اليوم :25 April 2024

خطبة الجمعة 22 من شوال

خطبة الجمعة 22 من شوال

قال فضيلة الشيخ عبدالحميد إمام وخطيب جمعة أهل السنة في مدينة زاهدان في خطبته يوم الجمعة: إن الله خلق الإنسان و مكنه في هذه المعمورة من كل شيء، وإن بقائه في الدنيا قليل ولكن فرصة الحياة فرصة ثمينة. قد أنعم الله علي الإنسان بهذه الفرصة حيث إنه ‌يستطيع أن يغتنمها ويمهد طريقه إلی الجنة وإلی الفوز العظيم، ولكن إذا فاتت الفرصة فإنه سيسخر خسارة فادحة ويتحسر إلی الأبد…

ويمكن أن يواجه العذاب في الآخرة.
 و أضاف قائلاً: علی الإنسان أن يسلك الطريق المستقيم وهو طريق الإسلام وطريق محمد صلی الله عليه وسلم . 
هذا الطريق يوصل الإنسان إلی الله تعالی .

وتابع قائلاً : علی المسلم أن يمتثل أوامر الإسلام و يتبع سنن خير المرسلين ويغتنم فرصة الشباب ويعبد الله في هذه المرحلة من العمر ويلجم النفس والشيطان عن المحارم و الموبقات.

واستطرد قائلاً : كثير من الشباب لايهتمون بالصلوات و تفوت كثير من صلواتهم ويقولون سوف نعبد الله حينما صرنا من الشيوخ والمعمرين ولكن « الشيطان سول لهم وأملی لهم » .

وأردف : كثير من الشباب يهتمون بكافة الصلوات ولاتفوت عنهم صلاة التهجد ويحجون في الشباب حتی يعبدوا الله كما ينبغي .

وأضاف فضيلة الشيخ عبدالحميد قائلاً : فرصة الشباب فرصة ثمينة يجب اغتنامها وإنها من خير النعم .

إخوتي في الله ! الشباب لايعود ، فعليكم أن تهتموا بالصلوات في المساجد ولاتفوت عنكم هذه الفرصة .

أكثر الشباب في هذه المدينة يغتنمون هذه الفرصة ويسعون في سبيل الخير بحمد الله تعالی وقد رأينا هذا الأمر في شهر رمضان وفي الإجتماع السنوي وفي سائر الإجتماعات.

وتابع بالقول : نعمة الصحة نعمة عظيمة اخری من نعم الله تعالی، ومن شكر هذه النعمة فإن الله تعالی يحفظه من المرض .

كان يقول الشيخ عبدالعزيز رحمه الله : إن الله تعالی يسلط بعض الأمراض علی المرء ليرفع درجاته ويفبلغه إلی درجة لم يبلغ إليها بالعبادة .

واستطرد قائلاً : قال النبي صلی الله عليه وسلم : « نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ » . فعلينا أن نغتنم فرصة الفراغ ونسارع في الخيرات وفي عبادة الله تعالی و تعليم الأهل .

نسأل الله علی أن يوفقنا للإستفادة من الفراغ .

من ذكرالله فإنه تعالی يذكره فيمن عنده.

واستطرد قائلاً: الفرصة الاخری هي فرصة المال.
« المال غادف و راحف ».

إذا وجدتم مالاً بادروا بالصدقة و الخير، و قد قال عليه الصلاة و السلام : اتقوا النار و لو بشق تمرة.

الجواد محبوب عندالله، و البخيل مطرود من عنده تعالی.

علينا  أن نغتنم فرصة الحياة لأنها من أعظم النعم و لا فرصة بعد هذه الفرصة و ليست لنا بعد فواتها إلا الحسرة و الندامة .

نسأل الله تعالی أن يوفقنا لإغتنام هذه الفرصة قبل أن نحضر أمام الله تعالی في الآخرة .

و أشار فضيلة الشيخ عبدالحميد إلی مداهمة و إغلاق المدرسة المحمدية في مدينة زابل قائلاً: حادث اقتحام المدرسة المحمدية قد أقلق العامة و جرح القلوب و إني أريد أن اتكلم حول هذه المدرسة.

 وتابع: قبل 16 سنة ففوّضت المدرسة المحمدية إلی جامعة دارالعلوم زاهدان كفرع لها من قفبَل مؤسسها الشيخ محمد گل رحمه الله، حيث عرضها علينا قائلاً إني لا أستطيع أن افديرهذه المدرسة و إن أبناء سيستان في حاجة ملحة إلی مثل هذه المدارس؛ فقبفلنا اقتراح الشيخ رحمه الله و بدأت جامعة دارالعلوم زاهدان جهودها في تلك المدرسة بحيث صارت من أفضل المدارس من حيث العلم و العمل و العبادة و إحياء الليالي؛ و جزی الله أخانا الكريم سماحة الشيخ محمد علي حفظه الله حيث بذل فضيلته حفظه الله و سائر الاساتيد في تلك المدرسة أقصی مجهودهم لرقي المدرسة و إزدهارها.

 كل من يخدم الدين نحن نضع حذائه علی رؤسنا و أعيننا.

و أردف بالقول: من البداية واجهنا ببعض المشاكل في تلك المدرسة حيث كانت المدرسة تواجه الضغوط من قاصري النظر« و إلی الله المشتكی » ، و هذه التمييزات العنصرية و الطائفية قد أضعفت المسلمين .

كنا  نتوقع دائماً أن تواجه المدرسة بالمشاكل، و كانت القضية الأخيرة ليلة الأحد حيث تمت مداهمة المدرسة و اقتحامها و إخراج الأساتذة و الطلبة من المدرسة و إغلاق أبوابها من قفبَل عناصر مسلحة مشبوهة.

اضطر الطلبة أن يلجئوا إلی المسجد و بقيت كتبهم و سائر أمتعتهم في المدرسة تحت سيطرة المسلحين و باءت جميع المفاوضات بالفشل.

و استطرد قائلا: نحن نعلم أنها كانت أيدي خفية وراء هذه القضية و قد تم التخطيط لها حسب خطة مدروسة و لا ريب و لا شك هناك أن القضية تديرها ايدي خفية و نحن واثقون من هذا الامر.

كنا نتوقع من محافظ الاقليم و ممثل قائد الثورة في الاقليم أن يحلّا هذه المشكلة و قلنا: القضية سوف يبلغ صداها إلی العالم أجمع و لا يفصدّق أحد أن أيدي الأشخاص غير الحكومة وراء هذه القضية.

و تابع قائلاً: العالم الاسلامي اليوم تحيط به المصاعب و المشاكل من كل جانب و المسلمون يعيشون في اوضاع خطيرة و إن هذه الاوضاع تستدعي أن نسعی لحل هذه المشكلة .

و أردف فضيلته بالقول: لو زعم البعض أن هذه المدرسة تغلق أبوابها إلی الأبد و قد تم نشاطها في تلك المنطقة قهذا زعم باطل و إن المدرسة المحمدية ستواصل نشاطاتها في منطقة قريبة من مكانها السابق.

و أضاف: لما رأينا أن المشكلة التي حلّت بالمدرسة المحمدية لايمكن حلّها و هناك مخاوف من الاضطرابات حول مصير المدرسة عزمنا علی نقل مكان المدرسة إلی قرية افخری مع أن جميع الخدمات في تلك المدرسة كانت بتمويل من جامعة دارالعلوم زاهدان و قد سكن الطلبة في مسجد تلك القرية، و كذلك رحّب سكان القريةالمشرّدين بحفاوة بالغة و قدّموا منازلهم كالسكن للطلاب، فجزاهم الله خيرا لجزاء. و ذلك المكان سيكون إلی الأبد مكان المدرسة إن شاء الله.
واستطرد قائلاً: هذه القضية سترفع إلی كبارالمسؤلين، و أمّا طَلبفنا منكم أن لا تنسوا المدرسة من صالح دعواتكم و أن تبادروا بمساعدتكم و تبرعاتكم المالية إلی بناء المدرسة من جديد.

نريد أن نقيم الخفيم هناك لسكن الطلبة ثم نبدأ ببناء الغرف من جديد.

وتابع: لسنا أهل الاضطرابات، و لا نريد تأجيج الافتراق و بث الفرقة بين الشيعة و السنة و لا بين السنة و السنة و لا نرجع إلی مكان فيه الخلاف.

 من هنا نناشدكم أن تبادروا بتبرعاتكم و إعانتكم إلی هذه المدرسة وبكل ما تستطيعون.

واستطرد بالقول: من هنا اعلن بصراحة أنه ليس لنا خلاف مع أحد، و نفوّض امورنا إلی الله « و إلی الله المشتكی».
 لسنا أهل الفتنة و الخلاف و ندعو الله تعالی أن يحفظنا من الفتن.

و أضاف فضيلة الشيخ عبدالحميد قائلاً: رسالتي إلی اخواننا السيستانيين ( الشيعة ) أن عليهم أن يفكروا إلی التعاش السلمي الذي كان بين السيستانيين و البلوش منذ قرون، و ما كانت بينهم مثل هذه المصاعب و المشاكل العرقية و المذهبية  ولكن الأوضاع الراهنة في ايران أعانت السيستانيين وإنهم يشغلون المناصب العليا في الإقليم وهذا بلاء من عند الله .

عليهم أن لايضروا بالأخوّة بين البلوش والسيستانيين ، لأن الأيام لاتسير علی وتيرة واحدة بل سوف تتغير الأحوال لصالح الآخرين .

« وتلك الأيام نداولها بين الناس » .

وأردف: هذه الآية تبين بصراحة تامة أن الأيام تتغير وسوف تنقلب لصالح الآخرين ، فكما أن اليوم الأحوال والأوضاع الراهنة تساعدكم وهي لصالحكم فسوف ترون غداً أنها تتغير لصالح البلوش والبرجندييين، فيجب أن لاتعاملوا الآخرين بحيث يكتب التاريخ المعاملة السوء بيننا .

اليوم ترحب الحكومة والمسئولون بكلام السيستانيين ولا يقبلون كلامنا .

عليكم أيها السيستانييون أن لاتعاملوا بحيث تتزعزع الأخوّة بيننا .

وأضاف فضيلة الشيخ عبدالحميد قائلاً : سيستان وبلوشستان إقليم واحد، و كل من سيستان و من بلوشستان لكل من يعيش في هذا الإقليم من السيستانيين والبلوش؛ ولا ينبغي أن نواجه المشاكل في سبيل نشاطاطتنا الدينية والتعليمية في سيستان.

وتابع بالقول: السيستانيون لايواجهون أية مشاكل في بلوشستان وقد سيطروا علی المناصب في هذا المنطقة و لكن نحن نواجه المشاكل في سيستان.

لا نريد أن تحدث النزاعات العرقية، و يواجه كل من السيستانيين والبلوش بالعراقيل والمصاعب في هذا الإقليم ، وهذا ما يريده الأعداء .

وإستطرد قائلاً : نحن نريد أن تعيشوا في بلوشستان بالأمن ونستطيع أن نعيش ونواصل نشاطاطنا الدينية في سيستان ، وهذه الخدمة الشرعية علی عواتقنا.

لو لم نفكر لتعليم أهل السنة في إيران لنواجه سخط الرب وغضبه.

و أردف: فكما أن الشيعة في حرية تامة في مجال التعليم نحن أيضاً نريد أن تكون لنا حرية في هذا المجال كما أتاح لنا الدستور هذه الحرية .

لسنا من المتمردين ، بل نحن من المعتدلين ونريد الوحدة بين الأمة ولانسكت علی الضيم .

وتابع قائلاً: نرجو من الحكومة أن لا تضيق المجال علينا ( أهل السنة ) و أن يوفر لنا الحرية التامة التي إعترف بها الدستور الإيراني ولا نقبل تضييق الخناق ضد أهل السنة.

وتابع فضيلة الشيخ عبدالحميد بالقول : أرجو أن تحل هذه المشاكل حتی يستطيع العلماء والطلبة أن يواصلوا جهودهم التعليمية في سيستان لأن المدرسة الدينية من أهم الضروريات في تلك المنطقة .

في الأخير أوصي الإخوة بمراعات الأمن في هذا الإقليم ونتابع هذه القضايا من الطرق السليمة .

نرجو الله تعالی أن يرفع هذه العراقيل والمصاعب .

والسلام عليكم و رحمة الله وبركاته .


تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مزيد من المقالات