اليوم :20 April 2024

سرخس

سرخس

Image
مديرية سرخس تقع في الجانب الشرقي من محافظة خراسان الرضوية علی بعد 1048 كيلومتراً من العاصمة طهران، و170 كيلومتراً‌ من مدينة مشهد الرضا.
تحدها من الشرق والشمال الحدود التركمانية (بلاد تركمستان)، ومن الجنوب مديرية تربت جام، ومن الغرب مديرية مشهد.
تحيط هذه المنطقة جبال جرداء كثيرة، فمن الغرب والجنوب جبال "خواجه" و"شرتو" و"شورلق" كما تفصله جبال "بزنكان" و"مزدوران" من مديرية مشهد.

ومدينة سرخس هي العاصمة لهذه المنطقة وإنها جزء من مدينة سرخس القديمة التي كانت تقع بين "مشهد" و"مرو" (نيسابور ومرو) حيث تنعطف التخوم بين فارس الحديثة (ايران) وروسيا (تركمنستان) من الشرق إلی الجنوب وهي علی مجری نهر "هري رود الأسفل" وهو في هذا الجزء يمتليء بالماء بعض السنة فحسب، ثم يفيض في واحة تجان (تجن) شمالي سرخس.

تاريخها:
ينسب المؤرخون العرب والفرس إنشاء هذه المدينة إلی "كيكاوس" أو "أفراسياب" أو "ذي القرنين"، وتعد تربة هذه الناحية جيدة، بيد أنه قد غلب عليها الرعي بالنظر إلی ما يحل بها من جفاف. وكانت تربية البعير الصناعة الرئيسية لأهل سرخس وكانت لأهلها يد باسطة في عمل المقانع والعصائب وما شاكل ذلك زمناً‌ طويلاً.

دخول الإسلام فيها:
تشرفت هذه المدينة باللحقوق بالعالم الإسلامي المترامي الأطراف حوالي سنة 31 هـ / 651 م، في عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه  لما امتد سلطان الدولة الإسلامية حتی شمل خراسان. والفضل في ذلك يرجع إلی القائد عبدالله بن عامر بن كريز، هوالذي أدخل التغيير الحاسم علی طبيعة الفتح الإسلامي في إيران، فحوّل الغارات والضربات الخاطفة إلی فتح دائم مستمر، وقد بدأ ذلك منذ ولايته علی البصرة أواخر 29 هـ / منتصف 650 م، مستعيناً بقيادة عثمان بن حنيف وعبدالله بن عباس بن عبد المطلب رضي الله عنهم، وقد تمكن عبدالله بن عامر – بعد جهود شاقة – من إتمام فتح إقليم فارس وتحويل قاعدته "إصطخر" إلی قاعدة إسلامية، ثم جهز جيشاً كبيراً‌ لفتح خراسان سنة 31 هـ / 651 م عبر الطريق الجنوبي المار بكرمان.
تقدمت قوات البصرة بقيادة عبدالله بن عامر نحو خراسان، فمرّ‌ في طريقه بـ "كرمان" ثم "الطبسين"، وعقد مع أهلها صلحاً، ثم تقدم فحاصر "نيسابور" وفتحها بعد حصار عدة شهور، وسار أحد قواد عبدالله بن عامر وهو أحنف بن قيس من الطبسين إلی "هياطلة هراة" وهزمهم ثم رجع إلی "نيسابور" قبيل استسلامها.
بعد فتح "نيسابور" أدرك أهل مدن خراسان الأخری أنهم لن يستطيعوا الصمود أمام العرب (المسلمين)، فأرسلوا وفوداً لطلب الصلح وأداء الجزية.
ومن هذه المدن "نسأ" و"أبيورد".
وتقدم أحد قواد عبدالله بن عامر وهو عبدالله بن حازم، ففتح "سرخس"، وكذلك استسلمت "طوس"، وعقد أهل "هراة" صلحاً مع المسلمين، وكذلك استسلمت "مرو" مقابل أداء جزية كبيرة.

سرخس، مدينة العلماء والوزراء:
قد نسب إلی مدينة سرخس من لايحصی من الفقهاء المتأخرين والعلماء الأفذاذ أمثال أبو الفرج عبدالرحمن بن أحمد بن محمد الذي يعرف بالزّاز السرخسي الفقيه الشافعي، له كتاب في الفقه كبير (الإملاء). مات بمرو سنة 494.
والإمام أبو علي زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسی الترمذي، الفقيه المحدث شيخ عصره بخراسان، توفي سنة 389 هـ. والعلامة شمس الأئمة أبوبكر محمد بن أحمد بن أبي سهل السرخسي، أشهر الفقهاء الحنفية في ماوراء النهر في القرن الخامس، الذي ولد في سرخس وتلقی العلم علی عبدالعزيز الحلواني، وشخص بعدئذ إلی بلاط "القره خانية" في "أوزجند" حيث زجّ به الخاقان حسن في السجن، وقضی في السجن أكثر من عشر سنوات، كان يملي فيها علی مريديه وهم جلوس أمام السجن، ومن أهم مصنفاته «المبسوط» في 30 مجلداً (أملی 14 مجلداً منها في السجن) كما أملی كتابه "أصول الفقه" (مجلدين) و"شرح السير الكبير" (4 مجلدات) في السجن من الذاكرة دون أن يرجع إلی أي كتاب. توفي عام 483 هـ / 1090 م .
والإمام أحمد بن محمد بن مروان بن الطيب، أبو العباس المشهور بـ «ابن الطيب السرخسي»، فيلسوف غزير العلم بالتاريخ والسياسة والأدب والفنون. ولد في سرخس، وقد أصبح من بعد موضع سر الخليفة المعتضد. له تصانيف حلوة العبارة جيدة الاختصار، منها "كتاب السياسة"، "المسالك والممالك" وغيرهما.
 وكان سرخس مسقط رأس وزير المأمون الذائع الصيت الفضل بن سهل.

الأماكن الهامة:
إن مدينة سرخس تعد من أكبر المدن الصناعية حيث يقع فيها مصفی الغاز الكبير، من أهم المصفيات في الشرق الأوسط.
 
سد المودّة:
يقع علی بعد 70 كيلو متراً من مدينة سرخس سد كبير بني علی مجری نهر "هري رود" علی الحدود الإيرانية التركمانية سمي بسد المودة لأجل مساهمة البلدين في بناءه والانتفاع بموارده، وإنه من أكبر السدود الخازنة للمياه في إفيران.
 پل خاتون (جسر خاتون):
 جسر قديم بني علی نهر "هريرود".

—————————————————————
المراجع:
– معجم البلدان
– دائرة المعارف الإسلامية
– گيتا شناسي

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات