اليوم :20 April 2024

خطبة الجمعة 16 جمادی الثانية 1429

خطبة الجمعة 16 جمادی الثانية 1429

فضيلة الشيخ عبدالحميد

فضيلة الشيخ عبدالحميد

كان موضوع خطبة سماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله في هذا الأسبوع «نعمة المال ولزوم الاستفادة منها للحصول علی مرضاة الله تعالی والفوز في الدارين»، وكذلك أشار سماحته إلی قرب موعد عقد الاجتماع السنوي لأهل السنة في إيران بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بزاهدان، وحثّ فضيلته الجماهير علی الدعاء والتضرع إلی الله تعالی تعالی حتی يسهّل عقد الاجتماع وأن يرفع العراقيل التي من المتوقع أن توضع أمامه، وأيضاً حرضهم علی المساعدة المالية لتمهيد عقد الاجتماع.

بدأ سماحة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة بمدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة: «إن قارون كان من قوم موسی فبغی عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين . وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الارض إن الله لا يحب المفسدين . قال إنما أوتيته علی علم عندي أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعا ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون».
ثم توجه فضيلته إلی المستمعين بالقول: إن القرآن يحكي قصة عجيبة عن قارون، ولو لم تكن هذه القصة في القرآن لما كان ليصدقها أحدٌ، حيث يقول تعالی: «آتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة».
وأضاف قائلاً: كان قارون بخيلاً حريصاً علی المال وإنّ الله تعالی يذكّر الأثرياء في العالم أن يجعلوا قصة قارون نصب أعينهم حتی لا يواجهوا مثل العذاب الذي واجهه قارون إثر الخيلاء والبخل والحرص.
وتابع قائلاً: المال فتنة وإن الله تعالی يختبرنا ويمتحننا به ليری كيف نعامل معه، وهل نعين به الفقراء ونتصدق به أم نقترف الفساد والمنكرات والمعاصي والفواحش ونصرفه في سبيل الشيطان.
وأردف قائلاً: الولد أيضاً فتنة للإنسان لأن كثيراً من المعاصي تنشأ من حبّ الولد.
حب الولد يحول دون حبّ الشهادة والجهاد في سبيل الله، والمرء لايفكّر في أن الوارث هو الله وإنه يحفظهم خلف الوالد.
جاء في الحديث النبوي الشريف: «الولد مبخلة مجبنة».
واستطرد قائلاً: قام موسی عليه الصلاة والسلام أمام ثلاثة من الجبابرة والمتكبرين وهم فرعون وهامان وقارون، وإن موسی أدی رسالة الله تعالی إليهم جميعاً.
وأضاف سماحته بالقول: يجب الحذر من الخيلاء والتكبر، لأن المال غادٍ وراحٍ، ولاينبغي أن نتكبر لأجل ثروتنا، لأنّ كثيراً من الناس كانوا ذات يوم في أنواع النعم ولكن الله تعالی أزال وأهلك ثروتهم وهم اليوم يسيرون مشياً علی الأقدام ولايجدون سيارة يركبونها.
وتابع قائلاً: يمكن الحصول علی مرضاة الله تعالی بالمال كما فعل أمير الؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث اشتری "بئر رومة" ووقفه للمسلمين، وبشره الرسول صلی الله عليه وسلم بالجنة، وكذلك قام رضي الله عنه بتجهيز جيش العسرة وحصل علی بشارة الرسول صلی الله عليه وسلم.
وأردف قائلاً: إخوتي الأعزة! يمكن شراء الجنة بهذا المال والثروة.
كثير من الفقراء يعانون من الفقر وليس لهم من المال ما يداووا به أولادهم في المراكز الطبية ويمكن لنا أن نحصل علی رضی الله تعالی بإنفاق المال في سبيل الله وإعانة الفقراء والمساكين.
وأضاف بالقول: إن نصيبنا من الدنيا للآخرة هو هذه الأعمال الصالحة من الصلاة والذكر والإنفاق في سبيل الله وخدمة الوالدين وعيادة المرضی وتشييع الموتی.
واستطرد قائلاً: الدنيا دار العمل، والآخرة دار المجازاة، فعلينا أن لا ننسی نصيبنا من الآخرة، «ولاتنس نصيبك من الدنيا».
بكل خطوة نخطوها إلی المسجد لأداء الصلاة تكتب لنا بها حسنة وترفع عنا سيئة، وعليكم أن تودّدوا صلواتكم مع الجماعة لأن من شذّ شُذّ في النار.
وتابع بالقول: مع الأسف يوذّن في المساجد ولكن كثيراً من الناس لا يؤدون صلاتهم في المسجد، وهذه خسارة عظيمة، لأن الرسول صلی الله عليه وسلم كان يهتم كثيراً بأمر الجماعة، حتی قال مرة: «لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلی قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار».
وأردف: الدنيا محل الزراعة للآخرة وهي محل أخذ السراج لظلمات القبر والآخرة.
«وأحسن كما أحسن الله إليك». فلو تعلمون شيئاً، عليكم أن تعلموا وتُبلغوا هذا العلم إلی من يبحث عنه، وكذلك إذا كان معكم مال عليكم أن تعطوا منه من يحتاج إليه، وأيضاً يجب علی المسئولين في الدوائر الحكومية أن يحسنوا إلی المراجعين ولايردوهم عن بابهم مطرودين.
وأضاف سماحة الشيخ عبدالحميد قائلاً: قيل لقارون «ولا تبغ الفساد في الأرض»، وهذا الخطاب أيضاً لمن له قدرة وسلطة وبيده سلاح أن يوجه بندقيته نحو المفسدين لا إلی الأبرياء العزل، لأنّ الله تعالی لا يحب المفسدين المتكبرين الفاسقين.
وتابع قائلاً: لم يقبل قارون هذه النصيحة وقال: «إنما أوتيته علی علم مني»، فأخذه الله تعالی وخسف به وبداره الأرض ولم يبق له أثر بعد عين، ولم ير أحد جثمانه.
نسأل الله تعالی أن يوفقنا للاستفادة من الدنيا للآخرة.
واستطرد قائلاً: نحن نودّي الصلاة علی الأموات ولكن مع الأسف لا نفكر في هذا الأمر أننا سوف نرحل إلی الدار الآخرة وسوف تقام صلاة الميت علينا، ولا نسعی لآخرتنا.
وفي الأخير أشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی قرب موعد عقد الاجتماع السنوي لأهل السنة في ايران بمناسبة تكريم خريجي جامعة دارالعلوم بزاهدان في 28 و 29 من شهر رجب، قائلاً: عليكم أن تدعوا الله تعالی يومياً أن يرفع العراقيل المتوقعة أمام هذا الاجتماع وتصلّوا يومياً ركعتين وتضرعوا إلی الله تعالی. والأمر الثاني هو أن تبذلوا أموالكم لتمهيد عقد الاجتماع.
وأضاف سماحته قائلاً: أرجو من المسئولين أن ينظروا إلی هذا الاجتماع برحابة صدر وأن يعلموا أننا لا نقصد من وراء هذا الاجتماع إلا الخير والسعادة لبلادنا، وخاصة نرجو من وزارة الخارجية أن تسمح لضيوفنا من سائر البلاد الإسلامية للمشاركة في هذا الاجتماع.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات