اليوم :28 March 2024

الإمام نافع المدني رحمه الله

الإمام نافع المدني رحمه الله

خريطة إيران

خريطة إيران

ذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان إذا تكلم يشمّ من فِيهِ رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس قال ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة، وقال المسيبي: قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن يعني في النوم….

 

 

 

************************************

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اسْمُهُ ونَسَبُهُ:
هو أبو رويم نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم، مولى جَعْوَنة بن شَعُوب الشِجْعي، المقرئ المدني, حبر القرآن, أحد القراء السبعة.

مَوْلِدُهُ:
ولد في حدود سنة 70 من الهجرة، 690 م

البَلَد الّتي وُلِدَ فِيهَا:
هو مدني المولد والنشأة ، أصبهاني الأصل ،
سُبي جده أبو نعيم غداة الفتح لبلاده فارس . وقد وُلد نافع بالمدينة المنورة في خلافة عبد الملك بن مروان.
قال الأصمعي، قال لي نافع: أصلي من أصبهان.
تقع اصفهان في وسط ايران وتميل إلی غربها أكثر، وهي في جنوب العاصمة تبعد عنها 340 كيلومتراً. قد فاقت بجودة تربتها واستعدادها للزراعة وعذوبة مائها وطيب هوائها علی أكثر المدن الإيرانية، ومما زاد في حسن موقعها وجمالها أنها تقع علی ضفة النهر المشهورة بـ "زاينده رود" وهو يجري اليوم داخلها.
وذكر في كتاب "جغرافيا ايران" ص 85: أن اصفهان كانت عاصمة ايران في عهد آل بويه والسلاجقة والصفويين.

اختلاف في وجه تسمية اصفهان:
يقول صاحب معجم البلدان:
أصبَهَانُ:  وهي مدينة عظيمة مشهورة من أعلام المدن وأعيانها ويسرفون في وصف عظمها حتى يتجاوزوا حدّ الاقتصاد إلى غاية الإسراف. ولهم في تسميتها بهذا الاسم خلاف. قال أصحاب السير: سميت بأصبهان بن فَلوج بن لنطي بن يونان بن يافث، وقال ابن الكلبي : سميت بأصبهان بن فَلوج بن سام بن نوح عليه السلام. قال ابن دريد: أصبهان اسم مركب لأن الاصب البَلَدُ بلسان الفرس وهان اسم الفارس فكأنه يقال بلاد الفُرسان. قال عبيد الله :أن الأصب بلُغة الفرس هو الفرَس وهان كأنه دليل الجمع فمعناه الفرسان والأصبهانيُ الفارسُ…
ونهر أصبهان المعروف بزَنْدروذ غاية في الطيب والصحة والعذوبة، وقد ذُكر فيموضعه وقد وصفَتهُ الشعراءُ. فقال بعضهم:
لستُ آسىَ من أصبهان على شي … ء سِوَى ماءِها الرحيقِ الزلاَلِ

و نسيم الصبا  و مُنخرَق  الريح …  و جو  صاف  على  كل  حالِ

و لها  الزعفران  و العسل  الما …  ذي  و الصافنات تحت الجلاَلِ

وكذلك قال الحجاج لبعض من ولاه أَصبهان قد وَليتك بلدة حجرُها الكحل وذبابها النحلُ وحشيشها الزعفران، وقال آخر:
لستُ آسَى من أصبهان على شي … ء أنا أبكي عليه عند رحيلي

غير ماءٍ  يكون  بالمسجد  الجا …   مع  صافِ  مُروق   مبذول

وكانت مدينة أصبهان بالموضع المعروف بجي . فلما سار بُختَ نصر وأخذ بيت المقدس وسبى أهلها حمل معه يهودها وأنزلهم أصبهان فبنَوا لهم في طرف مدينة جي محلة ونزلوها وسُميت اليهودية ومَضَتْ على ذلك الأيام والأعوام فخربت جَي وما بقي منها إلا القليل وعُمرت اليهودية , فمدينة أصبهان اليوم هي اليهودية (هذا قول منصور بن باذان).
قال: و خرج من أصبهان من العلماء والأئمة في كل فن ما يخرج من مدينة من المدن وعلى الخصوص علو الإسناد فإن أعمار أهلها تطول ولهم مع ذلك عناية وافرة بسماع الحديث وبها من الحفاظ خلق لا يحصر ولها عدة تواريخ.

فتح اصفهان:
وأما فتحها فإن عمر بن الخطاب رضي عنه في سنة 19 للهجرة المباركة بعد فتح نهاوند بعث عبد الله بن عبد الله بن عتبان رضي الله عنه إلى اصفهان…
قال البلاذري وكان فتح أصبهان ورساتيقها في بعض سنة 23 وبعض 24 في خلافة عمر رضي الله عنه.
أما حدود اصفهان ومساحتها اليوم فهو كالتالي: يحيط بها من الشمال "أردستان" ونواحي "كاشان" و"كلبايكان" ومن الجنوب مدينة "ابازه" و"بهبان" ومن الشرق مدينة "يزد" و"نائين" ومن الغرب نواحي "بختياري" وحدود منطقة "خوزستان". )جغرافياي ايران ص 86 المقرر للسنة الثانية من الثانوية الحكومية).
فقد حل باصفهان عدد من الصحابه عند فتحها، منهم الحسن بن علي بن ابي طالب، وعبد الله بن الزبير بن العوام، وسلمان الفارسي، وابو موسی الأشعري، ورافع بن خديج الأنصاري، وعبد الله بن عامر، وبديل بن عامر، وكذالك غيرهم من كبار التابعين مثل الأحنف بن قيس، وسعيد بن جبير وعطاء بن السائب، وليث بن سعد، ومن كبار العلماء والمحدثين، اسماعيل بن خليفة، وابو داود الطيالسي، وقدامة بن ميمون، وابوالفرج الاصفهاني صاحب الأغاني، والحافظ أبو نعيم صاحب حلية الأولياء، وراغب الاصفهاني صاحب مفردات القران، ومؤيد الدين إسماعيل المعروف بالطغرائي الأديب المشهور صاحب ( لامية العجم ) ، وأبو عبدالله محمد بن عماد الدين الكاتب الأصفهاني المشهور بالعماد الأصفهاني .

مذهب أهل اصفهان قديماً وحديثاً:
ذكر مؤرخو المذاهب والأديان أن أهل اصفهان في القديم انقسموا إلی ثلاث فرق: فرقة اتبعت الزرتشتية المجوسية، وفرقة اتبعت الديانة النصرانية المسيحية كما هو مصرح في قصة سلمان الفارسي، وفرقة اتبعت الديانة اليهودية.
وفتح المسلمون اصبهان وحولوا بعض بيوت النار إلی مساجد فيما بعد، وانتشر الإسلام باصبهان وما حولها، وسارع المسلمون فأسسوا المساجد بها، وأول مسجد أسس بها هو مسجد "خشينان" وقد أسسه أبو خناس مولی عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهد خلافة علي ابن أبي طالب وهذا ما رجحه أبو نعيم في أخبار اصفهان 1/17.
واستمر الحال علی هذا إلی أن استقام أمر أهل السنة فيها وقوي أمرهم واشتد إلی أن لجأ إليها الخوارج في عهد بني أمية، ولكن عتاب بن ورقاء واليها من قبل مصعب بن الزبير أخرجهم منها فلجأوا إلی الأهواز وعادت القوة فيها لأهل السنة، ويغلب عليهم المذهب الشافعي والحنفي سوی ما كان من ظهور الشيعة والزيدية بين الفينة والفينة، لكن الصبغة العامة كانت غلبة أهل السنة و الجماعة. (اقتصاد شهر اصفهان ص 20).
وفي سنة 908 استولی الشاه اسماعيل الصفوي أول داع متعصب ومروج لمذهب التشيع علی اصبهان وغيرها من المدن الإيرانية، فأجبر أهل السنة علی اتباع مذهب الشيعة مستعملاً أسلوب الرغبة والرهبة، فمن الناس من تغيرمذهبه من السنة إلی الشيعة خوفاً من القتل، ومنهم من آثر الشهادة في سبيل الله، ومنهم من هاجر إلی البلاد المجاورة فراراً بدينه ونفسه.
ويقول الدكتور علي كلباسي: ففي عهد الصفوية صار مذهب الشيعة المذهب الرسمي لأهم المدن الإيرانية، منها اصفهان، وهذا البلد الذي كان مركزاً مهماً لأهل السنة والجماعة صار الآن مركزاً مهماً للتشيع. ومن بداية دور الصفوية إلی الآن لا يوجد في اصفهان ولا في توابعها من أهل السنة والجماعة. (اقتصاد شهر اصفهان ص 201) سوی كثير من المهاجرين الأفاغنة الذين تركوا بلدهم فراراً من الفقر وسكنوا بعض المدن في ايران ومنها اصفهان، وكانوا يصلون في اصفهان صلاة الجمعة والعيدين مع الجماعة ولكن منذ أشهر منعوا عن الجماعة وأجبروا علی تركها.
فأهل اصفهان اليوم كلهم شيعة اثنی عشرية وقليل من اليهود والنصاری، وذكر الدكتور "لطف الله هنرفر" أن اصفهان اليوم تضم 95% من الشيعة الإثنی عشرية و 2% من اليهود و 2% من النصاری.

شُيُوخُهُ:
أخذ القراءة عرضاً عن جماعة من تابعي أهل المدينة عبد الرحمن بن هرمز الأعرج وأبي جعفر القارئ وشيبة بن نصاح ويزيد بن رومان ومسلم بن جندب وصالح بن خوات والأصبغ بن عبد العزيز النحوي وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق والزهري، قال أبو قرة موسى بن طارق سمعته يقول قرأت على سبعين من التابعين .
قال الإمام الذهبي : لاَ رِيْبَ أَنَّ الرَّجُلَ رَأْسٌ فِي حَيَاةِ مَشَايِخِه، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْ: نَافِعٍ مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ، وَالأَعْرَجِ، وَعَامِرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الزُّبَيْرِ، وَأَبِي الزِّنَادِ، وَمَا هُوَ مِنْ فُرْسَانِ الحَدِيْثِ.
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ فِي (الكَامِلِ): لَهُ نُسْخَةٌ عَنِ الأَعْرَجِ، نَحْوٌ مِنْ مائَةِ حَدِيْثٍ، وَلَهُ نُسْخَةٌ أُخْرَى عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، وَلَهُ مِنَ التَّفَارِيقِ قَدْرُ خَمْسِيْنَ حَدِيْثاً، وَلَمْ أَرَ لَهُ شَيْئاً مُنْكَراً.
قُلْتُ (الذهبي): يَنْبَغِي أَنْ يُعدَّ حَدِيْثُه حَسَناً.

تَلَامِيذُهُ:

ظل الإمام نافع – رحمه الله – إمامًا للقراءة مدة طويلة، فكان تلاميذه الذين تلقوا عنه القراءة من الكثرة بمكان، فممن روى القراءة عنه عرضاً وسماعاً.

قالون المدني:
وقالون لقب له, لقَّبه به نافع لجودة قراءته فإن قالون بلغة الروم (جيد) وكان قالون قارئ المدينة المنورة و نحويّها، و قال له نافع: كم تقرأ علىّ اجلس إلى اصطوانة حتى أرسل إليك من يقرأ عليك.
وروايته يقرأ بها أهل ليبيا , ولهم مصحف متداول بروايته من طريق أبي نشيط
 كما يُقرأ بها في المناطق المجاورة مثل شمال التشاد وشرق تونس.
 
ورش المصري :
(ورش) لقبٌ له لقِّب به لشدة بياضه وكان جيد القراءة حسن الصوت رحل إلى المدينة المنورة ليقرأ على نافع فقرأ عليه أربع ختمات في سنة خمس وخمسين ومائة (155هـ) ورجع إلى مصر فانتهت إليه رئاسة الإقراء بالديار المصرية في زمانه لا ينازعه فيها منازع .
وللإمام ورش طريقان يقرأ بهما من طريق طيبة النشر في القراءات العشر للإمام ابن الجزري وهما: 1- الأزرق 2- الأصبهاني .
وروايته من طريق الأزرق يقرأ بها أهل المغرب قاطبة يحافظون عليها ويتقنونها كما يقرأ بها القطر الجزائري ، والموريطاني والسنغالي وبعض بلدان افريقيا السوداء المجاورة .
ومن تلاميذ الإمام نافع : الإمام مالك , وإسماعيل بن جعفر وعيسى بن وردان وسليمان بن مسلم بن جماز ، وإسحاق بن محمد وأبو بكر وإسماعيل ابنا أبي أويس ويعقوب بن جعفر أخو إسماعيل وعبد الرحمن ابن أبي الزناد والأصمعي وغيرهم…
وقد أشار الإمام الشاطبي – رحمه الله – إلى قالون وورش اللذين رويا عن نافع في قوله بعد ان ذكر نافعًا:

     وَقَالُونُ عِيسى ثُمَّ عُثْمَانَ وَرْشُهُم     . . .    بِصُحْبَتِهِ الْمَجْدَ الرَّفِيعَ تَأَثّلَا
 
أَهَمُّ مَلَامِحِ شَخْصِيَتِهِ وَأَخْلَاقِهِ:
ولقد ذكرت كتب التراجم بعضا من أوصافه ؛ فقد كان أسود اللون حالكا ، لكنه مع ذلك كان جميل الخِلقة ، فيه صباحة ووسامة ودعابة وطيب أخلاق .
ذكر الإمام الجزري عن الشيباني قال: قال رجل ممن قرأ على نافع أن نافعاً كان إذا تكلم يشمّ من فِيهِ رائحة المسك فقلت له يا أبا عبد الله أو يا أبا رويم تتطيب كلما قعدت تقرئ الناس قال ما أمس طيباً ولا أقرب طيباً ولكني رأيت فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في فيّ فمن ذلك الوقت أشمّ من فيّ هذه الرائحة، وقال المسيبي: قيل لنافع ما أصبح وجهك وأحسن خلقك! قال: فكيف لا أكون كذلك وقد صافحني رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه قرأت القرآن يعني في النوم.
وقال قالون: كان نافع من أطهر الناس خلقاً ومن أحسن الناس قراءة. وكان زاهداً جواداً صلى في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة.

منهجه في القراءة:
يقول الشيخ عبد الفتاح القاضي أحد أعلام علم القراءات المعاصرين:
قراءة نافع متواترة، وليس أدل على تواترها من أنه تلقاها عن سبعين من التابعين، وهي متواترة في جميع الطبقات. ولا يقال: إنها أحادية بالنسبة للصحابة؛ لأنه ليس معنى نسبة القراءة إلى شخص معين ـ أن هذا الشخص لا يعرف غير هذه القراءة، ولا أن هذه القراءة لم ترو عن غيره، بل المراد من إسناد القراءة إلى شخص ما أنه كان أضبط الناس لها، وأكثرهم قراءة وإقراء بها، وهذا لا يمنع أنه يعرف غيرها، وأنها رويت عن غيره.
ـ فقراءة نافع رواها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير من الصحابة ـ وإن أسندت لبعض الأفراد منهم لما تقدم ـ ورواها عن الصحابة كثير من التابعين، ثم روتها أممٌ إلى أن وصلت إلينا، وهذا التقرير يقال في جميع قراءات الأئمة العشرة… هـ
وروى إسحاق بن المُسَيّبي عن نافع قال: أدركت عدة من التابعين، فنظرتُ إلى ما اجتمع عليه اثنان منهم فأخذته، وما شذّ فيه واحد تركته حتى ألفتُ هذه القراءة.

ثَنَاءُ العُلَمَاءِ عَلَيهِ:
قال مالك لما سُئِل عن البسملة: سلوا عن كل علم أهله ونافع إمام الناس في القراءة.
فكان بحق إمام أهل المدينة ، فقد صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره ، العامة منهم والخاصة . وقد رووا عن الليث بن سعد أنه قدم المدينة سنة 113 هـ ، فوجد نافعا إمام الناس في القراءة لا ينازَع ، وشيبة (شيخه) يومئذ حي ، ولهذا لما سئل أحمد بن حنبل أيّ القراءة أحـب إليـك ؟ قـال " قراءة أهل المدينـة ، فإن لـم يكن فقراءة عاصم "
وقال يحيى بن معين: ثقة.
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال فيه ابن مجاهد: كان عالما بوجوه القراءات متبعًا لآثار الأئمة الماضين ببلده.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : " سألت أبي أي القراءة أحب اليك ؟ قال : قراءة أهل المدينة . قلت : فإن لم يكن قال:عاصم".
وقال عنه الإمام ابن كثير: انتهت إليه رئاسة القراءة في المدينة، أقرأ الناس دهرا طويلًا، وكان أسود اللون حالكا صبيح الوجه حسن الخلق.
وقال الأصمعي : " كان من القرّاء الفقهاء العبّاد.
وقال عنه ابن خلّكان: كان إمام أهل المدينة والذي صاروا إلى قراءته ورجعوا إلى اختياره، وهو من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، رضوان الله عليهم، وكان محتسباً فيه دعابة.
قال الزركلي : كان علامة في فقه الدين، متفقا على رياسته…

نبوغه في علم القراءات:
اختص الإمام نافع في قراءته ببعض الأصول والفروع لم يشاركه فيها أحد من القراء السبعة.
اختص الإمام نافع بالقراءة بالياء المضمومة وفتح الفاء على التذكير في: (يُـغْـفَرْ)  لأنه لما فرّق بين المؤنث وفعله, قام التفريق مقام التأنيث وحسُن التذكير وإن كان قبله إخبار عن الله تعالى في قوله : "وإذ قلنا".
لأنه قد عُلِم أن ذنوب الخاطئين لايغفرها إلا الله تعالى , فاستُغني عن النون وَرَدَّ الفعل إلى الخطايا المغفورة .
قال الشاطبي مشيرا لقراءة نافع في هذا اللفظ :
(وذ كّر هنا أصلا…)
أي أن المشار إليه بالهمزة في قوله ( أصلا ) وهو رمز نافع قرأ بالتذكير .

وفاته:
لما حضرت نافعاً الوفاة قال له أبناؤه: أوصنا قال: اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين، وكانت وفاته سنة 169 هـ ، 785 م، رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن المسلمين خير الجزاء.

 الكاتب: الشيخ عبد الحميد جمعة

***************************************
المنابع:

الأعلام للزركلي – (ج 8 / ص 5).

تهذيب التهذيب – (ج 10 / ص 363).

سير أعلام النبلاء  ـ للإمام الذهبي (ج 13 / ص 381)

غاية النهاية في طبقات القراء ـ للإمام ابن الجزري- (ج 1 / ص 423)

تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير – (ج 1 / ص 45)

معجم البلدان لياقوت الحموي: – (ج 1 / ص 139)

موقع ( سني اون لاين).

موقع (المنهاج)

موقع (مزاميرآل داود)

(قصة الاسلام)

البيان في تفسير القرآن- السيد الخوئي.

منتديات الإمام نافع المدني.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات