اليوم :29 March 2024

تقرير عن مؤتمر “العلامة الدكتور محمود أحمد غازي” في جامعة دارالعلوم زاهدان

تقرير عن مؤتمر “العلامة الدكتور محمود أحمد غازي” في جامعة دارالعلوم زاهدان
ghazi_1أقامت جامعة دارالعلوم زاهدان بهدف التعريف بشخصية وآراء وجهود العلامة الدكتور محمود أحمد غازي رحمه الله، مؤتمرا في الجامع المكي مساء السبت 22/11/1431.

انطلقت أعمال هذا المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وبث قسم من خطاب العلامة الراحل رحمه الله في الجامع المكي في مدينة زاهدان. ثم قرأ عبد الناصرأميني أحد طلبة الجامعة مقالة عنوانها “رجل من سلالة العلامة إقبال اللاهوري”، بين فيها  مشاعرالطلبة وأساتذة الجامعة عند زيارة العلامة الدكتور الغازي لهذه الجامعة، وأتبع مقالته بذكر مطالب وجيزة من حياة العلامة. كذلك ألقى الشيخ محمد يارمحمد زهي أحد تلامذة الدكتورالراحل في جامعة “إسلام آباد” مقالة أخرى تطرق فيها إلى مختلف جوانب حياة العلامة الدكتور وعظم المصيبة التي ابتلي بها أهل العلم والأمة الإسلامية.
الدكتور “سباهي” أحد الأساتذة الجامعيين في زاهدان كان المحاضر الآخر الذي قدم في خطابه مطالب حول العلامة قال فيها: كان جل مساعي العلامة أن لا تبقى هذه المدراس الدينية متخلفة عن العلوم العصرية ومستجدات الزمان، ويستعمل في ذلك جميع الأساليب العلمية والمنهجية المفيدة.
وتابع سباهي قائلا: كان العلامة غازي يتقن معظم اللغات العالمية الحية، ويملك ذهنا وقّادا، وإن معرفته الواسعة عن أوضاع الأمة الإسلامية وأحوالها تعد من أهم خصائصه وميزاته التي يمتاز بها، وكان رحمه الله يعتقد أنه لابد من معرفة التحديات التي تهدد الأمة الإسلامية، ولابد من التخطيط لمواجهتها.
بعد نهاية محاضرة سباهي، تم بث كلمة فضيلة الشيخ الدكتور “محمد غزالي” شقيق الدكتورمحمود احمد غازي رحمه الله التي قدمها في اتصال هاتفي لهذا المؤتمر.
وقدم الشيخ “ثناء الله شهنواز” سكرتير مجلة “نداي اسلام” مقالة رائعة موضوعها “فاتح ميادين العلم والمعرفة”، حاول أن يقدم بأسلوب رائع وبليغ الجوانب العلمية والروحية للدكتور، وتطرق أيضا إلى ذكر الجوانب الفكرية التي تجمع بين شخصيته وشخصية العلامة “أبو الحسن الندوي” رحمه الله تعالى.

كلمة الأستاذ المفتي محمد قاسم القاسمي
تطرق الشيخ الأستاذ “محمد قاسم القاسمي” أستاذ الحديث في جامعة دار العلوم والمفتي بها في محاضرته إلى ذكر عوامل لعبت دورا رئيسيا في تكوين شخصية العلامة غازي رحمه الله قائلا: أرى من المناسب أن أذكر العوامل التي أثرت في بلوغ العلامة الدكتور إلى هذه المنزلة العلمية والفكرية الكبيرة، وأن أشير إليها لنتعلم منها دروسا ونعرف من خلالها مسؤوليتنا، والدكتور الغازي رحمه الله عمل بالواجب العظيم الذي كان على كاهله وعمل بالمسؤولية التي كانت عليه وانتقل إلى الآخرة. رحمه الله رحمة واسعة وأمطر عليه سحائب رضوانه.
وتابع أستاذ الحديث في جامعة دارالعلوم قائلا: لقيت الدكتور غازي  لأول مرة في إسلام آباد في مؤتمر عقد بمناسبة تكريم العلامة الندوي رحمه الله تعالى، ثم كان لي لقاء آخر مع فضيلته في لاهور في جلسة علمية باسم “طرق مواجهة تحديات العصرالراهن”، وكان أيضا لى لقاء معه في مؤتمر “حوارالأديان في مكة” وانتبهت من خلال هذه الزيارات إلى مكانته العلمية وتفطنت أنه يحمل أفكارا وآراء علمية قيمة في المسائل المختلفة، ففي ذلك المؤتمر الذي لم تعط للكثيرين من المشاركين مع جلالة مكانتهم الفرصة لإلقاء المحاضرة، ألقى محاضرة قيمة، أرجو أن تترجم بالفارسية لينتفع بها من شاء.
واستطرد مفتي جامعة دارالعلوم قائلا:  من خلال مطالعتي لمحاضرات العلامة ومن خلال زياراتي المتعددة له، وجدته شخصية علمية فذة بين أصحاب الفكر والرأي في عالمنا المعاصر. وجدت في آرائه متانة وقوة واستنادا ومنهجية لم أجدها في أراء الكثيرين من النقاد والمفكرين وحملة الأقلام في العالم.
ثم ذكر فضيلة الشيخ باختصار العوامل الرئيسية في تكوين شخصية الدكتور أحمد غازي رحمه الله تعالى قائلا: من أهم العوامل المؤثرة في تكوين شخصية الغازي:
1-أسرته التي عرفت بالتدين والالتزام.
2- لجوئه إلى الدعاء والتضرع إلى الله تعالى في جميع المسائل والقضايا.
3-الإتقان في العلوم الدينية .
4- شموليته في دراسة العلوم الشرعية فلم يكن يكتفي بعلم دون علم أو مرحلة دون مرحلة، بل اندفع إلى تعلم جميع أنواع العلوم وأتقن في معظمها.
5- صلته الدائمة مع أساتذته مع كثرة أسفاره إلى  بلاد شتى.
6- تواضعه الذي كان ناشئا من صلته الدائمة بأساتذته والعلماء الأكابر والمشائخ، ولعل هذه الصلة هي التي زادت في قوته العلمية وتأثير كلامه.
7- التدين والتزامه القوي بمبادئه الدينية والشرعية. عندما أراد الجنرال مشرف فرض سيطرته على المدارس الدينية في باكستان بالقوة، كان من روّاد من وقف في وجه البرويز مشرف وقفة رجل مؤمن، وقد استقال من منصبه، حيث كان وزيرا للشئون الدينية في باكستان.
8- بساطته في العيش.
قال فضيلة الشيخ مخاطبا الحاضرين من الطلبة في الجلسة: الهدف من هذا المؤتمر أن يثار فينا الطموح وأن نشعر بالمسؤولية التي تقع علينا في عالمنا المعاصر.

كلمة فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة
بعد محاضرة الأستاذ القاسمي، ألقى فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة والجماعة في زاهدان كلمات وجيزة بمناسبة هذا المؤتمر وبمناسبة رحيل هذا النجم الساطع من سماء العلم قال فيها: إن رحيل الدكتور غازي الذي كان من كبار المثقفين والمفكرين المعاصرين في العالم الإسلامي والذي كان يقوم بناشطات دينية وفكرية واسعة – كما شهدنا ذلك منه خلال إقامته في جامعة دارالعلوم – فراغ كبير لهذه الأمة، وتعتبر وفاة مثل هؤلاء الشخصيات العظيمة الفذة  خسارة كبيرة للعالم الإسلامي، وكأن مقولة “موت العالِم موت العالَم ” إنما قيلت في هؤلاء.
واعتبر فضيلة الشيخ شخصية العلامة الدكتور غازي شخصية عالمية قائلا: عاش الدكتور غازي للعالم كله، وكان شخصية عالمية، وإن مثل هؤلاء الشخصيات لا ينتمون لقبيلة أو بلد خاص، بل وجودهم نفع للبشر كلهم.
وأضاف قائلا: لقد صرحتُ في مؤتمر عقد في الهند بمناسبة تكريم العلامة أبي الحسن الندوي رحمه الله، أن كثيرا من الشخصيات الذين مضوا في تاريخ الهند ومنهم العلامة الندوي رحمه الله تعالى، شخصيات عالمية وشخصيات كانوا لكافة الناس رحمة. وإن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم لم تكن لمنطقة أو لقبيلة خاصة، بل كانت لكافة الناس، وكل من اقتدى بالرسول الكريم واهتدى بهديه واتبع سيرته فهو وجوده رحمة للعالمين والعالم سينتفع بأفكاره وآرائه.
وتابع قائلا: اليوم نرى كيف انتفع العالم بتعاليم الرسول وسنته، وكيف اقتبست الحضارات الغربية برامجها وتقدمَها من تعاليم الإسلام وانتفعت بها، لأن الحضارة الإسلامية ليست حِكرا على المسلمين، بل هي حضارة تعم العالم كله. وفي الختام ندعو الله تعالى أن يحشر العلامة الدكتور غازي مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات