اليوم :29 March 2024

الي متي تهضم حقوق شعب مضطهد؟

الي متي تهضم حقوق شعب مضطهد؟

Image
في الوقت الذي تواجه فيه الحكومة الإيرانية الضغوط الدولية حول أنشطتها النوويه و تسعي القوي الكبري في غزوها أو مقاطعتها تماماً و في ظل ظروف تحتاج فيها الحكومة إلي شعبية واسعة بين القوميات و المذاهب المختلفة تقرع الآذان أخبار قد أصبحت عالقة علي أذهان كثير من الناس.

نعم! في الوقت الذي يعاني فيه أهل السنة من التمييز العنصري في كثير من المجالات قد ضاق المجال عليهم أكثر فأكثر من قِبَل بعض المتطرفين العنصريين في الدوائر الحكومية.

في طهران عاصمة إيران التي تسمي بمركز الإسلام و عاصمته الأصلية تحظي كل طائفة و فرقة من الكفار كاليهود و النصاري و المجوس و غيرهم من أماكن خاصة للعبادة، ففي أقطار طهران و خاصة في شوارعها الرئيسية توجد كنائس و معابد متعددة مع أنه لا يبلغ عدد كل المعتنقين لهذه الفرق و الاديان الي إثنين في المائة وفقا للإحصائيات الرسمية و لكن أهل السنة محرومون من مسجد خاص لهم في طهران مع أنه يبلغ عددهم الي أكثر من خمسة و عشرين في المائة و في أرجاء ايران و يسكن أكثر من ميليون نسمة من أهل السنة في طهران.

كان أهل السنة في طهران في حرمان تام فمنذ اربعين سنة كانوا يذهبون إلي السفارة الباكستانية لإقامة صلاة الجمعة في مدرسة للباكستانيين حتي ثقل الأمر علي بعض المسئولين و رجال الحكومة وأجبروا الجهات المسئولة في السفارة علي منع إقامة الجمعة في ذاك المكان و اُعلن في الآونة الأخير أنه لا تسمح لإقامة الجمعة في هذا المكان فأعلن الدكتور جلالي زاده ممثل سنندج السابق في  مجلس الشوري الإسلامي أننا نضطر إلي إقامة الصلاة في المنتزهات العامة و نبدأ بمنتزة ملت العام و لكن مع الأسف الشديد لماحان الأوان واجه الناس بحكم عسكري عام في المنتزهات و قد اُغلقت كافة المنتزهات العامة في طهران حتي أن عدداً من الطلبة الجامعيين خرجوا يوم الجمعة للتفرج و النزهة و لكن لما كان يرتدي أحدهم ملابس تشبه ملابس علماء السنة منعتهم القوات المسلحة من الدخول في المنتزه و أما الاوضاع في منتزه ملت العام الذي كان من المقرر أن تقام فيه صلاة الجمعة فكانت متوترة متأزمة و كان المنتزة في حصار القوات المسلحة و قد أجبر الحقد الدفين بعض المتطرفين و العنصريين الذين ينتمون إلي الدوائر الحكومية إلي وضع العراقيل في سبيل إقامة صلاة الجمعة في ذاك المكان و أجبروا الناس علي مغادرة المكان بغير صلاة.

هذه قضية تسترعي الإنتباه و تثير أسئلة عديدة في الأذهان:

لماذا يثقل إقامة الصلاة و لو في المنتزه العالم علي هؤلاء المتطرفين؟؟!!

لماذا لا يثقل عليهم إقامة اليهود و النصاري و المجوس أعيادهم و عباداتهم في أماكنهم الخاصة؟؟!!

هل يعتقد هؤلاء المتطرفين أن خطر أهل السنة عليهم أكثر من اليهود و النصاري؟؟!!

أليست الصلاة من المتفقات بين الشيعة و السنة؟؟!!

لماذا ينادي قادة الحكومة بالوحدة بين الفرق الاسلامية و خاصة بين الشيعة و السنة و يخالف قولَهم فعلُ هؤلاء العنصريين؟؟!!
أليس يريد هؤلاء المتطرفين إشعال نار الفتنة الطائفية في ايران و يهدفون أمن البلاد؟؟!!

هل هم ناصحون للبلاد أو الحكومة أو الشيعة؟؟!!

هل هم منطلقو العنان و يفعلون ما يشاءون أم يتلقون هذه الأوامر من الدوائر الحكومية العليا؟؟!!

لماذا سكت كبار المسئولين في مثل هذه المسئلة المهمة و يسمحون ليضيق المجال علي أهل السنة أكثر من قبل؟؟!!

هل هذه سلسلة ضغوط تزداد كل يوم أم يحاول أصحاب السلطة في رفعها يوماً ما؟؟!!

هذه أسئلة تخطر ببال كل إنسان حرٍ متنورٍ و لا بد من الإجابة عليها.

هذا و ليست صلاة شيئا محذوراً في بلاد الكفار فضلاً عن بلاد المسلمين و لا يمنع عن الصلاة في مراكز الشيوعيين و العواصم التي تهيمن عليها الشيوعية التي لا تعترف بإلهٍ و لا تعبد إلا المادة و لا يوجد بلد من بلاد الكفار إلا و فيه مساجد المسلمين وتقام الصلوات في كل من مساجد الشيعة و السنة.

ان صلاة الجمعة فرض عند أهل السنة لما جاء في الحديث النبوي الشريف: «من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فعليه الجمعة يوم الجمعة» و جاء في حديث آخر: «واعلموا أن الله فرض عليكم صلاة الجمعة» فكيف يسوغ لهم أن يغمضوا عما فرضه الله.

من المؤسف جداً أن هذه الضغوط تاتي في حين جعلت الحكومة شعارها العدالة و رفع التمييز العنصري من القوميات و المذاهب المختلفة و يعتقد أهل السنة أن هذه الظروف الراهنة و الضغوط المفروضة علي أهل السنة أوان لتثبت الحكومة صدقها في شعارها و هذا إختبار عظيم للحكومة و عليها أن تنزع فتيل الأزمة الحالية و ان تحول دون دس الدسائس و الموامرات من قِبَل البعض و أن تتخذ قراراً حاسما حيال هذا الأمر ليضيق المجال علي العنصريين.

هذه ليست قضية شائكة صعبة ليصعب حلها علي رجال الحكومة.

أما الأمر الذي يحير أصحاب العقول و يدفعهم إلي التفكر في شأنه هو أن الحكومة لماذا لا تسمح و لا توافق علي بناء مسجد لأهل السنة في طهران؟؟!!

هذا رغم جهود زعماء أهل السنة في إيران منذ بداية الثورة الاسلامية لأخذ جواز لبناء مسجد في طهران و لكن من المؤسف المؤلم كانت هذه الجهود دون أي جدوي و يبدو أنه قديئس زعماء السنة و فقدوا الأمل في هذا الشان و إنما يرغبون أن لا تعرقل الحكومة أمام إقامة الجمعة و لو علي رصيف شارع او منتزه عام.

إن بناء مسجد خاص لأهل السنة لاتكون مناورة ضد الشيعة في طهران بل يدل علي الوحدة الوطنية و الحرية التامة للفرق الموجودة في ايران و يعزز هذا الامر مكانة إيران في سائر الدول الاسلامية و إن سكوت أهل السنة طوال هذه السنوات العديدة ليس صفحا عن حقهم المشروع و تنازلا عنه بل إنما كان لحفظ الوحدة و لأن لا يسبب هذا الأمر فوضي و زعزعة في البلاد.

إنما يطالب أهل السنة بحقوقهم في إطار الدستور الايراني و لا يطالبون بأكثر مما جاء في الدستور لأن الكل سواسية أمام القانون.

الدستور الإيراني قد منح الحرية التامة لأهل السنة و لم يمنعهم من بناء المسجد  او إقامة الصلوات و علي الحكومة أن تنفذ الدستور بتمامه في هذا المجال.

أهل السنة من المواطنين الايرانيين و ما وفدوا إلي ايران من البلاد الإسلامية المجاورة و معلوم أنهم شاركوا في إسقاط النظام البهلوي بعد ما سمعوا الكثير من الوعود حول حقوق المساواة من قادة الثورة الاسلامية و قد ساهموا في كل المجالات و الميادين الوطنية حتي قتل كثير منهم في الدفاع عن بلادهم و مشاركتهم الواسعة في كافة الانتخابات خير شاهد علي حبهم لبلادهم فلا بد أن يتمتعوا من الحرية التامة في كافة المجالات و خاصة في بناء المساجد و إقامة الصلوات.

لا يتنازل أهل السنة عن حقوقهم المشروعة و يطالبون بها في إطار الدستور و يرجون قادة البلاد و كبار المسئولين أن يسدوا أبواب الظلم و الحصار علي أهل السنة و أن يختاروا رحابة الصدر و بُعد النظر أمام متطلباتهم.

هذا ما يحبه الله و رسوله.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات