اليوم :20 April 2024

الأردن وفلسطين… والوطن البديل المرفوض

الأردن وفلسطين… والوطن البديل المرفوض

Image
قبل أكثر من ثمانين عاما لم تكن أمتنا تعرف الإقليميات ولا القطريات وكُنا أمة واحدة، فلم تكن هناك تجزءة ولا تشرذم ولا انشطار في جسد الأمة ولا في ديارها, كُنا نعيش في ظل دولة الإسلام (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). فنحن أبناء الأردن وفلسطين جزء من أمة الإسلام الكبرى، كُنا نعيش في جزء من دولة الإسلام عُرف عبر التاريخ بـ "بلاد الشام"،والتي هي منذ أن خلقها الله وحدة واحدة جغرافياً وبشرياً وسياسياً, وهي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين, فكانت عشائرها وعائلاتها تتنقل في جنباتها وأجزائها المختلفة عبر التاريخ بكل حرية ويُسر وبدون عوائق, وكأنهم يتنقلون داخل مدينة واحدة, فالأردنيون والفلسطينيون جسد واحد.

 

 

 ***************************************

الأردن وفلسطين…
والوطن البديل المرفوض
عقائديا وسياسيا وتاريخيا وديموغرافيا
ولماذا ؟؟؟؟

إن هذا المقال هو رد على كل من يعتقد أن فكرة الوطن البديل ممكن أن تتحقق, وأن فلسطين يُمكن استبدالها بأرض أخرى، فأردت أن أوضح أن البُعد العقائدي الإسلامي هو أكبر مانع ومُجهض لهذه الفكرة الشيطانية، ويجعل فلسطين غير قابلة للاستبدال.
قبل أكثر من ثمانين عاما لم تكن أمتنا تعرف الإقليميات ولا القطريات وكُنا أمة واحدة، فلم تكن هناك تجزءة ولا تشرذم ولا انشطار في جسد الأمة ولا في ديارها, كُنا نعيش في ظل دولة الإسلام (كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
فنحن أبناء الأردن وفلسطين جزء من أمة الإسلام الكبرى، كُنا نعيش في جزء من دولة الإسلام عُرف عبر التاريخ بـ "بلاد الشام"،والتي هي منذ أن خلقها الله وحدة واحدة جغرافياً وبشرياً وسياسياً, وهي تشمل سوريا ولبنان والأردن وفلسطين, فكانت عشائرها وعائلاتها تتنقل في جنباتها وأجزائها المختلفة عبر التاريخ بكل حرية ويُسر وبدون عوائق, وكأنهم يتنقلون داخل مدينة واحدة, فالأردنيون والفلسطينيون جسد واحد.
لذلك تجد أن عشائر وعائلات بلاد الشام الأصيلة لها جذور وامتدادات وتواجد في سوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وما أن جاء الاستعمار الصليبي المباشر إلى بلادنا في مطلع هذا القرن بقيادة بريطانيا وفرنسا بعد أن زالت دولة الإسلام التي كانت توحد بلادنا، حتى أخضعت ديار الإسلام ومنها بـلاد الشام إلى مبضع المجرمين "سايكس" البريطاني و"بيكو" الفرنسي، حيث عملا وبكل حقد تقطيعا وتوصيلا في العالم الإسلامي, وتحويل خارطته إلى لوحة تشكيلية مكونة من مربعات ومستطيلات ومنحنيات وزوايا وزوائد جغرافية واقتسماه وكأنهما يقتسمان قالب من الحلوة.
فبموجب هذه الجريمة الصليبية التاريخية تم تجزئة بلاد الشام وتقطيعها إلى أربعة أجزاء وأربعة شعوب, حصة فرنسا كانت منها دولتان لبنان وسوريا, والاردن لبريطانيا, والرابعة فلسطين وضعت تحت االوصاية البريطانية, حيث قامت بريطانيا بتهيئتها لغرس كيان يهودي فيها تنفيذا لوعدها المشؤوم المُسمى بـ "وعد بلفور" نسبة لوزير خارجيتها اليهودي يومئذ (أرثر بلفور) حيث اقتطعت فلسطين المُباركة وانتزعتها من أصحابها بالقوة ووهبتها لليهود, هكذا وبمنتهى البساطة (أعطى من لا يملك إلى من لا يستحق جزءاً من  ديار الإسلام  العزيزة علينا جميعا)، ومن أجل نجاح هذا الغرس الشيطاني المُسمى بدولة إسرائيل, ومن أجل أن تترسخ هذه الترتيبة الجغرافية المُصطنعة في ضمير ووجدان أبناء الأمة الواحد وُضعت الحدود والفواصل, وأقيمت السدود بين هذه الأجزاء الأربعة حتى لا تتوحد مرة أخرى, ولتكون بمثابة حاضنة لهذا الكيان، وكان لا بد من جعل سكان هذه الأجزاء الأربعة بعضهم لبعض عدو بإثارة النعرات والحساسيات والإقليميات والعداوات والأحقاد والبغضاء بينهم, وبسبب هذه الجريمة التي أنتجت التجزئة والكيان اليهودي تم اقتلاع الجزء الأكبرمن شعب فلسطين من وطنه وتهجيره إلى الأجزاء الثلاثة الأخرى من بلاد الشام، فكانت حصة الأردن هي الأوفر من هذه الهجرة، ونتيجة لذلك تعزز اندماج الأردنيين والفلسطينين الموجود اصلاً قبل "سايكس بيكو", فالإسلام صهرهم في امة واحدة هي أمة الإسلام, فمثلهم بعد الهجرة أصبح كمثل الكوب الذي نصفه ماء ثم أضفنا إليه نصفا أخر من الماء, فهل يستطيع أي مختبر في العالم مهما كان متطورا أن يفصل بين النصف الأول والنصف الثاني المضاف اليه, ولكن الاستعمار وأعداء أمتنا جميعا, والذين لا يريدون الخير لها ويعملون ليلا نهارا على تدميرها واستئصالها من الوجود ومنع وحدتها بأي ثمنا كان حتى ولو كانت هذه الوحدة بوحدة المشاعر والعواطف والأحاسيس، وحتى تبقى ديار الإسلام وخيراتها كلأ مباحا لهم, وحتى تسهل السيطرة علينا فنبقى خانعين خاضعين لهم, ومن أجل أن  تبـقى فلسطـين سليبة والكيان اليهودي يعيش بأمن وأمان, ومن أجل أن يُحولوا الأنظارعن هذا الكيان اليهودي الغاصب الذي يستهدفنا جميعا ويستهدف الأردن وفلسطين وجميع ديار الإسلام, عملوا على إشغال أبناء الأمة الواحدة بأنفسهم مستخدمين أساليب شيطانية خبيثة في تنفيذ سياستهم هذه والتي تقوم على أساس سياسة "فرق تسد", فعمدوا إلى زرع نخبة مجرمة تحت عناوين مختلفة تتكون من سياسيين ومفكرين وكتاب وصحفيين تافيهين خاويين  فكريا وليس لهم ولاء إلا لأعداء الأمة, فبعضهم يتستر بحمل أيدلوجيات ليخفي الروح الصليبية الحاقدة التي تسيره, فأخذ هؤلاء يُخوفون الفلسطينيين من الأردنيين والأردنيين من الفلسطينيين وبأن الفلسطينيين يستهدفون الأردن, فهم  يُريدون أن يتخذوا من الأردن وطنا بديلا لهم عن وطنهم  فلسطين المباركة, وللأسف الشديد نسينا الله فأنسانا أنفسنا فغفلنا عن عدونا الحقيقي الذي يتربص بنا جميعا الدوائر, حيث نسينا أننا أبناء امة واحدة  فصدّق كثير من الدهماء والجهلة دعوة الشيطان هذه وظنوا أننا بالفعل الأخوة الأعداء،وأن الأردني هو عدو للفلسطيني والفلسطيني هو عدو للأردني, وأن الأردن ممكن أن يكون بديلا لفلسطين.
لذلك فإن كل من يُنادي بهذه الدعوة الشيطانية ويدعو لها ويُبشر بها إنما هو عدو للأردن وفلسطين وعدولأمته, ويحمل عقيدة الشيطان ومُبشر بها ويُنفذ مخططات اليهود وأعداء الأمة جميعا الذين يستهدفون الأردن وكل بلاد المسلمين كما استهدفوا فلسطين، وهو تلميذ مخلص ونجيب لسايكس وبيكو، ولا يمكن أن يكون يحمل عقيدة وضمير ووجدان الأمة وأحاسيسها ومشاعرها.
لذلك لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يُنادي الفلسطيني بفلسطينيته في وجه أخيه الأردني، ولا أن ينادي الأردني بأردنيته في وجه أخيه الفلسطيني، ولكن علينا جميعا أن  نستيقظ من غفلتنا فنصحوا على الحقيقة الراسخة وهي أننا أبناء امة واحدة وديارنا واحدة, ففلسطين هي جزء من هذه الديار المباركة  كما هي الأردن فكيف ممكن أن يتم استبدال هذا الجزء المبارك  بذلك الجزء المبارك. قال تعالى: «وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون» [المؤمنون : 52]
 وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : " الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها ".
 فلنتق الله بأنفسنا، فنتجنب الفتن ما ظهر منها وما بطن، فلا نتجاوب مع أية دعوة لشياطين الإنس الذين يريدون أن يوقعوا الشحناء والبغضاء والفساد بين أبناء الأمة الواحدة.
فيا قومنا استيقظوا من غفلتكم وانهضوا من سُباتكم وعودوا إلى رشدكم وانتبهوا إلى ما يُدبر لكُم في ظلمات الليل وفي الخفاء، فعدوكم لئيم ماكر خبيث لا ينام الليل وهو يُخطط لتدميركم والقضاء عليكم وأنتم في غيبوبة وضياع وتيه، فتجعلون من بعضكم لبعض عدوا، ألم تسمعوا قول الحاخام اليهودي(عوفديا يوسف)عند ما صرح قبل عشر سنوات بكلمات واضحة تعبرعن حقيقة المعركة بيننا وبينهم (بأن الله قد ندم على خلق العرب وأنهم أبناء الأفاعي ويجب القضاء عليهم).
فوالله إن كل من ينادي بالإقليمية والعصبية الجاهلية واستعداء أبناء الأمة الواحدة على بعضهم بعضا، فإنماهو عدو لله ولرسوله وللمؤمنين، سواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد، فعلينا نبذه وعدم التجاوب معه، ولوادعى أنه شيخ الإسلام أو ادعى أنهُ مناضل وطني يساري أو قومي، فالإسلام يدعو إلى وحدة الأمة وليس إلى بث الفرقة بينها، فكفانا ذلا وهوانا، فقد أصبحنا أضحوكة الأمم ومهزلة التاريخ، لأننا صدّقنا دعوة عدونا بأننا أعداء ولسنا أخوة وشيء واحد, لذلك علينا ان نكون في صف واحد في مواجهة المشروع اليهودي في فلسطين، وعلينا أن نرفع معا اسم فلسطين في وجه اليهود الغاصبين المستجلبين من جميع أنحاء الأرض وفي وجه أعداء الأمة الذين يريدون أن يجعلوا من بعضنا عدوا لبعض بدلا من عداوتنا لليهود الذين حاولوا بكل ما يستطيعون وبكل إمكانياتهم أن يطمسوا اسم فلسطين ويُنكروا وجـود أصحاب لها، مُدعين بأنهم هم أصحابها وبأن الأردن هي فلسطين، فأكذوبتهم أصبحت مشهورة في التاريخ (أرض بلا شعب), لذلك استبدلوا إسم فلسطين بـ "إسرائيل", والوطن العربي الإسلامي بإسم الشرق الأوسط.
لهذا وحتى لا تضيع معالم الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني من قبل اليهود يجب أن نبقى على كل معالمها قائمة، فلا يجوز بأي حال من الأحوال إزالة وتذويب هذه المعالم تحت أية حجة كانت، وخصوصا بما يُسمى بالمطالبة بالحقوق المنقوصة للفلسطينيين في الأردن، وفي هذه المرحلة الخطيرة بالذات من قبل البعض بحسن نية او بسوء نية او عن جهل، والتي تهدف في النهاية إلى تحويل الصراع مع العدو إلى صراع بين الأخوة، وذلك من خلال إظهار حقوق الفلسطينيين المنقوصة والمغتصبة ليست في فلسطين وإنما هي مصادرة من قبل الأردنيين وليست من قبل اليهود ؟!
 فعلينا أن نعلم بأن حقوق الأردنيين والفلسطينيين اغتصبت وصُودرت باغتصاب فلسطين، والتي هي مُلك للأردنيين والفلسطينيين معا، ومُلك للأمة جميعا كما هي الأردن وجميع ديار الإسلام, لذلك يجب أن تبقى المخيمات شاهدة على الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني بأيدي اليهودية والصليبية العالمية, ويجب أن تبقى صفة اللاجئين تطلق على الفلسطينيين المُشردين والمُعذبين في الأرض، حتى يبقى العالم يتذكرأن هناك شعب اقتلع من أرضه ويجب أن يعود إليها، ويجب أن تبقى أسماء مدن وقرى فلسطين التاريخية تذكر في جميع المعاملات الرسمية حتى لا تمحى من ذاكرة الشعب الفلسطيني، فأي إلغاء لها اوالمطالبة بإلغائها في المعاملات الرسمية الأردنية او في الدول العربية الأخرى تحت أية حجة كانت إنما هو محو للذاكرة الفلسطينية ويعتبر خدمة لليهود ومشروعهم في فلسطين.
وإننا نقول لكل من يُنادي بخيارالوطن البديل من اية جهة كانت  يهودية أو امريكية أو عربية أو إسلامية وأخرهم المرشح الجمهوري للإنتخابات الامريكية (جون ماكين) الذي صرح قبل أيام أن الأردن هي الوطن البديل للفلسطينيين: إن فلسطين ليست أرضا عادية, بل هي أرض مقدسة مباركة مُسجلة في كتاب ربنا (القرأن الكريم) وأحاديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم, فإليها أسري به ومنها عرج إلى السماء وهي أولی القبلتين وثالث الحرمين الشريفيين، وبذلك أصبحت جزءا من عقيدة المسلمين لا يمكن استبدالها او التنازل عنها أو عن جزء منها، لأن استبدال اوالتنازل عن ما علم من الدين بالضرورة يُعتبر كفراً, ففي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحت بلاد فارس والروم ومصرولكنه لم يذهب لاستلامها وإنما جاء إلى بيت المقدس لاستلام مفاتيحها, وهذا يدل على أهمية البعد العقائدي للقدس قلب فلسطين، وليصوغ "العهدة العمرية"التي تشترط ألا يسكن "القدس" حاضنة الأقصى أحد من اليهود واللصوص.
فالبعد العقـائدي لفلسطين التي قلبها القدس, وقلب القدس الأٌقصى, وقلب الأقصى مسرى محمد صلى الله عليه وسلم وفر لها الحماية العقائدية وحفظها من الضياع والنسيان أو التنازل عنها للأعداء رغم ما تعرضت له عبر التاريخ من نكبات وكوارث, فلولا هذا البعد لضاعت فلسطين وقلبها القدس أثناء الحروب الصليبية  التي استمرت مائتي عام منها مائة عام  استولى الصليبيون خلالها على القدس، ولكن البعد العقائدي الإسلامي أيقظ في الأمة روح الجهاد والاستشهاد وأثار الهمم وبعث الأمة من جديد، فكان نورالدين زنكي وعمادالدين زنكي التركيين اللذان بدءا الكر على الصليبيين في معركة الرها التي مهدت لمعركة حطين ثم تحرير بيت المقدس عندما حمل الراية من بعدهما صلاح الدين الأيوبي الكردي الذي دخل بيت المقدس فاتحا ومحررا ومنقذا, ومن بعده بمائة عام (1291 ) بعث الله  السلطان المملوكي خليل بن قلاوون ليهزم الصليبيين في معركة عكا وليدحرهم نهائيا عن فلسطين وجميع بلاد الشام.
 فهذا البعد الديني العقائدي الإسلامي هو الذي  أبقى قضية القدس وفلسطين في الحروب الصليبية الأولى حية في نفوس المسلمين لما يقرُب من مئتي عام،حتى استعادوها وإلا لأصبحت كالأندلس عندما ضاعت من المسلمين, حيث لم يكن هناك ارتباط عقائدي بها يستفزهم من أجل استعادتها لأنهم اعتبروها أرضا عادية.
 لذلك إن كل من يهمل هذا البعد أو يُحاول أن يتجاهله أو يدعو إلى استبعاده من الصراع مع اليهود فإنه خائن ومجرم ومتأمرمهما تستر تحت اي قناع, فبناءا على هذا البعد العقائدي فإننا نقبل أن نستبدل فلسطيننا المباركة بوطن بديل بالشروط التالية:
أولاً: أن يُنزل فيه  قرآنا يُتلى إلى يوم الدين, ففلسطين ذكرت بعدة آيات في القرأن الكريم، واكثر هذه الأيات ذكراً عند المسلمين
 (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الآقصى الذي باركنا حوله)
 وهناك أكثر من سبع أيات غير هذه الأية  تتحدث عن بركة فلسطين.
ثانيا: أن يُصبح هذا الوطن القبلة الأولى للمسلمين لمدة سنتين ونصف قبل أن يتحولوا إلى مكة.
ثالثا: أن يكون فيه ثالث الحرمين الشريفيين.
رابعا:  أن يسرى الله بمحمد صلى الله عليه وسلم إليه من مكة وأن يُحي الله  لهُ جميع الأنبياء ليؤم بهم  في المسجد الأقصى وليعرج منه إلى السماء.
خامسا: أن يأتي عمر بن الخطاب إليه فاتحا وأن يُصدر عهدة عمرية.
سادسا:  أن تحمل مريم البتول بعيسى عليه السلام وتلده في هذا الوطن.
سابعا: أن يكون مهاجر إبراهيم عليه السلام ويدفن فيه.
ثامنا:أن تكون المناطق الجغرافية لهذا الوطن البديل تتكون من الجليل الأعلى والجليل الأسفل ومرج بن عامر والمثلث وجبل النار والسهل الداخلي والأغوار والقدس والخليل واللد والرملة والنقب والسهل الساحلي الذي يمتد من رأس الناقورة شمالا إلى رفح جنوبا.
تاسعا: أن يكون  تراب هذا الوطن مجبولا بدماء الشهداء وارضه مزروعة بجثث أباءنا وأجدادنا.
عاشراً: أن يكون حدود هذا الوطن من الشرق نهر الأردن والبحر الميت ووادي عربة, ومن الغرب البحر الأبيض, ومن الشمال لبنان وسوريا, ومن الجنوب خليج العقبة.
حادي عشر: أن يأتي السلطان العثماني سليمان القانوني ويبني سوراً يُحيط ببيت المقدس من الجهات الاربعة.
فإذا توفرت هذه الشروط بالوطن البديل فإنني أضمن الأردنيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين أينما كانوا بأن يوافقوا عليه.
 فمن يستطيع أن يحقق هذه الشروط غير رب العالمين, ونحن معاذ الله أن نشترط على رب العالمين, لذلك سيبقى القرأن أكبر وأعظم وأقوى حام وحافظ لكيان أمتنا وأرضها ومقدساتها، وسيبقى المحرك لنا حتى ننهض من جديد لنستعيد حقنا كما فعل صلاح الدين وبن قلاوون.
لذلك فإن هذه الفكرة مرفوضة عقائديا وتاريخيا وسياسيا وديمغرافيا, وإن كل من يطلب أويقبل أن يتم استفتاء على فلسطين إنما يدخل في زمرة الخونة والمتأمرين والمجرمين, فهو كأنما يطلب الاستفتاء على عقيدة الأمة وتاريخها, فلتعلم الدنيا كل الدنيا أن فلسطين ليس لها بديل إلا فلسطين ومهما طال درب الآلام وكثرت الدماء وتعاقبت قوافل الشهداء, وإننا نقول لأصحاب المشروع اليهودي في فلسطين ومن عمل في خدمتهم ولمصلحتهم إنكم لم تنتصروا ولن تنتصروا بإذن الله على الشعب الفلسطيني, فمنذ مائة عام وهذا الشعب يُقاتلكم دون كلل ولا ملل ودون أن يفقد إرادة التحدي والصمود رافضا رفع راية الاستسلام  والخروج من التاريخ بالاعتراف بالأمر الواقع بالتنازل عن وطنه التاريخي ذو البعد العقائدي فلسطين المباركة, وإننا نقول للعصابات اليهودية التي استجلبت إلى فلسطين من جميع أصقاع الأرض، عليكم أن تبحثوا لكم عن وطن بديل وملاذ غير فلسطين أوتعودوا من حيث أتيتم, فأنتم لن تقرروا مصير الشعب الفلسطيني ومصيروطنه, بل إن الشعب الفلسطيني وامة الإسلام هم الذ ين سيقررون مصير مشروعكم الفاشل وسيقتلعون هذا الغرس الشيطاني من فلسطين.
  فوالله ثم والله إن مصيركم محتوم وقدركم مرسوم ولن يطول بكم الأمر في ديارالإسلام, فعبادالله الذين وعد الله ببعثهم عليكم ليسؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبرواعلوكم وليُطهروا فلسطين المباركة من دنسكم وليُعيدوا للأمة سيرتها الأولى قد بعُثوا والله أعلم, فهاهم يخوضون المعركة الفاصلة مع رأس الكفر أمريكا ومن والاها وتحالف معها في العراق وأفغانستان, وها هي أمريكا راعيتكم الكبرى تترنح تحت ضربات أيديهم المتوضأة وتكبيراتهم وهم يوجهون نيران رميهم نحو جنودها المرعوبين, وها هي بعض ارهاصات عباد الله المبعوثين بدأت تظهر في فلسطين حيث بدأت تتمايز رايات الجهاد في سبيل الله من رايات المقاومة والكفاح والنضال, ففلسطين لا يمكن أن تتحرر إلا تحت راية إسلامية واضحة وليست راية عمية خليط من الإسلام واليسار واليمين والقومية والوطنية، أو راية تدعي أنها راية إسلامية وهي متحالفة مع أشد الناس عداوة للذين أمنوا وهم المشركون المجوس, ولا يمكن أن تتحرر فلسطين على يد من جعلوا من المخابرات العربية وخصوصا المخابرات المصرية مخابرات كامب ديفيد مرجعية لهم ولمواقفهم, فهؤلاء ليسوا من الأمة ولا يعملون لمصلحتها بل إنها أشد المدافعين عن العدو والكيان اليهودي فهم الأمينين على حراسته.
(ويقول الذين أمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكُم حبطت أعمالهُم فأصبحوا خاسرين * يا أيها الذين أمنوا من يرتد منكُم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يُحبُهُم ويُحبُونهُ أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يُجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم * إنما وليُكُمُ الله ورسُولهُ والذين أمنوا الذين يُقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهُم راكعون * ومن يتول الله ورسوله والذين أمنوا فإن حزب الله هُم الغالبون *يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا الذين إتخذوا دينكُم هُزُواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكُم والكُفار أولياء واتقوا الله إن كُنتم مؤمنين) {المائدة: 53+57}.
 فإنني أناشد جميع شباب الإسلام الذين يقاتلون تحت رايات غير واضحة ومختلطة أن يُعيدوا النظر بهذه الرا يات ويُمحصوها جيدا حتى لا يحبط عملهم فيصبحوا من الخاسرين وهم لايعلمون, فالأمر جد لا هزل فيه, فإذا كان هدفكم النصر بتحرير فلسطين فالنصر من عند الله ولا يمكن أن يكون إلا براية إسلامية واضحة وضوح الشمس (وما النصرإلا من عند الله), وإذا كان الهدف الشهادة للفوز بالجنة فالجنة لا يُمكن أن يدخلها إلا الموحدون لله ولا يشركون به شيئا, فأول متطلبات التوحيد عدم موالاة المشركين وموالاة الله ورسوله والمؤمنيين، وأن يكون القتال  في سبيل الله وليس للمنافسة مع الآخرين على المكتسبات الدنيوية والحصول على الأغلبية والاحتكام إلى الشعب.
(لا يزال بُنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم) {التوبة: 110}

أرسله لموقع "سني أون لاين" الكاتب والباحث الإسلامي
محمد أسعد بيوض التميمي

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات