اليوم :25 April 2024

خطبة الجمعة 12 ربيع الثاني

خطبة الجمعة 12 ربيع الثاني

Image
بدأ فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين. فإن زللتم من بعد ما جاءكم البينات فاعلموا أن الله عزيز حكيم»، ثم توجّه إلی المستمعين بالقول: إخوتي الأعزة! أريد في هذه الدقائق اليسيرة أن أتكلم حول الآية التي تلوتها أمامكم.

وأضاف: آيات القرآن كسلسلة واحدة ولكل منها صلة بالأخری.
قبل هذه الآية يذكر الله تعالی بعض الكبائر من هضم حقوق الله وحقوق الناس، ثم يقول تعالی للمؤمنين: ادخلو في السلم كافة.
وتابع قائلاً: إن الله تعالی لا يقبل هذا النهج الذي يسلكه وينتهجه بعض الناس ويباشرون معاملات محرمة ولا يؤدون زكاة أموالهم ويقولون إن أداء الزكاة صعب جداً وإنه ثقيل علی النفس. «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض».
هذه الفكرة فكرة خاطئة حيث نعمل ببعض الأحكام الشرعية ونترك البعض.
واستطرد قائلاً: كثير من المسلمين يقصرون في أداء الصلوات ويعرّفون أنفسهم بأنهم مسلمون وإن القرآن يخاطب هؤلاء بالقول: ادخلوا في السلم كافة لأنكم سوف تؤاخذون أمام الرب يوم القيامة.
وتابع سماحة الشيخ عبدالحميد قائلاً: بعض الناس يأخذون الربا مع أنهم أدّوا حج بيت الله الحرام وهم ظاهر الصلاح.
إخوتي! ماذا نجيب الرب غداً في صحراء الحساب يوم يفر المرء من أبيه؟
مع الأسف قد ضعفت العقيدة بالنسبة إلی الحساب وعذاب القبر، ولأجل ذلك نری أن الكثيرين يخالفون أوامر الشريعة ويقترفون الذنوب والمعاصي دون أن يخافوا من عذاب الآخرة.
وأردف قائلاً: اليوم يأخذ الشيطان نصيبه من الناس ويضل أكثر الناس. «ولقد صدّق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقاً من المؤمنين».
وأضاف بالقول: مع الأسف نحن نتابع لذة النفس ونبحث عن هوی النفس وإنها تذهب بالإنسان إلی المنكرات والمعاصي وعدم الانقياد للرب سبحانه وتعالی، ولكن يجب علينا أن نذل النفس ونتركها ونسارع إلی امتثال أوامر الله تعالی ونحارب النفس والشيطان. «ولا تتيعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين».
الشيطان هو العدو الذي أخرجنا من الجنة وإنه يريد أن يذهب بنا إلی اتباع خطواته بدل اتباع الشريعة والأنبياء.
 يجب أن نؤدي الصلوات في المسجد لا في البيت، لأنّ صلاة في المسجد مع الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمس وعشرين أو سبع وعشرين درجة.
واستطرد قائلاً: عليكم أن تؤدوا صلاة الفجر خاصة في المسجد ولاتقصروا في أداء هذه الصلاة لأن بكل خطوة تخطونها تكتب لكم حسنة وترفع عنكم سيئة.
إني أقول دائماً إنّ صراع الحق مع الباطل وأحوال المسلمين في العالم لو لم توقظ المسلمين من سباتهم فهذا أمارة نقصان الحماس الديني والغيرة الإيمانية في نفوس المسلمين.
وتابع قائلاً: إن الله يؤاخذ المذنبين ولكن في فرصة مناسبة ويؤخرهم إلی أجل مسمّی.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی تنفيذ حكم الإعدام بحق اثنين من علماء السنة في مدينة زاهدان وبثّ مقابلات تلفزيونية مع العلماء، قائلاً: قامت مؤسسة الإذاعة والتلفزيون قبل شهرين أو ثلاثة أشهر بإجراء مقابلات مع بعض العلماء حول الأمن والسلام في محافظة سيستان وبلوشستان ولكن مع الأسف الشديد قام التلفزيون ببث هذه المقابلات طوال ثلاثة ليال متزامناً مع بث ما أعلنوا أنها اعترافات من الشيخين.
وأضاف قائلاً: أردت أن أعلن من هنا أن هذه المقابلات كانت لأجل السلام في المنطقة وكانت نصيحة للعامة، ولكن ممارسات المؤسسة الإذاعة والتلفزيون حيث قامت بقطع الكلمات وإلصاقها أثارت الغضب بين الجماهير.
اتصلنا هاتفياً مع القائمين بهذه الأعمال واعترضنا عليهم وقلنا لهم: قد وعدتمونا أن تبثوا هذه المقابلات أمام المسئولين فحسب حتی يتبين لهم موقف علماء السنة تجاه الاضطرابات، ولو أردتم أن تبثوها من التلفزيون كان بإمكانكم أن تقوموا بهذا العمل قبل إعدامهما بأيام أو بعده، وهذه الممارسة محاولة العبث بشرف العلماء، فنحن نريد أن نعيش أعزاء شرفاء.
وتابع قائلاً: إذا أرادت السلطات القضائية إصدار حكم فإنهم مسئولون أمام الله تعالی لا الآخرون.
وأعرب سماحة الشيخ عبدالحميد عن استياءه الشديد من القائمين ببث بعض الجوانب من المقابلات حيث أنهم قاموا ببث ما يفيدهم دون الجوانب الأخری.
وأشار سماحته إلی متابعة العلماء لهذه القضية قائلاً: قمنا بمتابعة قضية هذين الشيخين وقد تلقينا وعوداً حول تخفيف الأحكام الصادرة بحقهما ولكن قامت السلطات القضائية بإجراء هذا الحكم.
وأضاف بالقول: كان استياءنا من اختيار هذا الزمن لبث المقابلات، ولكن نفس المقابلات لا إشكال فيها، لأنّ من تفوه بكلمة فعليه أن يجيب عليها أمام الحكومة والشعب.
وتابع قائلاً: إني أوصيكم بحفظ السلام والأمن في المنطقة ويجب مراعاة الوحدة والاتحاد بين المسلمين.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی إعلان صادر من دائرة العدل في إقليم سيستان وبلوشستان حول تنفيذ حكم الإعدام بحق الشيخين قائلاً: جاء في بيان دائرة العدل «أن بالأمس كان يفقتل الشيعة علی يد الشيعة واليوم يفقتل الشيعة علی يد السنة». هذه الكلمات كلمات غير مناسبة ويجب أن ننظر إلی الألفاظ في الإعلانات ونختار كلمات مناسبة.
وأضاف سماحته قائلاً : في هذه المحافظة يعيش الشعية والسنة جنباً إلی جنب ولم يحدث تقاتل بينهم.
يمكن أن يقوم بعض الأشخاص المجرمين من السنة ويقتل البعض، ويمكن أن يقوم أشخاص مجرمون من الشيعة بقتل البعض الآخرين.
واستطرد قائلاً : كل من يقوم بقتل إنسان فهو مجرم سواء كان من الشيعة أو من السنة، ولا ينبغي أن نسمي المجرمين بإسم مذهبهم، ويجب أن نكون علی حذر تام حتی لا تحدث اضطرابات و فتنة طائفية، لأنه يوجد في كل مذهب مجرمون.
وأردف بالقول: إذا حدثت جريمة في بلوشستان ينبغي أن لا يخاطب البلوش وأهل السنة وتنسب الجريمة إليهم جميعاً، وإذا حدثت جريمة في سيستان، ليس من المناسب أن يخاطب كافة السيستانيين والشيعة.
يجب أن تنسب الجريمة إلی المجرم نفسه لا إلی مذهبه وقوميته.

والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات