اليوم :19 April 2024

المسلمون في الهند الأكثر فقرا وتهميشا واضطهادا

المسلمون في الهند الأكثر فقرا وتهميشا واضطهادا

عن قصد وتعمد غُيِّب المسلمون في الهند ونُكِّل بهم رغم أن الدولة قديما كانت دولتهم، ولكم حكمها الإسلام والمسلمون، حيث توالى على حكمها عدد من السلاطين العظام يأتي في مقدمتهم: السلطان “جلال الدين أكبر” الذي نهض بالهند نهضة عظيمة، ونجح في تنظيم حكومة أجمع المؤرخون على دقتها وقوتها، والسلطان “أورانج أزيب” الذي تمسك بالسنة وأشرف على الموسوعة المعروفة بالفتاوى الهندية أو “العالمكيرية”، نسبة إلى “عالمكير”، وهو اسم اشتهر به في الهند.
غير أن الأمور تبدلت ودب الضعف في جسد هذه الإمبراطورية نظرا لانصراف حكامها عنها إلى الاهتمام بمصالحهم الخاصة، مما ساهم في زيادة النفوذ الإنجليزي في الهند حتى قضوا على دولة المغول الإسلامية، آخر ممالك الإسلام هناك، وبذلك طويت آخر صفحة من صفحات الحكم الإسلامي في الهند الذي ظل شامخًا لأكثر من ثمانية قرون.
ومنذ ذلك الوقت والمسلمون يسامون سوء العذاب ويضطهدون، حتى صاروا رغم كثرتهم أفقر فصيل في هذه الدولة، وهذا ما كشفته إحدى الدراسات الحديثة التي أعدها مركز “جالوب” أبو ظبي حول أوضاع مسلمي “الهند”.
حيث أظهرت الدراسة أن قرابة ثلث المسلمين يعانون الظروف السيئة وقلقون بشأن أوضاعهم المستقبلية، وأن 47% أكدوا صعوبة إقامة العيش على الدخول المنخفضة، وخاصةً في ظل زيادة عدد أفراد الأسرة المسلمة.
وقد استشهدت الدراسة بفقرات من تقرير “لجنة ساشر” حول أوضاع المسلمين، الذي أشار إلى تأثير الهوية الإسلامية على ممارسات المسلمين الحياتية اليومية، التي تشمل حالات التعاملات المادية والتعليم، إضافة إلى أن المسلمين دون خط التمثيل في القطاعين العام والخاص.
ودعت الدراسة إلى تحسين التحصيل التعليمي للمسلمين، على اعتبار أن التعليم سيساعد المجتمعات المسلمة في شغل الوظائف المعتمِدة على المهارات التي تنشأ مع نمو اقتصاد الهند.
ووفقاً للدراسة يمثل المسلمون أكبر جماعة أقلية دينية في الهند بنسبة تبلغ 13 % تقريباً من سكان البلد، أي حوالي أكثر من 140 مليون نسمة، حسب مصادر رسمية، إلا أن مؤسسات إسلامية بالهند قالت إن عدد المسلمين يفوق ذلك ويصل إلى 240 مليون نسمة تقريبا.
وقد أظهر تعداد سكان 2001م أن عدد المسلمين في الهند زاد 200 % تقريباً في 40 عاماً من 1961-2001، وتبين بيانات جالوب أن المسلمين في الهند أكثر من الهندوس وأفراد الجماعات الدينية الأخرى، حيث من المحتمل أن يكون بين أفراد الأسرة ثلاثة أطفال أو أكثر تقل أعمارهم عن 15 عاماً.
وبينت الدراسة ضعف ثقة الهنود المسلمين في نظام البلد القضائي، وأرجعت ذلك إلى النسبة الكبيرة نسبياً من المسلمين السجناء في السجون الهندية، ففي بعض الولايات تزيد نسبة المسلمين السجناء عن نسبة المسلمين الذين يعيشون في الولاية، إضافة إلى ثبوت براءة العديد من المسلمين من تهم تتعلق بالإرهاب بعد اعتقالهم وتعذيب الكثير منهم.
وهذه الدراسة لم تختلف نتائجها كثيرا عما سبقها من دراسات وتقارير عن واقع المسلمين في الهند حيث ذكرت جريدة الشرق الأوسط -منذ ما يقرب من ست سنوات- نقلا عن أحدى الدراسات أنه على الرغم من كثرة عدد الهنود إلا أنهم يعيشون في أوضاع غير مريحة، وكشفت الدراسة عن وجود فجوة كبيرة بين المسلمين وغير المسلمين، وأنه لا خلاف حول حقيقة كون المسلمين الهنود اليوم هم أقل تعليما وأفقر وأقصر عمرا وأقل تمتعا بالضمانات، وأقل صحة من نظرائهم غير المسلمين (هندوس وبوذيين ومسيحيين).
فهل من عين تنظر إلى أوضاع أهلنا في الهند؟ وأين منظمات حقوق الإنسان وهيئات الدول والأمم من هذه العنصرية؟ أم أنها لا تتحرك إلا لإنقاذ الشواذ والدفاع عن حقوق العراة؟ وأين المسلمون في كافة أرجاء الأرض من نصرة إخوانهم والدفاع عن قضاياهم ونشر مأساتهم وتدويلها ؟

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات