اليوم :29 March 2024

حوار موقع “سني أون لاين” مع فضيلة الشيخ عبد الحميد، حول الأحداث الأخيرة في “تايباد”

حوار موقع “سني أون لاين” مع فضيلة الشيخ عبد الحميد، حول الأحداث الأخيرة في “تايباد”

فضيلة الشيخ عبد الحميدعلى خلفية الحكم الصادر بتنحية الشيخ “محمد موحد فاضلي”، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة “تايباد” ذات الأغلبية السنية، من إمامة الجمعة، الذي واجه احتجاجا شعبيا واسعا واشتباكات بين الشرطة والمصلين من أهل السنة، يوم الجمعة 16 صفر1432، قام الموقع الرسمي لأهل السنة في إيران بإجراء حوار حول هذه الحادثة مع فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان. وإليكم نص الحوار:

سني أون لاين: وفقا للأنباء الواصلة من “تايباد”، فقد أمِر الشيخ فاضلي بالاعتزال والتّنحّي عن إمامة الجمعة، وهذه القضية أدت إلى احتجاجات شعبية واعتقال العديد من أهل السنة في مدينة” تايباد”. كيف ترى سماحتكم هذه القضية؟

الشيخ عبد الحميد: أنا أيضا بلغني هذا الخبر المؤسف وتسبب لي القلق والاضطراب، وجميع الإخوة من أهل السنة في المناطق الأخرى الذين وصلهم هذا النبأ قلقون أيضا. والقلق الأساسي لدي أهل السنة والجماعة، أنهم طيلة العقود الثلاثة من عمر الثورة، خلافا لما وعد مؤسس الثورة الذي قال: “الشيعة والسنة إخوة ومتساوون في الحقوق” وحسب تصريحات قائد الثورة على المساواة بين كافة المواطنين، لقد واجهوا خلال هذه المدة تمييزا طائفيا واسعا، لكنهم تحملوا كل ذلك حفظا على الوحدة الوطنية والأمن الوطني، وقد رضوا بالقليل الذي كانوا يملكونه من الحرية المذهبية التي مكّنتهم من ممارسة طقوسهم الدينية والنشاطات العلمية والتربوية وشؤون المساجد والمدارس بعيدا عن التدخلات الحكومية.
وإن كان أهل السنة يعانون في السنوات الأخيرة من ضغوط مذهبية واسعة، كالتمييزات الواسعة والإساءات المكررة إلى المقدسات واستدعاء العلماء وتخريب بعض الأماكن المذهبية، واحتجاز جوازات سفر العلماء البارزين وفرض حظر السفر عليهم وغيرها من الممارسات السلبية، ولكن إن أضيف إلى كل هذا أن لا يملك الناس اختيار إمام يرضون بتأدية صلاتهم خلفه بسهولة تامة، فهذا أمر يبعث على القلق ومحزن للغاية. وأعتقد أنه ليس في صالح النظام والمسؤولين ولا الشعب أن يتدخل المسؤولون في شؤون المساجد وتعيين الأئمة وتنحيتهم، بل ينبغي لهم أن يشرفوا على ما يجري في المساجد.

سني أون لاين: ماهو مدى معرفتكم بسماحة الشيخ فاضلي؟

الشيخ عبد الحميد: الشيخ فاضلي كما أعرفه عالم مثقف، وله دراسات عصرية ودينية، كما أنه  يتمتع باعتدال وشعبية، فهو ليس معاديا للنظام وليس خائنا تاجرا للدين. وأعتقد أنه لم يكن  ولا يكون خطرا لا على الشيعة والنظام ولا على أهل السنة. ولا شك أنه لا يستثنى أحد من الخطأ والزلة، ولكن هل يصح التلاعب بماء وجه الشعب إن كان هناك عمل لا يتفق مع طبيعة هؤلاء السادة المسؤولين؟

سني أون لاين: ما هي وجهة نظركم حول مكانة أئمة الجمعة لأهل السنة؟

الشيخ عبد الحميد:
أئمة أهل السنة لا يتمتعون بالدعم المادي والروحي من قبل الحكومة. وليست المكانة التي يتمتع بها أئمة الشيعة وخطبائهم في الجمع قرينة للقياس مع مكانة أئمة أهل السنة. ودائما كان هذا النوع من التصرف التمييزي موضع شكوى من قبل أهل السنة والجماعة، فلا تبث حفلاتهم الدينية من الإذاعة والتلفاز، إلا لقطات مختارة تبث مستعجلة من بعض هذه الحفلات في تلفزيون نفس تلك المحافظة. وكذلك فكلمة أئمة أهل السنة ليست مسموعة في الدوائر الحكومية.
يشكل أهل السنة غالبية سكان “تايباد”، وفي المحافظات الثلاثة من خراسان الرضوية والجنوبية والشمالية، بعد الثورة لم يؤظف شخص واحد من أهل السنة كحاكم لمدينة أو رئيس مديرية أو رئيس إدارة، وأهل السنة في هذه المحافظات قلوبهم منكسرة من هذه الممارسات التمييزية ضدهم، وإن ما رضوا به خلال هذه المدة هي الحرية المذهبية، فإن فقدوا اختيار إمام للجماعة أو الجمعة، أو خرجت شؤون تعليمهم الدينية من اختيارهم، فماذا يبقى لهم إذن يفرحون به؟ لذلك رجاؤنا من مسؤولي الأمر أن يراعوا أحوال أهل السنة ويقوموا بتطييب خواطر أهل السنة في “تايباد”.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات