اليوم :14 December 2024

خطبة الجمعة 29 ذوالقعده

خطبة الجمعة 29 ذوالقعده

Imageبدأ سماحة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب الجمعة في الجامع المكي بمدينة زاهدان خطبته في هذه الجمعة بتلاوة الآيات الأولى من سورة الفجر " والفجر وليال عشر والشفع والوتر" قائلا :بدأ الله سورة الفجر بذكر القسم بالفجر والليال العشر ، وهذا القسم هام جدا ، ومن ثم أن لله تبارك وتعالى منة عظيمة على عباده ، جعل لهم فرص يتمكنوا من خلالها تدارك الفوائت وتدارك النقصانات .

 فقد جعل لهم فرصة رمضان وجعل لهم فرصة  عيد الفطر وفرصة أيام الشوال وجعل أيضا فرصا في كل أسبوع أو شهر أوسنة ، وهذه الليالي العشر التي أقسم الله بها في مفتتح هذه السورة ليست إلا من قبيل هذه الفرص لتكون سببا في إقتراب عباد الله من الله تعالى ،فالأعمال قيمة في هذه الفرص ، وإن هذه الفرص تنقسم إلى نوعين فرصا زمانية وأخرى مكانية كالمسجد الحرام والمسجد النبوي فإن فضيلة العبادة تتضاعف فيهما أضعاف مضاعفة كما أنها مضاعفة في  مسجد الحي بالنسبة إلى البيت والمسجد الجامع بالنسبة إلى  مسجد الحي . لقد فضل الله بعض الأماكن وقد فضل أزمنة فهذه الأيام العشرة التي نحن فيها من الفرص الزمانية التي أعطيناها وهي فرص زمانية ومكانية لحجاج بيت الله المعظم فإنهم يقضون هه العشرة في الحرمين الشريفين .وهي لهم سعادة عظيمة حيث أدركتهم هذه الفرصة القيمة . وإنه تعالى بكرمه لم يحرمنا أيضا من هذه الفرصة بأن منحنا هذه الأيام والليالي وإنها أيام وليال قيمة وثمينة عند الله عزوجل وبإمكانكم أن تقوموا بعبادة الله عزوجل في هذه الليالي . قال رسول الله عزوجل : كان ممن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة قال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فأتاه فقال قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها ناسا يعبدون الله فاعبد معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا أتى نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله عزوجل وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمى فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين (فإلى أيهما كان أدنى فهو له فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التى أراد فقبضته ملائكة الرحمة ، قال قتادة فقال الحسن ذكر لنا أنه لما أتاه الموت ناء بصدره. ومعنى الحديث أن نقترب من الله عزوجل ولو كان بالزحف على الصدور ولا لا تخلوا حياتنا من التحرك فإن مصير العبد إما إلى الجنة وإما إلى النار . وأضاف فضيلته هذه الليالي العشر من أفضل الفرص وأهم الأزمنة للإقتراب من الله تعالى للإنسان المستيقظ الصاح الذي يقصد قربه تعالى لا لمن يحب الدنيا ويعشقها ، ورد في الحديث الشريف : « ما من أيام من أيام الدنيا أحب إلى الله أن يتعبد له فيها من أيام العشر يعدل صيام كل يوم منها بصيام سنة ، وقيام كل ليلة بقيام ليلة القدر »وبالنسبة إلى صوم عرفة قال النبي صلى الله عليه وسلم"  صوم عرفة يكفر السنة الماضية والسنة المقبلة" وهذا من الأجور التي تخص من لم يوفق أن يكون عابدا بجنب الكعبة . فعلينا أن نقوم بالعبادة في هذه العشرة ونحاول أن نستيقض بالأسحار ونقوم بالتوبة والإستغفار في هذه الأيام .قال الله تعالى والفجر وليال عشر فالمراد من الفجر هو فجر عيد الأضحى وفيه إشارة إلى أضحية ذلك الأيام وهذه الأيام أيام الحج وأيام الأضحية ثم أقسم بالشفع والوتر ومعناهما كما ذكر البعض الصلاة فمنها وتر ومنها شفع  وقال آخرون  يومان وليلة يوم عرفة ويوم النحر والوتر ليلة النحر وقال البعض المراد من الوتر هوذات الله تعالى والمراد من الشفع هم العباد فإنهم أزواج . وأنهى سماحة الشيخ كلمته بسؤال أحد السائلين بأي ذكر يشتغل في هذه الأيام ؟ فأجاب ذكر سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر أو ذكر  سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم وكذلك أوصاه وغيره من المصلين بالإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

 والسلام

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات