتنا. لا بأس بالاستخدام الصحيح لهذه الآلات، ولكن إن استعمل في سبيل مشاهدة المحرمات والخلاعة والملاهي فهي كارثة إذن.
أعدائنا يقومون بغزو بلادنا ثقافيا، وهناك أنواع من الدعايات المضللة في العالم، وتبسط أنواع من الشبكات لصيد الشباب.
وخاطب فضيلته الشباب قائلا: أيها الشباب الأعزة! يسعى اليوم جميع الطوائف والفرق الضالة لصيدكم والتغرير بكم. إعلموا أن الشيء الوحيد الذي يفلحكم في الدنيا والآخرة هو الدين. كونوا من طلبة دين الله، وكونوا مع الصادقين والمتدينين، واخرجوا للدعوة إلى الله، واعلموا أن حركة الدعوة لا تقصد إلا مرضاة الله تبارك وتعالى، فالدين والتدين لا يأتي إلى قريتكم بنفسه، بل عليكم أن تأتوا به واقضوا حياتكم كعباد الله الصالحين. كونوا على وعي ديني واجتماعي، واعرفوا مسؤولياتكم.
وفي نهاية كلمته، خاطب فضيلته الحضور قائلا: فكروا في إصلاح مجتمعكم وخططوا للأجيال القادمة ليكونوا مسلمين صادقين. كذلك اهتموا بتعلمهم ودراستهم، واستقيموا على الشريعة الإلهية، واعبدوا الله تعالى حتى آخر لحظة في الحياة، واصمدوا في سبيله. ولا تنسوا الله تعالى، وأدوا صلواتكم بحضور القلب، وادفعوا زكاة أموالكم وعشر أراضيكم، واحترموا حقوق الله وحقوق العباد.

الشيخ عبد الحميد في جامع مدينة “زهك”

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في اجتماع شعبي كبير في مدينة “زهك” مشيرا إلى أن الله تعالى خلق جميع البشر على الفطرة وعلى التوحيد: في فطرة جميع الخلق يوجد التدين وطلب لمعرفة الرب تبارك وتعالى، وقد بحث القرآن الكريم هذا الموضوع.
وتابع فضيلته قائلا: المشكل أن الكثير من هؤلاء الخلق نسوا غايتهم من الخلق ولا يعلمون لماذا خلقوا، ولا يعرفون رسالتهم الأصلية. فلو سألنا عن هذا القرآن الكريم ونتناول حياة الأنبياء بالبحث والاستعرض، نجد جوابا واضحا وندرك أن جميع هذه الكائنات خلقت لأجل البشر، ليكون البشر في راحة ويواصل حياته ويعبد ربه. في الواقع هذا أكبر هدف لحياة البشر. كل الأشياء لأجل البشر، والبشر خلق لمعرفة الرب وعبوديته. والبشر خلق ليدرك وحدانية الرب تبارك وتعالى.
لا شك أن جميع هذه الكائنات أكبر دليل على وحدانية الله وعظمته. ياليت فقد البشر شيئا بسيطا، لكنه فقد هدفه من الخلقة. الأروبيون وكذلك اليابانيون يفتخرون بتكنولوجيا والتقدم الصناعي، ولكنهم غافلين أنهم لم يعرفوا هدفهم من الحياة.
وأضاف فضيلة الشيخ: جميع الانتحارات التي تقع في العالم، يدل كلها على أن البشر فقد هدفه وغايته من الحياة. فمن ينبّه العالم ويعرّف لهم الهدف الأصلي من الحياة؟ من ينهض اليوم الأمة المسلمة؟ يزعم المسلمون أن الدين أمر فرعي وثانوي، وجعلوا الدين في الهوامش.
يجب أن يتحدث الدين الكلام الاول والآخر في حياتنا. انتبهوا واعلموا أن المال ومتاع الدنيا ليسا الهدف الأساسي من الحياة، بل الهدف هو الاعتراف بتوحيد الله عزوجل وعبادته.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: صار الدين أمرا ثانويا في حياة المسلمين. المسلم يستعمل الكحول، ويرتكب الزنا، ويقوم باختطاف الاشخاص وقتل أخيه المسلم. إضافة إلى هذا فقد وصلنا إلى مكانة لا نستطيع أن نؤدي الصلاة بالخشوع والخضوع. لنعلم أن الطريق الوحيد لنجاتنا أن نتوب إلى الله تعالى ونترك المعصية.
اليوم لقد بدأت بفضل الله تعالى الصحوة الإسلامية في العالم. الثورات في البلاد الإسلامية وكذلك حضوركم الرائع في هذه المجالس دليل على ذلك. وصيتي لكم أن تعملوا بما يأمركم الدين، وتنتهوا عما ينهاكم الدين. واعلموا أن الفلاح والنجاح في هذا الأسلوب من العيش.
وأضاف فضيلة الشيخ: حقوق الوالدين كبيرة. من يقلق والديه في الدنيا سيكون قلقا في حياته. كذلك الجيران والأقرباء لكل واحد منهم حقوق، ويجب احترام حقوق الجميع والتجنب من تضييعها.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من كلمته: نحن مسلمون جميعا. العالم الإسلامي يتكون من فرق ومذاهب مختلفة، وأتباع جميع هذه المذاهب يرون أنفسهم مسلمين. لذلك لابد من الأخوّة بين جميع الفرق والمذاهب. وقلنا دائما لو لم يدعُ الآخرون إلى الوحدة والأخوّة، لقمنا نحن بهذا.
وتابع فضيلته قائلا: التعصب الأعمى الناشئ من أي طرف كان، مخرب ويضر بالوحدة. لابد من سعة الأفق ورحابة الصدر وتحمل جميع الفرق والمذاهب.
أنا أؤكد على أن الأخوّة والمساواة أهم لنا من الخبز، والأمم العاقلة والمتطورة دائما يحافظون على وحدتهم وتضامنهم. لقد اتحد اليهود والنصارى ضدنا، ولكن مع الأسف المسلمون يعانون من الفرقة والطائفية. والمشكلة الأساسية هم المتطرفون الذين يريدون أن لا تتحقق الوحدة بين المسلمين أبدا. فالواجب على عقلاء القوم أن يجلسوا ويفكروا في حل هذه المشكلة.

فضيلة الشيخ عبد الحميد في قرية “كهك”

أولادكم ثرواتكم الحقيقية، حافظوا عليهم كمحافظتكم على الجواهر:
بدأت أعمال اليوم الثاني من هذه الجولة الدعوية لفضيلة الشيخ عبد الحميد في منطقة “سيستان” بالحضور في قرية “كهك” والحديث معهم. قال فضيلة الشيخ عبد الحميد مخاطبا أهل القرية بعد تلاوة قول الله تعالى “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ”: يريد الله منا في هذه الآية أن ننجي أنفسنا وأهلنا من النار التي خلقها الله تبارك وتعالى للعصاة من الرجال والنساء.
يُعلم ويُفهم من هذه الآية أن مسؤولية الرجال ثقيلة جدا. مع ذلك نرى الكثير من الرجال يذهبون إلى المساجد لصلاة الفجر وأهلهم نائمون في البيوت، تفوتهم صلاتهم. مثل هؤلاء لم يؤدوا مسؤوليتهم بطريقة جيدة، ويُعاقَبون يوم القيامة على قصورهم.
وأضاف فضيلته: لو واجه أولادنا مشاكل مادية دنيوية، لا نقصر في حلها بالتوسل إلى كافة الوسائل. هذا مؤسف أن نفكر في دنيا أولادنا ونبقى غافلين عن آخرتهم، وهذا يدل على إن يقيننا بالآخرة وعذاب الله ضعيف، فالولد الذي يعصى الله بتفويت الصلاة وشرب الكحول والخمر، سيبتلى يوم القيامة بعذاب الله.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحيمد: إن تربية الأولاد مسؤولية ثقيلة فوضها الله علينا. فلنكن مراقبين على أولادنا ولا نتركهم يجالسون أشخاصا غير صالحين ويبتلون بإدمان المخدرات، وعليكم أن تبسطوا أيديكم عليهم بشكل كأنكم تحفظون جوهرا قيما، لأن ثرواتكم الحقيقية أولادكم. أحسنوا رعاية بناتكم، واعلموا أنكم لو أحسنتم تربية ورعاية بناتكم وأبلغتموهن إلى سن الزواج ستنالون أجرا كبيرا.
وصيتي أن تساووا في الرعاية بين البنات والبنين، ولا تضيع حقوق البنات في الميراث، ونعلّم أولادنا ونقوم بتربيتهم، فإن قيمة المرء بعلمه وثقافته.
واستطرد قائلا: إن كنا نريد النجاة من النار، فلا بد من إطاعة الله تعالى وإقامة الصلاة في مواقيتها، وتأدية زكاة الأموال، والاجتناب من المعاصي وما حرم الله تعالى من الغيبة والكذب.
وأضاف فضيلته: الوالدان ظل الرحمات الإلهية، فإن كبرا وضعفا، لا بد من البر إليهما ونخفض لهما جناح الذل. فإن ذهبنا لزيارتهما نتصور أننا نتشرف لحج بيت الله الحرام. من كان أبواه أو واحدا منهما حيا، فليغتنم هذه الفرصة للخدمة والإحسان إليهما.
وقال فضيلة الشيخ في القسم الأخير من خطابه: الحياة قصيرة جدا. أنظروا إلى مقبرة “كهك” و”زهك”؛ فهي تتوسع يوميا. فكل واحد منا يحمل إلى المقبرة يوما ما. والقبر صندوق العمل. هناك نحن نبقى محتاجين إلى أعمالنا، ونخسر إن ذهبنا بأيدي فارغة أو مليئة بالمعاصي.
المحشر أمامنا؛ اليوم الذي يفر فيه الأقرباء بعضهم من بعض؛ اليوم الذي يحضر فيه الأنبياء والصالحون والأولياء في الميدان للحساب أمامنا. فنسعى لنجاتنا وإنقاذنا من ذلك اليوم، ولا شك أن أعمالنا هي وسيلة نجاتنا، فلذلك نصلح أعمالنا وأفعالنا.

الشيخ عبد الحميد حفظه الله في جامع مدينة “هيرمند”


لتكن أفراحنا وتعازينا وفقا للشريعة الإسلامية:

في ظهر يوم الإثنين قدم فضيلة الشيخ عبد الحميد نصائح وتوجيهات للحشد الكبير من سكان مدينة “هيرمند” وكذلك سكان القرى البعيدة والقريبة منها، الذين وصلوا إلى جامع هذه المدينة.
وقال فضيلته في كلمته: لو فكرنا قليلا ندرك أن القرآن يتحدث عن أمراض نبتلى بها نحن، لأن هذا الكتاب القيم هدي البشر إلى يوم القيامة. فمن أراد من الناس أن يجد ضالته فليتلو هذا الكتاب وليتدبر فيه. القرآن كتاب يجعل التراب إكسيرا، ولو طالع الإنسان المخلوق من التراب هذا الكتاب وعمل على تعاليمه يصير جوهرا قيما.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم قرأوا القرآن وفهموه وعملوا به، لذلك وصلوا إلى مكانة عالية لو تجمع الأمة كلها لما وصلت إلى ما وصلوا إليه. سر نجاح الصحابة الكرام أنهم كلما سمعوه من لسان النبي عليه الصلاة والسلام ما كانوا يسألون عن علل وأسبابه، بل كانوا يطيعون من غير القيل والقال والسؤال عن العلل. وهذه الإطاعة أوصلتهم إلى السعادة.
مع الأسف نحن عندما نسمع تعاليم الرسول والقرآن ننظر أولا مصالحنا ومنافعنا ثم بعد ذلك نقوم إلى العمل. الكثير من المسلمين يقولون أن أداء الصلوات الخمسة صعبة، فلو كانت مخافة الله ومخافة الآخرة والحساب في قلوبنا، لا يمكن أن تجري مثل هذه الكلمات على ألستنا.
واستطرد فضيلته قائلا: إن الله تعالى يريد منا أن ندخل في الدين بكل الوجود؛ “يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا الشيطان إنه لكم عدو مبين”.
ولا ينبغي أن يقول شخص أنا مسلم أصلي وأقيم حفل الموسيقى، وإن كانت معصية فسوف أتوب عنها. هذا التصور بأن يفعل الإنسان ما يريد رجاء رحمة الرب ومغفرته مكر من جانب الشيطان، ومثل هذا الرجاء معصية كبيرة.
وأشار فضيلته في قسم آخر من خطابه إلى كيفية إقامة حفلات العرس قائلا:  اجتنبوا التكاليف الباهظة والنفقات الكبيرة في هذه الحفلات والجلسات. ولا تشددوا في هذه المجالات، واعلموا أن خير ولائمكم ما قلت مؤنها وكانت بسيطة. ولتكن حفلات الأفراح والتعازي وفقا للشريعة. ولنجعل جميع أبعاد حياتنا مطبقة بما ورد في الشريعة وتيقنوا أن حياتكم تكون أفضل.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: نحن مسلمون، فلنسعى أن ننفذ في حياتنا تعاليم هذا الدين المبين، ونعمل على جميع الفرائض والمستحبات في الحياة، ونكون مسليمن بكل الوجود، وليكن سيد المرسلين ورحمة العالمين أسوة لنا. فهل يمكن أن يكون أحد لنا أسوة أفضل من الرسول؟ وهل يوجد أسوة أفضل لأخواتنا وأمهاتنا من الأزواج المطهرات وبنات الرسول عليه الصلاة والسلام. يجب أن تعيش أخواتنا وأمهاتنا مثل فاطمة والسيدة عائشة رضي الله تعالى عنهما.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى ضرورة الوحدة بين الفرق والمذاهب قائلا: يجب أن نري من أنفسنا سعة الأفق والتضحية. من هو على الحق في معتقده وأعماله فهي قضية تتبين يوم القيامة. والأهم  أن نتعايش سلميين في الحياة الدنيا، وهذه وجهة نظري.
مع الأسف في السنوات الأخيرة ابتلينا بمشكلات، فالمتطرفون من الشيعة والسنة أضروا بتطور ورقي محافظتنا. الوحدة والتضامن من ضرورات محافظتنا. أنا أعتقد قلبيا أنه لا ينبغي التمييز بين أتباع المذاهب، وأنا أعاني لو تعرض أحد الفريقين لظلم، بل والظلم على اليهودي غير المحارب سبب لمعاناتي، فلا يجوز استهداف الأبرياء. أرجو أن يفكر عقلاء القوم في هذه القضية. أنا أذكر هذه المسئلة بأننا من مشفقي النظام ونريد الخير للرعية والحاكم.

الشيخ عبد الحميد في تجمع للطبة والمثقفين في منطقة “سيستان”

بدأ فضيلة الشيخ عبد الحميد خطابه في تجمع الطلبة والمثقفين بتلاوة آية “قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون”، قائلا: العلم من لوازم حياة البشر، ولا يمكن الوصول إلى العلى والتقدم إلا بالعلم. وأهم ما نحتاج إليه في مجتمعاتنا هو العلم.
العلوم التي تدرس اليوم في الجامعات حاجة البشر، فإن كان الأروبيون يشعرون بالفخر ذلك بسبب أنهم تقدموا في توليد العلم؛ إنهم يشعرون أنهم أقوى منا ونحن محتاجون إليهم، الدنيا دار المنافسة، يجب علينا أن ننافسهم في مجال العلم والتقدم، سيصل إن شاء الله يوم نتقدمهم في هذه العلوم.
وأضاف فضيلته: يوجد الآن أيضا الكثير من الإيرانيين يعيشون في دول أروبية والغربيون بحاجة إلى وجودهم. الشعب الإيراني لديهم ذكاء واستعداد جيد، وينتفع بوجودهم في مناطق أخرى. أهل السنة الذين يسكنون في ضواحي إيران وهم متخلفون نسبيا في المجالات المختلفة يتمتعون أيضا باستعدادات جيدة. علينا أن نسعى لازدهار هذه الاستعدادات. علينا أن نقود الجيل الجديد إلى علمي الدين والدنيا.
وتابع فضيلته: الأهم من الدراسة والتعلم هي الهداية، فبغير التدين والهداية تكون حياة البشر فاقدة عن القيمة، وإن اكتسب علوما كثيرة، لأن الله تعالى خلق البشر للعبادة، وإن تخلف البشر في هذا المجال، فجميع جهوده لا جدوى منها. إن الله تعالى أعطى هذه الكرامة للأمة المسلمة أن يتقدموا في كافة المجالات؛ أن يتعلمو العلوم الشرعية والمادية. الإنسان المتعلم الذي يتمتع بإيمان قوي يكون مفيدا لمجتمعه. وصيتي لكم أن تقودوا الجيل الجديد في مسير العلم والتقدم.
وأضاف قائلا: في العالم المعاصر يحاول جميع الفرق والطوائف إلى  صيد الشباب، ويريدون تضليلهم. مسؤليتنا أن نمهد مجالات رغبة الشباب إلى الله والرسول والقرآن الكريم. هناك غزو ثقافي كبير استهدف العقول الناشطة والاستعدادات الجيدة؛ لذلك تعظم مسؤولية المثقفين في مثل هذه المجالات، وعليهم أن يواظبوا على دينهم وإيمانهم ليكون لهم دور مؤثر في المجتمعات.

الشيخ عبد الحميد في جامع أهل السنة في مدينة “زابل”

لا نصل إلى الأخوّة بالهتافات:
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمته التي ألقاها في جامع مدينة “زابل” مشيرا إلى أهمية الوحدة والانسجام كخصيصة من خصائص الحضارات المتقدمة:
لا شك أن من أسوء الاختلافات، الاختلافات الطائفية، وأسوء من ذلك الحرب الطائفية. لماذا يحارب أتباع المذاهب بعضهم البعض مع أن الجميع يعبدون ربا واحدا؟
وأضاف فضيلته: نحن لا نصل إلى الأخوّة والوحدة بالهتافات، بل لا بد من التضحية لنصل إلى الوحدة العملية، يمكن فيها التعايش للفلاحين  والتجار وأصناف الناس من الفريقين بعضهم مع البعض، ونشهد حضور الشيعة والسنة في القوات المسلحة بعضهم جنبا إلى بعض. وهذه خير طريقة لإنشاء الوحدة والتقارب. كلنا نعيش في بلد واحد، فلنفكر في تقدم بلادنا بالوحدة والتضامن.
وتابع فضيلته: في انتخابات المجالس المحلية في مدينة زاهدان عملنا بشكل راعينا فيه حقا للإخوة الشيعة في إئتلافاتنا، لأننا نعتقد وجود الشيعة والسنة جنبا إلى جنب في كافة المجالات. فنحن لا نرى بالتمييز بين الشيعة والسنة، ونعتقد  أنه يجب أن يجلس علماء الشيعة والسنة ومثقفوهم وليفكروا في طرق الوصول إلى الوحدة العملية الحقيقية. كل فريق يرى نفسه على الحق، والحكم في ذلك إلى الله يوم القيامة، وواجبنا الآن أن نتجنب النزاعات، وأن لايسيء أحد إلى مقدسات الآخر. والحمد لله جمع كبير من الفريقين يسعون للوصول إلى التفاهم والوحدة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات