اليوم :19 April 2024

خطبة الجمعة 15 من شوال

خطبة الجمعة 15 من شوال

قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام و خطيب جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة: إخواني في الله! من البديهي أننا لانستطيع أن نشكر الله تعالی علی نعمه الوافرة علينا، سواء كانت النعم المادية أو المعنوية؛ و لو سجدنا الله تعالی من أول يوم ولدتنا امهاتنا إلی يوم نموت فيه ما أدّينا شكر النعم كما ينبغي إلا أن يوفقنا الله تعالی علی أداء شكر النعم….

و أضاف بالقول: لو نظرنا إلی الاديان السماوية السالفة و إلی تعاليمها نری أن تعاليم الإسلام التي نجدها في القرآن و الحديث في درجة عالية لا يبلغ إليها أي تعليم و حضارة في العالم.
و تابع قائلاً: إنّ الله تعالی قد أنعمنا حضارة راقية فيها كل التعاليم العالية؛ و لما عمل المسلمون بهذه الحضارة و هذه الثقافة تلالئوا في الآفاق، و إن العالم في عجز تام عن الإتيان بمثل هذه الحضارة النبيلة.
و استطرد قائلاً: نری أن الإسلام قد خص العناية بالتعاليم التي تدور حول مسائل المعاملات و المعاشرات و الإيمان و الاعتقاد و الخلق الحسن و في كل ما يعين المرء علی الرقي و الازدهار؛ و إن هذه التعاليم تعاليم عالية نبيلة يباهي بها المسلمون علی سائر الأديان و المذاهب.
لابد أن يباهي المسلمون بالقرآن و السنة و تعاليم الإسلام التي لايوجد لها نظيرفي سائر الأديان ، و لكن مع الأسف الشديد ما استطاع المسلمون أن يعملوا بها كما ينبغي.
و أردف بالقول: ليست لنا مشاكل حول العلم و التعليم، و لكن المشكلة الأصلية للمسلمين هي مشكلتهم في مجال العمل بهذه التعاليم. نسأل الله أن يوافقنا للعمل بالشريعة الإسلامية. 
و أضاف فضيلة الشيخ عبدالحميد قائلاً: إنّ من تعاليم الإسلام التي تهدف إلی إصلاح المجتمع هي العناية إلی حقوق الناس، و قد نهی الله تعالی في القرآن الكريم عن السخرية بقوله تعالی: « يا أيها الذين آمنوا لايسخر قوم من قوم عسی أن يكونوا خيراً منهم».
و تابع: نری اليوم أن السخرية كثيراً ما توقد نار الحرب بين قبيلتين حيث يسخر بعض القبائل من سائر القبائل و الأقوام و كذلك يسخر بعض الأفراد من الآخرين و تسخر بعض النساء من سائرالنسوة؛ و إن القرآن قد حرّم هذا العمل الشنيع و نهی عنه.
و استطرد قائلاً: لاينبغي أن يسخربعض الأقوام من الآخرين بالصفات الرذيلة و الطعن فيهم؛« و لا تلمزوا أنفسكم و لا تنابزوا بالألقاب».
و أردف فضيلته بالقول: اياكم و الطعن في الآخرين .
جراحات السنان لها التيام       و لايلتام ما جرح اللسان.
الطعن بعيد عن ساحة الشرفاء، و الطعن و السخرية خلاف لما و رد في سير الصالحين.
و أضاف: الشرفاء يجتنبون و يفرون من الطعن بالآخرين و السخرية منهم و إنهم لايرون عيوب الآخرين بل لهم نظرثاقب بعيون أنفسهم.
لو رأينا عيباً في شخص لا بدّ أن نتكلم معه بالمحبة، لأن الرسول صلی الله عليه و سلم قال: «المؤمن مفرآة المؤمن» و من خصائص المفرآة أنها تخبر المرء علی عيوبه دون أن تنادي و تخبر الآخرين .
و تابع قائلاً: ينبغي أن نكون ناصحين للمسلمين و للإنسانية و يجب أن يتمكن الإخلاص في نياتنا .
و أردف: إخوتي الأعزة ! إن كسرالقلوب و إيذاء الناس من الكبائر، و قد قال النبي صلی الله عليه و سلم لعبد الله بن عمر رضي الله عنهما: ( إنّ حرمة المؤمن أعظم من حرمة الكعبة) و قال صلی الله عليه و سلم في حجة الوداع: ( ألا إن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا  في شهركم هذا). نجد في هذا الحديث أن حرمة المؤمن أعظم من حرمة اليوم الحرام و البلد الحرام و الشهرالحرام؛ ثم قال صلی الله عليه و سلم ألا فليبلغ الشاهد الغائب.
و أضاف فضيلته بالقول: في أي حضارة تجدون مثل هذه التعاليم الراقية العالية.
فعليكم أن تعلموا بأن الدين لاينحصر في الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج، لأن الدين هو مجموع تعاليم الإسلام.
و تابع: كسرالقلوب من الكبائر و لكن حل مشاكل الناس و السعي في راحة الناس و التعاون مع المريض و إدخال السرور في قلب المؤمن من القربات و الحسنات.
 واستطرد قائلاً: إن أردتم أن تحصلوا علی مرضاة الله تعالی فعليكم بالطاعة و إمتثال أوامره تعالی و الاجتناب عن معاصيه و إدخال السرور في قلوب الناس.
ينبغي أن تفكروا دائماً في خدمة العامّة و الدفاع عن حقوقهم .
و أردف: إن الله عند المنكوبين و المرضی و التمسوا مرضاته في الخدمة إلی هؤلاء .
من كسر قلب شخص فإنه جلب سخط الله تعالی. فعليكم أن تدخلوا السرور في قلوب العامة و أن تجتنبوا عن كسرالقلوب.
و أضاف سماحته بالقول: قد بلغت الشقاوة إلی حدّ حيث يطعن البعض في أولياء الله فضلاً عن عامة الناس، الطعن في أشخاص قد بذلوا الغالي و الرخيص في خدمة الإسلام.
عليكم أن تكونوا علی حذرمن كسرالقلوب و ايذاء الناس .
كثير من الناس صار وجودهم شراً للمجتمع و لعامة الناس ؛ نسأل الله تعالی أن لايجعلنا من الأشرار.
« و اتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينه و بين الله حجاب» .
و استطرد قائلا: لا بد أن يكون الحب و البغض في الله .
« من احب لله و ابغض لله و أعطي لله و منع لله فقد استكمل الإيمان».
و تابع : كثيرمن الناس يطعنون في خَلق الآخرين و هذا من الكبائر لأن الله تعالی خلقه في صورته خاصة .
و أردف بالقول : نجد في سيرة الأنبياء أنهم ردّوا الطعن و السخرية بأحسن صورة لا بالمثل .
نسأل الله تعالی أن يصلحنا.
يقول تعالی: « إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه عداوة كأنّه ولي حميم و ما يلقّاها إلا الذين صبروا و ما يلقاها إلا  ذو حظ عظيم».
و قال النبي صلی الله عليه و سلم: « المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده»؛ و في رواية افخری « المؤمن من  أمنه الناس علي دمائهم و أموالهم» .
كان الشيخ عبدالعزيز رحمه الله يقول: ليس الأمين من أمنه الناس علی أموالهم فحسب، بل الأمين من أمنه الناس علی عوراتهم و علی حرماتهم.
يا حبّذا هذه الصفات الجميلة (الإيمان و الأمانة و الصداقة و الديانة)0+-*/
« و المهاجر من هجرما نهي الله».
التكبرأيضاً من الكبائرو إن هذه الصفة تنشأ من العجب و من نخوة النفس وتذهب بالمرء إلی الجحيم.÷
نسأل الله تعالی أن لا يجعلنا من المتكبرين.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
                    

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات