ما هي سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم في عاشوراء، وكيف قضى صلى الله عليه وسلم هذا اليوم؟ حينما نرجع إلى المصادر الصحيحة من السنة والسيرة، نجد عاشوراء من أيام العبادة والفضل التي حثّ النبي – صلى الله عليه وسلم – على صيامها، فجاء في الحديث الصحيح عن أبي قتادة – رضي الله عنه – أنه قال: «ثلاث من كل شهر ورمضان إلى رمضان فهذا الدهر كله، وصيام عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده، وصيام عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله» ، وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: ما رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان، فالسنة إذا في اليوم هذا الصيام فحسب وقد صامه – صلى الله عليه وسلم – وأخبر بفضل صيامه كما في الحديث السابق وأمر بقيامه، فقد جاءت بذلك الأحاديث الصحيحة.
أ – فعن ابن عمر – رضي الله عنهما -: أن أهل الجاهلية كانوا يصومون عاشوراء، وأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان، فلما افترض رمضان. قال: صلى الله عليه وسلم: «إن عاشوراء من أيام الله، فمن شاء صامه ومن شاء تركه».
ب – وعن ابن عباس – رضي الله عنهما -: قال قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال: «فأنا أحق بموسى منكم» فصامه وأمر بصيامه. وعنه أيضاً قال: أمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: بصوم يوم عاشوراء العاشر.
جـ – وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال: حين صام رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا: يا رسول الله يوم تعظمه اليهود والنصارى؟! فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا يوم التاسع». قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -. وفي رواية: «لئن بقيت إلى قابل لأصومنَّ التاسع»، وعنه أيضاً قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: «صوموا يوم عاشوراء وخالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يوماً وبعده يوماً». ولقد ذكر العلماء أن صوم يوم عاشوراء على ثلاث مراتب:
أ – صوم التاسع والعاشر والحادي عشر لحديث: «صوموا قبله يوماً وبعده يوماً» .
ب – صوم التاسع والعاشر لحديث: «إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا التاسع».
جـ – إفراده بالصوم أي صوم يوم عاشوراء وحده، للأحاديث الدالة على تأكيد صومه.
إن هذا هدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في يوم عاشوراء، وسنته التي عمل عليها هو وأصحابه، وهذا هو المنهج الذي يجب أن يتبع في هذا اليوم، والهدي القويم الذي ينبغي أن يتمسك به، ويمتثل رجاء لثواب الله – تعالى.
تعليقات