اليوم :20 April 2024

خطبة الجمعة 11جمادی الأولی 1429

خطبة الجمعة 11جمادی الأولی 1429

Image
كان خطيب الجمعة لأهل السنة بمدينة زاهدان في هذا الاسبوع سماحة الشيخ احمد ناروئي نائب الشيخ عبدالحميد في الشئون الإدارية بجامعة دارالعلوم. وقال فضيلته في خطبته: ذكرت في الأسبوع الماضي أن القرآن يعرّف فريقين في القرآن مع أوصاف كل منهما، ليتشبث المسلمون بهذا الكتاب الكريم ويجعلوه نبراساً يضيء لهم الطريق ويمهّد طريق فوزهم في الدارين.

 أضاف قائلا: جاء من صفات المؤمنين في القرآن «ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب».
الخوف بالنسبة إلی الحيوانات المفترسة نوع من الخوف فيه النكرة والكره، ولكن خوف المسلم بالنسبة إلی الله تعالی نوع آخر وهو أن يكون في الخوف احترام إلی الله تعالی لا التنفر والانزجار.
وتابع قائلا: الذي يخاف ربه هو ينظر إلی تصرفاته في جميع شئون حياته حتی لا يسخط الله ولا يعاقبه الله تعالی يوم القيامة.
علينا أن نحاسب أنفسنا وننظر إلی أعمالنا حتی يضمن لنا فلاح الدارين.
وأردف سماحته قائلا: يوم القيامة لا فرار من عذاب الله تعالی  لأن العذاب يحيط بالمذنبين، ويمكن للمرء في الدنيا أن يفر إلی الله تعالی ويرجع إليه سبحانه وتعالی حتی ينجو من العذاب في يوم القيامة.
واستطرد قائلا‌: والصفة الأخری هي الصبر. «والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم»، يعني يجب أن يكون الهدف من الصبرهو الحصول علی رضی الله تعالی.
حينما توفي ابراهيم بن رسول الله صلي‌الله‌عليه‌وسلم، قال عليه الصلاة و السلام: «القلب يحزن والعين تدمع ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا لفراقك يا ابراهيم لمحزونون».
وأضاف قائلا: الصبر علی ثلاث مراتب: الصبر علی الطاعة، الصبر عن المعصية، الصبر علی المصيبة.
الصبر علی الطاعة هو أن يصبر المرء علی الطاعات والفرائض وأن لا يترك الصلوات ويودّي صلاته مع كامل الصفات والخشوع والخضوع، وأن ينفق من أمواله في سبيل الله. «و أنفقوا مما رزقنهم سراً وعلانية». يقول الله تعالی إن هذه الأموال ليست من فضلك بل إنما أعطيناكها رحمة منا.
وأردف بالقول: الصفة الحسنة الاُخری من صفات المؤمنين هي العفو والغفران والتوبة والرجوع إلی الله تعالی، «ويدرءون بالحسنة السيئة»، كما فعل يوسف عليه السلام مع إخوته حيث قال: «لا تثريب عليكم اليوم». و يغفرون من أساء اليهم.
واستطرد قائلا: العفو المحمود هو بالنسبة إلی الحقوق الفردية، ولكن إذا قام البعض بقطع الطريق والزنا ونشر الرذيلة في المجتمع فهذه الآية لا تشملهم بل يجب أن يُطارَد هولاء المتعرضون إلی الحقوق الاجتماعية و المدنية.
يقول الله تعالی في جزاء هولاء المؤمنين الذين ذكرت صفاتهم: «أولئك لهم عقبی الدار. جنات عدن يدخلونها ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبی الدار».
وتابع قائلا: ثم يذكرالله سبحانه وتعالی في وصف من خالف هذا الفريق ومن مارس الصفات الرذيلة: «والذين ينقضون عهدالله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمرالله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدر».
وأشار سماحة الشيخ احمد الناروئي إلی المرض الثلاسيميا الشائع في المنطقة قائلا: هذا المرض من الأمراض الخطيرة ويمكن للشباب أن يراجعوا المراكز الطبية قبل الزواج لإجرا الفحص والتحليل الطبي حتی لا يواجه أولادهم بهذا المرض الخطير.
وناشد فضيلته المراكز الطبية الحكومية أن يسهّلوا الطريق لإجراء التحليل الطبي ويقلّلوا من النفقات الباهضة لهذا الفحص.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات