اليوم :18 April 2024

خطبة عيد الأضحی

خطبة عيد الأضحی

بدأ فضيلة الشيخ عبدالحميد خطبته يوم عيد الأضحي بتلاوة هذه الآية الكريمة: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا»، ثم توجّه إلی المستمعين بالقول: اليوم يوم عيد الأضحی ويجب علينا أن نتوجه إلی الله تعالی وندعوه سبحانه وتعالی أن يجعل هذا اليوم سعيداً مباركاً وأن يرزقنا من الخيرت والبركات في هذا اليوم ما أعطی عباده الصالحين…

وأضاف قائلاً: إن الله قد أحسن إلينا حيث أن كثيرا من العالمين في حرمان تام من هذه النعمة الكبری وإنهم في هذا اليوم في لهو وغفلة وليست لهم هذه السعادة العظمی.
وتابع قائلاً: لو أن العالمين يباهون علی الآخرين ويفتخرون بالنعم الدنيوية الفانية فإن المسلمين يفتخرون أنهم يملكون النعمة‌ المعنوية ألا وهي نعمة الهداية‌ والإسلام.
وأردف بالقول: لو أن الامريكان يفتخرون بقدرتهم وثراوتهم وأسلحتهم النووية فإن المسلمين يفتخرون بالإسلام والإيمان وباعترافهم بوحدانية الله تعالی و شهادتهم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
و استطرد: الاروبيون يفتخرون بحضارتهم و لكن المسلمون يفتخرون بحضارتهم الإسلامية‌ التي تعلّم الطهارة والصداقة والحجاب مع أننا نعترف أننا لم نستطع أن نمارس هذه الحضارة ونعمل بها ونعرّفها كما هي إلی الغرب وعالَم الكفر.
هذه الحضارة قد انتصرت علی الحضارات الراقية مثل حضارة الفرس والرومان.
وأضاف سماحته بالقول: نحن من امة محمد صلی الله عليه وسلم وإن هذه الملة ملة شريفة حيث أن منبعها من ابراهيم عليه الصلوة والسلام الذي أسس الوحدانية والخير في العالم و بنی الكعبة وسنّ التضحية.
وأردف: إن هذا الدين هو الدين المرضي عند الله حيث اصطفاه الله تعالی للبشر، وإن أهم ميزات هذا الدين هي الوحدانية حيث أن العالم في حاجة إلی عبادة الله تعالی والخضوع أمامه، ونحن لا نطوف مكاناً إلی الكعبة لأن الرسول صلی الله عليه وسلم طاف بذاك البيت المنيف، ولا نعبد أحداً ولا نخضع أمام أحد إلا الله.
واستطرد: والذي نفسي بيده لا تجدون عزة أعظم من عزة الإسلام  حيث أن الدين الإسلامي يضمن لكم الفوز والفلاح والعزة في الدارين.
وتابع بالقول: إن ابراهيم ويعقوب أوصيا أبنائهما بالتشبث بالدين وامتثال أوامره لان سائر النعم الدنيوية ‌تصغر أمام هذه النعمة ‌العظمی.
وأضاف قائلا: لو امتثلنا أوامر الله تعالی وتمسكنا بالدين ليحترمنا العالم وحتی الملائكة.
واستطرد قائلاً: مع الأسف الشديد صارت أعمالنا بحيث لا تجبرنا ديانتنا علی امتثال كافة أوامر الإسلام ونجد أن الصلاة كثيراً ما تضيع.
وخاطب فضيلته المستمعين بالقول: لا تضيعوا الصلاة لأن الرسول صلی الله عليه وسلم لم يترك الصلاة مع الجماعة حتی في مرض موته إلا إذا ثقل مرضه.
هذا ظلم عظيم علی أنفسنا أن نترك الصلاة مع الجماعة مع أننا نسمع الأذان.
 وأردف قائلاً: ينبغي أن لا تقل صفوف الصلاة في صلاة الفجر بالنسبة إلی سائر الصلوات لأن قرآن الفجر كان مشهوداً (أي يشهدها الملائكة).
وأضاف: الزكوة تزيد أموالكم ولا تنقص منها، وقد أقسم الرسول صلی الله عليه وسلم علی هذا الأمر، وقال تعالی: «يمحق الله الربا و يربي الصدقات».
واستطرد قائلاً: لا بد أن لا تغفلوا عن صيام النافلة لأن الرسول صلی الله عليه وسلم لم يترك صيام النافلة في أي شهر.
وخاطب الجماهير بالقول: إني أوصيكم أن تتمسكوا بالدين وتجعلوا ممارساتكم وأعمالكم إسلامية، ولا تأكلوا أموال الناس واحذروا من دماء الناس وأعراضهم وأموالهم.
أدوا حقوق الناس لأن حقوقهم تؤخذ يوم القيامة.
وتابع: إحدی المشكلات في مجتمعنا أن الديون لا تؤدی ولابد أن يحكم الأخلاق الإسلامي علی المجتمع، وإذا كان الدائن معسراً فنظرة إلی ميسرة، وإن كان موسراً فهو ظالم ومن حقه أن يففوَّض إلی السلطات القضائية.
وأضاف: اختطاف الناس من الممارسات السيئة حيث يقوم البعض باختطاف بعض آخرين ويطلبون منهم ثمناً باهظاً، وهذا الأمر مخالف للقيم الإسلامية.
واستطرد سماحته قائلاً: عليكم أن تراعوا حقوق الجيران والأهل والعشيرة، وعلينا أن نتوب جميعا من عدم مراعاتنا حقوق الوالدين والأهل والعشيرة والجيران وسائر الناس.
واستطرد: عليكم أن تزوروا أقربائكم، وهذه الأمور من العبادات.
عودوا المرضی و زوروا القبور لأنها تذكّر الآخرة ، ولا تتبعوا الدنيا وزخارفها.
 وأشار فضيلته إلی أحوال المسلمين المأساوية في العالم و حاجاتهم الماسة إلی الوحدة و الانسجام قائلا: لو أن عالم الكفر والكفار يتحدون لمنافعهم فلا بد أن نتحد نحن المسلمون جميعاً لمنافع الإسلام ومنافع الدنيا والآخرة، لأن التفرقة تأتي بالخسران.
وتابع قائلاً: يقول المسئولون الإيرانيون نحن ندافع عن المظلومين من أهل السنة في أنحاء العالم مثل فلسطين، ولكن نحن أهل السنة في ايران نطالبهم أن يراعوا حقوقنا أكثر، وأن يلتفتوا إلينا ولا ينسونا، لأن علی الحكومة مراعاة حقوقنا؛ ولو كانت الوحدة في ظل الاحترام الثنائي وخاصة عدم الإساءة إلی مقدسات الآخرين فإنها وحدة قائمة دائمة.
 نحن أهل السنة في ايران نراعي الوحدة ونطالب المسئولين أن يرفعوا التميزات العنصرية والطائفية لضمان بقاء الوحدة.
وأضاف قائلاً: يجب أن لا تكون هنا ممارسات طائفية، وهذا الأمر يضمن الوحدة.
لابد أن نتمتع من بفعد النظر والاعتدال، وينبغي أن لا تهمنا منافع قوم ومذهب دون قوم ومذهب آخر.
واستطرد قائلاً: يجب أن لا تمهَّد الطريق للمتطرفين، لأن التطرف من أي مذهب كان، يطعن الوحدة.
وتابع قائلاً: إني اطالب قائد الثورة ( آية الله خامنئي ) وسائر كبار المسئولين الإيرانيين أن لا يسمحوا المجال للمتطرفين للإساءة إلی مقدسات أهل السنة عن طريق برامج الإذاعة و التلفزيون أو القنوات الفضائية، وهؤلاء المسيئون لا يتمتعون ببفعد النظر ولا يرون إلا أمام أقدامهم.
وأردف: ليعرف علماء الشيعة أنه لو لم يحترم البعض حرمة الصحابة وخاصة ام المؤمنين عائشة الصديقة والخلفاء الراشدين و سائر الصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم أجمعين فإن القلوب تبقی بعيدة غير مؤلفة ولايمكن الوحدة في ظل هذه الممارسات الطائفية.
وأضاف بالقول: هذا الكلام لا يخص الشيعة بل أقول لجميع علماء السنة و الشيعة أن يحترموا مقدسات الآخرين، ومن يسيء إلی مقدسات الآخرين فهو لا يری إلا أمام قدميه ولا يعرف أحوال المسلمين في العالم.
وتابع قائلاً: إني أوصيكم أن تراعوا الأمن ويجب أن لا تسيطر الاضطرابات علی الإقليم، وأوصي العلماء و الطلاب أن يبتعدوا عن المتطرفين ولا يمكّنوهم من المدارس والمساجد لان المدارس الدينية والمساجد أمكنة الأمن والسلام.
إني اقول للمتطرفين الذين يريدون الشغب والاضطرابات أن عليهم أن يكفوا عن ممارساتهم ونحن نطالب متطلباتنا من طرق السليمة لا من طريق العنف.
وأشار سماحة الشيخ عبدالحميد إلی توجيه اتهام للمدارس الدينية لأهل السنة في بلوشستان بممارسة العنف والتطرف، من قفبَل رئيس المحكمة في بلوشستان، قائلاً: إني اشكو بعض المسئولين حيث أعموا خطابهم لكافة المدارس واتهموها بالتطرف من أجل قضية حدثت في منطقة ‌من مناطق بلوشستان؛ ومن ارتكب خطيئة فلا بد أن يخاطَب ويجيب هو بنفسه عن ممارساته لا أن يفخاطَب أو يؤاخذ الآخرون من أجل خطيئة البعض؛ وإني اقول للمسئولين إن طريق العلماء والطلبة والمدارس الدينية طريق الوحدة والأمن والأمور الثقافية، وإن انتصار الثورة في ايران لم يتحقق إلا بخدمات المدارس الدينية وتضحياتها.
وأشار سماحته إلی قرب موعد الانتخابات النيابية، قائلاً: يجب أن تلقوا اقتراعاتكم في صناديق الاقتراع وتنتخبوا من لا يخاف من مطالبة الحقوق وينادي بحقوقكم، واجعلوا المعيار في هذا الانتخاب الصلاح والديانة والدراية والشجاعة؛ وأما في زاهدان فأقول للبلوش والبيرجنديين والسيستانيين أن ينتخبوا من المعتدلين ومن يغلب المنطق والعقل علی أحاسيسه ويسعی لإيجاد الوحدة، وعليكم أن تبادروا إلی انتخاب شخصَين صالحَين، ولا ينفعكم انتخاب من يهجم علی الآخرين ويسبب الفرقة والتباغض بين الناس.
وفي الأخير أشار سماحته إلی عقد مؤتمر حول مؤسس جامعة دارالعلوم بزاهدان فضيلة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله تعالی قائلاً: تعتزم جامعة دارالعلوم عقد مؤتمر حول شخصية سماحة الشيخ عبدالعزيز رحمه الله تعالی وتفبحث في هذا المؤتمر أبعاد شخصيته وخدماته الجليلة لإيجاد الوعي واليقظة بين الجماهير، وإن سماحته رحمه الله كان عالما فذاً عبقرياً في المجتمع الإيراني وخاصة ‌في بلوشستان وكان من الشخصيات العالمية.
وأضاف قائلاً: نرجو من العلماء والشخصيات العلمية أن يساعدونا في هذا المجال ونرجو من الأثرياء أن يعينونا بأموالهم حتی نقيم هذا المؤتمر كما ينبغي وبأحسن وجه ممكن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات