اليوم :29 March 2024

تقرير عن حفلة تخريج الطالبات في مدرسة خديجة الكبرى في “دامن”

تقرير عن حفلة تخريج الطالبات في مدرسة خديجة الكبرى في “دامن”
molanaقرية “دامن” من توابع مدينة إيرانشهر التي هي من أهم مدن بلوشستان، وإن هذه القرية من القرى التي نهض منها شخصيات بارزة أمثال الشيخ شمس الدين والشيخ قمر الدين رحمهما الله تعالى وعلماء آخرون، قد بذل كل واحد منهم جهودا ونشاطات قيمة في سبيل الوعي الديني وتوجيه الناس نحو الرشاد، وقد تركوا من بعدهم أناسا واعين ملتزمين بتعاليم الدين الإسلامي.

استطاع في الآونة الأخيرة علماء هذه المنطقة بمساعدة أهلها المحبين للدين أن يؤسسوا مدرسة للبنات باسم ” مدرسة خديجة الكبرى للبنات” ليقوموا من هذا المنطلق بدورهم في تعليم وتربية وتوعية المرأة في هذه المنطقة.
فقد قامت هذه المدرسة جديدة التأسيس – التي أسست ببذل جهود مباركة من أهل وعلماء المنطقة وخاصة الشيخ “نظر محمد ديدكاه” حفظه الله – إلى نشاطاتها التعليمية والدعوية والثقافية في هذه المنطقة.
لأول مرة بعد تأسيس هذه المدرسة تعقد جلسة بهدف تكريم خريجات هذه المدرسة في قرية دامن. لقد وجهت للحضور في هذه الجلسة دعوة إلى العلماء والمثقفين وعامة الناس وقد حضر الجلسة عدد كبير من المدعوين.
وكان فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه رئيس جامعة دار العلوم ورئيس منظمة اتحاد المدارس العربية الإسلامية لأهل السنة في بلوشستان أيضا من مدعوي هذه الجلسة حيث حضرالجلسة في وفد من زاهدان يرافقه.
كان من المقرر أن تعقد الجلسة صباح الجمعة 29/1/1431. بناء على هذا غادر فضيلة الشيخ مدينة زاهدان متوجها إلى مدينة إيرانشهر بهدف المشاركة في الجلسة صباح الخميس.
کانت هناك وفقة للشيخ والوفد المرافق له نحو ساعة أو ساعتين في مدينة خاش أثناء السير إلى إيرانشهرلأداء الصلاة وتناول الغداء.
من ثم أن إلقاء الخطبة في مركز الدعوة والتبيلغ في إيرانشهر كان في ضمن برامج الشيخ في هذه الجولة الدعوية، فدخل فضيلته مركز الجماعة ساعات قبيل المغرب بعد وصوله إلى إيرانشهر حيث لقي استقبالا رائعا من قبل الشعب المشتاقين إلى لقائه.
وقد تجمع أهل إيرانشهرالمتدينين المعروفين بالكرم والسخاء وحسن استقبال الضيف من شتى أنحاء مدينتهم لزيارة الشيخ والإصغاء إلى نصائحه وتوجيهاته.

خطبة فضيلة الشيخ عبد الحميد في مركز التبليغ:
أقيمت صلاة المغرب بإمامة الشيخ عبد الحميد، ثم بدأ فضيلة الشيخ خطابته بعد تلاوة سورة العصر قائلا:إن أسباب رقي وتقدم الشعوب والأمم هي الخضوع أمام الأحكام والتعاليم النبوية، وما يسوق الأمم والشعوب نحو الذلة والاستكانة هي الطغيان والعصيان عن الأوامر الإلهية وأحكام الشريعة.
ثم أضاف فضيلته قائلا: إن هناك ثلاثة أمور أساية هامة خالف فيها معظم الشعوب والأمم أنبيائهم فيها وهي التوحيد والنبوة والمعاد.
وتابع سماحته: إن الذين آمنوا بهذه الأصول الثلاثة وأقروا بها، كانوا على الهدى والجادة المستقيمة. والذين عصوا وخالفوا مع هذه الأمور الأساسية، قد خسروا في الدنيا والآخرة. إن في عاقبة كل واحد من طغاة التاريخ من نمرود وفرعون وقارون وغيرهم بينة وحجة لهذا المدعى.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى  أسباب شقاء الأمم قائلا:إن نقطة بداية شقاء الأمم وهلاكهم كان عندما أصابهم البغي والفساد طغوا في الأرض وفرحوا بما أوتوا وغرتهم الحضارات والعلوم وتقدماتهم في الصنائع، ونظرا إلى ذلك نهضوا بمخالفة الرسل وتعاليمهم التي كانت جامعة لجميع التعاليم وشعب الحياة ولم تكن فيها مخالفة للعلوم المادية.
وقال فضيلة الشيخ مؤكدا على ضرورة تعلم العلوم العصرية بجانب العلوم الشرعية قائلا: إن العلوم العصرية تعد من ضروريات حياتنا، ولكن يجب على المشتغلين في  الجامعات العصرية في مجتمعاتنا أن لا يهملوا العلوم الدينية. فالذين أهملوا العلوم الشرعية مقبلين ومنهمكين في العلوم المادية، لا شك أنهم سيكسبون تقدمات في أيام معدودات في هذه الحياة الدنيا ولكن في النهاية يكون مصيرهم إلى الشقاء والعذاب الإلهي وسيصلون سعيرا.
ثم قدم سماحة الشيخ توضيحات حول سورة العصر المباركة ودعا فيها الحاضرين في ضوء مفاهيم هذه السورة إلى الإيمان الكامل والأعمال الصالحة من قبيل الحج والزكاة وخدمة الوالدين ومراعاة حقوق الناس وعيادة المرضى والتواصي بالحق والصبر وتحمل المشكلات والمصائب التي هي من لوازم حياة طالبو الحق والحقيقة والسعادة .
لما انتهت صلاة العشاء بإقامة  الشيخ عبد الصمد الدامني قام فضيلة الشيخ محمد قاسم القاسمي رئيس دار الإفتاء في جامعة دارالعلوم زاهدان وأستاذ الحديث فيها إلى قراءة حكاية من قصص وحكايات الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وألقى كلمات وجيزة حولها.
ثم بعد ذلك قام فضيلة الشيخ عبد الحميد والوفد المرافق له بالاستراحة بعد التعشي في مركز إيرانشهر في بيت أحد الأحباب في مدينة إيرانشهر.
تحرك الوفد صباح الجمعة  بهدف المشاركة في جلسة تكريم  خريجات مدرسة خديجة الكبرى في قرية دامن التي كانت الهدف الأصلي من هذا السفر لسماحة الشيخ في هذه المنطقة، نحو القرية المذكورة.
لما وصل الوفد القرية كانت الساعة العاشرة. لقد رافق الناس  فضيلة الشيخ بحفاوة بالغة إلى داخل المسجد الذي كانت الجلسة تعقد فيه بعد ما كانوا منتظرين ساعات عديدة لقدوم الشيخ.
لقد حضر هذه الجلسة الروحانية القرآنية التي بدأت في الساعة الثامنة صباح الجمعة 29/ 1/ 1431 في مدرسة خديجة الكبرى، مجموعة كبيرة من عشاق القرآن والسنة والمشتاقين إلى العلوم النبوية. وقد زادت في بهاء الجلسة وحيويتها وزينتها، حضور عدد كبير من العلماء والمثقفين في المحافظة لاسيما فضيلة الشيخ عبد الحميد رئيس اتحاد المدارس الدينية في بلوشستان.
إن هذه الجلسة وإن كانت هي أول جلسة تخريج تقام لتكريم الطالبات في هذه القرية ولكنها كانت جديرة بالثناء، نظرا إلى تدقيق الخطط في إقامتها وحسن الضيافة وترحيب الناس الرائع. ألقى جماعة من الضيوف المشاركون من العلماء والمثقفين والشخصيات السياسية في المحافظة في هذه الجلسة التي تخرجت فيها 16 طالبة من الأخوات الطالبات الدارسات في مدرسة خديجة الكبرى، وإليكم موجز برامج هذه الجلسة:
كان من جملة خطباء هذه الجلسة الشيخ محمد حسين قاسم زائي الذي تناول موضوع  القرآن ودوره البناء في رقي وتقدم العالم البشري، وقدم مطالب علمية مفيدة. والخطيب الآخر كان السيد دهقان ممثل مدينة إيرانشهر في مجلس الشورى، وقام سماحة الممثل إلى بيان نشاطات كتلة نواب أهل السنة في المجلس من البداية إلى الآن في إيجاز.

خطبة الشيخ نذيرأحمد سلامي:
بعد ما ألقى فريق الإنشاد أنشودتهم الرائعة قام فضيلة الشيخ نذير أحمد سلامي ممثل المحافظة في مجلس خبراء القيادة ليلقي محاضرته. وقال فيها بعد تلاوة آية “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم”: إن هذا الجمع الحاشد للحاضرين من غير إكراه أو تخويف، نفسه دلائل حقانية القرآن الكريم ومن إعجازه.
وأضاف فضيلته: يجب علينا أن ننظر ماهي المشكلات التي تواجهها الأمة في العصر الراهن وماهي الرسالة التي تجب عليها أن تقوم بها، وكيف تفكر وتقوم بمسؤلياتها؟
ثم أشار فضيلته إلى المشكلات التي تتحدى الأمة الإسلامية قائلا:إن من الأخطار التي تتحدى الأمة الإسلامية، خطر الجماعات التبشيرية التي بدأت تنشط في البلاد الإسلامية وهي تحاول إضلال الناس بالتطميع وإعطاء المال. وعلى أهل العلم والمتفكرين أن يخططوا لمكافحة هذه النشاطات. وإن كان علمائنا مشتغلون بالخدمة مع أدنى الإمكانات، ولكن يجب أن لا نكتفي بهذ القدر، فإن حاجات المجتمع أكثر من هذا.
وأضاف فضيلة الشيخ سلامي: من القضايا التي تهدد كيان الأمة الإسلامية هي العلمانية التي تتخلص في أن لا علاقة للدين في إدارة المجتمع والسياسة، والتدين عبارة في وجهة نظر العلمانيين من صلة العبد بالرب ويختص بالمساجد والمعابد. وتابع فضيلة الشيخ نذير احمد: لقد تضافرت الروايات والآيات في الرد على هذه النظرية. فإن الإسلام في النصف الثاني من تاريخه وعندما دخل العهد المدني دخل في ميدان السياسة، ومع وجود المشكلات والعراقيل أسس أول حكومة إسلامية في التاريخ. ولقد أرسل النبي عليه الصلاة والسلام الدين في ميادين السياسة والحكم هكذا. قال الله تعالى في القرآن الكريم: “ولكم في رسول الله أسوة حسنة”.
وإن الظاهرة الأخرى أو القضية الأخرى التي تتحدى الأمة الإسلامية هي قضية العولمة. إن العولمة وإن طرحت في البداية في مجالات التجارة ولكن في الحيقية دعاة العولمة يريدون عولمة عقائدهم وآرائهم والوصول إلى أهدافهم من خلال التجارة، ولكنهم غافلون من أن الإسلام كان عالميا منذ بداية ظهوره  وقد صرح القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة مخاطبا للرسول عليه الصلاة والسلام “وما أرسلنك إلا كافة للناس”، فرسول الله خاتم الرسل وهو الرسول إلى العالمين جميعا. والمسلمون هم أمة الإجابة وغيرهم أمة الدعوة بمعنى أن دعوة النبي تعمهم جميعا.
إن الظاهرة الأخرى التي تتحدى المسلمين هي مقولة الدموقراطية والجمهورية. إن الوضع الراهن الذي يسود باكستان وأفغانستان والعراق يبين هذا الموضوع جيدا. إن مقولة الديموقراطية والجمهورية إن كانت خلابة في مظهرها ولكن الجمهورية التي تحمل لواءها الغرب في عصرنا مردود من وجهة نظر الشريعة، ولا عبرة في الإسلام لرأي الأكثرية. يقول الله تعالى مخاطبا لنبيه “وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله، إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون”. ويدعو الإسلام إلى الخضوع أمام حاكمية الله في الأرض.
إن هناك وثائق تاريخية توضح لنا كم كان أعداء الإسلام  يحاولون بث الفرقة وإشعال نيران الطائفية بين الأمة الإسلامية، فمثلا كانت الدولة العثمانية تحكم في ناحية واسعة من العالم الإسلامي وكانت خلافة وحكومة إسلامية. وفي ناحية أخرى كانت الصفوية تحكم وكانت هي منتسبة إلى الإسلام بشكل ما. ولا يعنينا هل وصلت هاتان الدولتان إلى التفاهم أم لم تصلا، ولكن الحقيقة أن الأروبيين الذين كانوا يريدون إسقاط دولة الإسلام وإضعاف شوكتها أشعلوا نيران الخلاف والنزاع بين الصفويين والعثمانيين  وبين العرب والعثمانيين.
واستطرد ممثل أهل المحافظة في مجلس خبراء القيادة مشيرا إلى أساليب لمواجهة التحديات المذكورة: إن الأمم الإسلامية تملك قوتان وثروتان عظيمتان هما القرآن والسنة. والمسلمون الأوائل استطاعوا الغلبة على طاقتين عظيمتين بالتأسي بالقرآن والسنة. وإن ذلك القرآن بتلك القوة لا زالت بين أظهرنا شريطة أن يتمسك المسلمون عليه بالنواجذ.
وأضاف فضيلة الشيخ نذير أحمد: من الثروات المادية التي تملكها الأمة المسلمة هي ثروة النفط التي لو انتفع بها المسلمون ببرامج مخططة تستطيع أن نقاوم بعض المشكلات والأخطار.
لما نتهت كلمة الشيخ سلامي، قام أحد مثقفي قرية “دامن” ببيان شيئ من تاريخ دامن وتعريف ثقافتها وكذلك استعدادات أهلها في كلمات مختصرة.

كلمة المهندس فروش:
ألقى المهندس فروزش ممثل مدينة زاهدان في مجلس الشورى، قال فيها: لقطع منازل ودرجات التكامل في المجتمع يجب دائما أن نكون في سعى وجد وجهد.
وأَضاف: إن العلوم العصرية والدينية كوجهي عملة واحدة. وعلى كل شخص أن يفكر في إصلاح المجتمع ولا يسمح أبدا بأن ينشئ الأعداء الفرقة والشقاق بين هذين البعدين الهامين من المجتمع.
إن الاستكبار العالمي في عصرنا يسعى في بث الفرقة والطائفية بين أبناء الأمة المسلمة بطرق وأساليب مختلفة، منها بث نار الطائفية بين السنة والشيعة.
وأضاف فروزش: نحن لا نسمح بل لا نريد الإساءة إلى مذهب أحد، وكذلك لا نسمح لأحد بالإساءة إلى مذهبنا ومقدساتنا.
قال ممثل مدينة زاهدان في المجلس: إن وجود التمييزات وثقل كفتي ميزان التوظيف الإداري من البواعث الأساسية لنشوء الفتن. ومن العوامل التي تحول بيننا وبين التعاون والتضامن أن يحتل أناس مناصب الحكم تغلب عليهم الطائفية وترجيح المنافع الذاتية على المنافع الوطنية.
وأشار فروزش في كلمته إلى قرار تنظيم المدارس الدينية لأهل السنة، وانتقد القرار المذكور معتبرا إياه تدخلا سافرا في قضايا أهل السنة المذهبية ومغايرا لمواد الدستور، وفاقدة الصلاحية للقبول.
واعتبر المهندس فروزش في نهاية كلمته  الثقة والصداقة في القول والعمل وبذل الجهود في مجالات العلم والصناعة وتنفيذ العدل في مختلف المجالات والمواضع والإلتزام بالقانون من أهم عوامل و أسباب إزالة التمييز من المجتمع ومن أسباب رقي وتقدم المجتمع.

خطبة فضيلة الشيخ عبد الحميد في جلسة “دامن”

قال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى*قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا*قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى”: لم نكن نتوقع أن يحضر جمع  مثل هذا في هضبة هذا الجبل من أنحاء المحافظة ومن المحافظات المجاورة، والمناطق التي تسكن فيها أهل السنة. وإن هذا أمارة وعلامة حب الدين  والتكريم للعلم والعلماء.
ثم قدم فضيلة الشيخ إيضاحات حول الآية المتلوة قائلا: إن التقدم الذي وصل إليه البشر في العصر الراهن لم يصل إليه في القرون الماضية، ولكن مع هذه التقدمات والتطورات فقد كثرت الهموم والاضطرابات، وكل البشر المسلمين وغيرهم والشرقيين أو الغربيين كلهم منغمسون في أنواع من القلق والاضطراب بشكل ما.
واستطرد سماحة الشيخ عبد الحميد: إن سبب جميع هذه الاضطرابات والغموم أن الإنسانية والمجتمع البشري ابتعد من القرآن الكريم، ولا يهتدون بالقرآن ولا يتخذون أسلوب حياتهم من القرآن الكريم، ولا ينتفعون بهذه المائدة السماوية المباركة، وهم غافلون عن الله تعالى ويضيعون حقوق الله عزوجل. المسلمون يضيعون حقوق الله. إن ظاهرة ترك الصلاة قد عمت بين المسلمين. وهنا تقصيرات بشأن تأدية الزكاة وغيرها من الواجبات الشرعية. وقد ظهرت المعاصي والذنوب وإتيان ما حرم الله بين الناس. وعمت تجارة المخدرات واستعمالها التي هي من أكبر التهديدات لمجتمعنا.
وأشار فضيلة الشيخ إلى الغزو الثقافي الذي يمارسه الأروبيون والأمريكيون  من خلال القنوات الفضائية، معتبرا إياها مغايرة للحياء ومن العوامل التي تستأصل  جذور الحياء والغيرة من الأسرة المسلمة.
وأشار فضيلته إلى وجوب مراعاة حقوق الناس قائلا: لابد من مراعاة حقوق العباد. يجب أن تراعي الزوجة حق الزوج والزوج حق زوجته، وعلى الوالدين أن يراعيا حق الأولاد وعلى الأولا د أيضا أن يراعوا حقوق الوالدين. ولتراعى حقوق الفقراء والمساكين. وخلاصة الكلام أن مراعاة حقوق الله وحقوق الناس التي هي خلاصة لتعاليم الإسلام سبب لحياة مطمئنة ومجتمع بشري أمن، وإن عدم مراعاة هذه الحقوق، والإعراض عن تعاليم الإسلام  والقرآن سبب رئيسي لضيق حياة الدنيا، ولكن الأعمال الصالحة والذكر الإلهي تجلب الحياة الطيبة والسالمة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأخير من خطبته إلى قصية الوحدة بين السنة والشيعة قائلا:إن الإسلام دين واسع وليس لنا أن نضيق هذه الدائرة الواسعة، ونكفر من هم أهل القبلة.
وتابع فضيلة الشيخ: إن من أهم مطالبات أهل السنة في إيران التي نصرعليها هي أن نعطى حقوقنا المشروعة. إن مجتمعنا دائما تعرض للتمييز، ولم يعطوا مكانتهم المطلوبة اللائقة بهم، ولم يكن لأهل السنة في هذه السنوات الثلاثين التي مرت على عمر الثورة مكانة في تولى المناصب الرئيسية في إدارة البلاد. وإن نصيبهم في المناصب المحلية أيضا كان قليلا.
وأضاف: إن أهل السنة في إيران جميعهم إيرانيون وليست هنا من يفوقهم في إصالتهم الإيرانية، وإن هؤلاء السنة قد ضحوا بأرواحههم في الدفاع عن بلادهم وحدودهم، وقد وقفوا أمام الأجانب والإنكليز ودافعوا عن وطنهم، لذا يجب تولية من لديهم الأهلية في إدارة البلاد.
وتابع فضيلة الشيخ: يجب أن نرى مستقبلنا ومستقبل أبنائنا زاهرا لامعا. ولا يتربى فينا هذا الشعور بأن نخبنا مع توفر الأهلية لديهم يردون بسبب معتقداتهم.
واستطرد سماحة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن النظام الإسلامي هو من أفضل الأنظمة في العالم، والذين كتبوا الدستور إنما خططوه بشكل لا يوجد فيه أي نوع من التمييز، ولم يفرق الدستور بين السنة والشيعة. ولكن جرت إعمال التمييزات في تنفيذ الدستور التي تسبب في قلق أهل السنة واضطرابهم. وليست ما أقوله مطالبي الشخصية، بل هي مطلب جميع الشخصيات البارزة والنخب وجميع أهل السنة.
وأضاف فضيلته: إننا مشفقون بالنسبة إلى النظام  وبالنسبة إلى الشيعة والسنة، ولذلك ننصحهم أن لا تغلق أبواب الحريات. ففي بلادنا بقدر ما تتمتع الصحافة والبيان والإعلام من الحرية – شريطة أن لا يكون فيها مجاوزة لحدود الدستورــ تكون هذه الحرية عاملا رئيسيا في ازدهار النظام الإسلامي وسببا لتقدمه.
يجب أن يكون في النظام الإسلامي مجال للانتقاد. ويجب أن يكون هنا مبادرة إلى الرد على الانتقادات بالحوار والمفاوضة لحل المشكلات بدل قمع الاعتراضات. إننا نعتقد أن كثيرا من السياسات لم تكن مستجيبة للقضايا والمشكلات ويجب أن تستبدل  وتغير، ومن هذه السياسات عدم تولية أهل السنة في المناصب الرئيسية في البلاد. والحوادث الأخيرة التي أتت من وراء الانتخابات تدعو المسؤولين إلى إعادة النظر في سياساتهم.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إننا نريد أن نوظف في قوات الشرطة كما أن أهل السنة في النظام السابق كانوا يوظفون في المناصب العالية في القوات المسلحة. لنقوم نحن بالدفاع عن وطننا. نحن نحب وطننا ونشفق عليه ونطالب المسؤلين بإعادة النظر في قضايا أهل السنة وأن يحلوا مشكلاتهم.
قال فضيلة الشيخ في النهاية: إن أكبر قلق يواجهه أهل السنة هي الحرية المذهبية. يجب أن يمكن لنا أن نعلم في كل منطقة من البلادأحكام الدين وتعاليم مذهبنا بحرية تامة لأبنائنا. ونقيم الجمعة والعيدين والصلوات الخمسة بحرية كاملة، ولتكن مدارسنا الدينية محافظة على استقلالها، ولا يتدخل مؤسسة أو إدارة في أمور مساجدنا ومدارسنا الدينية. وكل هذه من حقوقنا المشروعة ولن نتجاوز عن حقوقنا المشروعة.
وتابع قائلا: ليس عندنا – سوى عدد من ممثلى المجلس – مؤسسة أو مركز في العاصمة لمتابعة قضايانا وليبلغ مشاكلنا إلى المسؤولين مباشرة، ونحن نعتقد أن هذه المشكلات لا سبيل إلى حلها إلا  أن يكون لنا عناصر في العاصمة يتابعون حل هذه المشاكل بطرحها على المسؤولين في العاصمة، فإن دائرة خيارات المسؤلين المحليين ضيق جدا.
وكانت كلمة الشيخ عبد الحميد هي الختام لهذه الجلسة الروحية والقرآنية التي عقدت بشكل رائع في نوعها.
بعد خطبة الشيخ قرئت أسماء الطالبات الخريجات وأقيمت الجمعة وقرأ الخطبة وصلى بالناس فضيلة الشيخ عبد الحميد. وانتهت الجلسة بدعاء الشيخ عبد الحميد حفظه الله.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات