اليوم :28 March 2024

تقرير عن جلسة الطلبة الجامعيين السنّة

تقرير عن جلسة الطلبة الجامعيين السنّة
daneshjou_90-أقيمت الحفلة السنوية للطلبة الجامعيين السنّة من مختلف الجامعات الحكومية في إيران ومن شتى المناطق، بشعار “التدين والتعلم، أصلان أساسيان للتطور والرقي”، بعد شهرين من التأخير، في اليوم الثاني من جمادي الثانية في الجامع المكي بمدينة زاهدان.

بدأت أعمال هذه الجلسة الرائعة رسميا صباح الخميس. قام بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم طالب من مدينة “جاسك” بإلقاء مقالة عنوانها “دور التديّن والتعلّم في إزالة موانع التطور والرقي”، واعتبر في مقالته حصر العلم في الدراسات المادية وكذلك حصره في العلوم الشرعية خطأ كبيرا. وكذلك أشار هذا الطالب الجاسكي إلى الأمية والتعصب والفقر وضعف التخطيط وعدم الأمن والتدخلات الأجنبية كأهم الموانع والعقبات أمام التطور، وأكد قائلا:في التدين أمور ترفع هذه الموانع والعقبات.
وتتابعت أعمال صباح الخميس للجلسة بمقالة قدمها أحد طلبة جامعة “زابل” في موضوع “الثقافة الإسلامية، ودور القرآن الكريم والمثقفين في العولمة”. وأشار في مقالته إلى أن الثقافة تؤدي دورا هاما في الاستقلال الشامل وحفظه واستمراره. وقال أيضا: للقرآن الكريم دور لا بديل له في تكوين الثقافة الإسلامية بحيث نستطيع أن نقول أن مباني الثقافة الإسلامية مأخوذة من القرآن الكريم.
واعتبر طالب جامعة زابل” الابتعاد عن الثقافة الأجنبية” و”الهجرة للحفاظ على الثقافة الدينية” و”التوكل على الله تعالى” و”الامتناع عن اتباع ثقافة الغير” و”الصبر والاستقامة في الحفاظ على الثقافة” وكذلك “الاهتمام إلى مؤامرات الأعداء” وأخيرا “الدفاع عن الاستقلال الثقافي” كثماني مجالات بيّن القرآن الكريم  في ضوئه الاستقلال الثقافي بدقة ولطافة. وأضاف هذا الطالب مشيرا إلى “شهوة إحراز الشهادات” و”الدراسات الناقصة في شعبة التخصصات العالية” و”انتصار الكيفية على الكمية” كعوامل مخربة لمباني الثقافة الدينية والإسلامية.
استمرت أعمال الجلسة بخطابة الشيخ عبد المجيد مرادزهي أحد علماء السنة في بلوشستان، وتطرق فضيلته في خطابته إلى موضوع “الإعتدال الاسلامي ودعوة الإسلام إلى الحوار المبني على التعقل والاستدلال”. بعد الشيخ عبد المجيد قام أحد المثقفين من مدينة “خواف” بإلقاء مقالة أكد فيها على ضرورة النشاط الثقافي لحفظ العقيدة والأخلاق في الجامعات، قائلا: السعي في سبيل صيانة العقيدة تمحو جميع مؤامرات الأعداء. وتابع قائلا: من امتنع عن السعي في إصلاح الجامعة، فلينتظر إهمالا من جانب الرب تبارك وتعالى.
كان الشيخ محمد قاسم القاسمي أستاذ الحديث في جامعة دار العلوم ورئيس تحرير مجلة “نداي إسلام”، الخطيب الآخر الذي استمع الجميع إلى كلمته التي كانت تدور حول موضو ع الحفلة “التدين والتعلم”.
ثم أقيمت الجلسة الإختتامية لهذه الحفلة العامة للطبة الجامعيين السنّة، بعد صلاة المغرب يوم الخميس الثاني من جمادي الثانية بتلاوة آيات من كلام الوحي، وبنصائح قدمها فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، وانتهت الجلسة بدعاء رائع مليء بالروح والمعنوية والنور للشيخ حفظه الله تعالى.

من يحلم بزعزعتنا عن مذهبنا أو تنازلنا عن معتقداتنا فليعلم أننا سنظل على مذهب أهل السنة إلى الأبد:
قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان في اختتام جلسة الطلبة الجامعيين السنّة في زاهدان، مخاطبا الطلبة القادمين من المناطق المختلفة في البلاد: أوصيكم بإقامة الصلاة. اهتموا بالصلاة. أقيموا في جامعاتكم وكذلك مساكنكم الصلاة، واعلموا أن الله تعالى لا يقبل من عبد تكاسله وقصوره في الصلاة.
وتابع فضيلته: عليكم بمطالعة الكتب الدينية. كونوا على  صلة  مع أهل العلم واعملوا بنصائحهم، واتقوا الله واعلموا أن الله معكم في كل حين، واجتنبوا المعاصي والذنوب.
يجب أن تموج محبة الله ورسوله في قلوبكم، والتزموا بتعاليم الشرع والإسلام في كل حال.molana_daneshjouyan_90
واستطرد فضيلته قائلا: لن نستطيع أن نطوّر مكانتنا في العالم ما لم نتعلم ولم نحصل العلوم ولم نلتزم بالتدين. التدين والتعلم  أصلان هامان يجب أن نهتم بهما في كافة المجالات. أهل السنة يجب أن يسعوا لفتح منارات العلم ويحرزوا أعلى مستويات التعلم والتدين في العالم.
وأضاف فضيلته قائلا: لو ملكنا العلم لصار جميع الناس في العالم محتاجين إلينا، ولوانتفعنا بالتدين والديانة لكنا محبوبين عند الله تبارك وتعالى والملائكة والناس أجمعين. لذلك وصيتي لكم أن تلتزموا بالتدين واعلموا أن إسم الإسلام ليس كافيا. الإسلام دين فلاحكم ونجاحكم. أنتم لو ذهبتم إلى أروبا أو أي مكان آخر في العالم، التزموا بتعاليم الإسلام ولا تموتوا إلا وأنتم مسلمون.
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته على أن أهل السنة في إيران كما يفتخرون بالإسلام دينا، يفتخرون بإيران وطننا، وقال: دائما فكرنا في الوحدة الوطنية وطالبنا أيضا بوحدة وانسجام الشعب الإيراني. نحن نفكر بالوحدة الوطنية وكذلك ملتزمون بسيادة الأراضي، ونعتقد أنه لابد من الحفاظ على الوحدة الوطنية لتوفر منافعنا جميعا. ونعتقد أنه ما لم تتوفر الوحدة الوطنية في البلاد، لن تتقدم بلادنا ولن تشهد التطور.
وأردف قائلا: نحن أهل السنة مشتاقون جدا أن نكون مشاركين في حفظ أمن بلادنا وإعمارها.أهل السنة رجالا ونساء، شيوخا وشبابا، خاصتهم وعامتهم لديهم هذا الدافع وهذا الاستعداد. لقد ضحينا لأجل الوطن، ووجود آلاف من شهداء السنّة خير دليل على هذا.
وتابع فضيلته ردا على من يحلم أن يتنازل أهل السنة في إيران عن معتقداتهم: كما أننا نحب الإسلام ونحب بلادنا، نعشق معتقداتنا أيضا وبها نعيش، ولن نستبدل اعتقادنا بمناصب مادية، ونريد أن نبقى على مذهب أهل السنة والجماعة إلى الأبد بعون الله تعالى.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: ليعلم الجميع أننا نبقى إلى الأبد على مذهب أهل السنة والجماعة، فإن كان أحد يحلم بأننا نصاب بزعزعة في عقيدتنا أو مذهبنا في يوم من الأيام، فعليه أن ييأس من الآن حسب رأيي، فأهل السنة في إيران لن يتركوا بعون الله تعالى مذهبهم ولن يتخلّوا عن معتقداتهم، وهم على استعداد أن يضحوا بأموالهم وأنفسهم وجميع ما عندهم ليحافظوا على  مذهبهم ومعتقداتهم.
وأضاف قائلا: المهم لنا جميعا الحرية المذهبية، فيجب أن نكون أحرارا في أمور مذهبنا في إيران حسب تصريح الدستور، وأن يكون تعليم أولادنا في المدن الكبرى والصغرى في إيران لنا متاحا، وأن لا نواجه في هذا الأمر مضايقات من جانب أحد. نحن نتابع بشدة  قضية الحرية الدينية في جميع مناطق إيران بأن يمكن لنا تأدية الصلاة وفق مذهبنا، ونرى هذا الحق للشيعة وغيرها من الأقليات في جميع البلاد، ولا ينبغي لأي دولة أن تسلب الحرية المذهبية من الأقليات.
وشدد فضيلته على أننا نعتبر الحرية المذهبية من أصولنا، قائلا:على المسؤولين وكبار الشخصيات في النظام أن يحافظوا على هذه الأصول. وإن من المطالبات الأخرى لأهل السنة في إيران، إزالة التمييزات وعدم المساواة في الحقوق، ويجب أن لا يكون تمييز في التوظيف بين مؤهلي أهل السنة والشيعة، وأن يُجعَل المؤهلون من أهل السنة موضع ثقة، ويُستَخدموا في الدوائر الحكومية والقوات المسلحة للخدمة ولحفظ أمن البلاد.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس العربية الإسلامية لأهل السنة في بلوشستان، قائلا: ما نطلبه هي حقوقنا، ولا نطالب بنصيب زائد. نطالب بتنفيذ العدل ونؤكد على سيادة الأراضي والوحدة بين أبناء الوطن الواحد، وأن لا تسود الطائفية في البلاد. نحن نريد أن نعيش في بلادنا أعزة كراما، ونعتقد أن ضيق الأفق أينما كان، سبب للزوال والهلاك؛ فإذا كان في دين يضرّ به، وإذا كان في مذهب يضر بذلك المذهب، وإذا كان في بلاد يضر بتلك البلاد.
واعتبرفضيلته سعة الأفق ركنا هاما  في الرقي والتطور، قائلا: يجب أن نعيش بسعة الأفق وبُعد النظر، ونحل جميع الشكاوي والمشكلات بالحوار. نحن كنا مستعدين دائما للحوار ونعتقد أن من الممكن حل الكثير من المشكلات بالحوار والتفاوض، إذا كان الطرف الآخر يعتقد بذلك.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن نتحد، ونتجنب كل ما هو سبب للفرقة والطائفية؛ ونعلم أن الإستكبار يحاول بث الفرقة والطائفية بين المسلمين.
وأشار فضيلته في القسم الأخير من الخطبة إلى نهاية الدكتاتورية والاستبداد، قائلا: نعتقد أن دور الاستبداد والدكتاتورية قد ولّى في البلاد الإسلامية، ونتوقع أن تعم سعة الأفق في المستقبل البلاد الإسلامية، وأن تعود الحرية، وسيلمع الدين وتعم الصحوة الدينية بعون الله تعالى كافة بلاد العالم الإسلامي، وكذلك ستجري تغييرات في الممالك الإسلامية. الأنظمة التي على وشك الانهيار ستنهار وتسقط بلا شك، ورؤساء الأنظمة الأخرى لا يرون بمشاهدة هذه الأوضاع إلا التعديلات في أنظمة حكمهم وإعطاء الحرية المدنية لشعوبهم.
وفي نهاية كلمته، أشار فضيلة الشيخ إلى سبب تأخير هذه الجلسة لمدة شهرين قائلا: كان من المقرر إقامة هذه الجلسة في 28من شهر ربيع الأول، ولكن خالفَنا المسؤولون في الموعد.
وأشارفضيلته إلى بعض العراقيل التي وُضعت أمام بعض الطلبة الجامعيين الذين كانوا يريدون المشاركة في الحفلة، قائلا: نشكوا بعض المسؤولين الذين لم يسمحوا للطلبة القادمين من المحافظات الأخرى للمشاركة في هذه الجلسة، نتيجة تعصبهم. ونحن قلقون حيث تم منع بعض الطلبة الذين كانوا يقصدون الحضور في هذه الجلسة من المحافظات الأخرى، حسب التقارير التي وصلتنا. نرجوا أن ترفع هذه التمييزات ويزول ضيق النظر والأفق في المستقبل؛ وليعلم الجميع أن إقامة هذه الجلسات سبب للوحدة وهي لصالح البلاد والشعب.

العلم الموصل إلى الفلاح يجب أن يكون محور الحياة:
في كلمته التي ألقاها أمام الطلبة الجامعيين السنّة، أشار فضيلة الشيخ محمد قاسم القاسمي، أستاذ الحديث في جامعة دار العلوم بزاهدان، ورئيس تحرير مجلة “نداي إسلام”، إلى التلازم بين التدين والتعلم قائلا: يجب أن يكون العلم الموصل للبشر إلى السعادة محور حياتنا. العلم إذا كان مقرونا بذكر الله تعالى يكون مفيدا ويحفظ الإنسان من الطغيان والتمرد.mofti_daneshjouyan_90
وأضاف رئيس دار الإفتاء في جامعة دارالعلوم زاهدان: ليكن محور نشاطاتنا تعلم العلوم الشرعية، وتكون نيتنا اكتساب مرضاة الرب تبارك وتعالى، والخدمة للإسلام والمسلمين. كذلك اعتبر فضيلته العلوم القرآنية أساس جميع العلوم الشرعية، وقال مخاطبا الطلبة: لو أنكم تعلمتم كافة العلوم ولكنكم جهلتم قراءة القرآن الكريم ومعنى الآيات ومفاهيمها الرائعة، فأنتم في الحقيقة محرومون عن كل شيء.
وأشار فضيلة المفتي القاسمي إلى الوضع السيئ لتعليم القرآن في نظام التعليم الحكومي السائد في البلاد قائلا: قد قُدّمت جهود في بلادنا لأجل القرآن تستحق الشكر والتقدير، ولكن هناك سؤال لماذا لا يقدر طلبة مدارسنا الذين أخذوا شهادات الثانوية، قراءة القرآن الكريم جيدا؟ المشكلة في أي شيء؟ لابد من استعراض وبحث هذا الموضوع.
وتابع فضيلة الشيخ القاسمي: علينا أن نخطط لأنفسنا بتخصيص وقت لتعلم القرآن الكريم جنبا إلى تعلمنا العلوم الجامعية. وكذلك يمكن لنا ذلك بعد التخرج بأن نخصص سنة كاملة لذلك. من المؤسف جدا أن نبقى محرومين من العلم والقرآن ولا نتعلم اللغة العربية التي هي لغة القرآن على قدر الضرورة.
وتطرق الشيخ إلى أهمية التقوى والتدين في حياة كل إنسان مشيرا إلى “اتباع الهوى والشيطان والبيئة الفاسدة” كعوامل مؤثرة في ضلال الإنسان من الطريق السوي.
وأضاف فضيلته قائلا: اليوم نزل شياطين الإنس والجن الميدان، لكن المخططات كلها بيد شياطين الإنس. قد قامت في عصرنا مركز الأفلام الإمريكي المشهور”هاليوود”صياد مشاعر الشعوب بتصنيع الأفلام الماجنة والمخربة وإشاعة ثقافة الشهوات، باستعمار روح الإنسان. إن مؤسسة الماسونية التي تهتف في الظاهر شعار الأخوة والمساواة، لكنها في الحقيقة تتبع ثلاثة أهداف سرية وهي “دعم الصهاينة” و”إبادة جميع المذاهب في العالم” و”إشاعة الإلحاد والإباحية في العالم بكل وسيلة”. أعضاء هذه المؤسسة المعقدة يعتقدون أن المسلمين ليست لديهم صلاحية لاعتناق اليهودية، لذلك يسعون في إبعادهم عن الإسلام عن طريق اللذات وشهوات البطن والنفس. إنهم في الواقع يسعون لتوفير مقدمات ظهور الدجال.
وتابع فضيلة الشيخ مشيرا إلى ثمرات ونتائج التقوى ومخافة الله كما اعتبر أمورا مثل “تخريب الشخصية الروحية” وإنشاء القلق والاضطراب” و”قلق الضمير” و”الابتلاء بغضب الله تعالى وملائكته وعباده الصالحين” و”التحسر” من آثار المعصية والذنوب.
وأكد فضيلته على أن لذة الذنوب والمعاصي عاجلة، والتحسر من فعلها يطول، واعتبر ممارسة بعض  الأمور مثل “الهمة والإرادة” و”كثرة التلاوة” و”كثرة الذكر الإلهي” و”الدعاء والاستعانة بالله تعالى” و”اتباع سنن الرسول عليه الصلاة والسلام” و”مجالسة الصادقين” و”الدعوة إلى الله” من ثمرات ترك المعاصي والذنوب في حياة الإنسان.

العامل الرئيسي للعنف والتطرف عدم الاعتدال وعدم الحوار المبتني على العقل:
أشار فضيلة الشيخ “عبد المجيد مرادزهي” أحد أساتذة جامعة دارالعلوم  في خطبته إلى حادث اغتيال “أسامة بن لادن” على أيدي القوات الأمريكية، معتبرا إياه أكبر مجاهد في العصر الراهن، قائلا: نرجوا أن يزيد استشهاد هذا المجاهد البطل في قوة المقاومة، والانتصار لدى المسلمين تجاه الصهيونية العالمية.abdulmajeed_daneshjouyan_90
وأضاف فضيلة الشيخ مرادزهي: لقد عم في عصرنا التحكم والاستعلاء والتعدي واستخدام القوة، جميع المجتمعات وخاصة المجتمعات الإسلامية. فالحوار المبتني على العقل لا يسود في أسرنا ولا في جامعاتنا ولا في صفوف الدرس. الأحزاب والمؤسسات المختلفة لاتسطيع الظهور نتيجة هذه المشكلات في بيئة البلاد، مع أن القرآن الكريم أكد كثيراعلى ضرورة الحوار والتفاوض.
وتابع فضيلته قائلا: من وجهة نظرنا، العامل الرئيسي للتطرف والعنف والعلمليات الإنتحارية، عدم  الاهتمام إلى  الاعتدال الإسلامي وعدم الحوار المبتني على العقل والمنطق.
واعتبر فضيلة الشيخ “العلم والاستدلال”و”الأهلية” و”حسن الخلق” ثلاثة من أصول الحوار الديني الإسلامي قائلا: السبب في أن يتجرأ أعداء المسلمين بالقيام بقمعهم بحجة الإرهاب والتطرف، أن المجتمعات الإسلامية غافلة عن أصل الحوار، فنشأ من ذلك التطرف والعنف.
وأضاف فضيلته: عندما لا يرضى الحاكم أن يقبل زيارة رعيته وعلمائهم، ولا يرضى أن يسمع كلمة قلوبهم ويحل مشكلاتهم، ينتج من مثل هذه التصرفات التطرف والعنف. الحكومة والرعية متلازمتان، والحاكم بمنزلة الأب للشعب، فعندما لا يريد الأب أن يسمع كلمة إبنه، سوف يقوم هذا الإبن بأعمال تكون سببا لقلق الأب.
واستطرد فضيلة الشيخ مشيرا إلى أن طبيعة الإنسان تكره الاستبداد والإكراه، وتتفق فقط مع العقل والمنطق، قائلا: إذا ساد على البلاد  بيئة الاستبداد والتهديد، ويجلس الغبار على طاولات الحوار، وعندما لا يريد الحكام سماع كلام الأحزاب والجماعات المختلفة والاهتمام إلى مشكلاتهم، ينشأ حقد شعبي وحزبي لا يمكن إزالته بأي قوة.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات