اليوم :19 April 2024

خطبة الجمعة 8 من شوال

خطبة الجمعة 8 من شوال

قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام و خطيب جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة:  بداية اعبّر عن فرحي و سعادتي حيث حضر اليوم في حفلنا المبارك بعض الضيوف الكرام من المسؤلين السابقين، و خاصة الدكتور محمد رضا خاتمي (شقيق الرئيس الإيراني السابق) و المهندس حسيني (محافظ سيستان و بلوشستان السابق) و بعض الشباب من أعضاء جبهة المشاركة….

استفدنا جميعاً من كلمة الدكتورخاتمي الرائعة، و أريد أن ألقي كلمات قصيرة حول هذا الحفل.
و تابع فضيلته بالقول: القرآن كلام رب العالمين و إذ يدنو منه العلماء و العباقرة يخضعون أمام هذا الكتاب العظيم، و كل منهم يخرج بعض ما تيسر له من الجواهر و الدرر من بحار القرآن، ولكن للأسف قد نسي المسلمون هذا المنبع العظيم و صارت المسافة شاسعة بينه و بينهم، و إنما تحل مشاكل المسلمين و العقبات التي يواجهونها في طرقهم بتلاوة القرآن و فهمه و امتثال أوامره كما ألفناه في غابرنا الزاهر.
و أضاف: إن الله تعالی يقول: « فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لاتكفرون» ثم يذكر الصبر و الصلاة بقوله تعالی: « واستعينوا بالصبر و الصلاة»؛ فجمع في هاتين الآيتين بين صفتين عظيمتين و هما: الشكر و الصبر، و جمع الذكر مع الشكر، و الصلاة مع الصبر. نری في هذه الآية أنّه تعالی ذكر الذكر قبل الشكر، و الصلاة بعد الصبر.
إن الله قد منح للبشرية نعمتين عظيمتين ( مادية و معنوية) ؛ الهداية و العلم من أكبرنعم الله المعنوية « كما علمكم مالم تكونوا تعلمون».
انه تعالی قد زكّی الأمة ببعثة خاتم النبيين، و هذه النعمة تتطلب الشكر.
و تابع قائلاً: كل من النعم المادية و المعنوية يجب الشكرعليها، و لانستطيع أن نشكره علی هذه النعم إلا أن يوفقنا.
و كذلك إذ ننظر إلی النعم المعنوية و خاصة ما ألفناها في رمضان من صفد الشياطين، نتيقن أنها نعمة عظيمة تتطلب الشكر.
واستطرد قائلاً: هناك نعمة آفخری و هي نعمة الصبر.
الصبرله معان عديدة؛ الصابر من صبر علی الطاعات؛ و من لم يصبرعلی الطاعات فإنه لايستطيع الشكر.
و من الصبرأن يصبر المرء في المصيبة، و منه أن يصبر عن المعصية.
وأردف بالقول: ليس الصابر من صبر في المصيبة فحسب، بل الصابرمن داوم علی الطاعات و لم يتركها، و ترك المعاصي و صبرعنها، و كذلك من صبر و ضبط نفسه في المصائب.
و تابع: الصلاة تعين المرء علی الصبر، و لها أثر عظيم في تقوية المرء، و إنها تجلب الرحمة من الله تعالی.
كلما صبرتم و شكرتم و ذكرتم فقد جلبتهم الرحمة و الرضوان من الله تعالی.
إني اوصيكم أن تداومواعلی ترك المعاصي بعد شهر رمضان أيضاً كما كنتم في رمضان، و داوموا علی طاعة الله، و أن تصبروا في المصائب و لاتنسوا ذكرالله و أقيموا الصلوات.
 نسأل الله تعالی أن يرزقنا الاستقامة في امتثال أوامره.
و أشار فضيلة الشيخ عبدالحميد إلی حضور بعض الضيوف من جبهة المشاركة (اكبراحزاب الإصلاحيين في ايران) قائلاً: نحن نشعربالسعادة و الفرح و السرور لقدوم الضيوف الكرام، و خاصة الدكتورمحمد رضا خاتمي و المهندس حسيني حيث قدّما خدمات جليلة لبلادنا، و كان للمهندس حسيني خدمات جبارة حينما كان محافظ هذا الاقليم، لنيل مرضاة الشعب المسلم في هذه المحافظة، و كان يخدم كافة القوميات و المذاهب و لايفرق و لايميز بينهم، و لأجل ذلك كان يحظی بشعبية واسعة مع أن كثيراً من العنصريين قاموا أمامه و عرقلوا كثيراً من إجراءاته .
و تابع: لاشك أن بفعدالنظرو رحابة الصدر يجلبان مرضاة الله و مرضاة الناس.
و أضاف قائلاً: قرأت كتاباً أن الشيوعين رفعوا تابوتاً قائلين هذا جثمان الله تعالی(العياذ بالله) وليس له وجود بعد هذا في بلادنا؛ولكن إذ ننظرإلی رحمته، نری أنه تعالی يرزق هؤلاء المعاندين أيضاً كسائر عباده، فلو كنا نحن مكانه،ماذا نفعل؟
و أردف قائلاً: إن الله يويد من كان بعيد النظر و ذا رحابة صدر، لايفرق بين قومية و اخری، ولايفرق بين أبناء الشعب.
و تابع قائلاً: في رحلتي الأخيرة إلی بلاد الحرمين الشريفين سئلت من بعض علماء السعودية عن  حقوق الشيعة في تلك الديار المقدسة، فأجابوا بأننا نری من المعصية أن يحرم شعب من حقوقها المشروعة لأجل اعتناق عقيدة خاصة؛ سواء كانت هذه الدولة الحكومة السعودية أو دولة افخری.
إني أقول الآن أن باعتقادي لا معصية في العالم أكبر من أن تضيع حقوق شعب لأجل عقيدتهم و إني اری هذا الذنب من الذنوب التي لا تفغفر لأنه من جملة حقوق الناس، و إنه ظلم عظيم، سواء اقترفتفه أنا أو الآخرون.
واستطردقائلاً: العصبية هي تفبغض الرب سبحانه و تعالی، و إنه تعالی يحب التفكرو السعي في منفعة العامة.
إني لا اففرق بين الشيعة و السنة في المسائل الاجتماعية لأنّ العقيده هي بين الله تعالی و بين العبد.
لوكانت العقيده صحيحة فان صاحبها ينجو و يثاب يوم القيامة و لوكانت العقيده فاسدة فصاحبها يعذبّ يوم القيامة .
لماذا يحرم بعض الناس من حقوتهم المشروعة لأجل اعتناقهم لعقيدة خاصة؟
و أضاف قائلاً: لو حدثت بعض المشاكل و المصاعب للشيعة أو السنة في هذه المحافظة أنا أشعربالقلق، وكثيراً ما قلتف من هذا المنبر أن بعض المشاكل التي تحل بالشيعة تقلقني اكثر .
و أردف قائلاً: يعيش في ايران كل من اليهود و النصاری و المسلمين من الشيعة و السنة، و سائر الفرق و الأديان و لهم حقوق مشروعة لأنهم مواطنون.
الإسلام يحترم الأديان الاخری و يعترف بحقوقهاالاجتماعية و قد سبب هذا الأمر أن يعتنق الكثير منهم الإسلام كالدين الحق .
واستطرد قائلا: بفعد النظر و رحابة الصدر يقوّيان مكانة ايران في العالم و يقوّيان كلاً من الشيعة و السنة، و لكن إذا تمكّن ضيق الأفق و قصر النظرفي مذهب أو حكومة فانهما يمهّدان الطريق لزوال تلك الحكومة أو المذهب.
و أضاف: نجد اليوم أن الكفار قد شمروا عن ساق الجد لإبادة الاسلام و المسلمين و يتهمونهم بالإرهاب و ضيق الأفق، و الإسلام برئ  من مثل هذه التهم المزعومة، فإنه دين مرضي عندالله و دين الوسطية.
 كل عيب نراه، فهو فينا المسلمين لا في الإسلام.
الإسلام كلمة تشمل جميع الفرق الإسلامية .
نحن نشعر بالأخوّة الإسلامية مع الشيعة و خاصة الذين يتمعون ببعد النظر و رحابة الصدر لأنه يجب أن تكون العصبية في الدرجة الوسطية (بين الافراط و التفريط)
و إن الله يحب الوسيطة في كل شيء.
وأردف فضيلته قائلاً: نحن نشعر بالقرب و الأخوّة مع كل حزب و جبهة ايرانية تعترف بحقوق كافة القوميات و المذاهب في ايران.
كلٌ يعبدالله تعالی علی ما يراه صحيحاً وسوف يثاب أو يعذب يوم القيامة .
لابد أن نسعی لما فيه خيرالإسلام و المسلمين، و إن التمييز بين المسلمين ممارسة دنيئة.
نحن نرجو من المسئولين أن يجعلوا العدالة نصب أعينهم لأن العدالة فرض من فرائض الإسلام عندنا (اهل السنة) و عند الشيعة ركن من أركان الاسلام.
نسأل الله تعالی أن يمكّن العدالة في بلادنا.  
و استطرد بالقول: إني لا اقول بأن الدستور الإيراني قد روعيت فيه العدالة التامة و إن كافة بنوده عادلة، ولكن اعتقد أن واضعوا الدستور كانوا يسعون في إجراء العدالة.
لو عفمل بالدستور لتحل كثير من مشاكل الشعب.
و أردف فضيلته بالقول: في الأخير اريد أن اقول بأن العالم الإسلامي يواجه كثيراً من الأزمات في مختلف الأصعدة و قد تألب الأعداء للقضاء علی الإسلام؛ و إن هذه الاوضاع المأساوية الراهنة تتطلب التفكر و السعي لجمع شمل المسلمين؛ و لايمكن أن نفوز في هذا الميدان إلا بالتقوی و العدالة و المساواة و الأخوّة، و لايمكن إلا بالصحوة الإسلامية.
نسأل الله تعالی أن يجعل هذه الأوضاع لصالح الإسلام و المسلمين.

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته  

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات