اليوم :29 March 2024

الشيخ عبد الحميد: منع أهل السنة من إقامة العيد في طهران، تضييع لأبسط حقوقنا الدينية، ولن نسكت عليه

الشيخ عبد الحميد: منع أهل السنة من إقامة العيد في طهران، تضييع لأبسط حقوقنا الدينية، ولن نسكت عليه
eid-prayerقال فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في خطبة عيد الفطر في مصلى العيد الواسع أمام أكثر من مائتي ألف مصل: نحن آسفون جدا على أن أمانينا وآمالنا بالنسبة إلى الثورة لم تتحقق، فمع مرور أكثر من ثلاثين سنة من عمر الثورة لازال التمييز الطائفي موجودا، والمسؤولون عجزوا عن تحقيق الوحدة الحقيقية والأخوة الوطنية، والتوازن النسبي في إعطاء الحقوق، ولا زالت المشكلات موجودة.

وأشار فضيلته إلى زيادة الضغوط في الأمور المذهبية في السنوات الأخيرة قائلا: قد صبرنا على هذه المشكلات كلها، ولكن لم نكن نرجوا أن تفرض علينا ضغوط مذهبية بهذا الحد أن يتدخل النظام في قضايانا الدينية والمذهبية. مع الأسف زادت هذه الضغوط والمضايقات في السنوات الأخيرة، فمرة جاؤوا إلينا بقرار باسم تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة والجماعة، وهذا التنظيم خارج عن أيدينا، والتعليم المفروض في القرار المذكور لا يتفق مع تعليمنا، فقد أثار القرار المذكور قلق أهل السنة والجماعة، مع أن الدستور أعطى حرية التعليم لأهل السنة والجماعة وهي من الحريات التي تعتبر من الحقوق الدولية التي يتمتع بها الأقليات الدينية والمذهبية في أنحاء العالم، وقد صرح في الميثاق الدولي الذي وقعتها إيران أيضا على ضرورة حرية التعليم لأتباع الديانات المختلفة. ونحن قلقون دائما على أن يقوم بعض العناصر ضيقي التفكير بفرض آرائهم الشخصية في قضية التعامل مع أهل السنة، وقد واجهناهم بالحوار وأكدنا ونؤكد على ضرورة الحفاظ على الوحدة والأخوة، وقد رأينا أن يشرف النظام على نشاطات المراكز الدينية من غير التدخل في برامجها التعليمة، ولتبقي المساجد والمدارس مستقلة في أعمالها.
واعتبر فضيلته منع الضيوف القادمين من خارج البلاد وسائر المدن والمحافظات الإيرانية للمشاركة في الحفلة السنوية بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم زاهدان في السنة الجارية، نوعا من ضيق السعة والأفق من قبل بعض المتشددين وقال: هذه الحفلة كانت نموذجا للحرية حيث يجتمع فيها أهل السنة من مختلف البلاد وكانت حفلة دينية ومعنوية، مع الأسف واجهنا في السنة الماضية بمنع الضيوف القادمين من خارج البلاد وفي هذه السنة منع الكثير من ضيوفنا في الداخل، وقاموا بإغلاق الطرق الموصلة إلى زاهدان برا وجوا، ومنعوا من المجيء إلى مدينة زاهدان.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى منع أهل السنة والجماعة في طهران من إقامة صلاة العيد في هذه السنة بأمر من جانب السلطات وقيل لهم إذا أردتم الصلاة فاقتدوا بقائد الثورة في العيد: لقد منع أهل السنة في معظم المدن الكبيرة ومراكز المحافظات في السنوات الأخيرة، مثل يزد وكرمان واصفهان من إقامة المناسبات المذهبية كالجمعة والعيدين التي كانت تقام في بعض المنازل. ولم نكن نرجوا يوما أن يمنع إخواننا أهل السنة في طهران من إقامة العيد في منازلهم، وكان أهل السنة يرجون من الحكومة أن تسمح لهم ببناء مسجد. لا ندري أي ضرر يلحق بالنظام إذا صلى مائة شخص في منزل؟ هل من المعقول أن يكره أناس على أن يقتدوا بشخص دون شخص؟ وهل يمكن إكراه الناس على أمر لا يرضونه؟ ففي مدينة زاهدان تقام الجمعة في أكثر من سبعة عشر جامعا ولا أحد يلوم آخر على الإقتداء بإمام دون غيره! وما أشتكيت أنا من هؤلاء الأئمة الذين معظهم أصغر مني سنا وبعضهم من تلامذتي لماذا لا يقتدون بي في الجمعة؟
وأضاف: نحن مسلمون والإسلام دين الرحمة والحرية، هناك من أهل السنة من يفضل الإقتداء بغيري. ربما لا يرضى أن يقتدي بي في صلاته.  الرجاء من النظام أن يكون مشجعا لإقامة الصلاة، لا مانعا منها.
وتابع: كنا نرجوا أن يتبسط السلطات مع أهل السنة في طهران ويسمحوا لهم ببناء مسجد، علما بأن جميع العواصم في الدنيا يوجد فيها مسجد أو مساجد للشيعة والسنة، ويؤسفنا جدا أن طهران التي يعتبرها قائد الثورة بـ “أم القرى للعالم الإسلامي” هي العاصمة الوحيدة التي لا يوجد فيها مسجد واحد لأهل السنة والجماعة، ولا يملك المسؤولون أي مبرر لعدم سماحهم لأهل السنة في بناء المسجد ولا في منعهم من إقامتها في منازلهم أو الأماكن التي يستأجرونها لأجل ذلك.
وتابع فضيلته مشيرا إلى عدم السكوت على تضييع الحقوق الدينية ومجاوزة الخطوط الحمراء وهي التدخل في الشؤون المذهبية لأهل السنة: أقول بكل صراحة أننا ملتزمون بحفظ الأمن والوحدة وسيادة الأراضي، ونخالف التطرف، ولكننا لن نسكت على تضييع أمورنا المذهبية والدينية. نحن لم نتابع حقوقنا السياسية التي حرمناها، والآن نشهد الضغوط المذهبية تزداد يوما فيوما. لا قيمة للحياة عندنا إذا تعرضت معتقداتنا الدينية للضياع. والحياة ليست أعز عند أحد منا من عقيدته ومذهبه.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى أن منع أهل السنة في طهران من إقامة الصلاة في المنازل حرمان لهم من أبسط حقوق العيش ولا يوجد له مثيل في العالم: هل رأيتم موضعا في العالم يمنع الناس من الصلاة في منزل أو في بيت؟ وأنا أشكو من علماء الشيعة أكثر، فإنهم أصحاب الأمر والنهي في هذه البلاد، أن يراعوا حقوقنا. ربما نجد الشيعة في بعض البلاد الإسلامية يعيشون كأقلية في تلك البلاد ولكنهم شركاء مع السنة في السياسة والاقتصاد، وأحرار في جميع أمورهم المذهبية، ولهم مساجدهم وأماكنهم المذهبية ووهم أحرار في إقامة مناسباتهتم الدينية، مع أننا ملتزمون بالمسائل الأمنية كلها، لكن لماذا نحرم من حقوقنا وتفرض الضغوط ونمنع من الصلاة؟eid-prayer2
وأوضح فضيلته أن مثل هذه الأعمال الناشئة من الآراء الشخصية للبعض مثيرة للطائفية والفرقة والإرهاب وأضاف: أطالب برفع هذه الممانعة من أي جهة كانت، لئلا تصاب الوحدة ولا ييئس الناس من النظام، ونرجوا من قائد الثورة أن يشرف بنفسه على حل مشكلاتنا، وإننا سنتابع قضايانا من طرقها المشروعة، وليعلم الجميع أننا لن نضحي بمذهبنا ومعتقداتنا واستقلال مراكزنا الدينية ومساجدنا لأجل راحتنا وعيشنا، ولن نفوض هذه المراكز إلى غيرنا.
وأكد سماحته على حقوق أهل السنة قائلا: لكم أن تعاقبوا كل من يسعى للفتنة والطائفية ومن يثيرها، ولكنكم تعلمون أننا لسنا من الطائفيين ولسنا عملاء لأعداء النظام، وليست بيننا وبين الخونة علاقة ولا صلة. نحن إيرانيون ولم نأت من بلد آخر. ونطالب بحقوقنا ولا نريد زيادة، نحن لا نثير الفرقة والطائفية، بل يثيرها من يسعى لحرمان أهل السنة من حقوق المذهبية والدينية، والذين يفرضون ضغوطا لم تكتب في الدستور، والذين يسيؤن إلى أهل السنة ومقدساتهم.
وتابع فضيلته: أهل السنة في إيران كإيرانيين يتحملون الضغوط الإقتصادية ويعانون من المشاكل الإقتصادية والسياسية التي يواجهها البلاد، ولكن أن تفرض زيادة عليهم ضغوط دينية فلا طاقة لهم بها.
وأضاف: شهدنا في سلسلة الضغوط المذهبية إحضار الكثيرين من علماء السنة إلى المحكمة الخاصة برجال الدين في مشهد. نرجوا أن تنتهي هذه الإستدعاءات، فنحن نمر بفترة يمكن لأعدائنا استغلال مثل هذه الفرص لمصالحهم.
وقال الشيخ عبد الحميد: عندما انتصرت الثورة بعد فترة من انحطاط المسلمين من قيادة العالم، كنا نرجوا جميعا أن يقدم هناك نموذج من الحكم الإسلامي العادل الذي يجمع الجميع تحت راية واحدة، وتكون هذه الحكومة أسوة لغيرنا. كانت هذه الأمنية في قلوب الجميع في بداية الثورة أن توجد بيئة لتنفيذ القوانين العادلة للإسلام.
وكل واحد من أبناء الشعب ممن ضحوا بأرواحهم لأجل الثورة ومن بقي منهم، كانوا يتمنون أن تشكل بيئة حرة تسع الجميع، وأن يكون السنة والشيعة فيها سواء في المنافع والمصالح والحقوق والمغانم والمغارم.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات