اليوم :24 April 2024

إندونيسيا.. المدارس الإسلامية تنقذ أطفال الشوارع

إندونيسيا.. المدارس الإسلامية تنقذ أطفال الشوارع
islamic-schoolبدأت الحكومة الإندونيسية اختيار الآلاف من أطفال الشوارع التعساء من جميع أنحاء البلاد للانضمام إلى المدارس الداخلية الإسلامية والمعروفة محليا باسم “بيسانترن” في إطار برنامج جديد للحكومة لتأهيل هؤلاء الأطفال.

ويقول سابتو واليويا المتحدث باسم وزير الشئون الاجتماعية لموقع “أون إسلام”: “نقوم بانتقاء أطفال الشوارع لتحديد المؤهلين منهم للانضمام للمدارس الإسلامية الداخلية.. كبداية نأمل أن ينضم من العاصمة جاكرتا وحدها 5 آلاف طفل”.
ويضيف واليويا أن الحكومة دعت المنظمات غير الحكومية وعدد من الكيانات التجارية لمساعدتها في تأهيل أطفال الشوارع، مؤكدا على أن التصدي لمشكلة أطفال الشوارع على رأس أولويات عدة وزارات وهم: الشؤون الاجتماعية، الشئون الدينية، التربية والتعليم، تمكين المرأة وحماية الطفل.
وبحسب إحصاءات رسمية إندونيسية يقدر أعداد أطفال الشوارع بنحو 232 ألف طفل، تضم جاكرتا وحدها 12 ألف طفل مشرد.
وخصصت وزارة الشئون الدينية 4،5 مليار روبية (ما يعادل نصف مليون دولار) من ميزانية الدولة لتمويل المدارس الإسلامية الداخلية لصالح أطفال الشوارع، ومن المتوقع أن يبدأ تطبيق البرنامج في مدينة جاكرتا فقط في الفصل الدراسي الأول من العام القادم.
وتصنف إندونيسيا أطفال الشوارع على أنهم أولئك الأطفال المشردين الذين يمضون أكثر من 5 ساعات يوميا في الشارع، بالإضافة إلى المتسولين والباعة الجائلين وجامعي القمامة واللصوص.
ويضيف واليويا: “من المتوقع ألا ينضم كل هؤلاء للمدارس الإسلامية الداخلية لأن بعضا منهم مؤهلون لأن يكونوا رجال أعمال.. لقد أبرمنا اتفاقا مع إحدى سلاسل الأسواق التجارية (كارفور) لاستيعاب الصناعات اليدوية التي صنعها أطفال الشوارع”.
إلى جانب جاكرتا تعد مقاطعة جاوة الشرقية هي المقاطعة الأكثر استعدادا لبدء خطة الحكومة مقارنة بالمقاطعات والمدن الإندونيسية الأخرى، نظرا لاستعداد المدارس الإسلامية الداخلية فيها.
من ناحيته يقول نائب محافظ مقاطعة جاوة الشرقية سيف الله يوسف لـ”أون إسلام”: “سوف ينضمون للمدارس الإسلامية الداخلية التابعة لنهضة العلماء”.
ويشير يوسف إلى أن مقاطعته اختارت 1500 طفل من أطفال الشوارع، وسوف تقوم وزارة الشئون الدينية بدفع الرسوم الدراسية كاملة، مضيفا أن إدارة مقاطعته تدرس تقديم منهج خاص لتعليم أطفال الشوارع.

مهمة صعبة
ليندا أماريا ساري، وزيرة تمكين المرأة وحماية الطفل تقول: “إنقاذ مئات الآلاف من أطفال الشوارع من الفقر ليست مهمة سهلة.. لكن إشراك المدارس الإسلامية الداخلية لتثقيفهم هي علامة جيدة أن يتم إنجاز المهمة”.
وتضيف أماريا للصحفيين: “لا أتوقع وجود المزيد من الأطفال الذين يعيشون في الشوارع بحلول عام 2014″، مشيرة إلى أن وزارتها سوف تتعاون بشكل مكثف مع الوزارات الأخرى والمنظمات غير الحكومية في تنفيذ برامج لمعالجة مشكلة أطفال الشوارع.
لكن نور رحيم سيسوانتو، أحد النشطاء الذين يعملون في مجال تنمية أطفال الشوارع منذ عشر سنوات له رأي مختلف؛ حيث يقول لـ”أون إسلام”: “برنامج الحكومة يبدو مثاليا”.
ويضيف سيسوانتو “أعتقد أن تنفيذ المهمة ليس بالسهل كما هو متوقع.. إنهم أطفال غوغائيون من الصعب التعامل معهم بطريقة رسمية وبيروقراطية.. من المفروض أن نعثر على حل للمشكلة ثم نفكر في تعليمهم”، مشيرا إلى أن خطة الحكومة الحالية ليست جديدة.
ويوضح أن الحكومة الإندونيسية كانت قد بدأت مشروعا في السابق مع إحدى المدارس الإسلامية في باندونج بتكلفة 10 مليار روبية (1.2 مليون دولار) لكنه فشل تماما.
ويضيف: “لقد ركضوا بعيدا عن المدارس الإسلامية الداخلية بسبب نظام التعليم الصارم فيها”، مقترحا أن تبدأ الحكومة شراكة مع المؤسسات القائمة على أطفال الشوارع.
ويتسائل: “إذا كانوا يريدون مساعدة أطفال الشوارع لماذا لا يأتون إلى مدرستي والعمل معي؟؟”، مشيرا إلى أن وزارة الشئون الاجتماعية تعطي المدرسة بانتظام 3000 روبية (4 سنت أمريكى) يوميا لكل طالب.
ويدير الناشط سيسوانتو مدرسة “بينا انسان مانديري” الإسلامية الداخلية، وتضم المدرسة نحو 2000 طفل من أطفال الشوارع، تقدم لهم كل مستويات التعليم بدءا من التعليم الابتدائي وحتى المستوى الثانوي العالي.
وتعتمد مدرسة سيسوانتو على التبرع من عدد من منظمات الزكاة والمنظمات غير الحكومية والتبرعات الفردية، ويضيف: “أيضا نجمع المال من بيع الوجبات الخفيفة وطباعة اللافتات وتوفير عدة خدمات مختلفة مثل التدليك وتلميع الأحذية.. نبني المدرسة مثل العائلة”.

المصدر: أون إسلام

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات