اليوم :25 April 2024

خطبة الجمعة 25 جمادی الأولی 1429

خطبة الجمعة 25 جمادی الأولی 1429

Image
بدأ سماحة الشيخ عبدالحميد حفظه الله خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية: «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدی للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقنهم ينفقون»، ثم قال في تفسير الآية: إن الله تعالی جعل الهداية الكاملة في ثلاث خصال، وهي: الإيمان وإقامة الصلوة والإنفاق في سبيل الله تعالی.

وأشار سماحة الشيخ إلی أهمية الإيمان وقال: إن أهم وسيلة إلی الله عزوجل والعروة الوثقی التي يصل بها الإنسان إلی الله جل وعلا هو الإيمان، والإيمان هو أن توحّد الله ولا تشرك به شيئا، فإن الشرك أكبر ظلم يرتكبه العبد تجاه ذات الله عز وجل.
وأما الخصلة الثانية التي أشير إليها في هذه الآية هي إقامة الصلاة بتمام أركانها وآدابها فإن الصلاة بلاخشوع و بلاتوجه كامل إلی الله عزوجل لا تغني عن صاحبه شيئاً، الصلاة  تكون معراجاً للمؤمن إذا كانت كاملة بشرائطهما.
أما الخصلة الثالثة: هي الإنفاق في سبيل الله عزوجل، والإنفاق في هذه الآية يشمل الإنفاق الواجب (الزكاة) والإنفاق الغير الواجب.
وتطرق سماحة الشيخ عبدالحميد إلی فضائل الإنفاق وأهميته في ضوء الآيات والأحاديث وقال: لما أراد الأنصار رضي الله عنهم أن يهتموا ببساطينهم ظناً منهم أن الإسلام قد استولت علی الجزيرة العربية فلايحتاج أن نتعب أنفسنا بل نخصص وقتاً لإصلاح معاشنا وزراعتنا فنزلت هذه الآية «ولاتلقوا بأيديكم إلی التهلكة» أي لاتجعلوا أنفسكم في الهلاكة بعدم الإنفاق في سبيل الله سبحانه وتعالی.
وكذلك لما نزلت آيات في فضائل الإنفاق تفرق الصحابة رضي الله عنهم إلی أسواق المدينة فأنفقوا ما كسبوا بعرق جبينهم، فكان منهم من ينفق الكثير ومنهم من لا يجد إلا قوت يومه فكان يأتي به ويقدمه إلی الرسول عيله الصلاة والسلام وكان المنافقون يطعنون الصحابة رضي لله عنهم المساكين في إنفاقهم ويقولون: إن الله غني لا يحتاج إلی هذه التمرات التي تنفقون، فنزلت في ذمهم ومدح الصحابة المخلصين بعض الآيات.
لما نزلت آية: «من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً»، جاء سيدنا ابودرداء رضي الله عنه إلی الرسول عليه الصلاة والسلام وقال: إني أقرضت الله بستاني بما فيه، وكان بيته فيه فأخرج أهله من البيت وأنفق البستان مع البيت في سبيل الله عزوجل.
وكذلك لما نزلت آية: «لن تنالوا البر حتی تنفقوا مماتحبون»، جاء أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه إلی النبي صلی‌الله‌عليه‌وسلم وقال: إن أحب أموالي إلی البيرحاء، فأنفقه في سبيل الله، فأمره النبي عليه الصلاة والسلام أن يجعله بين أقربائه.
وأكد سماحة الشيخ علی العمل بجميع العبادات وقال: إن بعض الناس يهتمون بعبادة خاصة ويهملون العبادات الأخری، ويغفلون عنها ويظنون أنهم يحسنون صنعاً، والحقيقة أنهم غافلون أن لكل عبادة أثراً ولكل عبادة ثواباً لا يجده المؤمن في العبادة الأخری، فالسعيد هو الذي يحظی بجيمع العبادات ما استطاع.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی أهمية الاهتمام بحقوق الأقرباء سيما المساكين منهم، وقال: إن من المؤسف أن كثيراً من الأغنياء في زمننا لا يهمهم أقربائهم فيهملونهم ولا ينفقون عليهم مما رزقهم الله، ولا بد أن نعرف أن الإحسان إلی جميع المؤمنين حسن ولكن إلی الأقرباء أحسن، فإن فيه إنفاق وصلة الرحم.
وفي الأخير دعا سماحته جميع الأغنياء إلی الاهتمام بالمساكين سيما في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها شعبنا في هذه السنوات، وقال: لو أنفق جميع الناس بما فضل من حوائجهم لما بقي من الفقر أثر في مجتمعنا ولكن سلط الله سبحانه وتعالی علينا القحط بسبب الإسراف وعدم الإنفاق.
وتطرق سماحة الشيخ إلی موضوع السحر الذي شاع في المدينة وقال: وصل إلينا رسالة يشكو فيها صاحبها من كثرة السحرة في مدينتنا (زاهدان) والمشاكل التي تأتي من قِبَلهم.
وأضاف قائلاً: إن الساحر عدو الله ورسوله، ولا إيمان للسحرة، وإني أوصي جماهير الناس سيما النساء إلی التجنب من السحرة والاعتقاد بهم، وقد جاء في الأثر أن من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلی الله عليه وسلم.
 وتابع قائلاً: إني أوصيكم بشيء لو أن تمسكتم به لا يضركم سحر ساحر ولا حسد حاسد إن شاء الله تعالی و هو أن تقرءوا سورة الإخلاص والفلق والناس، كل واحد منهن ثلاث مرات صباحاً ومساءً وتنفخوا أنفسكم فلا يضركم شيء إن شاء الله تعالی.

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات