اليوم :19 April 2024

عيدنا في هذه السنة

عيدنا في هذه السنة

عند مقربة من عيد الأضحى في هذه السنة شهدت أهل مدينة زاهدان وهم من أحرص الناس بحلول العيدين السعيدين الفطر والأضحى ، جود السماء بفتح أجمل أبواب الرحمة والبركة عليهم  وهو المطر فأمطرت السماء ليالي وأيام بما أروت الأرض اليابسة التي لم تلامسها دقات المطر منذ سنوات ، فإذا الناس مهتزون طربا و فرحا بهذه النعمة العظيمة التي جاءت مدرارا ، كأنهم بين فرحتين فرحة هذه النعمة السماوية وفرحة حلول العيد المبارك .

—————————————————————————————————————————————-

عند مقربة من عيد الأضحى في هذه السنة شهدت أهل مدينة زاهدان وهم من أحرص الناس بحلول العيدين السعيدين الفطر والأضحى ، جود السماء بفتح أجمل أبواب الرحمة والبركة عليهم  وهو المطر فأمطرت السماء ليالي وأيام بما أروت الأرض اليابسة التي لم تلامسها دقات المطر منذ سنوات ، فإذا الناس مهتزون طربا و فرحا بهذه النعمة العظيمة التي جاءت مدرارا ، كأنهم بين فرحتين فرحة هذه النعمة السماوية وفرحة حلول العيد المبارك . لكن ماذا إذا شمل هذا النزول يوم العيد والمصلى غير مسقف ولا مظلل ؟ كيف تؤدى الصلاة إذا في جو بارد ماطر . لقد أصبحنا على هذه الفكرة فإذا السماء المتلبدة بالغيوم الكثيفة بالأمس تتبدل اليوم جوا لطيفا وسماء صافيا وهواءا طلقا رشيقا ، فلا نعرف كيف نشكر ونحن لا نحصي ولن نحصي ثناء ربنا الذي يكرمنا في كل وقت بما نحن بحاجة إليه ولقد أجاد فضيلة الشيخ عبد الحميد حفظه الله تعالى في مفتتح خطبته في المصلى إذ قال لا ندر كيف نشكر ربنا على هذه النعمة العظيمة حيث لطف لنا الجو البارد وصفى السماء المتلبدة بالغيم ليتمكن عباده في هذا اليوم العظيم من تأدية الصلاة التي سيحضرون لأجلها من زوايا المدينة وقراها إلى الساحة الوسعة . إن صلاة العيد سواء كانت الفطر أم الأضحى ؟ تؤدى في أماكن مختلفة من مدينة زاهدان ولكن صلاة العيد في المصلى الكبير الواسع الواقع بقرب الجامع المكي لها ما تميزها من جميع هذه الصلوات وأهم ما يمتاز بها صلاة عيدنا في هذا المصلى وبل أقول حفلة عيدنا فإنها كحفلة دينية فيها المواعظ والأناشيد الدينية وقراءة القرآن والدعاء ، هي الجمال الحاصل بسبب كثرة المصلين ، فساحة المصلى تسع أكثر من مائتي ألف مصل فهي تملأ في الساحات الأولى ثم يبادر الناس إلى إقامة الصفوف داخل الشارع الأمامي للمصلى وعن يمين المصلى وكل مكان أوفضاء فارغ وجدوه بمقربة من المصلى والشيئ الثاني الذي يزيد من روعة وأهمية صلاة العيد في المصلى الكبير هي خطبة وإمامة الشيخ عبد الحميد حفظه الله تعالى رئيس جامعة دارالعلوم ورئيس الإتحاد المدارس الدينية ببلوشستان . لأجل ذلك يفضل غالب أهل مدينة زاهدان وخاصة العلماء والطبقة المثقفة والتجار وأغلب العامة تأدية صلاتهم في هذا المكان . تقام الصلاة عادة بعد تلاوة آيات من القرآن الكريم وإلقاء خطب ومواعظ باللغة الفارسية ثم تؤدى الصلاة وتلقى الخطبة المسنونة من بعدها .  فقام بإلقاء الخطبة باللغة الفارسية أولا سماحة

الشيخ عبد الغني البدري

وهو أحد كبار الأساتذة في جامعة دارالعلوم ،تناول موضوع الأستاذ  رسالة الله تعالى للبشرية ، فقال فيه بعد تلاوة آية “هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم إلخ وبعد تقديم التهانئ إلى الحاضرين بمناسبة العيد الأضحى : لو دققنا النظر في العالم الذي نعيش فيه نجد أن هناك مجموعة كبيرة من المدعين الذين يدعون أنهم يملكون برنامجا ناجحا للبشرية يتضمن لهم حياتا مرضية وموافقة . لقد كان الفلاسفة في غابر من الزمن على كرسي الدعوى في العالم مصارحين أن إكسير الحياة السعيدة للبشر موجود لديهم . ولكن نرى أن الأساليب والطرق التي قدموها للبشر كانت أساليب متناقضة بعضها مع بعض ، ومشكلتهم أنهم كانوا يرون أنفسهم أغنياء من الرسالات السماوية والإلهية لأجل ذلك ما قدموه للبشرية كانت ناقصة تماما . نعم لقد صدرت هذه الدعاوي من الكثيرين ومن فئات مختلفة لقد مضى كذلك الشعراء والأدباء بأشعارهم وبلاغاتهم الكلامية ولكن كان كل ما ترك هؤلاء من التأتير كان تأثيرا مؤقتا زمنيا إندرس بذهابهم ، ولقد مضى ملوك وفاتحون ملكوا ربع هذه المعمورة فأكثرولكنهم أيضا لم يقدروا على  أن يقدموا للبشرية توجيهات نافعة ومؤثرة وحياة أمنة وطيبة . لكن الفئة والطبقة الوحيدة التي إستطاعت أن تترك من وراءها تأثيرا عميقا وجذريا في هذا الكون هم جماعة الأنبياء ، ففي أي عصر بعث هؤلاء وجاءوا بالرسالة للبشرية قدروا أن يرشدوا البشرية وينجوه من الهلاك والدمار ولقد كانوا دائما جماعة فائزين ومفلحين . وأعلن الله تعالى أن الجماعة التي  إستطاعت  أن ترشد البشرية بطريقة صحيحة هم رسله وأنبياءه ، و كانت سلسلة بعث الأنبياء متتالية إلى أن بعث سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام  والذين سلكوا مسلك الأنبياء كفرعون وهامان ،بين الله تعالى مصيرهم أيضا وسلك الإنسانية مسلك الظلام والضلال إلى أن بعث الله تعالى في القرن السادس الميلادي محمدا صلى الله عليه وسلم . وأضاف فضيلته  قائلا : إن الذي نراه في القرآن واضحا جليا أن جميع الأنبياء إتفقت دعوتهم في شيئ واحد وهو لا إله إلا الله ، وذلك أن الفلاسفة وغيرهم من الفئات لم تتفق كلمتهم بل كانت إختلافاتهم حادة جدا بينهم  .وقال أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء ببرامج للأمة يتفق فيها مع جميع الأنبياء . الأول هو العلم ،فالأنسانية إما كانت في ضلالة وجهالة أو كانوا يحملون علما غير صحيح . الثاني اليقين على تلك المعلومات ، العلم دون اليقين لن يكون نافعا أصلا ، فالفلاسفة كانوا دائما في شك وتردد فيقولون في وقت بشيئ وفي آخر بشيئ آخر وتتبدل دائما آرائهم وذلك أن مباني علمهم كانت على التجارب  والتجارب متحولة ومتغيرة عبر الزمان .

الثالث : الباعث للعمل فإذا لم تكن دوافع ترك المعصية وبواعثها في نفوس الإنسان لا يكون العلم والعمل نافعين ، كثير من الناس يعلمون مثلا أن السرقة محرمة وهم على يقين بذلك مع ذلك يباشرون هذه المعصية لما أن الباعث الذي يدفعه إلى ترك المعصية غير موجود في نفسه . فالرسول صلى الله عليه وسلم أوجد في نفوس أتباعه الدواعي لترك المعاصي بحيث لو ارتكب أحد معصية شعر بالذنب والندامة ، ولم تكن حاجة إلى الشرطة والكاميرا المخفية . ونحن اليوم في عصر التقدمات نرى تزيد التقارير يوما فيوما من دول تتكاثر فيها السرقة والجرايم والسبب الرئيسي في ذلك أن الباعث والداعي لترك المعاصي والجرايم  غير موجود  في شعوب هذه الدول . ثم قام أحد أعضاء المجالس البلدية في مدينة زاهدان بالنيابة عن سائر أعضاءه

المهندس زاهدي

وقدم أولا تهنئته بسبب حلول هذه المناسبة العظيمة ثم تطرق إلى ذكر شيئ من أهداف ووظائف هذه الشورى المحلية والشعبية قائلا : إن تنفيذ سبعة من أصول الدستور مفوض إلى هذه المجالس ودفع كذلك إلى ذكر الأعمال التي قامت بها هذه الشورى بعد إنتصارها قبل سنة ونصف في الإنتخابات المحلية ، ونبه إلى أهمية المدن ودورها الأساسي في ترقية بلادها قال اليوم نحن نعرف بعض الدول بأمصارها مثلا نحن نعرف مدينة دبي ولكن قليل من يعرف الإمارات العربية منا الدولة التي تقع فيها هذه المدينة ، وركز سماحته أخيرا أن أساس التقدم والرقي لمدينة من المدن هو تعايش أهلها متعاطفين ومتراحمين جنبا إلى جنب .

كلمة المهندس فروزش ،

ممثل مدينة زاهدان في مجلس الشعب

قال المهندس في الكلمة التي أعدها ليلقيها إلى المصلين في هذا العيد : إن العدالة والإعتماد هما جناحان لمجتمع سالم وإن جميع الجوامع السالمة وجميع الأديان السماوية تبتني على هذين الأصلين وإن دستور بلادنا أيضا يبتني على العدالة . ولا بد من العدالة في جميع الأبعاد والجوانب لا أن نحصره في شيئ واحد مثلا الإقتصاد والمال بسبب الضغوط الإقتصادية والأزمات المالية المستجدة . فإننا لوقطعنا الطريق الصحيح تنخفض مشاكلنا وبل التكاليف أيضا تقل إلى حد كبير .ثم أضاف : إننا إذ أردنا تنفيذ العدل لابد من إستجلاب إعتماد الناس ولا شك أن الذين يقطعون هذ الطريق هم في طريق النظام . ولا بد من أن نذكر أولئك الذين يريدون بأهدافهم ومقاصدهم التمييزية تشويه إعتماد الشعب ، خاصة في هذه المناطق . واستطرد سماحته قائلا : نشاهد في بعض المجتمعات تنفذ قوانين ودساتير لم تدون قط وتبدل أراء الطبقة الحاكمة في بعض المناطق ، لا بد أن نذكر هذه الجماعة الذين يضعون أصابعهم في المواضع الحساسة ، وإننا إن شاء الله بشكل جد نتابع هذه الجماعة وكل من أراد سمعة هذه المناطق والإهانة والإساءة لمقدساتنا في هذه المناطق ، فإننا بحاجة أكثر من كل وقت إلى الوحدة والتقارب .

وكان ختام الإجتماع خطابة الشيخ عبدالحميد إمام و خطيب الجمعة لأهل السنة في زاهدان.

 

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات