اليوم :29 March 2024

الشيخ عبد الحميد: لا تتحقق الوحدة بالهتافات

الشيخ عبد الحميد: لا تتحقق الوحدة بالهتافات
molana-seminar-قال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، أن الوحدة بين الشعوب والأقوام والمذاهب الإسلامية تدل على درايتهم وذكاءهم، مؤكدا أن الوحدة الحقيقية لا تحقق بالهتافات المحضة دون العمل.

وأشار فضيلته وهو يلقي محاضرة في الجلسة الثامنة عشرة لأئمة وخطباء الجمعة لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، إلى أهمية الوحدة والتضامن بين الأمة المسلمة، قائلا: الوحدة والانسجام والتضامن بين الشعوب والأقوام والمذاهب الإسلامية تدل على درايتهم وذكاءهم وتحقق لهم السعادة والنجاح في الحياة. لذلك يجب بذل الجهود للوصول إلى وحدة حقيقة قائمة، لا الاكتفاء بالهتافات المحضة، ويجب إزالة جميع موانع الوحدة، والسعي في تثبيت ما تعتبر أسس الوحدة في المجتمع بحل المشكلات.

التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط  كانت مفاجأة:
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، معتبرا إياها بالمفاجأة: لم يتوقع أحد من الخبراء هذه الحوادث، لأن  سيطرة الحكام المستبدين والطغاة على هذه الشعوب قد وصلت إلى حد لم يكن أحد يزعم أن هذه الأنظمة تسقط بهذه السهولة.
وتابع فضيلته مخاطبا أئمة الجمعة الحاضرين في الجلسة: لنرى هذه التطورات من جانب الله تعالى. لا شك أن آهات الكثيرين من عباد الله، وآهات وشكاوي المظلومين في غزة وفلسطين وغيرها من المناطق، هي السبب لهذه الثورات والتطورات.
وأضاف: نحن نتفاءل هذه التطورات بالخير، ونرجوا أن يحدث الله بعد ذلك العز والكرامة للأمة المسلمة مرة أخرى.
وأشار رئيس منظمة اتحاد المدارس العربية الإسلامية لأهل السنة في بلوشستان إلى أن السبب الرئيسي لهذه الثورات الشعبية في البلاد الإسلامية هو استبداد الأنظمة والحكام، قائلا: إنهم لا يعرفون أحدا غير أنفسهم، ولم تكن لهم آذان صاغية لسماع صيحات الشعب، ولم يكونوا يلتفتون إلى مطالبات الشعب. اليوم يتحسرون ويتأسفون على زوال حكمهم، وهذه التحسرات لا تجدي نفعا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نرجوا أن تأتي في هذه البلاد أنظمة تسير في سبيل منافع الإسلام والأمة المسلمة، لتستعاد عزة وكرامة المسلمين إليهم مرة اخرى.

على رؤساء الأنظمة ان يلبوا الحاجات المشروعة لشعوبهم:
وتابع فضيلته قائلا: يجب على رؤساء الأنظمة في البلاد الإسلامية أن ينصتوا لمطالب شعوبهم المشروعة، وعلى كبار العلماء أن يكونوا بجانب الشعوب، ويسمعوا كلامهم ويبذلوا مساعيهم في حل شكاويهم، ويعيشوا عيشا شعبيا.
واستطرد رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، قائلا: أرجو أن يمنحنا الله الدراية والتدبير لنسعى في حل مشكلات الشعب، ونتوجه إلى المطالب المشروعة للشعوب ونسعى في علاج شكاويهم مع المسؤولين.

الإمام وخطيب الجمعة يجب أن يكون أسوة:
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته بعد تلاوة الآية التاسعة من سورة الجمعة، إلى بيان خطورة منصب الإمامة قائلا: إمام الجمعة لابد أن يكون أسوة للمتقين والصالحين ومن يتبع سبيل الرب تبارك وتعالى، كما قال الله تعالى في وصف عباد الرحمن: “والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما”.
لا شك أن إمامة المتقين والأسوة لهم مسؤولية خطيرة.
فلو شهدنا أن المجتمع يسير نحو الفساد ويغرق في المعاصي وتضيع فيه حقوق الله وحقوق العباد، علينا أن نعلم أن ذلك نتجية قصور العلماء في واجبهم وأعمالهم، ولم يستطيعوا تأدية مسؤولياتهم، ولم يستطيعوا أن يكونوا أسوة لمجتمعهم.
وتابع: لو كثر حديثنا وقل عملنا لن يكون لحديثنا أثر في المجتمع، لأن الناس لا يتأثرون من الخطابات والأحاديث تأثرهم من الأعمال. وعلى الخطباء أن يعلموا ماذا يقولون ويعملوا بما يقولون، لئلا يكونوا مصداق قول الله تعالى “أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون”.
وأضاف فضيلة الشيخ: يجب على الخطباء والأئمة أن يلتزموا بصلاة التهجد، ويكثروا من تلاوة القرآن الكريم، ويقيموا علاقتهم مع الله تعالى، ويتقوا الله ويكونوا عاملين بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنته، لأن العالم إذا كان متقيا ويكون على صلة بالرب تبارك وتعالى ويتدفق قلبه بمحبة الله ورسوله، يكون حينئذ مؤثرا في مجتمعه.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات