اليوم :24 April 2024

ثورة الشباب في اليمن تحول المساجد إلى مستشفيات ميدانية

ثورة الشباب في اليمن تحول المساجد إلى مستشفيات ميدانية
yemen_new_killingيقف عبد الله أحمد خلف بضعة أشخاص بانتظار دوره للحصول على أدوية من صيدلة المستشفى الميداني الذي جعل من مسجد الجامعة الجديدة بصنعاء مقرا له بعد تزايد أعداد المصابين جرَّاء الاعتداءات التي يتعرض لها المعتصمون من قوات الأمن أو من قبل مؤيدين للنظام.

هناك المئات من المعتصمين، ممن أصيبوا طوال فترة الاعتصام، الذي مضى عليه شهران ونيف، ولم تمنع الإصابة عبد الله من مواصلة اعتصامه، وهناك غيره المئات بعد أن وجدوا في المستشفى الميداني الرعاية الطبية التي تعينهم على ذلك.
لقد حولت الثورة اليمنية بعض المساجد المحيطة بها إلى مستشفيات ميدانية تقدم الخدمات الطبية طوال اليوم وبإمكانات بسيطة ومحدودة، لتكون من أهم مكونات الثورة، فلا يقل دور الكوادر الطبية عما يقوم به المعتصمون، إضافة إلى ذلك أنهم تعرضوا كثيرا إلى اعتداءات واعتقالات وتهديدات، بل وصل الأمر إلى تسميم أحد الأطباء من قبل شخص مجهول أعطاه كوبا من الشاي ليدخل في غيبوبة استمرت ساعات، وبعد معالجته اكتشف الأطباء أن الشاي كان مسموما، بحسب قيادي في المستشفى الميداني بصنعاء.
وساعدت شباب الثورة التجارب السابقة في مصر وتونس في إقامة مستشفيات ميدانية؛ حيث تحولت الخيمة الطبية، التي نصبت في بداية الاعتصام، إلى مستشفى ميداني، جاعلين من مسجد الجامعة مقرا له، كما يقول المسؤول الإعلامي للمستشفى، الدكتور عبد الوهاب الآنسي. ويتسع المستشفى حاليا إلى حدود 600 سرير تقريبا، ويشمل مختلف التخصصات، خاصة الجراحة، وهي الأكثر من حيث عدد المصابين بها، وأنشأ المشفى لذلك غرفتين للعمليات الجراحية، ومن المتوقع أن تزيد إلى أربع، بينما تنتشر العيادات المختلفة في ساحة التغيير، ويضم الكادر الطبي أكثر من 4500 طبيب وصحي وممرض من الذكور والإناث ممن سجلوا كمتطوعين معنا، بينما يناوب أكثر من 200 كادر طبي يوميا في المستشفى.
ويقول الدكتور الآنسي لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من الإمكانات المحدودة فإننا نحاول أن نقدم لشباب الثورة كل ما نستطيع، إيمانا منا بأهداف الثورة وبقسمنا الطبي، وكل من يعمل في المستشفى بجهد ذاتي منه ولا يتقاضي أي أجر؛ فالقَسم الطبي يحتم علينا مساعدة المعتصمين».
ويتذكر الآنسي يوم الجمعة الدامي وكيف تحول المسجد وملحقاته إلى ثلاجة مفتوحة تتزاحم فيها الجثث التي تعرضت لإطلاق الرصاص من قبل «قوات الأمن والبلطجية». ويؤكد: «تحول ذلك اليوم إلى كابوس، بينما كانت جثث الشهداء أمامنا وبعضها كان يصل وقد توفي في الطريق إلينا».
أما سيارات الإسعاف فهناك 7 سيارات موجودة في المستشفى في الأوضاع العادية، وعند حدوث أي تصعيد أو طارئ فإن السيارات لا تكفي لاستيعاب المصابين، وتبقى الكثير من الحالات ملقاة على الشوارع، بينما يحاول بعض المعتصمين المساعدة في نقلهم عبر الدراجات النارية.
ويضيف الآنسي: «يستقبل المستشفى المصابين في الكثير من حوادث الاعتداء المتواصل على المعتصمين التي كان آخرها ما حدث السبت الماضي؛ حيث كان المئات قد سقطوا بعد إصابتهم بالرصاص أو استنشاقهم الغازات التي أطلقها جنود الأمن».
لقد تم تجهيز المستشفى بجهود الكثير من فاعلي الخير والتجار، فهم بحسب الآنسي «كثيرون ويقدمون المال والتجهيزات لنا ونحاول بهذه الإمكانات أن نعمل على استغلالها بشكل كامل، كما أن الكثير من المستشفيات القريبة نجد منها التعاون الكبير معنا؛ حيث تستقبل الكثير من الحالات الحرجة».
ويشير الآنسي إلى أن «المستشفى، بسبب تزايد الضحايا، يواجه عجزا كبيرا في كثير من المستلزمات الطبية، وأهمها الأكسجين، لمعالجة حالات الاختناق، وأحيانا لا نقدر على استيعابهم بسبب قلة الإمكانات».
ولا يقتصر دور المستشفى على استقبال المصابين ومعالجتهم فقط؛ فالكثير من الدورات التدريبية تنظم بشكل يومي، خاصة في الإسعافات الأولية والإسعافات المتقدمة والتشخيصية، إضافة إلى تقديم العلاجات النفسية للمصاب بعد شفائه.. ويقول الآنسي: «هناك مصابون يفقدون أحد أعضائهم مثل العينين أو اليدين، أو يصاب بشلل دائم، وتكون حالتهم النفسية سيئة؛ لذلك أسسنا عيادة للإرشاد النفسي لما بعد الإصابة تقدم من خلالها الإرشادات النفسية والعلاج المعنوي ليتم رفع معنويات المصابين».

المصدر: «الشرق الأوسط»

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات