اليوم :19 April 2024

خطبة الجمعة 18 من ذي الحجة

خطبة الجمعة 18 من ذي الحجة

بدأ فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام و خطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان خطبته يوم الجمعة بتلاوة هذه الآية المباركة « يا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتی تستأذنوا وتسلّموا علی أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون»، ثم توجّه إلی المستمعين بالقول: هذه الآية نزلت حول الحجاب،…

وأردتف أن أتكلم في هذه الدقائق اليسيرة حول هذا الموضوع. أسأل الله تعالی أن يوفقني لبيان ما يحبه ويرضاه وأن يوفقنا جميعاً لامتثال أوامرالقرآن الكريم.
وأضاف قائلاً: نزلت سبع آيات في القرآن الكريم حول الحجاب؛ أربع منها في سورة الأحزاب وثلاث منها في سورة النور؛ والآيات التي وقعت في سورة الأحزاب نزلت قبل آيات الحجاب الاخری ونزلت هذه الآيات حينما تزوج النبي صلی الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها.
وتابع قائلاً: نزلت في ذلك الحين هذه الآية : « لاتدخلوا بيوت النبي إلا أن يوذن لكم إلی طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولامستأنسين لحديث إن ذلكم كان يوذي النبي فيستحيي منكم والله لايتستحيي من الحق ».
كانت زينب بنت جحش رضي الله عنها في حجلتها ودخل الناس ذاك البيت لأكل الوليمة ( وكانت الحفلات في غاية الاختصار حينذاك) فولّت وجهها إلی الجدار.
وأردف: كانت هذه الواقعة في حين لم ينزل حكم الحجاب بعدف، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اقترح للنبي صلی الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه بالحجاب لأن المؤمنين يدخلون بيوته صلی الله عليه وسلم.
فكان من جانب هذا الاقتراح، ومن جانب آخر كانت هذه الواقعة في تزوج النبي صلی الله عليه وسلم من زينب  بنت جحش حتی نزل حكم الحجاب وورد في القرآن الكريم.
واستطرد قائلاً: ينبغي هنا أن أذكر الحجاب بنوعيه؛ النو ع الأول من الحجاب هو ستر العورة، وهذا النوع من الحجاب كان موجوداً بين الناس قبل نزول حكم الحجاب وحتی كان معمولاً به في الجاهلية وكافة الحضارات والشرائع السالفة.
هناك فرق بين سترالعورة والحجاب، وهو أن المراد من ستر العورة أن تسترالعورة، فمثلاً علی الرجل أن يستر من السرة إلی الركبة ولايجوز له أن يكشف عن هذه الأعضاء أمام الآخرين.
وليعلم اللاعبون أن الركبة من العورة عند أكثر الفقهاء ولاينبغي الكشف عنها في عامة الأحوال ولوكان المرء وحده في مكان، إلا عند الضرورة مثل الاغتسال في الحمام .
وتابع قائلاً: يجب علی المرأة أن تستر كافة بدنها ويستثنی من العورة الوجه والكفين والقدمين، ولاينبغي للمرأة أن تحسر عن رأسها.
واستطرد قائلاً: كان آدم وحوا حيمنا ارتكبا الذنب خفلع عنهما لباسهما فطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، وهذا من الفطرة الانسانية أن الانسان لايريد ولايرضی أن يری أحد عورته.
وأضاف قائلاً: في جميع الحضارات نجد هذه المسئلة المتفقة بين الناس وقد أجبرت الفطرة أن يستر الناس عوراتهم وما كانت المخالطة بين الرجال والنساء وكانت النساء يلبسن الخمار، وما كان أحد يرضی أن تجلس أخته أو أمّه مع الأجانب، وكانت النساء اللاتي يخرجن من البيوت متبرجات في الجاهلية، كنّ من الإماء والطبقة السفلی من الناس، وأما الشريفات فكنّ لايخرجن من البيوت في حالة التبرج وكانت النساء في الجاهلية يلبسن الخمار والجلباب ولكن ما كن يحسنّ استعمالهما فنزل الحجاب وأمر النساء أن يحسنوا حجابهن.
وتابع قائلاً: نزلت آية الحجاب في حفل الزواج وقاموا بالفور بتفريق مكان زينب من سائر الناس.
لاتجدون في كتب الحديث أن نساء النبي صلی الله عليه وسلم جلسن مع عامة الناس في جلساتهم حتی قبل نزول آيات الحجاب لأن الحياء كان يمنعهنّ من الجلوس مع الرجال.
وأردف قائلاً: وبعد نزول آيات الحجاب أمر الإسلام أن تبقی النساء في البيوت وإذا أجبرتهن الضرورة علی الخروج من البيت لحاجة مثل مراجعة الطبيب أو التعلم أو الصلاة في مسجد النبي أو زيارة الوالدين أو المشاركة في الفرح والعزاء فلا بد أن تخرج بإذن وليها مع مراعاة الحجاب، والحجاب هو أن تلبس المرأة عباية تستر زينتها، وأمر الإسلام أن تستر المرأة صدرها بعباية وأن تلقي بجلبابها علی راسها، « يدنين عليهن من جلابيبهن » وكان عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يفسّر هذه الآية بأنه  يجب علی المرأة أن تستر أنفها وفمها وتفظهر عينيها حتی تری طريقها، لأن أعظم الحسن في الوجه وينبغي أن لاتظهر الوجه بكامله بل تظهر منها ما تحتاج إلی إظهارها.
واستطرد قائلاً: إذا أرادت المرأة أن تدرس أو تخرج من البيت للمشاركة في صلاة الجماعة أو زيارة الاقارب يجب عليها أن تراعي الحجاب الإسلامي ولاتختلط بالأجانب .
ولم يمنع الإسلام فحسب هذا الأمر بل كان الاختلاط مكروها حتی في الجاهلية وفي الحضارات الماضية وكان الناس يكرهون أن تجلس المرأة في مجالس الرجال وأن تضيف الأجانب.
وأضاف سماحته بالقول: إني اقول أنّ هناك يريد فريقان أن يظلما علی الإسلام: 1- فريق يريدون فرض القيود و الطقوس القديمة الصعبة علی الإسلام 2- فريق يريدون أن يطابقوا الإسلام بالحضارة الغربية وأن يفرضوا الطقوس الغربية علی الإسلام؛ والإسلام ينبغي أن نعمل به كما هو، وينبغي أن نفخرفج العقائد من عقولنا ثم ننظر إلی القرآن ونأخذ منه العقيدة الصحيحة الصافية لأنّ اتباع القرآن يضمن لنا فلاح الدارين لا اتباع الآباء والأجداد والذين ما كان لهم علم حول أحكام الاسلام وعقيدته ولا اتباع الاروبيون الذين ليس لهم علم، ولا اتباع الثقافات المحلية التي قد نشأت من الجهل.
وتابع قائلاً: الحضارة الغربية خلعت اللباس من النساء وكشفت عن عورتهن ويريد الغربيون أن تظهر المرأة في المجالس بغير التلبّس وهولاء الاروبيون فد أفشوا الفساد والفحشاء بصنيعهم، مع أن المرأة تحتاج إلی قيّم يقوم بأمورها ويقودها في السفر.
يقول الاروبيون لا بد أن تخرج المرأة في المجتمع وفي مختلف الميادين ونحن أيضا نقول يجوز للمرأة أن تخرج في مختلف الأصعدة والميادين ولكن مع الحجاب والعفة؛ وأما الاروبيون يريدون خروج المرأة بغير التلبّس ويريدون بهذا الأمر أن تشيع الفاحشة، ولكن الاسلام صدّ طريق الفحشاء وأمر بالحجاب.
واستطرد بالقول: إذا خرجت المرأة لحج بيت الله الحرام أو تعلّم العلم فإنها تحتاج إلی المحرم والقيم .
يقول بعض الفقهاء: يجوز للمرأة أن تخرج مع النساء للحج أو العمرة ولكن الإمام أبا حنيفة رحمه الله يقول لايجوز لها أن تخرج مع النساء بل يجب أن يكون معها محرم من الرجال وقد تؤيد هذا الفتوی أحوال يومنا هذا وخاصة إذا كانت المرأة شابة.
وأردف: قد بلغتني تقارير خطيرة عن أحوال الحجاب في أسواق زاهدان وإن شاء الله سأتبع هذا الموضوع في الاسبوع القادم.
وفي الأخيرأوصی سماحته موسسة الإذاعة والتلفزيون والخطباء أن يراعوا حرمة مقدسات الآخرين( أهل السنة) في هذه الأيام التي تحتفل ايران بأيام الغدير (حيث يعتقد الشيعة أن الرسول صلی الله عليه وسلم عيّن علياً رضي الله عنه في هذا اليوم في منطقة باسم “غدير خم”، خليفة له) وأن لا يسيئوا إلی مقدسات السنة.
نرجو أن تفهم مؤسسة الإذاعة والتلفزيون هذه الأوضاع الراهنة وأحوال المسلمين، وأن تراعي الأخوّة .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات